تجارب من واقع الحياة

خيانة الاصدقاء .. من قال ان الصديق وفي ؟؟! (2)

بقلم : امل – الجزائر

من قابلك بالسيئة قابله بالحسنة و لكني سئمت جدا

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

لقد نشرت مقالتي الأولى و شرحت ما حدث معي و الكثير منكم نصحوني و أنا اشكرهم من القلب .. طلبوا مني أيضا مصالحة أميمة , و أردت أن انشر مقالة أخرى عن بعض المواقف التي حدثت بيننا , و لتحكموا بأنفسكم اخوتي :

١ـ الغضب و العصبية لأتفه الأسباب : أنا من عادتي أن أمر ببيت أميمة كل يوم ؛ لنذهب معا للمدرسة , لكن كنت أتغيب بعض المرات إما للظروف أو المرض , لكن بما تواجهني ؟ قد يكون التالي مبالغا فيه ، لكنها تسبني و تشتمني عندما أذهب صباحا للمدرسة و تنعتني بأقذر الألفاظ و تقول لي أن الصبيان كانوا يتبعونها طوال الطريق بسببي (من شيم الصبيان في تلك المنطقة عندما تكون الفتاة وحدها) .. لكن لماذا لا تقول لي هذا عندما أذهب لاستعير منها الدروس ؟ طبعا لأنها تريد إحراجي , فأصبحت أستعير دروسي من مريم منذ ذلك الوقت .

٢ـ أواجهها بالحسنة و ترد علي بالسيئة : نحن دائما في وقت الغذاء , يعني ما بيننا نحن البنات , نتشارك في وجباتنا , أميمة لا تحضر شيئا , فدائما ما أتقاسم معها وجبتي أو أعطيها أكثر مني أو حتى أعطيها الوجبة كاملة , لكن عندما أنسى غدائي تنعتني بالجشع ؛ لـنني لا أعطيها سوى القليل من وجبتي , رغم أني أحياناً و رغم جوعي أعطيها كامل الوجبة .. فكما يقال من قابلك بالسيئة قابله بالحسنة و لكني سئمت جدا ..

٣ـ الغيرة : و هي ما تدمر العلاقة ما بين شخصين , عندما ننسى واجباتنا المدرسية , دائما ما نتستر عن بعضنا , حتى أنها عندما لا تُحضِّرها في البيت , أعطيها واجبي لتنقل عني ما كتبت , و أنا و الله و لا مرة لم أقم فيها بواجباتي , إلا عند المرض , فأنا فتاة محافظة على صلاتي و الحمد لله , و لذلك فإن ربي دائما ما يوفقني , و يعطيني الشجاعة و القوة لأصل لغاياتي , جاء يوم و نسيت واجبي , طبعا طلبت منها أن تعيرني واجبها , لأنقل منه القليل ؛ لأني ما زلت حافظة ما كتبته في البيت , أعطتني تلك الورقة على مضض , و كنا الوحيدات اللواتي قمن بواجباتهن لذلك تحصلنا على +٢ في المادة , لكن في آخر الحصة بدأت بالصراخ كعادتها و قالت لي أنها ستخبر الأستاذ بكل شيء فهي حصلت على علامة ١٦ في المادة و بالتالي فان +٢ ستصبح ١٨ ,

بينما أنا حصلت على ١٧ و بالتالي فإنها تصبح ١٩ و هذا ما ضايقها , و كنت لأخبر الأستاذ بنفسي لولا أنني قدمت لها أكثر من معروف , و لم اطلب منها من قبل أن تعيرني واجباتها, فطلبت منها أن نخبر الأستاذ معا , لكنها أطلقت ضحكة هستيرية و قالت : نخبره معا ؟ لتمثلي عليه دور البريئة ؟ لا سأخبره وحدي فأنت من لم تقومي بالواجب .. هنا فقط , بدأت الشكوك تراودني حول علاقتي بها .. كيف تقول لي هذا ؟! رغم أني و الله العظيم قمت به , فشعرت برغبة في البكاء , و كان الأستاذ منزعجا في ذلك اليوم , فتكلمت معه و بدأ في الصراخ بوجهها و خصم منها +٢ , فعلمت أن الله معي طالما أني متمسكة به ، لكنها تقدمت إلي و قالت بكل برودة قلب : ” أنت مجرد خردة , لولا هذه العلامة من الأستاذ , لكنت تحصلت على معدل أفضل منك ” سكتت , ثم أكملت : “عرفت انك لن تتكلمي , أنت مجرد جبانة, و صدقيني لولا أن مريم تحبك لكنت قطعت علاقتي بك ” .

هنا فقط , شعرت ببرودة و قشعريرة في جسدي , شعرت بدم بارد يسري في عروقي , كيف يعقل هذا ؟؟!! أنا التي أعطيها وجباتي و أجوع , أنا البلهاء التي تمر على منزلها كل يوم لتصطحبها معها , أنا التي وصلت بي الرحمة لأن أسامحها على كل شيء و أتغاضى عنه , أنا الفتاة الوحيدة التي اعتبرتها كأختها !!! كان جميع من في القسم ينظر إلينا مصدوما , و أنا واقفة أمامها متجمدة في مكاني , مريم لا تعرف مع من تقف معي أو معها , أما هي فترتسم على وجهها ابتسامة انتصار مصحوبة بضحكة مكتومة .. لكن شيء ما تحرك فيَّ بدون مبادرة مني , ابتسامة ارتسمت على وجهي , و شفتاي تتحركان دون إرادتي : ” هل ترين هذا المبنى ؟ إنه مبني على مركز قوي صلب يقيه من الوقوع , هكذا نحن , لكن للأسف سببت زلزالا تسبب في تشققه و انكساره , إذا فلتسقطي الآن ” و حملت أدواتي و حقيبتي و خرجت وسط السكوت , شعرت بدمعة تقع على خدي كأن قلبي انشق و خرج ما في داخله و الآن هو ينزف , لحقت بي مريم بسرعة و واستني و منذ ذلك الوقت بدأت علاقتنا الحسنة المبنية على صداقة قوية , كما أني منذ ذلك الوقت لا أكلم أميمة , لكنها طبعا سعت للانتقام و أخذت مني مريم , لكن لم اسمح لها بذلك ..

تاريخ النشر : 2016-03-21

guest
20 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى