تجارب ومواقف غريبة

تجربة وأنتهت

بقلم : Crystal

تجربة وأنتهت
رأيته اشبه بالضباب يقف بقربي في المرأة ..

بداية أود ان أوجه كلامي هذا إلى أحد أعضاء هذا الموقع ” نور يونس “

عزيزتي انتي كنت الدافع لجعلي اكتب تجربتي هنا رغم اني قررت طويها مع تلك السنوات التي مضت ولكن اعود لأتذكر احداثها بسبب التشابه بين ما حدث معي و معك فعندما قرأت الموضوع الذي كتبته تحت عنوان (جني عاشق دمر حياتي) شعرت بأنني اقرأ تجربتي لذا اتمنى أن تقرأي كلماتي عسى أن تفيدك بشيء..

***

تجربة وأنتهت

سأكتب لكم تجربتي بكل ما اذكره من تفاصيل

الشيء المشترك بيننا هنا اننا جميعنا كانت لنا تجارب مع العالم الآخر بطريقة او بأخرى سواء اكانت تجربة قصيرة ام طويلة كحالتي ..

انا حقا لا أستطيع تحديد متى بدأ الأمر بالضبط فطوال حياتي وأنا اصادف الأمور الغريبة التي تحدث على فترات متقطعة

لذا سأبدأ من طفولتي في البيت الذي نشأت به: في أحد الأيام أشترت أمي لحم الجمل وعادت إلى البيت لتضعه في قدر على النار إلى أن ينضج الغريب انه أثناء ذلك وفي وقت غروب الشمس بدأنا نرى اطياف سوداء تخرج من كل مكان و تهرب إذا ما اقتربنا منها حتى انني لا انسى عندما فتحت باب خزانتي لأجد طيف اسود يفر هاربا منها فتسلل الرعب إلى قلبي و ركضت إلى اختي الكبيرة ابكي والتي وقفت مدهوشة مما يحصل اما امي فبدأت بتلاوة سورة البقرة إلى ان اختفت كل تلك الأطياف وهكذا انتهى ذلك اليوم وقد استشارت امي أحد الشيوخ ففسر ما حدث بأن بيتنا كان مليء بالشياطين بسبب كثرة الأسحار المدسوسة فيه وهذا النوع من الشياطين يخاف من عظم الجمل لذا فر هاربا .. لا اخفي عليكم بأن امي وجدت اكثر من سحر فيما بعد و علمت من هو الفاعل ولكن لا حاجة لذكره الآن فأنا أؤمن بأن الله حتما سيفتضح امره فيما بعد .

بعد عدة أشهر سافرنا إلى إحدى الدول الخليجية لنسكن في شقة متوسطة الاتساع ، في الحقيقة لم ارتح لتلك الشقة منذ الوهلة الأولى ولكن مضت ايامنا بها إلى تلك الليلة كنت حينها ابلغ الثالثة عشر من عمري وبينما انا اجهز سريري للنوم و إذا بأختي تطفيء الضوء بأستثاء نور الممر المتسرب من باب الغرفة ليعطي إضاءة خافتة سمعت امي تناديني فاتجهت إلى الباب ولكن اوقفني ذلك الشيء الذي لمحته معترضا طريقي كان طيف ابيض شفاف يميل إلى الزرقة ذو عينين واسعتين وبنفس طولي ويمتلك عيون خضراء و وجه مثلث الشكل يشبه وجه الفئران والقطط .. وقف امامي مباشرة يحدق بي بدهشة لاحظتها بعينيه لا تقل عن دهشتي ولا اعلم لما لم أخف منه حينها بل بقيت احدق به ايضا لعدة ثواني واقول لنفسي (إنه حقيقي انا لا اتخيل) فرفع يده ببطء يحاول لمس وجهي ففعلت ذات الشيء محاولة لمس وجهه لكنه تلاشى حينها ولم تفارق صورته ذاكرتي منذ ذلك الوقت في تلك الليلة خلدت إلى النوم افكر به و استيقظت قرابة الفجر مصابة بشلل النوم فكنت عاجزة عن الحركة و عندما فتحت عيني وجدت ذلك الشيء الطويل الذي يقف على سريري جهة قدمي و يتقدم بأتجاهي كان يرتدي وشاح اسود طويل اشبه بعباءة الرأس نظرت إليه من أسفل إلى أعلى وعندما وصلت إلى وجهه لم أستطع رؤية ملامحه فقط انقض علي و اغمضت عيني من الخوف وشعرت به يعبر جسدي مصحوبا برياح قوية اجهل مصدرها فقد بدت وكأنها عاصفة كيف ذلك وانا في بيت مغلق! اعجز عن شرح ذلك الشعور لكنه استمر لمدة ثم اختفى كل شي وبسبب عدم معرفتي بأنه الجاثوم حينها فقط بكيت من الخوف فتلك المرة الاولى التي يحدث فيها معي شيء كهذا ،، وتكتمت على الأمر حينها فلست متأكدة بأن أحدا من افراد عائلتي سيستطيع تصديق ما حدث ، بعد ذلك اصبحت احلم بكوابيس كثيرة لكني لم اعر الأمر اهتماما فالجميع يحلمون بالكوابيس .. وبعد عدة سنوات اخرى انتقلنا إلى شقة أكثر اتساعا وفيها حدثت أغلب الأحداث لا اذكر ترتيبها من كثرتها لكني سأكتب ما يمليه عقلي علي ..

اولا سأطلعكم على سر وهو انني كنت استمع إلى الأغاني بكثرة في هذه الشقة وأقف أمام مرآة غرفتي أرقص على تلك الأنغام و الإيقاعات لساعات طويلة دون ملل حتى اصبحت بارعة في الرقص ولا انصح أحدكم بأن يكرر فعلتي فقد عانيت الكثير فيما بعد

لم يكن شيء اصعب علي من معاناتي أثناء فترة الأختبارات فكما تعلمون أن دراسة تلك الكتب الطويلة صباحا لن تكفي فكان علي أن أسهر حتى الفجر لأنهي الكتاب كله بل احيانا حتى طلوع الشمس ولكن ذلك الشيء لم يكتفي بالإرهاق الجسدي و العقلي الذي كنت اعانيه بسبب الدراسة وقلة النوم بل اراد ان يستمتع بإرهاقي نفسيا فقط اصبحت أسمع أحاديث غير مفهومة واصوات قريبة ومتداخلة بل واحيانا كنت اسمع صوت السرير يهتز رغم ان لا احد عليه ..أحاول التركيز على دراستي لكني لا استطيع فأبكي تارة واقرأ تلك الكلمات تارة محاولة أن احفظها بأي وسيلة ويبقى هذا حالي حتى أذان الفجر لأشعر بقليل من الطمأنينة وأنام إلى أن اعتدت هذا الأمر ثم استكثر علي النوم وتطفل على نومي فأصبحت اراه في احلامي بل كوابيسي .. كنت كل ليلة استيقظ من كابوس مختلف

و سأكتب لكم بعضا مما احتفظت به ذاكرتي من تلك الكوابيس :

1/ رأيت نفسي اقف امام مرآة غرفتي وخلفي النافذة مفتوحة فلمحت فتاة تنظر إلي من نافذة البناء المجاور وكانت مخيفة قليلا فركضت نحو النافذة واغلقت الستائر حتى لا اراها ولم تستطع قدماي ان تحملاني فأستلقيت في أرضي و غطيت نفسي بغطاء لتأتي تلك الفتاة تمشي ولكن في الهواء كانت اشبه بالطيف ليست كالفتاة البشرية ،فتكشف عني الغطاء ثم تمسك بيدي وتسحبني لإذهب معها اما أنا فأستسلم وامشي وراءها ثم استيقظت من هذا الكابوس ارتجف .

2/ كنت في منزل كبير انظر من النافذة إلى البناء المجاور فرأيت ذلك الشخص ذو الوشاح الأسود الطويل الذي ذكرته من قبل وكعادته وجهه غير واضح الملامح بل مظلم شعرت بالخوف و اغلقت الستارة و ركضت هاربة فتجسد أمامي معترضا طريقي فغيرت طريقي لأهرب من الجهة الآخرى فأغلقت كل الابواب التي في المكان وحبست معه فأقترب مني ببطء ثم استيقظت خائفة .

3/ كنت أقف امام منزل قديم اود دخوله فرأيت عجوز مخيفة الملامح ترتدي غطاء اسود وقفت امامي و طلبت مني الذهاب معها لكنني شعرت بالخوف وابتعدت عنها فأمسكت بيدي وأرادت سحبي لتأخذني معها ثم أستيقظت .

4/ رأيت أنني بمكان اشبه بمدرسة وفجأة أتى العديد من الجنود ليأخذوني مع عدة فتيات كنت خائفة منهم وأريد الهرب بأي طريقة فما أن مشينا قليلا خارج المدرسة كان هناك غابة قريبة لذا ركضت لها دون أن ينتبهوا لي ووجدت شخص يركض هاربا لذا طلبت منه مساعدتي على الاختباء من اولئك الجنود فأخذني إلي وسط تلك الغابة وكان هناك نافذة مغطاة بالنباتات فطلب مني أن أقفز منها وقفز هو فقفزت أيضا ثم استيقظت.

 

إن كنتم قد لاحظتم أعزائي القراء فإن هذه الكوابيس تشترك بشيء وهو أنني دائما اشعر بالخوف واحاول الهروب من هؤلاء الأشخاص و هم يحاولون أخذي إلى مكان ما ..

لقد رويت الكابوس الأول والثاني لأحد المفسرين فقال لي إن هناك سحر قوي مكتوب لي ثم صمت ولم يجبني بعدها والله اعلم لكني اطلب منكم إن كان لأحدكم خبرة في تفسير الأحلام أن يفسر لي ما رأيت.

حسنا هذا ليس كل شيء فلم تكن الكوابيس الشيء الوحيد المزعج بل حدث فيما بعد امر لا يحتمل وهو انني كنت استيقظ في بعض الليالي منهكة وكأن هناك من نام معي اي حدث بيننا كما يحدث بين الأزواج .. واحيانا كنت استيقظ عاجزة عن الحركة وأشعر بأن هناك من يغتصبني ثم يختفي ذلك الشعور فجأة في بعض الأحيان كنت اشعر به وانا في وعيي وأحيانا أثناء نومي اي يكون على هيئة الحلم ، كان ذلك اكثر ما يزعجني وكأنه يجبرني على شيء لا اريده فكثيرا ما بكيت وكرهت نفسي بسببه .

لكن الغريب أنني في إحدى المرات استيقظت وانا اشعر بأن هناك قوة خفية ترفعني عن سريري فأصبحت وكأنني معلقة في الهواء وهناك من يغتصبني إلى أن استطعت أن افتح عيني فسقطت على فرأشي وتأكدت من شعوري هناك حقا من كان يرفعني.

كان استيقاظي دائما يتم بين الساعة الثانية و الثالثة بعد منتصف الليل سواء مهما اختلف وقت نومي وكنت اعلم أنه عند إستيقاظي في ذلك الوقت فسيحدث شيء ما كسماع اصوات او الشعور بمن يراقبني او الجاثوم … لذا كنت احاول ان اعود إلى النوم مجددا بأسرع وقت فأصبح الليل ككابوس اود الهروب منه عن طريق النوم حتى ينتهي.

في فترة الدورة الشهرية كنت اصاب بتعب شديد لدرجة أنني اعجز عن الوقوف و كلما حاولت الوقوف يغمى علي لأقع في أرضي.

وآخر ما حدث لي قبل أن أتخلص من كل هذا كان في أحد الأيام عندما أنهيت دراستي لأحد الأمتحانات في الخامسة صباحا وقررت النوم ساعة على الأقل لأريح عيوني من تعب السهر فما إن اغمضت عيني حتى شعرت بأن هناك من يراقبني وانفاسه قريبة من وجهي شعرت بها ومتأكدة بأنني لم اكن اتخيل لكن لم امتلك الشجاعة الكافية لأفتح عيني وأرى ذلك الشيء لذا قررت أن أنهض فجأة ثم أركض لغرفة أختي بكل ما أوتيت من قوة وما هي إلا دقائق حتى كنت في فراشها فأستيقظت مفزوعة تنظر إلي وانا أرجف فسألتني ما الأمر فقلت لها أنني خائفة من النوم لوحدي فعادت إلى نومها اما انا وضعت رأسي على الوسادة وما إن أغمضت عيني حتى سمعت صوت اشبه بصوت فتح صنبور المياه ثم شعرت بقطرات الماء تنهال على وجهي وملابسي تتبلل بالماء ففتحت عيني بسرعة فأختفى الصوت وظننت بأنني أحلم فأغمضت عيني لثوان أخرى فتكرر نفس الشيء مرة ثانية وثالثة وعندها تأكدت بأنني لست في حلم بل إنهم يتعمدون إزعاجي ، بكيت وانا اتمتم “يكفي ..ذلك يكفي” ثم مسحت دموعي واستسلمت للأمر ..لن انام .. وذهبت إلى ذلك الأمتحان المشؤوم وانا مستيقظة ولا انكر بأن بعض صديقاتي لاحظوا الإرهاق على وجهي فسألوني ما الأمر ورويت لهم ما تيسر علي روايته وكالعادة أجد بعضهم ممن يستنكر كلامي و لا يعترف بهذه القصص .. ليتهم يمرون بما مررت به حتى يقتنعوا على الأقل !

لا بد أن أذكر شيء آخر وهو أنني اعرف شخص لديه خبرة طويلة في عالم الجن والشياطين أخبرني بأن اصور له مرآة غرفتي بعد إطفاء ضوء الغرفة أي بأستخدام ضوء الكاميرا فقط لذا ألتقطت اكثر من صورة في نفس الوقت و ارسلتها له ثم علق على أحد الصور قائلا بأنه يوجد فيها شيطان وعندما امعنت النظر في تلك الصورة رأيته يظهر بشكل اشبه بالضباب يقف بالقرب مني وينظر بأتجاهي بطريقة مخيفة .. كما جعلت أختي ترى تلك الصورة فأخبرتني بأن هناك وجه مخيف بقربي وإذا ما أردتم التأكد لا مانع عندي لكن أخبروني بطريقة إرسال الصورة !

أخيرا فإنني واظبت على الصلاة بعد ان كنت اقطع بعضها و توقفت عن سماع الأغاني والرقص أمام المرآة بل كرهت كل ذلك و لم اعد انظر إلى المرآة كثيرا فترة الليل واهم خطوة كانت هي تشغيل سورة البقرة كل يوم في غرفتي قبل النوم حيث ان النوم على صوت القرآن كان يريحني والمكان الذي يقرأ فيه القرآن لا تدخله الشياطين فكيف بمن يسمعه أثناء نومه ايضا .. لذا لم أعد أعاني من الكوابيس او تلك التحرشات وتخلصت من كل ذلك ليعود الهناء إلى نومي والهدوء الذي تمنيته في يومي ، أنا الآن أبلغ الثامنة عشرة من عمري ومنذ سنتين لم يتكرر اي شيء مما ذكرته سابقا والحمدلله لكنني رغم ذلك ما زلت اخشى عودة ذلك الشيء ولا أريد تكرار تلك التجربة أبدا “.

تاريخ النشر : 2015-08-07

guest
62 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى