غرائب من عالم الحيوان 3
كانت الكلاب تخاف هذا القط ولا تتعرض له أبداً |
ولكن و بعد أن أقمنا الزفاف ودخلنا غرفتنا سمعت صوت القط على الباب ، لم آبه للأمر ، و هكذا ومن يوم زواجي وطيلة مكوثي عند أهل زوجي كان ذلك القط ينام عند باب غرفتي ليلاً ، و في النهار يلعب حول غرفتي في البستان ، كانت الكلاب تخافه ولا تتعرض له أبداً مما أثار استغراب الجميع وسؤال أي أحد يراه : هل ماتت كلابكم حتى بقي هذا هنا ؟ في مرة حاولت كلبة بيت عمي مضايقته فهجم عليها وصار يصدر أصواتاً عالية أخافتها حتى جلست بعيدة عنه هي والكلاب الأخرى دون أن تجرؤ على الاقتراب منه ، و بقي كذا طيلة شهور بقائي هناك ، عدت إلى محافظة أهلي و بقيت في زيارة لشهرين ونسيت أمره ، ولكنني عندما عدت لبيتي اذا به موجود كأنه ينتظرنا ،
ثم حدث شيء غريب ، تزوج أخو زوجي وإذا بالقط يذهب للنوم عند باب غرفته البعيدة قليلاً عنا ، غاب يومين ثم عاد إلى باب غرفتنا ، و عندما حل الصيف و أصبح الجو حاراً بدأنا بالنوم على الأسطح و كنت وقتها حاملاً وكان زوجي يضطر للبقاء في حقول القمح خاصتهم حتى ساعات الفجر الأولى ، وما إن أصعد إلى السطح لأفرش يلحق بي (صديقي القط ) ويبقى طيلة فترة غياب زوجي ، أقسم بالله كان يتمدد فوق فراشنا كوضعية الأسد ويراقب مدخل السلالم ، وما أن يأتي زوجي يقوم وينزل بكل هدوء ، كل ليلة كان يفعل ذلك على الرغم من وجود فرش زوجة أخيه و أطفالها على نفس السطح ولكن بعيداً عنا ، وكان زوجي يبتسم ويقول له مازحاً : أحسنت الحراسة ، لم نسيئ له على الرغم من غرابته ، و لكن ما حصل بعدها جعلني أشك بأمره ، فبعد سنة من عيشي مع بيت عمي انتقلنا إلى دمشق و أنجبت طفلتي ،
بقينا عاماً ثم هاجرنا إلى بلد شقيق ، و هناك استأجرنا غرفة صغيرة على أسطح أحد المنازل ، و هنا حدثت المفاجأة لقد بدأ قط يأتي إلى فسحة منزلنا كأنه نسخة طبق الأصل عن ذاك القط ، ذكر ذهبي جميل وضخم ونظيف جداً على عكس قطط الشوارع في ذاك المكان ، كان يأتي يومياً يجلس نفس جلسة قطنا الأول بهيبة وهدوء فقط يراقب مدخل المنزل ، تعلق بصغيرتي وتعلقت به تلاعبه وتضربه أحياناً و تؤلمه دون أن يبدي أي ردة فعل ، حتى خمشها مرة في عينها فخفت عليها منه ، صرنا نحاول طرده بكل الطرق حتى قالت لي جارتي : ارشقيه بالماء ليرحل ، ولكن لم أفلح ،
لم استطع ضربه شفقة ولكن جارتي المسنة عندما سمعت بقصة قطنا الأول وهذا قالت لي : انتبهي منه ، وصارت تضربه وترشه بالماء ولكن دون أي فائدة ، لم يتركنا أبداً ، و ذات مرة صفعت صغيرتي فصارت تبكي وفجأة هجم علي بقوة وحدة كما فعل قطنا الأول بالكلاب أعزكم الله ، انتقلنا بعدها من ذلك المنزل ولم أر بعدها إلا قططاً عادية لا تشبه أبداً تلك القطتين بنظراتهم وتحركاتهم وتصرفاتهم شبه الواعية ، فما رأيكم أعزائي هل هناك شيء غير عادي في الموقفين أم أنني تهيأت فقط غرابة القطين وأخطأت بربطهما معا ؟ أترك لكم أخوتي الحكم وانتظر آرائكم الكريمة وأعتذر عن إطالة وإلى اللقاء مع تجارب غريبة أخرى من عالم الحيوان ودمتم سالمين.
تاريخ النشر : 2020-08-29