غرائب العشق والغرام

بيجي بيشلر: ضحية الاختيار الخاطئ

كم مرة طالعتك يا عزيزي القارئ صورة في أحد مواقع التواصل الاجتماعي لزوجين يبدوان في غاية السعادة ويعيشان قصة حب لا مثيل لها، إلى الحد الذي جعلتك تشعر بالأسف و الرثاء لحالك حين تنظر حولك ولا تجد أي أثر لهذا السحر الرائع، والأنكى من ذلك أن لا تقضي ذكرى زواجك في أجمل شواطئ البلاد أو في أفخم فنادقها، و لا تملك ما يعينك على شراء هدية تليق بمن تحب يتجاوز سعرها شهور عديدة من عملك الدؤوب؟

لابد أن كثير منا قد رواده هذا الإحساس السيء في لحظة ما من حياته، خصوصا مع اجتياح تلك الأصوات المجلجلة تفاؤلا كل فضاء ممكن لتقول لك : أن السعادة ممكنة و أنه ثمة دائما وصفة مجربة لها و قطعا سوف تنجح معك بدءا من كيف تصبح مليونيراً في أقل من أسبوع مرورا بكيف تكون الرجل معشوق النساء أو المرأة التي لا يقاوم جاذبيتها رجل ؟

قد تعتقدون أنني بصدد اعطاءكم أنا الأخرى درسا في التنمية البشرية في السعادة الحقيقية ولكن لا، بل إن قصتي لا علاقة لها بأي من هذا و تعود لما يقارب ثلاثين عاماً كاملة.

لكنني أستحضر هذا الكلام الآن لأنني أعتقد جازمة أنه لو عاش بطلي القصة في هذا الزمن، ورمت مواقع التواصل ببضعة صور لهما أمام عيني و أمام غيري، لاعتقدت جازمة أنهما زوجان لطيفان وسعيدان و مثالا للاحتذاء به. ليس في الحب الذي لا يعرف مستحيلاً، ولكن أيضاً في النجاح و المثابرة و التحدي، و ما استطعت تخيل نوع المشاكل التي تدور بينهما خلف تلك الابتسامات الجميلة.

لكن و خلال كتابتي لهذا المقال، كل ما دار بذهني، بجانب تلك الانطباعات أعلاه، أنه لا توجد أبدا طريقة تضمن لنا أي نوع من السعادة الدائمة، مهما كانت درجة ذكاءنا و مهما كانت دقة حساباتنا و مهما عدد لنا الآخرين كل تلك الوصفات السحرية للحب و المال والنجاح و السعادة ..

نشأة بيجي بيلشر

ولدت بيجي بيلشر 2 يوليو عام 1959 في مقاطعة تشافيز، نيو مكسيكو، وهي الطفلة الرابعة لجلين وجون مارشال.

عانت بيجي في طفولتها من مرض الجنف، مما اضطرها لارتداء دعامة للظهر طوال الوقت، عدا عن وقت ممارستها السباحة، وهي الرياضة التي احترفتها وتفوقت فيها ضمن رياضات أخرى كانت تمارسها كهوايات.

بيجي بيشلر
بيجي بيشلر

ولأن بيجي و منذ طفولتها وهي معروفة بالنبوغ و تعدد المواهب، فإن طموحها لم يقتصر فقط على السباحة؛ و إنما ذهب بها إلى حد محاولة مساعدة آخرين ممن يعانون من حالتها المرضية على التماثل للشفاء. و لهذا السبب قررت الانتقال إلى كاليفورنيا عقب إكمال دراستها، وفتح مركز خاص في المعالجة الفيزيائية، وقد نجحت في اجتذاب الزبائن وصنع اسم لها في هذا المجال، و إلى هنا، كانت حياة بيجي بيلشر العملية تسير بسلاسة، و مثل أي إنسان مهما كانت نجاحاته وإنجازاته، يبحث عن الحب الذي يملأ قلبه و حياته، فإن يبجي تلتقي بذلك الحب الأثير بإحدى مباريات كرة الطائرة؛ التي و برغم مسؤولياتها الكثيرة، لم تفوت بيجي أي فرصة سانحة لتزجية الوقت في مدرجات ملاعبها، و قد اصطحبت يومها إحدى صديقاتها في عام 1991.

وهناك، لفت انتباهها شاب وسيم الطلة، متناسق البنية، يملك عينين زرقاوين، وعلى الفور انطلقت شرارة الإعجاب بين الاثنين، و تواعدا على الخروج معاً، وتحول الموعد لمواعيد غرامية كثيرة، تكللت أخيراً بإعلان الشاب العاشق رغبته بالزواج من بيجي بيشلر؛ دون أن يقف صغر سنه عنها بثماني سنوات أو أنه مايزال يدرس عائقاً أمام العاشقين المتيمين، بل ولا حتى آراء الأصدقاء و المعارف و الأقارب في الزواج بعد سنة من المواعدة فقط، خطوة متعجلة و مغامرة غير مأمونة العواقب.. فتلك المرأة التي تحدت وضعها الاستثنائي، بالتأكيد ستتحدى كل الظروف التي تحول بينها و بين الرجل الذي تحب!

blank
تحديا الظروف ليكللا حبهما بالزواج

فتزوجته و أنجبت منه ثلاثة أطفال، و قامت بتعيينه في شركتها التجارية جيريكاير؛ لكن سرعان ما لاحق الزوجان الفشل المالي بسبب قلة خبرة إيريك و سوء إدارته، وانتهى بهما هذا الفشل ببيع كل حصصهما فى الشركة عام 1996؛ مع ذلك ظل إيريك وبيجي يعملان فى الشركة حتى بعد بيعها إلى أن تم تسريحهما في مارس عام 1997، مما اضطرهما إلى سحب معظم مدخراتهما من البنك لسداد أقساط المنزل ودفع الفواتير.
و كخطوة أخيرة من أجل تأمين مستقبل أطفالهما، في حالة أصاب أي مكروه منهما، قاما بالتأمين على الحياة بمبلغ قدره 2.6 مليون دولار.

المأساة

في السادس من يوليو 1997، قرر إيريك وبيجي بيشلر أن يحتفلا بالذكرى السنوية الخامسة لعيد زواجهما، وكذلك عيد ميلاد زوجته الثامن والثلاثين الذي مضى عليه بضعة أيام على متن قارب.. فضمن الروابط الكثيرة التي تجمع الزوجين كان من بينها حب الماء والقوارب.

في ذلك اليوم الصيفي، ارتدت بيجي أفضل ما لديها، واستأجرت بصحبة زوجها قارباً سريعا توجها به إلى عرض البحر ليحظيا هناك ببعض الأوقات الرومانسية في منأى عن أنظار الجميع؛ فتناولا المارغريتا واستمتعا بالأستلقاء الكسول تحت موجات الشمس الدافئة، واسترجعا ذكريات اللقاء الأول و كل لحظاتهما السعيدة معاً ..

عند غروب الشمس، كان هناك رجل يستمتع بالبحر مثل آل بيلشر بصحبة عائلته وأصدقائه يدعي جاري جرين قبيل الساحل، حيث المحيط هادئ مع ارتفاع الأمواج ثلاثة أقدام فقط ووجود تموجات خفيفة بالكاد يمكن حتى ملاحظتها؛ حتى رأى لوح تزلج على متنه رجل، فبدأ جرين بالاقتراب منه، و بدا الرجل على متنه فى حالة من الذهول و الصدمة، و راح يكرر بصوت عالي : ” زوجتي! زوجتي! “

و بعد لحظات تمالك نفسه فيها قليلا أردف قائلا: ” لقد سقطت من على القارب” وقد كان هذا الرجل هو إيريك.

اتصل جرين بخفر السواحل، وألقى لإيريك سترة نجاة، وحاول تهدئته حتى وصول القوات، ‏فى هذه الأثناء ظل إيريك يتشبث بلوح التزلج، وهو زائغ البصر، و لا ينطق بحرف .

