قتلة و مجرمون

جاك آبوت: في بطن الوحش

كان الكاتب الشهير نورمان ميلر يحاول أن يتخلص من إخفاقاته الأدبية السابقة، ويعتصر رأسه لأجل تقديم قصة القاتل (غاري جيلمور) في كتابه الجديد (أغنية الجلاد. وعندما وجد أن عقله لا يلهمه بالكثير؛ ترك مكانه ليتفقد البريد، وهناك وجد رسالة له من شخص يدعى جاك آبوت. فتحها لفوره؛ فوجد أن الرجل يعرض عليه خبرته عن الحياة داخل السجن قائلا:

“إن معظم الكتاب قاموا بعمل فظيع في وصف السجن. لقد كان عالماً له معانيه وقوانينه السرية التي تخصه”

وتطرق في رسالته إلى موضوع كتابه الجديد عن (غاري جيلمور)، الذي حكم عليه بالإعدام، وظل ينتظر الموت ردحاً من الزمن، حتى نُفِّذ الحكم أخيراً. وقد تذكر ميلر أنه كان من الممكن أن يوجَد داخل السجن هو أيضاً عندما طعن زوجته الأول أديل.

ووقف ميلر يمسك بيده الخطاب، مذهولا كون كاتب هذه الكلمات البليغة هو نزيل للمؤسسات الإصلاحية والسجون لمدة تقارب العشرين سنة! فما حكاية هذا السجين يا ترى؟

نشأة جاك آبوت

ولد جاك هنري آبوت في الحادي والعشرين من يناير سنة 1944 في أوسكودا، ميشيغان، لجندي أمريكي إيرلندي متمركز في معسكر سكيل وامرأة صينية قد زعم أنها عاهرة، لكن لا توجد أي مصادر تؤكد هذا الادعاء.

وما إن وصل إلى التاسعة من عمره، بدأت بوادر الجنوح المبكر تظهر في سلوكه، في افتعاله للمشاكل، وعدم قدرته على تحصيل شهادة الصف السادس، وتنقله المستمر بين دور الرعاية الاجتماعية. حتى انتهى أخيرا إلى السجن في اثنين من مراكز احتجاز الأحداث قبل أن يبلغ الثانية عشرة من عمره؛ بتهم تدمير الممتلكات والسكر دون السن القانوني والاعتداء على الآخرين. وفي السادسة عشرة نُقل إلى مدرسة إصلاحية، وهي مدرسة ولاية يوتا الصناعية للبنين. وهناك، كان على موعد مع الضرب والإساءة، وبذلك ازداد سلوكه شراسة وعدوانية.

مكث جاك آبوت في المدرسة حتى بلوغه سن الرشد. ولم ينتظر طويلاً قبل أن يقع في المشاكل مجددا.

جاك آبوت
جاك آبوت

في عام 1963، بعد أشهر من خروجه من الإصلاحية. سرق بعض الصكوك من متجر أحذية ليُقْبَض عليه، ويقضي ما لا يزيد عن خمس سنوات في السجن بتهمة التزوير، وأرسل إلى سجن ولاية يوتا في دريبر.

وهناك، في عام 1965، أراد يوطد مكانته داخل السجن، بحيث لا يجرؤ أحد على العبث معه، فتشاجر مع زميل له، وطعنه حتى الموت أمام مرأى ومسمع الجميع، وكانت الحجة: دفاعا عن النفس!

هذه المرة، حكم عليه بالسجن من ثلاث إلى عشرين سنة بتهمة القتل غير العمد. وفي 13 مارس 1971، هرب أبوت من السجن، إلى كولورادو، وعوضا من الاختباء عن الأنظار كأي هارب محترم؛ سرق بنكا في دنفر.

فأمسك به في غضون ستة أسابيع فقط، وحُكم عليه بالسجن تسعة عشر عامًا بتهمة اتحادية، وأُرْسِل إلى سجن مختلف في ولاية إلينوي. أمضى فيه سنوات بالحبس الانفرادي بسبب سلوكه العنيف، واعتدائه المتكرر على زملائه.
‏ ‏

في الحبس الانفرادي

على عكس المتوقع لم يقض آبوت أيامه يبحلق في سقف غرفته، أو في ممارسة التمارين الرياضية؛ بل أخذ يتردد على مكتبة السجن.

وعكف على قراءة كل الكتب والصحف التي تطالها يده؛ لكنه كان يفضل القراءة الفلسفية مثل أعمال راسل ونيتشه، كما قرأ كتب ستالين وماو، وتأثر بالفكر الماركسي.

ومن هنا، تشكل لديه وعي جديد: وهو أن كل الأخطاء السابقة في حياته تقع مسؤوليتها على المؤسسات والأنظمة وبيروقراطيتها، وليس ذنبه بأي شكل من الأشكال، فهو الضحية هنا لهذا الفشل المؤسساتي الفظيع! متبعاً مقولة.. “هذا خطؤهم وليس فشلي”

وبمرور الوقت، وبعد قراءة متبحرة في الصحف والمجلات؛ عثر جاك آبوت على الخبر الذي سوف يغير مصيره للأبد. إنه ذلك الخبر عن استعداد نورمان ميلر لكتابة “أغنية الجلاد” عن ذلك القاتل سيئ الصيت ” غاري غيلمور”، الذي استهليتُ به مقالتنا.

‏فكر جاك بإلقاء الضوء على نفسه وحياته داخل السجن، من خلال مساعدة ميلر على التعرف على عوالم السجون الكئيبة والمزرية. وسرعان ما تبين الأخير التشابه بين المجرم غاري الذي يكتب عنه وبين جاك آبوت. وما شجع ميلر على الموافقة من فوره ليس هذا فقط؛ بل أيضا لأن الصدفة جمعت هذين المجرمين ذات مرة في أحد السجون كذلك. وعند هذا بدأت المرسلات بين الكاتب وآبوت.

ولكم استرسل في سرد عذاباته ومعاناته ورثاء نفسه داخل أسوار السجون، ناسيا أو متناسيا تاريخه الحافل بالمبادرة بالعنف والشجار!

وأمام فصاحة جاك آبوت اللغوية، وسرده رفيع المستوى، وقع السيد ميلر تحت تأثير ليس فقط، سلاسة أسلوبه؛ وإنما رؤيته كذلك بأن السجن وكما كتب إليه ذات مرة “لا يرسُل إلى السجن أسوأ الشباب فحسب؛ إنما كذلك خيرتهم وأكثرهم عزة وشجاعة وجرأة ومغامرة، والأكثر انسحاقا من معشر الفقراء”

نورمان ميلر
نورمان ميلر

فلم يدخر ميلر جهدا، سواء بإرسال رسائل الدعم لجاك أو بمحاولاته الحثيثة لإعادته إلى العالم الخارجي مجددا، وتعريف الرأي العام به، عبر نشر بعض الرسائل المتبادلة بينهما في إحدى المجلات. كما يرجع الفضل له على إعانته على نشر كتابه المسمى “في بطن الوحش”، أي أن جاك آبوت يشبه في عنوانه السجن بوحش عملاق يلتهم السجناء، ويذيبهم ببطء مميت داخل أحشائه.

“ما دمت لا أكون سوى شبح من الموتى المدنيين، فلا أستطيع أن أفعل شيئًا”

لما عرض عليه في إحدى رسائله سعيه لتحريره من السجن، رد عليه آبوت متسائلا “هل سأكون راضيًا بالسير حرًا في الشوارع أنفسهم التي يقطن بها الرجال الذين دخلوا إلى زنزانتي، وضربوني على الأرض بمعرفة كاملة وموافقة الجميع؟”

ولكن الكاتب ظل على تفانيه وتشجيعه له بالتطلع للمستقبل، وترك الماضي وحياة السجن خلف ظهره، ظل يشجعه على تخطي الماضي وحياة السجن، وكذلك على دأبه في تحريك الرأي العام لأجل آبوت.

جاك آبوت يتذوق طعم الحرية

في عام 1981، أطلق أخيراً سراح جاك آبوت بعد ضغوط مستمرة من بعض المثقفين والمشاهير. وفي جلسة إطلاق السراح المشروط تعهد ميلر بأنه سوف يعتني بجاك، ويوظفه كسكرتير له بمجرد خروجه. ‏وأثناء المحاكمة عُقد مؤتمر صحفي، فصرح فيه: “أنا على استعداد للمقامرة بسلامة عناصر معينة في المجتمع لإنقاذ موهبة هذا الرجل”

‏وعلى الرغم من معارضة مسؤولي السجن والأطباء النفسيين في المحكمة لخروج جاك قائلين إنه غير مؤهل لذلك، فإنه خرج رغم أنفهم جميعاً، بعد موافقة مجلس الإفراج المشروط في ولاية يوتا على إعادة دمج آبوت في المجتمع.

‏وخرج جاك آبوت يتلمس الحرية، ويقطع بقدميه مسافات شاسعة، تعويضا عن كل تلك السنوات التي قضاها يقطع بضعة أمتار لا تتغير أبدا. وأما ميلر، فقد ربح معركة ضارية، خرج منها بنصريين كاسحين: أحدهما هو عودة مسيرته الأدبية وفوزه بجائزة بوليتزر للآداب، وثانيهما كان. ‏نجاحه في تخليص جاك من السجن الموحش.

blank
غلاف كتاب جاك آبوت في بطن الوحش والذي لاقى رواجا كبيرا


‏ ‏
‏وبرغم الخطة المعدة سلفاً بأن يعمل جاك آبوت سكرتيراً لدى ميلر؛ إلا أنه انتقل إلى العيش في مدينة نيويورك. وأخذت ظهوره على التلفاز يتوالى، وأجرى مقابلة مع مجلة رولينغ ستونز. وبات قطاع كبير من النخبة المثقفة تسعى للقائه والتعرف إليه عن كثب. وهو بدوره لا يلتقي إلا بالشخصيات المرموقة؛ وإن كان كل من عرفه أجمعوا على ملاحظة وقوفه الدائم، في الزاوية، وعدم إدارة ظهره أبدا لأي كان من الحضور. ولكن مرت تلك الأيام المخملية سريعا، وسرعان ما ستدور الدائرة بآبوت مجددا!
‏ ‏

الطعنة الثانية

“يمكنك إخراج جاك أبوت من السجن، لكن لا يمكنك إخراج السجن منه”

في مساء يوم جمعة شهر يوليو عام 1981، كان جاك آبوت في نزهة مع صديقتين في حوالي الساعة الخامسة صباحًا. وتوقف ثلاثتهم عند مقهى صغير لتناول وجبة خفيفة. ثم أراد الذهاب إلى الحمام؛ فسأل عن المسؤول عن إدارة المطعم، وكان هذا هو تعس الحظ الشاب ريتشارد أدان، الذي يبلغ من العمر اثنتين وعشرين سنة، والذي يعمل في المساء ممثلا مسرحيا. طلب منه جاك أن يستخدم حمام الموظفين بما أنه توجد حمامات للزبائن، فأجاب أدان بلا قاطعةٍ وبإصرار عنيد. الأمر الذي دغدغ نزعة جاك لإحداث الجلبة، وأخذ صوته يرتفع ويزداد حدة.

وحاول أدان أن يجعله يخفض صوته الصاخب الذي بدأ في إزعاج رواد المطعم؛ لكن محاولته باءت بالفشل. إلى أن طلب أدان من جاك أن يلتقيا في الخارج عند الباب الخلفي للمطعم لمتابعة الحديث. وفي خلسة من الفتاتين وأدان، دس بخفة سكينا في جيبه، وهو يدفع كرسيه للخلف كي ينهض.

والترجمة الأمينة لعبارة أدان “لنلتقي خارجاً” في عالمه، ليس لها أي معنى سوى: القتال العنيف حتى الموت!

وما أن وصلا إلى الزقاق الخلفي المظلم، حتى أمسك آبوت بادان من الخلف، وطعنه في صدره، لدرجة أن قلبه تمزق من شدة الطعنة.

وعندما سقط المسكان أرضا دون حراك، ركض جاك آبوت يخبر الفتاتين في الداخل بأنه طعن أدان بجوار الباب الخلفي للمطعم. وبسرعة البرق أخذ أغراضه من فوق الطاولة ولاذ بالفرار.

في حالة من الذهول والصدمة، اتصلت الفتاتان بالشرطة، وانتظرتا وصولها.

وباليوم التالي، كتبت صحيفة نيويورك تايمز، مقالا مراجعة تمدح به كتاب في بطن الوحش، وتشيد بجهود ميلر في إطلاق سراح جاك من السجن؛ إذن أن خبر جريمته لم تتناه إليها أسماعهم بعد!
‏ ‏
‏مجددا، أصبح آبوت الآن مجرماً هارباً. متجهاً إلى شيكاغو عبر فيلادلفيا بالحافلة. وهناك، حاول إجراء مكالمة مع ميلر، لكنه فشل. ثم انتقل إلى لاريدو، تكساس، حيث قام برشوة مسؤول مكسيكي للسماح له بعبور الحدود. وصل إلى الحدود مع غواتيمالا، واستقر في قرية صغيرة في شبه جزيرة يوكاتان. حيث مكث لعدة أيام، منهكًا ومريضًا بسبب الظروف غير الصحية. وفي فيرا كروز، حاول الصعود على متن سفينة متجهة إلى كوبا، لكنه لم ينجح.

عند تلك المرحلة، قرر ببساطة العودة إلى الولايات المتحدة عبر جنوب غرب تكساس، حيث عاش في العديد من المنازل السفلى ومدن الخيام، بينما كان يعمل مؤقتًا في حقول النفط المحلية. وفي الوقت نفسه، زور بطاقة الضمان الاجتماعي، واعتمد هوية “جاك إيستمان”. في نيو أورلينز. عمل لفترة وجيزة كبائع نقانق، وأخيرًا، قُبِض عليه في مدينة مورجان بولاية لويزيانا، حيث وجد يعمل داخل أحد حقول النفط، واستسلم آبوت دون مقاومة.

جاك آبوت عندما ألقي القيض عليه
أثارت محاكمة جاك آبوت ضجة في أوساط المشاهير والمثقفين

المحاكمة مجددا

بعد تصدر كتاب جاك قائمة الكتب الأكثر مبيعا، أثارت محاكمته ضجة كبيرة بين أوساط المشاهير والمثقفين. وقد حضر العديد منهم لدعمه من ضمنهم..‏ ‏‏كريستوفر والكن، وسوزان ساراندون، ونورمان ميلر،‏ ‏وقد صرح الأخير بشأن محكمة جاك بالقتل العمد قائلا:

“الخطأ الكبير الثاني في خطواته”.

‏وأردف ساخراً:

‏”هناك توجه الآن في أمريكا، دعونا نفرض القانون والنظام، دعونا نتخلص من كل هؤلاء المجرمين، كل هؤلاء الأشخاص الذين يطعنون الناس، ويطلقون النار على الناس يظنون الأمر سهلاً للغاية!”

“إن الديمقراطية تنطوي على المخاطرة” ‏وأنه “يمكن إطلاق سراح جاك أبوت بأمان في غضون سنوات قليلة”
‏ ‏
‏ أما جاك، فقد زعم خلال المحاكمة أن أدان تحداه، وكان يملك سكيناً يمسكه في يده هو أيضاً، وبالطبع لم يعثروا على أي دليل بوجود سكين آخر غير التي كان يحمله آبوت!

‏وفي 7 أكتوبر عام 1981، وجهت إلى جاك آبوت تهمة ارتكاب جريمة قتل من الدرجة الثانية. وجمدت المحكمة عائدات كتابه.

وعلى المنصة، أصر جاك آبوت على أنه يدفع ثمن أخطاء المجتمع، فقام المدعي العام بقراءة مقتطف من كتاب آبوت الذي يصف عملية الطعن في السجن، وفي 22 يناير عام 1982، أدانته المحكمة بالقتل غير العمد، وحكم عليه بالسجن لمدة خمسة عشر عامًا مدى الحياة. وهذا بعد أن ينهي ما تبقى من عقوبته الاتحادية في سجن ولاية يوتا. وعلق القاضي على الحكم ساخراً:

“لائحة اتهام لنظام السجون الذي يمارس الوحشية بدلا من إعادة التأهيل”

blank


‏ ‏
‏وقد قال والد أرملة أدان، هنري هوارد “أنا لست غاضباً من ميلر إن مهمته هي التعرف على موهبة الكتابة، وقد رأى ذلك في جاك أبوت. خلافي هو مع سلطات السجن، مع المؤسسة. إنها وظيفتهم أن يقرروا من سيخرج من السجن”
‏ ‏
‏وعندما عاد إلى السجن كتب كتابا آخر بعنوان “عودتي” نشره 1987. ولكن أحدا لم يهتم به؛ بل حصل على مراجعة سيئة، ووصُف بأنه كتب ركيك.

وقد استمر هو وميلر في المراسلة لبعض الوقت، حتى انقطع الاتصال بينهما. وبعدها فقد جاك آبوت دعم المثقفين وبعض الأشخاص له، وهكذا وجد أنه من الأفضل أن يترك الأمل بعودة الشهرة والدعم مجدداً، ويبدأ بالسباحة باتجاه سترة النجاة.


.

وتلك السترة كانت النظام الذي يمقته، فرفض التعاون مع التحقيق الذي أجراه مشروع قانون المصلح العامة لحقوق السجناء، الذي يحاول إصلاح الظروف في السجن الاتحادي في ماريون، إلينوي. وقال إن المحامين كانوا يحاولون إجبار السجناء على اختلاق قصص عن الظروف السيئة داخل السجن. ثم تعرض للضرب داخل السجن؛ لأنه كان يعمل مخبرا لصالح سلطات السجن.

وفي عام 2001، قدم طلب أطلق سراح مشروط، لكن رُفِض؛ لأنه لم يبد أي ندم، وكيف له أن يفعل ذلك وهو لا يزال يعتقد أنه الضحية هنا!

وفي عام 2002 انتحر بلف أربطة حذائه حول رقبته عن عمر يناهز 58 عاماً.

وقام نورمان ميلر بكتابة بيان صحفي ينعى به أبوت قائلا: “لم أعرف قط رجلاً عاش حياة أسوأ من ذلك”

‏ ‏وفي النهاية أحب اختتام مقالي هذا بإحدى عبارات رسائل جاك آبوت للكاتب نورمان ميلر..

“ماذا لو كنت أبرر نفسي فقط دون وعي بهذه الكلمات، وهي أعذار سخيفة لأكون أحمقًا؟”

المصدر
WikipediaFandom
guest
8 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

مرحباً .. يبدوا أنّك تستخدم حاجب إعلانات ، نرجوا من حضرتك إيقاف تفعيله و إعادة تحديث الصفحة لمتابعة تصفّح الموقع ، لأن الإعلانات هي المدخل المادي الوحيد الضئيل لنا ، وهو ما يساعد على استمرارنا . شكراً لتفهمك