أدب الرعب والعام

رعب المقبرة القديمة

بقلم : عدوشه – الاردن

رعب المقبرة القديمة
اضطر لدفنه في المقبره القديمه ..

قال الطبيب لمالك للأسف لقد اجهظت زوجتك واعطاه صندوقا كرتونيا فيه جثة الطفل المتوفى .

دمعت عينا مالك وهو ينظر لطفله الرابع الذي لحق بإخوته لعالم اخر ، مسح دموعه ثم دخل لغرفة زوجته حنان الام الثكلى وقد استسلمت للنوم بسب المسكنات. قبل جبينها وقال : حمدلله ع السلامه قالت: بحرقه وحزن هذا الطفل ايضا لم يكتب له ان يبصر النور ، بدأت تبكي وتتذكر مأساتها ،استدعى مالك الطبيب واعطوها حقنة مهدئه ونامت ،اطمأن عليها زوجها ، ونظر لساعته وقال ، سأدفن الطفل لقد بقي ساعة فقط على الغروب فعلي الاسراع وذهب .

‏سار مالك بسيارته حتى وصل قريبا من مدرسة القريه ، استوقفته ام ماجد- امرأه من القريه زوجها هو حارس المقبره- وطلبت ان يوصلها لبيتها على طرف المقبره ، نظرت للصندوق الذي يحوي الطفل وعرفت ان حنان فقدت ايضا هذا الطفل فقالت : العوض بسلامتكو ياابني ، شكرها مالك والف دمعه تتراقص بعينيه .. قالت له : انصحك ان تدفنه في هذه المقبره ، لان الاخرى بعيده ولن يدفنوه اذا حل الغروب فلم يبقى سوى نصف ساعه ويحل الظلام . قال مالك : حسنا .

استدعت ام ماجد زوجها الاصم ليحفر القبر ، واختارت بقعة خاليه ، نظرت لمالك وقالت وهي تخفي ابتسامة شيطانيه ادفنه هنا ، تم حفر القبر الصغير ودع مالك طفله واغلق القبر ورحل مالك وزوجها .

انتظرت المرأة الشيطانه رحيل الرجلين ، وانطلقت لفتح قبر الطفل واخذت الجثه وهربت بها لمخزن المقبره القديم . وضعتها على مقعد قديم واخذت تتلو تعويذات غير مفهومه ، بدأ المخزن بالاهتزاز وظهر ضوء ازرق ، فقالت له انها احضرت جثة طفل قد مات ببطن امه حسب الاتفاق وما تريد سوى تطليق فتاه تدعى امل من زوجها ، طارت جثة الطفل في الهواء واختفت مع ذلك الضوء .

‏في اليوم التالي انطلقت المرأه لمنزل امل ووضعت بعضا من نقاط الدم عند مدخل البيت وفرت هاربه .

عاد مالك وزجته حنان للبيت سألته حنان اين دفنت الطفل ؟ فأجابها انه اضطر لدفنه في المقبره القديمه ، خافت حنان لانها سمعت عن امور غريبه تحدث هناك فقال زوجها : انها مجرد خرافات ولسنا بذلك الان ، نامي وارتاحي ستأتي اختي لتنام الليله عندك لاني سأبيت في عملي .

‏حاولت حنان النوم ولكنها لم تستطع ، وبعد جهد استسلمت للنوم فشاهدت حلما ان طفلها يبكي وهو يشوى حيا ، فجن جنونها وعزمت ان تعيده وتدفنه امام منزلها .

‏كان الوقت بداية الغروب وابنة عمها لم تأتي ، فقررت المضي بعملها فأخذت معها مصباح يد وهاتفها وانطلقت ، وصلت المقبره من الناحيه الخلفيه بعيدا عن الشارع العام ، اجفلها صوت غراب ينعق فوق شجر المقبره ولكنها دخلت ، مشت قليلا بين القبور وهي تواسي نفسها ان الاموات لا يؤذون ، احست ان شيئا انكسر تحت قدمها ظنت انه غصن شجره ولكنها ايقنت انها داست على عظمة ساعد وكف مازالت بعظ اصابع معلقه به ،

‏التفتت خلفها لتجد ابواب المقبره قد طمست ولم تعد موجوده فادركت انها عالقه ، استمرت بالسير علها تجد ما ينقذها واحست ان التراب الرمادي يتحرك تحت قدميها ، سقطت حنان بقبر قديم تهالك سوره ، اضائت هاتفها لتجد نفسها تجلس فوق رأس احدى الجثث وقد تحطم نصفه من السقوط صرخت بأعلى صوتها ، حاولت الصعود ولحسن حظها ان القبر لم يكن عميقا جدا ، رفعت رأسها لترى ضوء مصباح من اخر المقبره فركضت نحوه ، لتجد – الخاله الحنونه ام ماجد- كانت تجلس امام احد القبور القديمه ، اقتربت حنان لترى بعينيها ان ام ماجد تخرج جثة من القبر وتدس بها رأس حيوان يسيل منه الدم .

تراجعت حنان لتصطدم بحائط المخزن القديم ، شاهدت وميضا ازرقا يخرج من القبر ويطوف حول القبور وكانت ام ماجد تضحك وتصدر اصوات كنباح الكلاب ، دخلت حنان المخزن المفتوح وكانت خيوط الفجر بدأت تلوح ، فهمت ان ام ماجد ماهي الا مشعوذه تقطن المقبره بالليل لتلقي الكلام المعسول على نساء القريه .. في اليوم التالي ، نظرت حنان خلفها لتجد خالتها الحنون تمسك ساطورا وتسير نحوها ، وهي تتوعدها ان لا تخرج من هنا الا جثثه هامده ، قالت حنان ارجوكي فقط اريد ابني وخذت تبكي ، وركضت حنان بكل قوتها دافعة تلك العجوز على الارض .

سقطت حنان على بعد امتار من المخزن ، لتجد نفسها امام الباب الرئيسي للمقبره ، وكان الصباح ونور الشمس ينير الارض ، اسجمعت قواها وخرجت لتجد رجلا من الشرطه ينتظر الحافله ليذهب لعمله .. ذهبت اليه واخبرته عما شاهدت لكنه لم يصدقها وظن انها مجنونه ، اخذت تسير بترنح وتصرخ امام الناس ، لكن لا احد يجيبها سقطت مغشيا عليها لتجد نفسها مكبلة اليدين في المصحه العقليه ..

نراكم في الجزء الثاني ‏‎..

تاريخ النشر : 2015-10-09

عدوشه

الأردن
guest
36 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى