قتلة و مجرمون

فرانسيسكو أنطونيو لوريانا: ساحر مدينة سان إيسيدرو

كانت الكنيسة فى مقاطعة كورينتس فى الأرجنتين مقلوبة رأساً على عقب بحثاً عن راهبة مفقودة؛ لكن لم يكد يمر وقتاً الإ وقد وجدوها على سلالم المبنى..بوجه تغطيه الكدمات إلى درجة أحالت لونه إلى الأزرق و معلقة من رقبتها إلى أحدى العارضات وقد تعرضت لإغتصاب بشع قبل مقتلها من وحش لايعرف الرحمة!

تعالت الأصوات المستنكرة تتسأل عن هوية المجرم، بينما راحت تدور الهمسات في الوقت عينه عن معرفتهم له بلا مبالاته و تجواله الدائم؛ أنه قطعاً هو ذاك الشاب !

هذا الشاب:

فرانسيسكو أنطونيو لوريانا ولد فى عام 1952، ودرس في مدرسة كورينتس، لعائلة بالكاد تعيل نفسها
وعندما بلغ من العمر الثانية والعشرين هرب من البلدة بعد مطاردة حامية مع الشرطة بعد إتهامه بإغتصاب وشنق راهبة داخل أروقة الكنيسة، ثم ولى هارباً يختبي فى مدينة سان إيسيدرو
مع والدته وشقيقته.

وفى هذه الأثناء بدأ يستغل المهارة التي تعلمها من أخيه، إلا وهي النحت على الخشب والزخرفة. فقد كان ذو مهارات عالية فى صناعته، وكان يلف على المعارض والاكشاك ليشتروا منحوتاته.
وبجانب هذا، كان يصنع الأثاث حسب الطلب، و لم يكتف بعرض منحوتات خشبية فقط؛ بل بدأ بعرض الإكسسوارات الرائعة، و أخذ بكسب ثقة الزبائن وحب الجيران و أحترامهم أيضا!

و ثم قرر أن يتوج حياته الجديدة بالأستقرار و الزواج، و أختار ماريا روميرو الفتاة التي أحبها لتكون شريكته في تكوين أسرة صغيرة،و قد رزق منها بثلاثة أطفال، جعلت ماضيه السيئ مجرد قصة بعيدة لا تمت له بصلة هو رب الأسرة المحظوظ بحياته الأسرية الهادئة الهانئة.

لكنه، وفي يوم من الأيام، قرر أن يملك حياة مختلفة تماماً عن تلك التي تبدو للعيان، بطلها مجرم عنيف و جذري لا يعرف الشفقة و الرأفة بكائن من كان، و لا يمت بصلة بذلك الأب المجتهد و العطوف المحب لأولاده و لزوجته!

الجولات المسائية عام 1974

و رغم أنه لم يقصر في واجباته الأسرية و العملية يوماً، الإ أن الزوجة و الجيران كان يثير دهشتهم أن يجدوا فرانسيسكو بين يومي الأربعاء و الخميس من كل أسبوعين مرتدياً حذاء رياضيا و ينطلق بسيارته ثم لا يروه الإ بعد يومين اثنين. و كان كثيرا ما يستجيب لفضولهم و يتذرع بشراء بعض البضائع أو لعرض تماثيله الخشبية. بينما في الحقيقة أن مغامراته القصيرة تلك كانت أبعد ما تكون عن كونها رحلات عمل !

إذ أنه كان يقضي وقته بعيداً عن البيت في التسكع على رجليه في شوارع بولوني ومارتينيز ولوماس دي سان إيسيدرو فى المنطقة الشمالية، باحثاً عن طريدة بشرية قابلة للصيد في محطات الحافلات

و في أحيان أخرى، كان يضع عينه صوب القصور الفخمة، بحدائقها الشاسعة و حمامات السباحة ذات صفحات المياة الرائقة المتلألئة،
ويهاجم النساء المستلقيات لأخذ حمام شمس
أو يقتحم الشاليهات والمنازل التي يشعر بوجود فيها عددا قليلاً من الأشخاص، أو امرأة تمكث بمفردها فيعتدي عليه جنسياً ويقتلها بوحشية، أما خنقاً أو طعناً وأحيانا رميا بالرصاص بمسدسه عيار 32.

وكذلك الأمر فى حال اصطدامه بضحاياه فى الشارع.

و كان يتمتع بجرأة الشيطان إلى درجة أنه كان يعود أحياناً إلى مسرح الجريمة ليعيش نفس اللحظة من جديد.

بالطبع سرعان ما أثارت جرائمه بقتل و اغتصاب النساء و الفتيات ذعراً في نفوس المواطنين .

ولكن صادف بزوغ هذا المجرم في حقبة الرئيس خوان دومينغو بيرون، والذي عرف كرجل إصلاحي للدولة ولكنه في نفس الوقت كان هناك تعتيم في الصحافة على أخبار المجرمين، حيث أراد إظهار الأرجنتين تحت حكمه بالبلد المشغول بالتحديث و التقدم و رعاية المواطنين، بغض النظر عن أي حيثيات أخري!

ولكن جرائم هذا الرجل كانت أسوأ من أن يتم السكوت عنها، لإن أذاه و عنفه باتا يطالان حتى الاطفال الصغار ..

ففي أحدى هذه الجرائم، ذهبت سيدة لشراء بعض الحاجيات، و اقتحم فرانسيسكو البيت في فترة غيابها، حيث مكثتا طفلتيها الصغيرتان نويمي ونورا، البالغتين من العمر 5 و 7 سنوات.

فقام باغتصاب الطفله الكبرى أولا ثم أخذه الي غرفة أخرى وبدأ بخنقها بالوسادة وعندما قاومت الموت أخرج مسدسه و عالجها برصاصة، ثم عاد ليخنق الطفلة الأخرى بعد الإعتداء عليها أيضاً، ثم ولى هارباً.

وحين رجعت الأم من جولة التسوق، وجدت طفلتيها البريئتين، مرميتين أرضاً و كأنهما دمي لعب بها أحد الأولاد الأشقياء ثم دمرها بحقد حين غلبه السئم.

فراحت تركض بإتجاه الشارع وهي تصرخ بهستريا و تبكي بحرقة مريرة، حتى تجمع الجيران و المارة حولها و طلبوا الشرطة..

و عند هذه النقطة، ضاق الناس ذرعاً من الشرطة الكسولة والمتكمة التي رفضت أن تحذر الناس برغم علمها بما يقع من حوادث قتل عشوائية.
وبدأت الناس فى المنطقة الشمالية يحذرون بعضهم البعض من وجود سفاح بالخارج يتربص شراً بالجميع.

أما الشرطة فقد تيقنت من أن تلك الجرائم و أسلوبها غالباً مرتكبها يتدرج تحت فئة القاتل المتسلسل؛ فهناك دائما غرض واحد فقط مسروق من القتيلة و أحياناً لا يكون لهذا الغرض أي قيمة، و حين يصادف أنه كان غرض ثمين فأنه لا يظهر قط داخل محلات الرهونات أو بيع الأشياء المستعملة، و هو ما يرجح فرضية أن القاتل يحصل على تذكارات من ضحاياه أي أنه مدفوع نحو القتل بدافع نفسي محض. و تتميز جرائمه غالباً باعتداء جنسي، و تتم يوم الأربعاء أو الخميس بعد السادسة مساء فى حوالي كل اسبوعين، حتى المسدس يكون عيار 32 فى حال أطلق القاتل النار.
ولكن فيما عدا هذا، لا شي يدلهم على هويته، حتى جاء ذلك اليوم.

blank
الصورة التخيلية لفرانسيسكو والتي وزعت في المدينة

بعد أن قام فرانسيسكو أنطونيو بارتكاب إحدى جرائم القتل المعتادة لديه فى إحدي المنازل وهم بالهرب من المكان لكنه تفاجأ برجل يحدق به ..

هنا أخرج مسدسه ذو الإثنين وثلاثين عياراً وأطلق النار عليه, لكنه لم يصبه بأي أذى.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن الرجل توجه إلى الشرطة و أدلى بمواصفاته، و أخبراً بات لديهم خيط يتتبعوه!

و سرعان ما راحت صوره تنتشر على الجدران فى كل مكان، حتى بالأحياء المجاورة لبيته. و أطلقت عليه الصحافة لقب “ساحر سان إيسيدرو”

وفي هذه الأثناء داخل فناء أحد العقارات في شارع تومكينسون، بينما كان فرانسيسكو يختلس النظر من خلال صف من الأشجار ، إلى أطفال يلهون في مسبح أحدي المنازل. رأته صاحبة البيت ونبهت البستاني،و أقترب الأخير بدوره ليستفسر عن سبب وجوده، فأجاب متملصاً بالقول أنه يبحث عن عامل بناء، و رحل على عجل، فأتصل البستاني والمراة برجال الشرطة.

وقد تظن أنه بعد حذر الناس، وفشله الذريع، بدأ للتخطيط للهرب، لكن على العكس؛ كان في عقله سيناريو يعتمل من أجل جريمة أخرى، كما لو أن القتل عنده بمثابة وساوساً قهري يشبه وضع لقمة فى فمه لإخماد جوعه!

المطاردة الاخيرة

في 27 فبراير عام 1975 قام فرانسيسكو بأخذ مسدسه المفضل، مع مسدس أخر حصل عليه من فترة وجيزة و وضعهما داخل سيارته فيات 600، وأغلق باب ورشة النجارة الخاصة به.

ثم عرج على بيته لوداع زوجته ماريا روميرو وأطفاله الثلاثة. وقبل أن يغلق الباب خلفه وجه عبارة اخيرة لزوجته قائلا:

“لا تدعي الأطفال يخرجون لأن هناك الكثير من المنحطين في الخارج”.

ثم صفق الباب, وبدأ فى تشغيل محرك السيارة من أمام منزله للمرة الأخيرة، واتجه نحو مدينة سان إيسيدرو وهو يقود برعونة متخلياً عن هدوءه و حرصه على عدم لفت الأنظار.

و بينما كان يسير على قدميه، ويهيم على وجهه بأحد الأحياء بحثا عن منزل يسهل اقتحامه، وقع بصره على امرأة تعيش في أحدي
الشاليهات بشارع تومكينسون. فوقف خارج بيتها يتربص اللحظة المناسبة للهجوم.

و لكن فاته أن يتأكد أن أحد لا يراقبه أثناء قيامه بالمراقبة.

فقد لفت انتباه فتاة صغيرة لا تتعدى الثمانية أعوام، تقف قرب نافذة المطبخ حين لمحته وهو يمعن النظر في الشاليه، وعلى الفور لاحظت تشابهه مع الصورة المعلقة على الثلاجة و التي تم توزيعها مؤخراً على المواطنين من أجل القبض عليه .

سارعت الفتاة، و أخبرت والدتها بما رأت، فتوجهت المرأة ناحية الهاتف وهي بالكاد تتمسك برباطة جأشها و تحاول التغلب على خوفها، بينما تتظاهر بالاتصال بزوجها، في حين كانت تتحدث إلى الشرطة.

blank
المرأة وطفلتها ورجل من الشرطة يستمع لشرحها حول ما رأته.

وفي لحظة حاسمة، رأها وهي تحدق إليه و تمسك سماعة الهاتف و إلى جوارها ابنتها؛ لكنه وعلى غير العادة، ابتسم لها ببرود بينما يلوح لها بيده مودعاً، ثم ابتعد وهو يتمشى بغير مبالاة.

وهكذا، انتشرت حملة موسعة من الشرطة والكلاب البوليسية لتفتيش الباحة والبيوت والشوارع بحثاً عن سفاك الدماء.

وفي ذلك الوقت كان هناك حارس عقار يدعي كارلوس ساندوفال قال أن كلبته رينا كانت تتحرك بعصبية حول أحد الاسقف في الجزء الخلفي من العقار، حيث يتم الاحتفاظ بمستلزمات البستنة فيه.

ففتح الباب واقترب بصحبة الكلبة من صرة كانت تبدو في الظلام مثل أغطية قديمة،ولكنه شعر بالخوف ولم يقترب أكثر من ذلك. وتراجع مسرعاً للإتصال بالشرطة يخبرهم أنه يشعر بوجود شخص يختبئ في السقيفة.

فسارعت الشرطة إلى العنوان الموصوف بالعشرات مع السيارات والمسدسات، بل حتى الرشاشات
فقد كان المكان قريب جداً من نفس المنطقة التي تم الإبلاغ أنه شُوهد فيها

ولما رأي المواطنين إعداد الشرطة الغفيرة والأسلحة النارية التي يحملوها، حملهم الظن على الإعتقاد أن ثمة أنقلاب سياسي وشيك و انفلات أمني، لاسيما أن رئيسهم الحالي قد سبق و تمت الإطاحة به فى انقلاب عسكري سابق قبل أن يعود للحكم مجدداً، إذ كان مناخ الأرجنتين السياسي و الاجتماعي أنذاك حافلاً بالأضطرابات و التقلبات العنيفة

blank
كارلوس ساندوفال وكلبته

وعليه، تناول عدد كبير من سكان الحي أسلحتهم ونزلوا بها إلى الشوارع و توجهوا لرجال الشرطة بستفسروا عما يحدث، فلما عرفوا أنها لمطاردة المجرم سيئ الصيت إياه، أنضموا إليهم.

أحس فرانسيسكو أنطونيو بضياع كل فرصة له في الهرب، بسبب تلك الأصوات الصاخبة للمتجمهرين بالخارج التي تطالبه بالإستسلام و أنهم يعرفون مخبئه.

فخرج منصاعاً، فأوشك المدنيين و الشرطة على تنفس الصعداء، و ملآهم الأحساس بالنصر لوهلة قصيرة، لأنه لم يبقى للمجرم سوى أن يضع يده في جيبه و يخرج بطاقة هويته. و لكن ولأن فرانسيسكو نوع من القتلة يصعب التنبؤ بخطوته القادمة حقاً، فأنه لم يبالي بتفوقهم العددي و أشهر في وجههم مسدسا من عيار 7.65 و النتيجة كدت أن تكون مجزرة يروح ضحيتها بضعة أفراد على الأقل، لولا تدخل كلبة كارلوس ساندوفال‏ التي هاجمته عندما أحست بغريزتها أن صاحبها سوف يتأذي مما جعله يلوذ مسرعاً بالفرار
و بدات مطاردة الشرطة له وهم يمطرونه بوابل من الرصاص واحدة منها أستقرت في كتفه، و مجدداً، يعتقد رجال الشرطة أنه سيضطر للتوقف حين ينال منه الإنهاك ، لكنه تجاوز ست بنايات وهو ما يزال يركض في سرعة جامحة و يقفز من فوق الأسوار ببراعة شديدة، حتى عثر على عشة صغيرة لتربية الدواجن، وأختبأ داخلها.

لكن كلبة كارلوس كانت له بالمرصاد مرة ثانية، التي تصرفت ككلبة مدربة على تعقب المجرمين؛ فلم يكد يمضي وقتاً وهي تركض حتى توقفت فجاءة و أخذت بالنباح بإتجاه الحظيرة.

و كما يقول المثل العربي الشائع؛ فإن المؤمن لايلدغ من جحر مرتين، لذلك لم يطلبوا إليه الإستسلام و الخروج، بل أخرجوا أسلحتهم الرشاشة و أمطروا الجدران الهشة بالرصاص. بينما هو يصرخ و يرد عليهم بمسدسه الهزيل دون طائل أمام أسلحتهم الثقيلة، حتى هدأت الجلبة داخل عشة الدجاج، و أقتحمت الشرطة المخبأ، حيث يرقد فرانسيسكو جثة هامدة، و الدماء تتدفق من أنحاء جسده وجيوبه ما زالت مملوءة بالذخيرة، ولكن لم يجدوا اي شئ يدل على شخصه ولا حتى بطاقة الهوية!

blank
المكان الذي اختبأ فيه فرانسيسكو

فلجأوا للتعرف عليه عن طريق بصمات أصابعه، و ما أن عرفوا هواياته حتى توجهوا لمداهمة اثنين من منازل عائلته هما: منزل زوجته و أطفاله، و منزل شقيقته و أمه.

وعثروا داخل المنزل الذي يقطن فيه مع زوجته وأطفاله على الخواتم والأساور والسلاسل التي احتفظ بها كتذكار وتخص الضحايا، مخبأة داخل الأحذية مع وجود الكثير من الأسلحة.

وبدأوا بإستجواب زوجته فيما يخص الاشياء التي تم العثور عليها وعما إذا كانت على دراية بمغامرات زوجها، لكنها أجابت تنفى ضلوع زوجها في أي من تلك الأعمال الفظيعة المنسوبة إليه ظلما وقالت
“لا بد أن هناك خطأ ما، لم يكن بإمكان زوجي فعل كل ذلك؛ لقد كان أباً صالحاً، وزوجاً صالحاً وحرفياً أحب ما كان يفعله”.

وقد تمكنت الشرطة من خلال الأشياء التي احتفظ بها من تحديد مجموع جرائمه الثلاثة عشر بينما كانت هناك جريمتي اغتصاب.

قامت الفتيات بتقديم نفس الوصف الذي يشبه الصورة، فتم استدعاؤهن مجدداً ولكن هذه المرة داخل المشرحة، حيث قاموا بغسل جثة فرانسيسكو من الدماء وعرضوه على الفتيات اللاتي أكدن أنه نفس الشخص الذي هاجمهم.

وهكذا، أعلنت هوية القاتل رسمياً، مع وجود أدلة دامغة، لكن ظلت كل من زوجته وأخته وأمه يستمتن فى الدفاع عنه حيث صرحت شقيقته قائلة للصحافة:

:”لم يكن فرانسيسكو ساحراً ولا قاتلاً. لقد كان أخا ممتازاً وأباً جيداً. لقد عاش من أجل أطفاله. بالإضافة إلى ذلك، كان أيضًا فنانًا عظيما ومع صنع المنحوتات حصل على ما يكفي لإمتلاك منزل وسيارة.

فبدأ بعض الناس ينتابهم الشك في أن تكون الشرطة استهدفت الشخص الخطأ بسبب تصريحات عائلته، ولكن، نائب المفوض أدلي بتصريح قائلاً:
“يمكننا تقديم الأسماء والأحداث التي شارك فيها فرانسيسكو لكن الأمر صعب بالنسبة لنا، نظرا لأن هذه جرائم جنسية، فإن الضحايا لا يردن الكشف عن هوياتهن علنا”

وقد أعربت الشرطة لاحقًا عن ندمها على اضطرارها لقتله، لأنها أضاعت فرصة استجوابه لمعرفة الدوافع التي دفعت الحرفي الماهر ورجل العائلة المحترم إلى أن يصبح أكبر قاتل متسلسل في التاريخ الإجرامي فى الأرجنتين.

ختاماً

لن تكف يوماً فظاعة الجانب المظلم للنفس البشرية عن إثارة الصدمة و الحيرة عند مطالعة تفاصيل ما يصح تسميتهم بالذئاب المنفردة أي أن يخرج رجل وحيد وممرور من الدنيا لإصطياد بشر كل ذنبهم أن الحظ العاثر رماهم في طريق هذا المجنون أو ذاك المعتوه الذي يعاقب من حوله على طفولة تعيسة أو عقدة نقص أو حتى خيلاء توهمه بأنه فوق القانون و فوق الأخلاق و فوق المجتمع، و غالباً ما يكون الضحايا أما النساء أو الاطفال

blank
فرانسيسكو انطونيو مردى قتيلاً

لكن الشئ الذي يحيرني بعد و لا أفهمه هو نوع القتلة من طراز هذا المجرم انطونيو؛ ذلك الزوج و الأب الذي يكد و يعمل و يرعى أولاده و زوجته ولا يثير أدنى شك عن دوره الآخر الذي يمارسه في ظلمات الليل وعن قدرته الخارقة التي يتحلى بها كي تجعله لا يلمح طيف زوجته في النسوة اللاتي ينكل بهم و يقتلهن شر قتلة، أو الكيفية التي يربي بها أطفاله و يضحي بوقته و ماله و جهده من أجلهم، دون أن يقلق من أن يسلبهم منه مجرم أخر يتلهى بهم و يحولهم لجثث

كيف يأمن على عائلته من عالم ثمة احتمال قائم دائما أنهم ليسوا في مأمن من ذئب شرس و جائع أخر على غراره؟

المصدر
wikipediadiarioeltiempocronica
guest
4 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

مرحباً .. يبدوا أنّك تستخدم حاجب إعلانات ، نرجوا من حضرتك إيقاف تفعيله و إعادة تحديث الصفحة لمتابعة تصفّح الموقع ، لأن الإعلانات هي المدخل المادي الوحيد الضئيل لنا ، وهو ما يساعد على استمرارنا . شكراً لتفهمك