تجارب ومواقف غريبة

ذو العين الواحدة

بقلم : غاده شايق – السودان

ظهر له رجل طويل للغاية ذو عين واحدة كبيرة

سافر أبي إلى ليبيا في ثمانيات القرن المنصرم فقد كان معارضا للحكومة ففصل من عمله وضيق عليه الخناق حتى اضطر للسفر الى ليبيا.. مكثنا في مدينة الجميل .. كنت طفلة صغيره في العاشرة من عمري فأنا البكر بين أخوتي ويصغرني أخي أمجد بعامين..

كانت لغرفتنا نافذة واسعة مطلة على بداية حوش (فناء) يحيط بالمنزل أما الناحية الجنوبية للمنزل فتطل على أرض خاوية..

وفي حوالي الساعة العاشرة تقريبا في كل ليلة نسمع أنا واخي صوت قفز من الحائط المطل على الأرض الخاوية إلى الحوش .. والقفزة تبدو لرجل قوى متين.. ونسمع خطوات اقدامه تسير.. في كل ليله وفي نفس الميعاد.. ظننا أنه حرامي حتى كتبت له في حائط الحوش عبارات تحذيريه بالفحم..

حتى جاء اليوم وعرفنا صاحب القفزة .. إذ تشاجرت مع أخي وتوعدته أمي بالعقاب .. ولم يكن ابي متواجدا في المنزل.. فخرج أخي أمجد إلى الحوش.. وكان هناك سلم متكئا على الحائط فجلس أعلاه ينظر الى الشارع.. وأنا في غرفتي .. وإذ بي اسمع صوت القفزة وأخي بالخارج.. ثم سمعنا أصوات جلبة كثيرة وصوت أخي وهو ينادي على ابي..

جرينا جميعا بهلع نحو الخارج , فوجدنا أصدقاء أخي يصرخون من الشارع واخي بينهم يرتعد خوفا..

قال لنا فيما بعد أنه وهو جالس على السلم إذ سمع صوت الأقدام ..فالتفت وكانت الأقدام تقترب.. فجأة ظهر له رجل .. شيء طويل للغاية ذو عين واحدة كبيرة ..وهذا الشيء تفاجأ بوجود أخي فوقف برهة مشدوها ينظر إليه.. ثم أخذ يقترب منه.. فما كان من أخي إلا أن قفز من الحائط كسوبر مان إلى الشارع وجري نحو أصدقاء له كانوا يسيرون بعيدا..

أبي لم يصدق أخي وقال له أنها قطه تسير على الحائط .. رغم أن أخي حلف بأغلظ الإيمان.. أما أمي فقالت له هذا جزائك عاقبك به الله …

صاحب العين الواحدة فلم نسمع له خطوات بعد ذلك.. أما كيف رأيته أنا فهذه قصة أخرى.. فقد إستلفت منا صديقتي وإبنة جارتنا مكواة .. وعندما تأخرت في إرجاعها صممت على الذهاب إليهم رغم تأخر الوقت.. فالمدرسة صباحا باكرا.. وأريد تجهيز ملابسي..

ذهبت مع أخي الذي انتظر بعيدا وأنا أنادي وأطرق على الباب .. ولا مجيب..

الباب حديدي كبير عليه قفل وفيه ثقب واسع مطل على حوش المنزل , وهناك نافذة كبيرة تطل على الحوش ..

كان القمر ساطعا تلك الليلة فأمكنني رؤية كل شيء بوضوح…

وقفت قليلا أفكر.. لماذا لا يفتحون الباب ؟! ..

ونظرت من خلال الثقب.. فجأة هناك سواد.. سواد ينزل.. ثم عين كبيرة لم أرى لها مثيلا ولا أستطيع وصفها.. ليست بعين بشر حتما .. تنظر إلي وأنظر إليها..

لا أدري كم بقيت أنظر مشدوهة مستغربه.. ثم توسعت العين وتوسعت ونظرت إلي بغضب لم أر له مثيلا.. فأنتفضت رعبا ورحت أجرى لا يسبقني شيء ..

وعندما قابلت صديقتي صباح اليوم التالي في المدرسة .. إعتذرت لي بشده معللة عدم إعادة المكواة بأنه جاءهم خبر وفاة لقريب في طرابلس – التي تبعد ساعتين بالسيارة – فاضطروا لترك المنزل .. ولم يكن هناك أحد قط بالبيت..

تاريخ النشر : 2016-01-08

guest
66 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى