تجارب ومواقف غريبة

قصة المخزن المسكون بالجن

تنبيه : هذه القصة واقعية، وجميع شخصياتها وأحداثها حقيقية.
أهلا بكم من جديد، في سلسلة قصص الرعب.
قصة اليوم من جمهورية السودان، أرسلها لنا أحد المشتركين في القناة. يبدأ صاحب القصة روايته قائلا. اسمي : معتصم.
أنا و إخوتِي الثلاثة، من مواليد المملكة العربية السعودية.
لنا منزل شعبي، يقع في محافظة دُنْقُلا شمال السودان.
اعتادت عائلتي قضاء الإجازة الصيفية، من كل عام في هذا المنزل.
كان المنزل، مكون من طابق أرضي، يحيطه فناء كبير، بحتوي بداخله على حظيرة مهجورة، استخدمناها فيما بعد، مَخْزَن لبعض الأشياء الغير مستخدَمَه. في عام ١٩٩٧ ، بعد نهاية العام الدراسي، سافرنا إلى السودان لقضاء إجازة هذا العام. عند وصولنا إلى البيت، قمنا فوراً بتنظيف المنزل. كانت الشمس تشرف على المَغِيْب، والمنطقة التي يقع فيها المنزل شبه زراعية. كانت الكهرباء تنقطع بشكل مستمر، لذلك اعتدنا الاحتفاظ بكمية كبيرة من الشموع.
عند غروب الشمس، طلب أبي مني التوجه إلى محل البقالة، لشراء كمية من الشموع، وبعض المستلزمات الأخرى. قبل خروجِي من باب المنزل، لَمَحْتُ كلبا رمادي اللون، يدخل إلى ذلك المَخْزَن.
تَوَجَهْتُ فورا لإخراجه من المنزل، عند وصولي اليه استجاب فوراً لأمري، و توجه من تلقاء نَفْسِهِ إلى خارج المنزل.
أثناء ذهابِي إلى البقالة، شَعَرْتُ بحركة تأتي من خلفي. عندما التَفَتُ وَجَدْتُ الكلب يتبعني!! لم أعطي الأمر إهتمام. ثم أَكْمَلْتُ سيري حتى وَصَلْتُ إلى محل البقالة. أثناء رجوعي إلى المنزل، كان الظلام بدأ يُسْدِلُ ستاره. كان الكلب لا يزال يتبعني!! ولكن هذه المرة بدأ الكلب يمشي بجواري. الشي الغريب أن الكلب تَبَدَّلَ لونه إلى الأسود. وكان لا يخرج لسانه ولا يلهث نهائياً، مثل سائر الكلاب.
الشيء المرعب، أن هذا الكلب كان يمشي وهو ينظر نَحْوِي فقط. في هذه الأثناء بَدَأَتُ أشعر بخوف شديد. و قلبيْ ينبض بقوة.
عندما صرت في منتصف الطريق، بدأ الكلب يمشي أمامي، ولكن!! كان يمشي للوراء، و وجهه مقابل لي. في هذه الأثناء ، لم أتمالك نَفْسِيْ من شدة الخوف. ركَضْتُ مسرعاً نحو المنزل، و كلما التفتُ خلفي، أرى الكلب ما زال يمشي بنفس الطريقة!!
أخيراً وَصَلْتُ إلى المنزل، طَرَقْتُ الباب بكل قوتي، ثم سَمِعْتُ صوت أخي وهو يقول من الطارق؟ في هذه اللحظات، مر الكلب من أمام المنزل، و تَزَامَنَ مروره مع فتحِ أخيْ للباب. فوراً قُلْتُ لأخي انظر إلى هذا الكلب، كيف يمشي للخلف دون أن ينظر أمامه ؟؟ تَعَجَب أخي من كلامي، وقال لي ماذا به؟ الكلب يمشي بشكل طبيعي!!
كُنْتُ لا أزال أرى الكلب وهو يمشي للخلف، ولكن أخي يراه يمشي بشكل طبيعي. أخيراً ابتعد الكلب واختفى في الظلام.
ثم دخلنا انا و أخي إلى المنزل، و أغْلَقْتُ الباب خلفي جيداً.
كانت من عاداتنا في السودان، أن ينام الرجال في فناء المنزل.
بالفعل أخرج كل منا سريره، و بدأنا نتبادل أطراف الحديث، على ضوء الشموع، إلى أنْ حل أذان العِشَاء. بعد أداء الصلاة و تناول وجبة العشاء، استعد الجميع للنوم. النساء بالداخل، و الرجال في الفناء الخارجي. كان سريري مقابل باب المنزل، في منتصف الليل و الجميع نائم!! شَعَرْتُ بشيء يلعق قدمي!! نَهَضْتُ فزعا، لِأرَى الكلب يمشي بإتجاه باب المنزل؟؟ ثم خَرَجَ منه وهو مقفل!! لم أصَدق ما رأته عيني!! كيف لهذا أن يحدث؟؟
ثم ماهي إلا لحظات ، حتى رأيت مجموعة من الكلاب تخرج من المَخْزَن، و تتجه نَحْوَ الباب ثم تخرج منه. بعد هذا المشهد المرعب، صَرَخْتُ بأعلى صوتي من شدة الخوف، استيقظ الجميع على صوت استغاثتي. كُنْتُ أقول كلمات غير مفهومة، الكلاب!! هناك كلاب!! المَخْزَن!! عفاريت و أشباح. كان الجميع يعتقد بأني رأيت كابوساً أثناء نومي. جلس أبي بجواري، وقام بقراءة بعض آيات من القرآن ، وطلب مني الهدوء، لا شيء هناك. انه مجرد كابوس.
اسْتَعَذْتُ من الشيطان، ثم عُدْتُ إلى نومي مرة أخرى. استيقظ الجميع على صوت أذان الفجر، بعد صلاة الفجر تناولنا وجبة الإفطار. كَلَّفَ والدي كل واحد منا بعمل ما. كانت مهمتي عمل فرز للأشياء الموجودة في المَخْزَن. عند دخولِي للمَخْزَن، كُنْتُ أشم رائحة كريهة، كانت تشبه رائحة فضلات القطط والكلاب.
كان المَخْزَن لا يوجد فيه إضاءة، كُنْتُ أعتمد على ضوء الشمس فقط. عند تفَقُدِي لمصدر تلك الرائحة، داست قدمي على شيء غريب. خَلَعْتُ حذائي، لأجِد أن ما داست قدمي عليه كان فضلات.
ذَهَبْتُ لأغسل حذائي و أُحْضَرَ ، بعض معدات التنظيف. كُنْتُ أمسك حذائي بيدي!! حينها رآني أخي ، قال لي: لماذا تُمْسِكُ حذاءك هكذا ؟ قُلْتُ له أن عليه فضلات كلب، و أريد تنظيفه. تَعَجَبَ أخي من كلامي!! وقال لي: أي فضلات هذه؟؟ حذاؤك نظيف تماماً.
عندما نَظَرْتُ إلى الحذاء، لم أجد أثر لتلك الفضلات ؟ كيف اختفت؟
لم أستطع الكلام، انعقد لساني في تلك اللحظات. كُنْتُ متأكدا أن ما دُسْتُ عليه في المَخْزَن، كانت فضلات. أمْسَكْتُ أخي من يده، ثم طَلَبْتُ منه أنْ يأتِ معي، ليرى تلك الفضلات بنَفْسِه.
عند دخولنا إلى المَخْزَن، كانت الرائحة طبيعية جداً، ولا يوجد أثر لأي فضلات. في هذه الأثناء انهرت بالبكاء، و ذَهَبَ أخي لإخبَار أبي بما حدَثَ لي. قبل مجيء والدي بثوان معدودة، رأيت مجموعة كبيرة جداً من الكلاب، وهي تدخل إلى ذلك المَخزَن. هنا أصِبْتُ بحالة اغماء، ثم أفَقْتُ على صوت أبي وهو يقرأ القرآن ، وكان يُمْسِكُ رأسي بيده. في هذه الأثناء استعدت وعيي بشكل كامل. ولكن كُنْتُ أشعر بصداع شديد. ثم عندما هدَأْتُ، طلب أبي مني عدم الإقتراب من ذلك المَخْزَن. و طلب مني المحافظة على أذكار الصباح والمساء يومياً، وعدم نسيان قراءة آية الكرسي دُبُرَ كل صلاة. و إستمر أبي في رُقْيَتِي لمدة ٧ أيام متصلة.
وللَّهِ الحَمْدُ لم يصبني مكروه بعد ذلك اليوم.
بعد هذه الحادثة، قام أبي بإفراغ المَخزَن بشكل كامل. و كان يقوم بتشغيل سورة البقرة يومياً، و إشعال البخور خاصة العُوْد. ثم قام أخيراً بتخصيص هذا المَخزَن ، غرفة للضيافة.
و قبل سفرنا إلى السعودية، أغلق أبي النوافذ بشكل محكم، وقام بِرَشِ ماء في أركان المَخْزَن، كان قد قرأ عليه بعض آيات من القرآن. و الحمْدُ للَّهِ لم يحدث معي أي مكروه إلى يومنا هذا.
و اليوم أحكي لكم هذه القصة، بعد مرور أكثر من ٢٠ سنة.
كانت هذه نهايةُ قصتي ، أخوكم : معتصم.

guest
6 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

مرحباً .. يبدوا أنّك تستخدم حاجب إعلانات ، نرجوا من حضرتك إيقاف تفعيله و إعادة تحديث الصفحة لمتابعة تصفّح الموقع ، لأن الإعلانات هي المدخل المادي الوحيد الضئيل لنا ، وهو ما يساعد على استمرارنا . شكراً لتفهمك