و ما أن جاءت خفر السواحل حتى سألاه عما جرى، فأجاب :

“أنا وزوجتي بيجي استأجرنا قارب للإحتفال بالذكرى السنوية الخامسة لزواجنا وعيد ميلادها”

إيريك بيشلر
إيريك بيشلر

قال أنه أثناء قيادتها للقارب في طريق العودة، و بينما تجلس على الجزء العلوي من الجزء الخلفي من مقعد السائق، ظل هو يتبعها بلوح التزلج، وفجأة جاءت موجة كبيرة واصطدمت به وسقط من على المزلج وغطس فى المحيط، وعندما صعد إلى السطح مجدداً لم يستطع رؤية بيجي، إذ كان القارب فارغاً، ويدور فى دوائر ولم يتمكن من الصعود على متنه قبل أن يبتعد.

على الفور انطلقت عملية بحث مكثفة عنها، في هذه الأثناء تساءل إيريك مرارا إذا كانوا فتشوا الشاطئ؛ فهو يعرف أن زوجته سباحة ماهرة، لكن للأسف كان جوابهم دائما بأنهم لم يعثروا على شيء، و من ثم كان يتحول وجهه هو إلى الحزن وفقدان الأمل في العثور على أم أطفاله ورفيقة دربه، و بدوره انتهى البحث بعد الذي دام يومين، مع بقاء بيجي بيشلر في عداد المفقودين، دون أي أثر لجثتها حتى !

لذلك قرر خفر السواحل إعادة تمثيل الحادث، كي يستطعوا أن يحزروا الطريقة التي انزلقت بها بيجي، وإذا ما كان هناك أمل أن السقوط لم يكن مؤذياً بحيث تكون ماتت في التو واللحظة.

وعند الصعود إلى القارب ووصف ايريك ما حدث.
استنتج خفر السواحل أن لا أحد يمكن أن يسقط بتلك الطريقة و إن الأمر به شبهة جنائية فاتصلوا بالشرطة على الفور!

التحقيق في اختفاء بيجي بيشلر

أجرى المحققون مقابلة مع إيريك وادعى أنه وزوجته كانا سعيدين ويربطهما ببعضهما رابط قوي.

و بينما كان يستلقي على الأريكة في منزله، متكوراً في وضع الجنين، كان من حين لآخر يغطي وجهه بيديه، وينتحب بصوت عال، رغم أن الدموع على وجهه – إن وجدت- لا تتناسب أبداً مع صوت نشيجه الحاد.

و حين جاء زوجغن من معارفه لزيارته، هم المحققين بالمغادرة و ترك إيريك معهما؛ لكن أثناء تمشيتهما خارج المنزل في الحديقة الأمامية، استوقفهم منظراً غريباً لرجل فقد زوجته الغالية قبل أيام قليلة فقط؛ إذ كان يداعب الزوجين ممازحاً و يضحك ملئ شدقيه، ناهيك عن أنه قبل دقائق قليلة فقط كان يبكي بحرقة المكلوم !

blank
هل كانا سعيدين حقا؟!

حاول المحققون إيجاد أي أدلة من شأنها إثبات تورطه، لكن خابت مساعيهم، فالقارب الذي لزم مكانه في المحيط لمدة أسبوع تسبب في تلف الأدلة، بالإضافة أن المشتبه به قد استعان بصديق له يدعي كوبي لاكر قد أكد إدعاءاته؛ فما كان منهم الإ أن أخلوا سبيله على مضض.

لكن لم يكد يمر وقت حتى قرر صديقه كوبي لاكر إعادة المقابلة و غير كل أقواله إلى العكس، معترفاً بأنه قد كذب على المحققين في المرة الأولى ..فالحقيقة أن إيريك كان كثير الشكوى من زوجته، و أنهما كانا مقربين جداً قبل عامين من الآن، يرتادا نوادي التعري في الوقت الذي كانت بيجي بيشلر فيه حاملاً و آنذاك صارحه إريك أن امرأته أنانية و مسيطرة و متلاعبة وهو يكره فكرة الوجود بالقرب منها، مهما تذمرت من غيابه المتكرر عن المنزل و إهمال الأطفال.

و كذلك أخبره ذات يوم أمام زوجته تامي، أنه يريد تصويرها وهي تتعاطي الكوكايين، كي يتمكن من الحصول على حضانة أطفالهما في حالة الطلاق ولا يعرف كيف يفعل ذلك فزوجته ليست مدمنة؛ لإنه إذا رفع قضية سيخسر أمواله وحضانة الأطفال.

وفى مناسبة أخرى سأل صديقه كوبي لاكر:

“ما رأيك في إمكانية قتل زوجتي؟”

فسأله كوبي “هل ساءت الأمور؟”

أجاب إيريك “نعم!”

فعاد يسأله مجددا ً: “هل لديك خطة تفكر بها؟”

فرد إيريك إنه يزمع أخذ بيجي إلى البحر وقتلها ووضعها داخل برميل وإلقائها في المحيط

و سأله كوبي مرة أخرى إذا كان قادرًا على التصرف كزوج مفجوع فقد للتو زوجته ورد إيريك بالإيجاب..

‏ليقول كوبي محذرا:”أنا لا أريد سماع ذلك مرة أخرى! “

وعندما اختفت بيجي، و عرف هو بالحادث، تفاجأ بصديقه القديم يخبره ألا يقول شيئا مما تحدث به أمامه، وأن يلتقي بالمحامي الذي قام بتعيينه وهو سوف يشرح له كل شىء.
‏‏
‏ومن هذا المنطلق بدأت الشرطة في سؤال الجيران والأقرباء وزملاء العمل عن علاقة إيريك ببيجي، فأجمع الكل على أن إيريك وبيغي كانا دائمي الشجار، و لم يظهر نحوها أمام الناس أي عاطفة عدا النفور، و إن اتصلت به بينما يجلس وسط أصدقائه أو زملائه في العمل كان يتعمد عدم الرد عليها بل إنه ومنذ حوالي عام قام الجيران باستدعاء الشرطة مرتين بسبب صوت شجارهما المرتفع.

وبعد كل ما حصلوا عليه من أقوال قرروا إقناع كوبي بارتداء جهاز تصنت، و لقاء إيريك في محاولة لإيقاعه كي يعترف بقتله بيجي، لكن إيريك توخى الحذر أثناء لقاءهما، و لم يتفوه بأي شيء يمكن أن يدينه، فلم يجد المحققون بداً من تركه فى الوقت الحالى.

المرأة الأخرى

تعرف إيريك بتينا نيو، بعد مرور ثلاثة أشهر على حادث زوجته، وهي عارضة ازياء وممثلة أدوار صغيرة، وظهرت فى مسلسلBaywatch Nights في معرض تجاري.

كانت تينا فتاة عاثرة الحظ بكل ما للكلمة من معنى فعكس زوجته تماماً المرأة المنضبطة و العملية كانت هي مدمنة للمخدرات، معدمة تقريبا و بالكاد تحظى بعروض تمثيل أو أزياء، كما أنها خسرت حضانة طفليها لصالح طليقها.

و بالنسبة لها، بدا إيريك الرجل المثالي الذي قد تحلم به أي امرأة في ظروفها، وسيم و جذاب و أرمل قد حصل للتو على أموال زوجته المتوفاة و بعض مجواهراتها القليلة؛ و لو أنه قد فشل حتى الآن في الحصول على بوليصة التأمين !

فلما طلب منها إيريك الخروج معه فى موعد، وافقت دون تفكير، و راح يسرد عليها قصة رحلة القارب وسقوطه من فوق لوح التزلج بعد أن ضربتهم موجة مرتفعة وصعوده على السطح ليجد ان زوجته قد اختفت، و يبدو أن كل ماشعرت به تينا بجانب إعجابها الشديد به هو الأسف العميق نحوه، و قد سار كل شيء بينهما على خير ما يرام لدرجة أنها في اليوم التالي ذهبت للعيش معه!

و ما أن تناهى هذا الخبر إلى مسامع أقارب بيجي بيشلر، حتى انفجروا ساخطين، و أبلغوا جهات التحقيق في مقاطعة أورانج، وفى هذه الأثناء بدأت تنتاب تينا نيو الشكوك وظلت تسأل إيريك عن حادث القارب وقد ظل هو فى كل مرة يغير شيئا في القصة.

وفي إحدى المرات سألته تينا “كيف عرفت أن بيجي لم يتم إنقاذها أو فشلت في الاتصال بك بسبب فقدان للذاكرة؟ “

فإجابها إيريك واثقا، بأنه يعرف يقينا أن زوجته لن ترجع، وتحت التأثير السحري لعرضه عليها الزواج، تناست تينا شكوكها أو أنها نحتها جانبا إثر الفرحة التي تغمر قلبها أخيرا بعد سنوات من الحياة الصعبة.

إيريك يبوح بالسر

‏في السادس عشر من أكتوبر 1999، بعد ليلة من الشرب وتعاطي منشط الإكستاسي، قالت تينا بغتة لإيريك أنه بحاجة إلى أن يكون صادقاً معها بشأن ما جرى لزوجته، سكتت قليلاً ثم عادت تقول:

“لقد ضربتها “

نظر لها إيريك مشدوهاً مما سمع للتو و سألها:

“كيف عرفتِ ذلك؟ “

وعندئذ تخلى عن حذره و سرد عليها تفاصيل ذلك اليوم المريب فبينما كانت بيجي تستحم في الشمس على متن القارب، سار خلفها وضربها على رأسها بقوة بإحدى الأوزان الثقيلة، حتى غابت تماما عن الوعي، وأخذ دمها يلطخ المكان. و بدأ فى ثني جسد بيجي‏، ليتمكن من ربط كاحليها ويديها معًا ثم قام بتغطية جسدها بكيس قمامة، و بعدها كبله بالأثقال، وألقاه في البحر، وغسل القارب، وقفز من مؤخرته بلوح التزلج، وتركه يسحبه حتى تم العثور عليه.

blank
ضرب أم أولاده على رأسها وألقاها في البحر

وعندما وجد قارب جاري جرين يقترب، بدأ بالصراخ باسمها، و الذعر يبدو جلياً على محياه، ويدعي البحث عنها.

وعندما سألته تينا كيف تمكن من وضع الأوزان والحبال وأكياس القمامة على متن القارب دون أن تلاحظ بيجي ذلك.

أجاب إيريك لقد وضعت الحبل والأوزان وأكياس القمامة في كيس منفصل تركته مع لوح التزلج على الرصيف الثاني، فهو قد خطط للأمر قبل ثلاثة أيام فقط!

عادت زوجته تسأله:

” هل سيتم العثور على جثة بيجي يوما ما؟”

‏أجابها إيريك:

“لا لن يجدوها أبدًا”

لأن بيجي لديها نسبة دهون منخفضة في الجسم وقد ربطها بوزن 70 رطلاً. ‏إذن فهي لن تطفو على السطح مجدداً.

تينا تخرج عن صمتها

لم تكد يمضي أسبوعان على اعتراف إيريك الخطير بشأن قتله لزوجته، حتى وقع بينهما شجار عنيف، تعدى فيه إيريك عليها بالضرب المبرح. ناهيك عن سيل الشتائم. الأمر الذي جعل الجيران يتصلون بالطوارئ وبعد فترة وجيزة قررت تينا الإتصال بالمحققين، ووافقت على ارتداء جهاز تسجيل ودعوة إيريك لتناول العشاء في مطعم، أدلى خلالها إيريك في سخاء بكل الأعترافات اللازمة لإدانته..

‏فعندما سألته تينا :

” هل فعلت ذلك من أجل المال؟”

رد عليها: “لا، جزء مما فعلت فقط كان أجل المال، والجزء الآخر كان من أجل الأطفال، ‏لقد شعرت وكأنني محاصر في الزاوية، وبيجي ستسرق أطفالي ولن أراهم مرة أخرى”

‏ثم أعقبت سؤالها بسؤال آخر:

“هل كان عليك التخلص منها؟ “

‏ ‏ليجيبها إيريك في تسليم:

“أجل! أعرف؛ لكن كما تعلمين، لقد كانت تتحكم في الأطفال بشكل مفرط”

وفي طريق العودة، صارحته تينا قائلة:

“هل تعرف ما الذي يجعلني أشعر بالغثيان يا إيريك؟ أنك قتلت بيجي لأنها كانت ستتركك، فلماذا لم تطلقها، أليس صحيح؟ هذا أمر مريض! ..أنت مريض!”

‏عند هذه النقطة كان إريك قد انتبه أخيراً للفخ المنصوب له وقال:

“أعتقد أنكِ تبلغين عني، صحيح؟”
‏ ‏
‏ وبالفعل ألقي القبض عليه في أكتوبر، وهو في الثالثة والثلاثين من عمره فقط!

أحست تينا بالذنب لدورها في اعتقال إيريك وذهبت مع والدته لزيارته داخل السجن؛ ولكنه و مثلما طلب من صديقه الكذب من قبل، طلب منها هي أيضاً أن تكذب قائلة أنها كانت تتعاطى المخدرات، وأنها اختلقت القصة بأكملها، بسبب خيانة إيريك لها؛ فكتبت له ملاحظة ضمن الملاحظات المتبادلة بينهما تحسبا لتنصت الشرطة أنها ” لا تريد الكذب”

‏و كعادته لم ييأس إريك من الإلحاح قائلا لها إنها إذا لم تكذب لن يخرج من السجن أبداً. والواقع، لا يستحق أدنى قدر من التضحية في سبيله و لو بكذبة صغيرة، لأنه لا يمتن لأي امرأة تقف إلى جانبه !

لكنها و قبل محاكمة إيريك بيشلر بتهمة قتل زوجته، أدلت تينا بتصريح لإحدى الصحف إنها تشك في أنه مذنب، ولكن أحداً لم يكترث حقاً محاولة تبرئة إيريك داخل المحكمة أو خارجها. وقد تمت محاكمته الفعلية في أواخر عام 2000, و أشار محاميه إلى أنه لم يتم العثور على دماء في القارب، وقال إنه إذا ضرب إيريك بيجي بثقل، لكان هناك الكثير من الدماء.

الإ أنه، لسوء حظ موكله، كان هناك دليل على الدم قطرات معدودة اكتشافه المحققين بعد بحث طويل.

وقد أشارت اختبارات اللومينول إلى أن شخصًا ما قام بتنظيف كمية كبيرة من الدم، بجانب أنه كان لدى إيريك أيضا مجموعة أوزان في منزله كانت تنقصها وزنين.

و حين سئل عن القصة التي قالها لزوجته أجاب:

” لقد أردت فقط إثارة إعجابها! كنت مفتونًا بها، و في الواقع، كان الأمر يتعلق بالجنس! “

خارج المحكمة

صرحت والدة بيجي بيشلر قائلة:

‏”أي نوع من الرجال قد يقتل أم أطفاله؟ الأطفال يصرخون مناديين على أمهم، ليلة بعد ليلة بعد ليلة، أنت جبان ومصدر عار يا إيريك بيشلر”

blank

أما إيريك، فقد أعلن للصحافة قائلا:

“إن وفاة زوجتي عام 1997كان حادثاً،مأساوياً ومروعا قد حل بعائلتينا. وبقدر ما تتألم عائلة زوجتي فإن عائلتي تتألم أيضًا لأنني لم أرتكب هذه الجريمة. أنا أحب زوجتي كثيراً، وأفتقدها ولا يوجد شيء آخر يمكنني قوله”

وقد استغرق الأمر سبعة أيام من المداولات من قبل هيئة المحلفين، لكنهم أصدروا حكمًا بالإدانة بارتكاب جريمة قتل من الدرجة الأولى؛ ولكنهم وجدوا أنه غير مذنب بارتكاب جريمة قتل لتحقيق مكاسب مالية.

وقد ذهب إلى سجن ولاية أفينال بكاليفورنيا، حيث يقضي عقوبة السجن مدى الحياة دون إمكانية الإفراج المشروط.

ولايزال إيريك يصر على براءته برغم مرور تلك السنوات ووالدته تسانده فى ذلك حيث تقول أن الحكم على ابنها بالسجن خطأ وأن بيجي بيشلر زيفت موتها!

أما تينا فقد تم استضافتها في أحد البرامج لاحقاً وقالت أنها لم تصدق حقًا أنه بريء. لكنها شعرت بالذنب فقط لأنها أبعدت ايريك عن أطفاله بعد أن فقدوا والدتهم أيضًا”

وقد تبني أقارب بيجي أطفالها الثلاثة.

المصدر
sportskeedaOxygen
guest
15 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

مرحباً .. يبدوا أنّك تستخدم حاجب إعلانات ، نرجوا من حضرتك إيقاف تفعيله و إعادة تحديث الصفحة لمتابعة تصفّح الموقع ، لأن الإعلانات هي المدخل المادي الوحيد الضئيل لنا ، وهو ما يساعد على استمرارنا . شكراً لتفهمك