أدب الرعب والعام

قصة مرعبة

بقلم : قيصر الرعب – لا يوجد

قصة مرعبة
العجوز يقترب منه و العالم يظلم من حوله ..

هل تعرف هذا النوع من الليالي..هادئة..لا أحد يزورك..ليس لديك ما يشغلك..بأختصار إنها اروع ليلة في حياتي.. ماذا لو كان (كامل) معي إنه صديقي الوحيد وانا صديقه الوحيد .. هو فتى مرح قابلته اول مرة في غرفته تحت السلم في هذه البناية كان مثلي منطوي على نفسه لكني تحدثت معه و لكم تكون الأشياء المشتركة الصداقات.. دع أثنين لا يعرفان بعضهما ويكونا مهوسين باللوحات والفنانين يتحدثان مع بعضهما و بالتأكيد ستنشأ بينهما صداقة..هذا الكلام لا ينطبق على كل الناس طبعا..فكرت في ان أذهب إليه لكن قدرت انه سيكون يكتب في قصة من قصصه التي لا تنتهي..

تررررن

لا يبدو انها ليلة رائعة جدا فهناك من يقرع جرس الباب توجهت الى الباب وانا اصيح:

“من؟”

“هذا انا(كامل)”

هذا قانون الجذب بالطبع..يبدو ان الليلة رائعة فعلا،فتحت له الباب فدخل ولاحظت انه يمسك بدفتر في يده..قلت له:

“دعني احزر كتبت قصة رعب جديدة؟”

“نعم وجئت طالبا رأيك فيها”

أن (كامل)لديه هوس غريب بالرعب وقصص الرعب..

“ماذا تهدف بكل هذه القصص؟”

جلس علي كرسي وقال في حماس:

“الرعب..ولاشئ غير الرعب..وأرغب أن أرعب العالم أجمع..ليس بفرقة ارهابية او صواريخ نووية..بل بالورقة و القلم”

قلت وانا أجلس في الكرسي المقابل له:

” هناك كتاب أرعبو الناس فعلا”

“انا مثل شخص يصبو الى ان يصير قيصر ويجلس على عرش الرعب.. هناك من جلسو عليه.. لكن انا سأجلس عليه في يوم من الأيام وسأصير افضل من جلس علي هذا العرش”

“أذن اتريد ان تقول انك ستزيح كل كاتب رعب من عرشه.. هذا شبه مستحيل”

“صحيح..” و نظر الي و اردف كأنه يحلم

“لكن أمنيتي الوحيدة..ان تنشر قصصي في كل العالم وأنشر قصة رعب تقتل القارئ..وعندما اريد نشر مزيد من القصص يقول لي الناشرون انهم لا يستطيعون نشرها لكونها مرعبة وتقتل الناس..وبهذا اكون قد تفوقت علي أدجار الآن بو و لافكرافت و ستيفن كينج و جميع من كتب أدب الرعب في العالم”

قلت له ضاحكا:

“قصة تقتل القارئ.. انصحك ان تصبح سفاح ستخيف الناس وتقتلهم..أليس هذا مبتغاك..و الان قص علي قصتك المرعبة”

“حسنا القصة بدون عنوان لأني لم أجد الوقت الكافي للتفكير فيه..تبدأ القصة هكذا:

كان(عادل)فتى عاديا في الثانوية… لكنه كان يملك هوسا بالرعب..ليس ان يرعب الناس بل ان يرعب و يفزع نفسه..كان يجلس وحيدا في الظلام يطلق العنان لخياله..لكن هناك مشكلة انه لا يستطيع ان يتخيل اي شئ او وحش يقترب منه في الظلام..سأل نفسه بصوت مسموع:

“أين الرعب عندما تريده؟ “

رد عليه صوت داخل عقله:

“عندما تريد الرعب..لا تجده”

كان يجلس في صخرة بجانب الطريق في الليل..وهو يتذكر عندما ذهب الى المدرسة في الصباح..ومن الجيد ان منزلهم في مكان نائي بعيد عن المدرسة..يستيقظ مبكرا ويمضي في الطريق الخالي الذي يحبه.. انه يحب هذا الطريق لأنه في الصباح خال من الناس،هو يكره الناس وكل ما حوله..لم يرى فيهم الا الجانب السلبي و بدأ يتسائل هل هناك جانب أيجابي اصلا؟..دعك من أنه عصبي..يمكنه ان يقتل بسهولة لكن أين سيهرب من الشرطة و الضمير حتى لو هرب منهما هناك عقاب في الآخرة..

في ذلك الصباح لمح زميه في الفصل لكنه حاول سلك طريق آخر..لأن جميع من في المدرسة..لا بل جميع من في العالم..يحبون ان يحكو مشاكلهم للناس..وهذا الزميل سيحكى له عن رسوبه ونجاحه ومشكلته في الدراسة.. كأنه سيحلها له..لكن للأسف ها هو الزميل يتجه اليه ويلقى عليه السلام ويرده له (عادل) وكما توقع بدأ زميله في الشكوى له و (عادل) يرد له من بين أسنانه لأن هذه المواقف تجعله يغضب…و فجأة راى (عادل)-عندما عاد الى الحاضر- امامه رجل عجوز..

منذ متى هو يقف امامه؟..مشكلته عندما يتذكر يومه او موقف.. عينيه لا ترى شئ أمامه بل هي ترى الموقف الذي يتذكره،نظر الى العجوز فوجده ينظر له بثبات..عجوز يرتدي ثياب القرون الوسطى..كان يريد ان يقول شئ لكنه شعر فجأة بالنعاس عيني العجوز تنومانه..هنا شعر (عادل)بالشعور الذي كان ينتظره منذ ان ولد..الرعب..الذي يجعل عقلك يتوقف عن التفكير..الرعب الذي يجعل شعرك يشيب في لحظات..الرعب الذي طال أنتظاره..من هذا العجوز؟ او ما هو هذا العجوز؟ وماذا يريد منه؟..لا يعرف..ولا يريد ان يعرف لكنه أشعره بشعور الرعب الحقيقي وكان هذا ما يهمه و آخر ما رأه هو العجوز يقترب منه و العالم يظلم من حوله..”

نظر إلي (كامل) و قال:

“ما رأيك؟”

“القصة سريعة جدا كان عليك أن تصف العجوز و (عادل)..و النهاية مفتوحة وهي ليست مرعبة جدا..في الواقع اذا كنت تريد ان ترعب العالم عليك ان تبذل جهد اكثر من هذا فهذه القصة لن ترعب طفلا في المهد”

“انت ترى ان القصة ليست مرعبة..لكن عندما تمشي في طريق لوحدك ستتذكر القصة”

“لا لن اتذكرها..و حتى لو وجدت عجوز سيكون عجوز ضعيف ولا يستطيع تنويم الناس مغناطيسيا كما في قصتك”

“هناك شئ آخر مرعب”

“ماذا تعني؟..”

عجبا لماذا أشعر ان عينا (كامل) تنوماني..أشعر بالنعاس و يبدأ شعور الرعب في نفس الوقت..قال (كامل) و ما زالت عيناه مثبتتان علي :

“هل تشعر بالنعاس؟..ما شعورك الآن؟..قلت ان نهاية القصة مفتوحة وليست مرعبة..ما رأيك الان؟..هل انا كائن شيطاني؟..ام انا كائن من عالم آخر؟..ام انا نكرومانسي سأقطعك كي اعرف ما تعرف؟..ام أنا مريض عقلي يحب التعذيب؟.. ام انا سفاح يهوى القتل؟.. لن تعرف ابدا..انت الآن مثل بطل القصة..الرعب الحقيقي هو ان تحلم بكابوس و تكتشف انه ليس كابوس..الرعب الحقيقي ان يتحطم ذلك الحاجز بين الواقع و الخيال”

كان هذا آخر ما سمعته قبل أن أغيب عن الوعي.

تاريخ النشر : 2015-10-02

guest
58 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى