ألغاز علميةكشكول

الإسقاط النجمي

الإسقاط النجمي Astral Projection أو كما يسمى الإسقاط الأثيري أو تجربة الخروج من الجسد، أو تجربة الاقتراب من الموت. وهي عملية فصل الوعي عن الجسد والسفر إلى الواقع غير المادي، يُطلق على هذا الواقع اسم المستوى النجمي. هذا ليس مثل الحلم، فهما مختلفان تمامًا.

حيث إن الأحلام هي تجربة ذاتية داخلية لخلق إمكانيات لا حصر لها، لكن الإسقاط النجمي هو تجربة موضوعية خارجية لمستويات وجود فعلية لها قوانين وقيود مشابهة للمستوى المادي، على عكس الأحلام، فتجربة الإسقاط النجمي هي مكان حقيقي وملموس تمكّن من التفاعل مع المحيط الخارجي. ويمكن للمرء تجربة ترك الجسد والوقوف بجوار السرير والنظر إلى جسد المادي. ومن ثم إمكانية الطيران بين السحاب، أو زيارة بلد آخر، أو اكتشاف الفضاء…الخ.

شرح فكرة الإسقاط النجمي

يصف بعض المؤمنين بفكرة الإسقاط النجمي أن المستوى النجمي عادةَ يكون البعد الخامس للطبيعة، والذي يتجاوز الزمان والمكان، وطبعاً تبقى هذه الفكرة نظرية قيد الدراسة والبحث يُقْتَرَض وجودها للمساعدة على فهم الكون بشكل أفضل.

عادةً ما يتضمن الإسقاط النجمي جهدًا مقصودًا لإرسال الوعي من الجسد أي انتقال الوعي خارج الجسد نحو مستوى، أو بُعد روحي.

ومن ناحية أخرى، عادة ما تكون تجربة الخروج من الجسد غير مخطط لها. وبدلاً من السفر، يقال إن الوعي يطفو أو يحوم فوق الجسد المادي.

blank

وفسر عالم النفس دونوفان راتكليف في كتابه علم نفس السحر والتنجيم بأن الإسقاط النجمي هو الوهم والهلوسة والأحلام الحية.

ويمكن لتجربة الإسقاط النجمي أن تحدث في أحد هذه الحالات الثلاثة، الأولى قد تكون بشكل عفوي بمعنى أنها تحدث دون أي ترتيبات أو تقنيات أو معرفة سابقة، الثانية قد تكون بشكل قسري مثل تجارب الاقتراب من الموت، كالغيبوبة على سبيل المثال، والثالثة قد تحدث بشكل مقصود بكامل إرادة الشخص.

بعض التجارب لأشخاص يزعمون أنهم تعرضوا لتجربة الإسقاط النجمي:

ذكرنا ثلاث تجارب لأشخاص مختلفين، ولكن يجب التنويه أنه ليس من الضروري أن تكون حقيقية، إنما نقلناها كما جاءت من أصحابها:

التجربة الأولى:

تقول صاحبة التجربة: لم أكن أعرف شيئاً عن ظاهرة الإسقاط النجمي إلى أن عشتها حيث كان الوقت في الصباح، وكنت نائمة بعمق شديد فجأة سمعت صوت الجرس، فقمت لفتح الباب ولكني لم أكن أشعر بأني أمشي على الأرض، فقد كنت خفيفة جداً لدرجة الشعور أن الهواء أثقل مني، وكنت أسأل عن الطارق، ولكن لم يجبني أحد، فعدت إلى سريري ولكني تفاجأت برؤية جسدي على السرير، فظننت أني مت فأغمضت عيني بسرعة وعدت لفتحها، فوجدت نفسي في جسدي وعدت لأسمع صوت الجرس يرن مجددا، وكان أبي الطارق، فأخبرني أنه كان يطرق الباب منذ فترة، ولكن لم يجبه أحد.

التجربة الثانية:

تقول صاحبة التجربة: استيقظت في الصباح حوالي الساعة السادسة صباحًا للقيام ببعض الأعمال، وبحلول الساعة 7:30 صباحًا، كنت قد انتهيت وشعرت بالتعب، لذلك قررت العودة إلى النوم، شعرت باسترخاء كامل في جسدي بينما ذهني مستيقظاً، وفي النهاية أصبت بشلل النوم، لكن هذه المرة، لم أشعر بالخوف المعتاد، جربت أن أطفو ويا للدهشة شعرت بنفسي ارتفع بالهواء.

حاولت الالتفاف والنظر إلى جسدي، وعندها شعرت بأنفاس شخص، في البداية اعتقدت أنه كيان وشعرت بقشعريرة، لكنني بقيت هادئة بشكل مدهش، ثم اكتشفت أنني كنت أسمع نفسي أتنفس! عندما استيقظت نظرت إلى جسدي ولكني لم أتمكن من الرؤية بوضوح كان كل شيء ضبابيًا خاصة في جانبي الأيسر، وبعد فترة وجيزة، استيقظت.

التجربة الثالثة:

يقول صاحب التجربة: كنت آمر بحلم غريب أتحكم به بشكل كامل، استمرت الأمور بشكل طبيعي؛ ومن ثم خلال خروجي من الحلم والاستيقاظ حدث معي أمر غريب شيء يشبه الارتفاع، فحاولت الرجوع إلى الحلم ومحاولة البقاء فيه، ثم تشوشت الصورة، ووجدت نفسي واقفاً في غرفة نومي دون أي إحساس لا بالجسم ولا بالوزن ولا بالحواس عدا الرؤية، والتي كانت واضحة تماماً، ورأيت كل شيء بوضعه الطبيعي دون أي تشويش، ورأيت كأني أشع ناراً أي كضوء الشمس أو النار، رأيت انعكاس الضوء على الجدار لم يكن لي جسم، ومن الدهشة والخوف تشوش الأمر، وشعرت بأني أنسحب ثم استيقظت.

الإسقاط النجمي وظاهرة شلل النوم

ظاهرة شلل النوم Sleep Paralysis أو حركة العين السريعة وهي عدم القدرة المؤقتة على الحركة أو التحدث في أثناء النوم، على الرغم من استيقاظ الوعي، ويسميها البعض بظاهرة الجاثوم.

وقد تحدث بعض الهلوسات في هذه المرحلة وسماع أصوات غريبة أو رؤية أمور مرعبة، وتلك الظاهرة قد تكون الباب المؤدي للإسقاط النجمي، ويقول المؤمنون بوجود هذه النظرية أنه لو حاول من تعرض لتجربة الجاثوم أن يتغلب على مخاوفه، ويحرك يده أو قدمه، واستطاع العبور من خلال هذه الهلوسات، وتمكن من التحكم بوعيه لاستطاع الانتقال إلى أي مكان.

الإسقاط النجمي وتجربة الاقتراب من الموت

يختلف الإسقاط النجمي عن تجربة الاقتراب من الموت، الظاهرتين يمكن تصنيفهما كتجارب الخروج من الجسد، ولكن الفرق أن الاقتراب من الموت هي تجربة حصرية لتحديد مصير الوعي إن كان يريد مغادرة الحياة المادية أو البقاء، أما الإسقاط النجمي فهي عملية اختيارية أو عفوية تحصل مع الشخص لأسباب متعددة، ولكن ليس للموت.

blank

رأي العلم في الإسقاط النجمي

يعتبر العلم الإسقاط النجمي أنه مجرد تخيلات وهلوسات لا أساس لها من الصحة ناتجة عن تحفيز الدماغ بشكل مبالغ به، مثل أن يضع الشخص منبهاً لمساعدته على العودة من العالم الآخر، وهذا يحفز دماغه لتخيل العالم الآخر، ويؤدي إلى جهد عضلي زائد؛ مما يسبب مشاكل كارثية للجسد وجهد دماغي.
وبحث العلماء عن المعلومات التي أتى بها أشخاص يزعمون بأنهم من متمرسي الإسقاط النجمي مثل الخبير في هذه المجال (إنجو سوان) الذي ادعى بأنه قد وصل بروحه إلى كوكب المشتري عام 1978م، وجاء ب 65 معلومة مجهولة عن كوكب المشتري، وعندما تحقق العلماء من هذه المعلومات وجدوا 30 معلومة كاذبة و 11 منها صحيحة، ولكنها موجودة في الكتب، وباقي المعلومات لا يمكن التأكد منها عدا معلومة واحدة صحيحة، كما تحققوا من المعلومات لأشهر متمرسي هذا المجال وبناءً على عدم صحة تجاربهم فشلت نظرية الإسقاط النجمي علمياً.

الإسقاط النجمي والأديان

توجد آراء متباينة بين الأديان المختلفة حول ظاهرة الإسقاط النجمي؛ حيث إن الديانات السماوية مثل الإسلام والمسيحية واليهودية ينظرون إلى الإسقاط النجمي بشكل عام كممارسة غير مرغوب فيها أو حتى كشكل من أشكال الشعوذة والسحر. فهذه الديانات تركز على الإيمان بالإله الواحد، وترفض الاعتقاد بأن النجوم أو الأبراج لها تأثير في حياة البشر.

في المقابل، توجد بعض الديانات مثل الهندوسية والبوذية التي ترى في الإسقاط النجمي جزءًا من فهم الكون والتنبؤ بالأحداث، فالهندوسية على وجه الخصوص تعطي أهمية كبيرة لعلم التنجيم والفلك في تفسير الظواهر الكونية.

بعض الديانات والمعتقدات الأخرى كالوثنية والشمانية تتبنى أيضًا ممارسات مرتبطة بالإسقاط النجمي والتنبؤ بالمستقبل من خلال النجوم والأبراج.

blank

بشكل عام، يختلف موقف الأديان من هذه الظاهرة اختلافًا كبيرًا، فبينما تراها بعضها كممارسة غير مشروعة، تراها أديان أخرى جزءًا طبيعيًا من فهم الكون والتنبؤ بالمستقبل.

الإسقاط النجمي والسينما

هناك العديد من الأعمال التلفزيونية والأفلام السينمائية التي سلطت الضوء على تجربة الإسقاط النجمي بطريقة علمية أو خيالية، أو قد تكون مرعبة، ونذكر أشهرها مسلسل Behind Her Eyes والذي صدر عام 2021. وهناك بعض الأفلام التي تناولت هذه التجربة أيضاً، ونذكر من أشهرها ما يلي: Insidious – Doctor sleep-Inception – Psychic Killer -Dream Demon.

وهناك أيضاً فيلم أنمي فكرته تدور حول هذه التجربة أيضا وهو Over the Sky 2020

خاتمة

في نهاية الأمر يمكننا القول أن الإسقاط النجمي هو أمر يصعب إثباته علميًا. فلا توجد دراسات ملموسة تثبت حقيقة هذه التجارب، ولا يوجد دليل قاطع على وجود هذه القدرة الخارقة لدى البشر، وعلى الرغم من ذلك، يستمر البعض في الاعتقاد بوجود هذه القدرة، معتمدين على تجارب شخصية أو روايات غير مؤكدة. علماً أنه من الضروري الاعتماد على الأدلة العلمية الموثوقة قبل قبول مثل هذه الادعاءات.



 

المصدر
reaprendentiadream.co.ukreddit

Walaa_Sh

Syria
guest
6 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى