أدب الرعب والعام

سر البيت المسكون

بقلم : محمد حمدي – مصر
للتواصل : [email protected]

سر البيت المسكون
تعالوا إلى أكثر البيوت المرعبة على الإطلاق …

أنا خالد فتىً في الـ 12 من عمري أعيش في قرية ريفية صغيرة.

لطالما أحببت تلك المهرجانات والمسيرات التي يقوم بها الباعة المتجولون عندما يزورون قريتنا فهي مليئة بالغرائب والعجائب والخدع السحرية التي نادراً ما نراها نحن سكان الريف لذا ارتبطت تلك المهرجانات في عقلي بالروعة والغرابة لكن لم اكن أعلم أن كل هذا سيتغير وأني لن أملك الشجاعة بعض الآن لحضور أي مهرجان آخر.

بدأ الأمر بمسيرة احتفال باعة متجولين وصلوا للمدينة ….. يهتفون ببعض الجمل كـ : ( تعالوا زوروا بيتنا المسكون ……… تعالوا إلى طرف القرية …….. تعالوا إلى أكثر البيوت المرعبة على الإطلاق ……….. انظروا لأكثر شيء مرعب في العالم ) واستمروا بتكرارها في كل شوارع وأسواق القرية الصغيرة.

حينها كنت هناك أنا وصديقي سامر , فقال لي ساخراً : بيت مسكون … ما هذا الهراء أيعتقدون أننا حمقى وبلهاء فقط لأننا نسكن في إحدى القرى الريفية؟ .

وقبل أن أرد عليه ظهر رجل من ورائنا طويل القامة يرتدي بدلة بنية اللون ومسطرة بخطوط بيضاء , كان شاحب الوجه بشدة كأنه لم يري الشمس منذ أعوام , وعيونه حمراء تحتها هالة سوداء جدا كأنه لم يرى النوم من أسابيع , وابتسم ابتسامة زادت وجهه رعباً وقال : صباح الخير أنا مدير هذا البيت سعيد بلقائكم …. هل تحبون البيوت المسكونة ؟؟ ما رأيكم أن تزورونا ؟؟ خذوا هذا المنشور ففيه العنوان.

ومن ثم ضحك بمكر وقال: سيكون الأمر صاخباً صدقوني ……. تعالوا إن كانت لديكم الشجاعة .

ثم تركنا وذهب وراء الباعة الآخرين وتركني أنا وسامر في ذهول ورعب شديد لكن لم يقدر احد منا أن يظهر رعبه للآخر.

في عصر ذاك اليوم ذهبنا للعنوان المذكور في المنشور في الطرف الجنوبي لقريتنا داخل الغابة المظلمة – هكذا كنا نطلق عليها – وإذا بنا نرى الكثير من أهل القرية متجمعين حول بيت متهالك مرسوم عليه صورتان لشبح يبدو كهيكل عظمي وآخر له بروز في البطن رغم أن عظام قفصه الصدري ظاهرة …… استمررنا في تأمل المكان قليلا وكل فينا يفكر فيما قد يخفي هذا البيت داخله لكن قطع حبل أفكارنا صوت أحد أفراد القرية الذي صاح في الرجل المرعب الذي رأيناه سابقاً وقال: تذكرة الدخول فقط بـ 1000 جنيه .. هذا نصب أتمزح معي؟! هذا نصب كبير لن أدفع هذا المبلغ في شيء كهذا.

قال المدير في هدوء وعلى وجهه ابتسامة تكاد تمزق وجهه من كبرها : إن سمحت لي بالرد سيدي هذا البيت يستحق كل المال الذي ستدفعه فيه …. وأصر أن تجربه إن كانت لك شكوك حول ذلك . فهو مخيف جدا … وإن لم يخفك فسارد لك مالك كما سأحزم أغراضي وأغادر قريتك إذاً ما رأيك في ذلك؟ هل ستجربه ؟.

كان الرجل يرتجف حقا من الرعب لكنه تمالك نفسه وقال: إذاً سأقبل عرضك لكن إن لم أقتنع فستغادر حالاً صحيح؟

رد المدير بابتسامة صفراء: السيد المحترم لا يكذب أبدا.

أعطى الرجل المال للمدير ثم دخل من الباب الأمامي وحيداً وقال: أقابلكم في الجانب الآخر!!.

بعد عدة دقائق وجدنا الرجل يركض بسرعة مهولة من المخرج الخلفي للمنزل وهو يصيح بشكل هستيري ومتواصل حتى شعرت أن حباله الصوتية ستتمزق وما أن خرج من الباب حتى تعرقل ووقع على وجهه.

فاقترب منه احد المزارعين وقال له : ما بالك يا رجل تبدو مرعوباً؟

لم يعر الرجل لسؤال المزارع اهتماماً واستمر في الصراخ : ما هذا بح ح ح ق الجحيييييم ممما هذا الذي في الداخل ؟ اللعنة اللعنة !!!! واستمر في الصراخ والتمتمة بكلمات غير مفهومة.

نظر المدير له بوجه لا مبالي وقال: إذاً كيف كان الامر؟ أستحق المال المدفوع ؟ هاه ؟ كيف وجدته ؟ أليس مرعبا؟

نظر الرجل برعب للمدير ثم هب واقفاً واستمر في الركض باتجاه القرية وهو يصرخ ويقول البيت مسكون إنها الحقيقة البيت مسكون.

نظرنا له والآلاف من الأسئلة تدور في عقولنا لكن قاطع ذلك ضحك المدير بشكل مرعب.

بعد ذلك اشتهر البيت المسكون في القرية كلها وصار حديث الساعة كل أهل القرية يتكلمون عنه وعما رأوه هناك.

قلت لصديقي: يقولون أن البيت مخيف.

رد على: سمعت أن البعض قد جن من الخوف بل وآخرون فقدوا النطق تماماً !!

***

في ظهيرة أحد الأيام وعند البيت المسكون توقف شرطي يقود عجلته امام البيت فقابله المدير وقال: مرحباً بك في بيتنا المسكون أيها الشرطي … ما الذي تريده.

قال الشرطي: في الحقيقة لقد وصلتنا الكثير من البلاغات حول هذا البيت والبعض يقول انه هناك بعض الأعراض الجانبية على الزبائن وبعض الشهود يقولون قد بلغوا عن إساءة للأطفال إذ ابلغوا أنهم رأوا أطفال مقيدين بسلاسل داخل البيت !!

قال المدير بخبث: إذاً ما رأيك أن تأخذ جولة في الداخل لتتأكد من هذه البلاغات.

قال الشرطي: إذا سمحت لي بالطبع فأنا فقط أريد رؤية ما في الداخل.

فتح المدير الباب ودخل أولا ومن ورائه الشرطي.

***

في مساء إحدى الليالي كنت أنا وصديقي نتسلل في ظلمة الليل خارج منازلنا وقد عزمنا على اكتشاف سر البيت المسكون … قد تسألون لماذا تسللنا ؟ سأقول لكم ربما لأننا لا نملك هذا المبلغ الكبير لكل فرد منا.

ورغم وأننا كنا مرعوبين بشدة لكن لم يستطع أحدنا الاعتراف بذلك ففي قانون الصغار لا مكان للجبناء الذين يظهرون خوفهم.

قال لي صديقي بصوت خافت متردد: هل حقا سنتسلل لهذا المنزل؟

قلت له بنفس نبرته: إن كنت خائف يمكننا العودة ؟

فقال: خائف .. من قال إني كذلك .. بل انا عازم على الذهاب هيا بنا !! ثم أضاف لكن هل سمعت تلك الإشاعات؟

قلت: نعم يقولون أن هناك شرطي دخل المنزل من بضعة ايام لكن لم يره أحد بعدها أبدا … ترى ما الذي حدث له؟

قال بصوت مضطرب : لا أدري حقا لا ادري .

وما ان انتهى من الحديث حتى كنا أمام البيت المسكون فشغلنا المصباح الذي كنا نحمله واقتربنا ببطء شديد لباب البيت.

تنهد صديقي وكأن حملاً ثقيلا من على صدره وقال بشجاعة: أوووووه انه مغلق هذا سيء … أتعلم لو لم يكن مغلقا بقفل لكنا دخلنا الآن وعرفنا الحقيقة لكن للأسف لا فائدة …. لنعد في يوم آخر.

وهمّ بالرحيل بالفعل لكني اوقفته وقلت لنجرب الباب الخلفي فشحب وجهه وقال لا داعي يا رجل بالتأكيد سيكون مقفل ايضاً.

لكن ذلك لم يوقفني فالتففت حول البيت وعند المخرج وجدت دراجة الشرطة متوقفة هناك وقبل أن نفكر في أي شيء سمعنا صراخ شديد كأن أحدهم يسلخ وهو حي أو يحرق وكان الصوت قادما من داخل البيت.

فصاح صديقي : من هذا ؟ هيا لنهرب بسرعة هيا هيا …

وكنت قد عزمت على الهرب ايضا لكن ومن خلفنا ظهر المدير الذي كان متخفي في الظلام وعلى وجهه ملامح جمدت الدم في عروقنا وقال بصوت هادئ جداً فيه شيء من السعادة: آوه ما الذي تفعلونه هنا ايها الأولاد؟ ….. أولم يعلمكم آباءكم ألا تتجولوا خارج منازلكم في الليل؟

قلت له محاولا تغيير الجو: لقد كنا نريد زيارة البيت المسكون ثم ضحكت ضحكة خافتة محاولاً إخفاء توتري الشديد وخوفي.

فقال المدير: آسف ايها الأولاد لكن البيت مغلق الآن.

فقال صديقي: ظننت ذلك أيضاً … إذا سنرحل ونأتي غدا. وأمسك بيدي وسحبني خلفه.

لكن صاح المدير: توقفاااااا رجاااااءاً !! كنتما تريدان زيارة البيت المسكون في الليل ؟ يبدو انكم تملكون بعض الشجاعة وهذا يعجبني حقاً.

ثم توجه إلى الباب وفتح القفل وقال: وها هو الباب مفتوح الآن بما أنكما شجاعان فلكما خصم لهذه الليلة فقط يمكنكما الدخول وبدون دفع حتى تفضلا.

بلعت ريقي ولم أستطع الاعتذار او التحجج خوفاً من أن يشك فينا فدخلت انا وصديقي البيت وأول ما صادفناه كان غرفة تبدو أقرب لغرفة تعذيب مليئة بالدماء التي تلطخ الجدران والأرضية وعلى منضدة في إحدى زوايا الغرفة وُضعت الكثير من الرؤوس المقطوعة.

قال لي صديقي: يبدو اننا أخطأنا هذا المكان لا يبدو عاديا هيا لنخرج يا صديقي.

قلت له: أأنت أحمق لقد تأخرنا لهذا نحن هنا لقد دخلنا وانتهى هيا لننهي الجولة بسرعة.

ثم أضفت : لكن بعد التركيز في هذه الرؤوس ألا تبدو كرؤوس الدمى المقطوعة وانظر البعض مصنوع من الخشب أيضا؟

قال صديقي: لكن ألا يبدو هذا الرأس الأخير حقيقياً بعض الشيء؟ واشار بيده لآخر رأس

فإذا بي أرى رأس فتاة بشعر اسود طويل يلامس الأرض وبشرة بيضاء كبشرة مصاصي الدماء مكان عينها اليمنى فراغ اسود تتسرب منه الدماء ومكان اليسرى كرة جولف أو هذا ما بدى لي ….. لكن بشكل عام وبطريقة أو أخرى بدت كأنها رأس حقيقية حية وفجأة استدارت لنا وصرخت بشكل مفزع فسقطنا على الأرض أنا وصديقي.

ثم دخلت في موجة ضحكة طويلة وما إن انتهت قالت: لم أقصد إخافتكم!! هيا لنلعب!! أتعلمون أخي قد فتح بيت مسكون في هذه المدينة وقد قرر إدراته لذا فأنا أساعده بكل ما أستطيع ثم عادت لتضحك من جديد.

قال صديقي إنها خدعة رخيصة بالتأكيد هناك فتحه في هذه الطاولة وهى تخرج رأسها منها ووجهها ما هو إلا مكياج هيا لنذهب.

كنت قد اقتنعت بما قاله صديقي أيضا فلا تفسير آخر لذلك.

ثم خرجنا من هذه الغرفة وتوجهنا لأخرى فوجدنا في منتصف تلك الغرفة ما أشبه ببئر تقف في وسطه إمرأة عجوز بدينة ترتدي ملابس بيضاء ناصعة كلون شعرها تماماً ثم نظرت إلينا بوجهها المليء بالتجاعيد ثم بدأت بالصراخ كالفتاة السابقة لكنها فتحت فمها لنراه خاليا من أي سن بتاتاً لكن ذلك لم يرعبنا فقد بدأنا نعتقد أن هذا البيت بالفعل مجرد خدعة وان ما يدور حوله مجرد اشاعات.

لكنها قالت: مرحباً بكم في بيت إبني المسكون أتمنى أنكم تقضون وقتاً مرعباً. ثم انحنت كحالنا عند الركوع في الصلاة واضافت: لطالما كان ابني صعب المراس ولكن وبطريقة ما وقبل ان نعلم قد أنشأ هذا لبيت …….. شكراً جزيلاً لكم على اختيار بيت ابني المسكون !! شكراً وأرجو ان تزورونا مرة أخرى.

كان كلامها بطريقة ما محبط أكثر ومؤكد اكبر لشكوكنا في صحة ان البيت ليس بمسكون فصمتنا ولم نتكلم … لكنها رفعت رأسها وقالت : إذا تقدمتم ستجدون معرض الجحيم أتمنى أن تقضوا بعض الوقت الممتع.

وجدنا بعد هذا البئر فتحة كبيرة في الجدار ولوحة امامها مكتوب فيها هنا يقع الجحيم وما إن دخلنا حتى اجتاحت أنوفنا رائحة الدماء …. وقد كان السبب واضحا إذ كان هناك رجل عجوز يخرج رأسه من بركة حمراء وقال: أوه أهلا ايها السادة …… كيف تقضون وقتكم في بيت ابني المسكون؟

تجاهلنا سؤاله وتركناه فقلت: هذا ليس مخيفاً بتاتاً أنا محبط :/.

قال صديقي: يبدو انها مجرد تجارة عائلية.

قلت مازحاً: هل تراهن على من سنراه المرة القادمة.

فقال: لا اعلم ربما أخوه.

واذا بنا نرى شخص مصلوب على لوح خشبي تحيط به نيران زرقاء ويبدو ان دمه مصفى بالكامل فوجهه ازرق وجسده بارد كالميتين كما ان جسده مليء بالجراح والثقوب وفي صدره تقبع بعض السهام.

اعتقدنا انها دمية في البداية لكنه حرك رأسه ونظر لنا وقال بصوت مبحوح: نعم بالفعل أنا أخوه – سعال – ….. أنتما هلّا قدمتما لي خدمة؟ ….. فليساعدني أحدكم من النزول من هنا – سعال – ….. وقال وهو يتألم: لم اعد أستطيع التحمل أرجوكم …. على أحدٍ ما أن يوقف أخي …. لقد كان غريبا منذ كان صغيراً لطالما امتلك مخيلة سوداء وعقلية مريضة مهووسة بالسحر لدرجة أنه حاول إلقاء بعض اللعنات على الناس من كتب السحر الذي كان يشتريها …- سعال – … لكن لم يكن يؤذي أحد فهو لم يكن ساحر حقيقي بعد كل شيء …. لكن تغير الامر عندما كبر وامتلك تلك القدرات بالفعل لقد ألقى علينا لعنات نحن عائلته جعلتنا لا نستطيع مخالفة أي شيء مما يقوله كنا مسلوبي الإرادة تماما …. يا أولاد نصيحة إياكم أن تتقدموا فما يوجد بعد هذا خطير بالفعل فبعدي يقع ابن أخي مقيد في مكان ما ….. هذا الولد غير شرعي أصلا من إحدى علاقات أخي غير الشرعية …… كيف سأشرح هذا ؟؟؟ – سعال – حسنا هذا الطفل ليس طبيعي على الإطلاق ….. فلا شيء طبيعي سيأتي من أم ذلك الفتى …. لقد كانت أسوء من أخي حتى لقد كانت غريبة ومرعبة لدرجة أن أخي هرب منها وهو يهرب منها منذ سنوات ….. لقد كان يتنقل من مدينة لأخرى ويأتي بهذه العروض ولا يمكث طويلاً في أي مكان لأنها قد تجده وأنا متأكد أن تلك المجنونة ما زالت تبحث عن رجلها وابنها الهاربان .

وفجأة اخترق مسمار وجنتي الرجل المعلق على الصليب ….. فصرخ الرجل برعب : لااا آسف آسف حقاً

نظرنا لمصدر المسمار فوجدنا المدير وفي فمه بعض المسامير وقال : تسك تسك تسك ….. أخي العزيز توم ما الذي تقوله لضيوفي.

ثم فتح فمه لنجد مكان أسنانه مسامير .

وأكمل كلامه: أدير وجهي للحظة عنك فأراك تخونني ….. أنسيت أنت ستظل تعمل طوال عمرك في هذا المنزل …… إياك أن تنسى ذلك فمهما فعلت أن سجين هنا.

ضحك الرجل المعلق توم وقال برعب: لقد كنت امزح ها ها … أنت تعلم أني امزح صحيح؟

سر البيت المسكون
كان يمسك بيده قدم أحدهم ويلتهمها

كنت أنا وصديقي ما زلا مقتنعين أن هذه خدعه تجارية فأكملنا الطريق لكن الغرفة التالية كانت حقا عجيبة فهي كالمقبرة وجدرانها عليها رسومات عيون عمالقة تتحرك وتظل تراقبك كما أن الأرض فيها ما يشبه الأيادي البشرية تخرج من الأرض وتستمر في الحركة…. وبينما نحن نسير سمعنا صوت ما يشبه تهشم عظام شيء ما وتوجهنا نحو مصدر الصوت فوجدنا فتى صغير مقيد بسلاسل حديدية من رقبته وقدمه وملابسه مليئة بالدماء والثقوب يمسك شيئا بيده ويأكله فالتففنا حوله قليلا لعلنا نرى ماذا يمسك .

ولكن ما رأيناه كان منظراً تقشعر له الأبدان فقد كان يمسك بيده قدم أحدهم ويلتهمها وحوله جثة الشرطي المأكولة الوجه بمعنى الكلمة فكان لحم الوجنتين والأنف والعين اليسرى كما حال الشفتان منزوعان كما أن أطرافه مقطعة لقد كان ميتا لا سبيل للنقاش …… حاولنا التراجع ببطء فقد كان المنظر مرعبا لدرجة اني شعرت بشعر رأسي يقف …. لكن يبدو انه شعر بنا فالتفت لنا لأرى هذا الوجه :

فتى بوجه أشبه بالمثلث له عينان كبيرتان وغائرتان إلى داخل جمجمته له لسان كالأفاعي وأسنان كأسنان الوحوش الكاسرة

فصرخنا بشدة لكن الفتى ابتسم لنا وأخرج لسانه الذي بدا كلسان الأفاعي تماماً وحاول الاقتراب وقال: أوووه انو سعيد تعولوو إلو هنو يا رفوق …… يا رفوق أنو جوءع أريد الأكل هيو تقدموا هيو أريد أكلكم يا رفوق ……. وبدأ يصدر أصوات كزمجرة الكلاب.

ومد يديه كأنه يحاول الامساك بنا …… وكم كانت غريبة فهى نحيلة جدا لكن شكل أظافره كانت كالأنياب تمام واكاد اجزم انها تستطيع تمزيق لحم البشر بشكل طبيعي.

وفجأة توقف عن الزمجرة وقال: أريد اكلكم أحيوء … لحمكم الطرى الجميل ودموءكم الطوزجة الدوفئة بسرررعة بسرررعة اقتربوا .

صرخت في سامر وقلت له: هيا نهرب بسرعة. رد بسرعة وقال: هيا هيا لنركض.

لكنه قد كان أمسك بقدم سامر وقد قفز عليه فصرخ سامر وقال : انقذني يا خالد …..

ولم أكد حتى أن امد يدي له لأساعده فقد قال الفتى المجنون: سأمزقك تموماً ثم سأبلعوك سأبلوعك أنت لي سأمزقكك سأخرج أحشوءك ……

وفجأة اخترقت اسنانه المدببة رقبة صديقي ..فصاح صديقي بي: انقذني بسرعة .. لكني تجاهلته نعم تجاهلته…. ولم أتجمد من الخوف كما يفعل بعض الحمقى أو أتردد للحظة في الركض لقد هربت بأقصى سرعة لدي إلى خارج البيت وباتجاه الغابة مباشرة ….. لكني وجدت المدير الحقير يركض ورائي وهو يقول: انتظر .. انتظر توقف …… كم أشعر بالأسف اتجاه الذين يعرفون سري فيجب عليهم الموت ثم قذف من فمه بمعنى الكلمة بعض المسامير باتجاهي فاخترقت إحداها مؤخرتي وأخرى قدمي فسقطت على الأرض من الألم ولم أستطع إكمال الركض وهو مستمر في ترديد انتظرني انتظرني.

فبدأت بالصراخ: ساعدوني ليساعدني أحد ما !!

فرد على بسخرية: فلتصرخ كما تشاء لن يسمعك ولن ينقذك أحد مني.

نظرت إليه وكان ما زال يحمل في فمه بعض المسامير لكن فجأة أشاح بنظره عني ونظر خلفي وقال: من هناك؟

سر البيت المسكون
وقالت: أخيراً وجدتك يا عزيزي ….

فجأة تغيرت ملامح وجهه من وجه المجانين السفاحين إلى وجه عليه علامات الرعب والفزع ورغم خوفي إلا أني نظرت إلى حيث نظر لأجد هذه المرأة تقف أمامي وقد كان طولها فارع بشكل لا يصدق كأنها عملاقة واعتقد ان طولها قد يصل لـ 3 امتار بوجه شاحب وعينين بيضاء وأسنان مدببة.

وقالت: أخيراً وجدتك يا عزيزي …. إهرب مجدداً مني وسأضطر لقتلك حسناً؟

ثم امسكته بيديها الطويلتان النحيلتان ورفعته عن الارض تماماً ربما لمسافة متر وهو يصرخ ويقول : كلاااااااا أنقذوني كلاااااااا .

ثم سارت باتجاه البيت المسكون وهكذا انتهت تلك الليلة وبتذكري لتلك الأحداث لا أستطيع إيجاد أي تفسير لما حدث.

في صباح اليوم التالي عاد البيت المسكون كما كان بيت مهجور خالي من أي شيء ولم يجدوا صديقي ولا جثة الشرطي حتى.

لكني سمعت بعض الإشاعات عن أن هذا المدير ما زال يتجول وينتقل من مدينة لأخرى مع بيته المسكون وفي كل مكان يزوره يختفي الكثيرون داخل البيت.

لذا ومن يومها أخاف من بيوت الرعب والمهرجانات بشكل عام لأني لا اعلم متى سأصادفه مرة أخرى هو وزوجته.

تاريخ النشر : 2015-09-27

guest
68 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى