تجارب من واقع الحياة

جرعة لن أنساها من الحب !!

بقلم : miss_samaher

كل يوم ألوم نفسي وأشد اللوم على نفسي …

الكثير منا يحب وقد ينمو ذلك الحب ليصبح شجرة تتفرع منها أزهار … أو قد يصبح ماض ذريع يقبع في محيط الذكريات السيئة والحب الذي عشته لا ذاك ولا ذاك ، مئات الأشخاص يحبون ويعشقون ..

حقيقة لا يختلف عليها اثنين !! وأنا من أولئك الأشخاص المئات !!!

فقصتي بدأت قبل سنتين حين كنت بعمر 14 , قد يكون عمر يافع للحب ولكنني أكاد أعي ما حولي .

وكغيري من المراهقات ، كنت متأثرة كثيرا بالقصص والأفلام التي لا تخلو من …

(( الاهتمام – الرومانسية – التضحية )) هكذا عرفت الحب !!

جاء وقت العطلة الصيفية ، قررنا الذهاب للوطن لقضاء عطلة عائلية جميلة .. أتى الوقت وذهبنا وقضينا وقتا جميل ، إلى ان جاء ذلك اليوم الذي ولدت فيه من جديد ففي مساء يوم من أيام الشهر المبارك رمضان ، قررت الذهاب للبحر لتغير الجو و لتخفيف الهموم التي على عاتقي !!.

اصطحبت معي اخوتي وابنة خالتي وكلهم صغار .. ولكن أمي أصرت على قدوم الخادمة معنا وأنا لم أمانع في ذلك .

المهم أن البحر لا يبعد كثيرا عن منزلنا ، ذهبنا سيرا وسارعنا الخطى لشدة الظلام الدامس إلى إن وصلنا ، كان هناك سور يفصل بين البحر والشارع ، جلسنا في السور لنرتاح قليلا وبطبيعة الحال اخذنا نتحدث وذهب الصغار للعب قليلا ، وكالعادة لا يوجد مكان يخلو من الشباب الخاليين الوفاض .. فكريا وعقليا ((إلا من رحم ربي )) ، ولم أعرهم اي اهتمام !! ..

فجأة اتت ابنة خالتي وهي تلتقط أنفاسها بشدة ، حسبت أن مكروها حدث لها او لأخوتي .. سألتها ماذا هناك ؟ّ! قالت لي : تعالي لتري ذلك الشاب الوسيم وإلا ضاع نصف عمرك .

في البداية زجرتها واخبرتها ان تبتعد عن الشباب ولا تعيرهم اي اهتمام وتبقى بقربنا !!

ولكنها أخذت تصر وتسحبني بقوة .. ابتسمت لها وقلت هيا دليني على ذلك الوسيم وكما تقولين !

وما ان دلتني عليه اذا به شاب لا يقل ولا يزيد كالعادة .. سروال ضيق .. قميص ضيق .. شعر منسدل على الوجه .. عطر فائح / أشبه بمصيدة متكاملة للفتيات 🙂 !! .. قد تخالونه لوهلة شاب سيئ وأنا أيضا شعرت بذلك وهممت بالرحيل وسحبت ابنة خالتي دون أن أتلفظ بأي حرف وهو أخذ ينظر إلي فقال : السلام عليكم !! انتابني شعور بالقشعريرة .. هممت برد التحية … قال لي أن أجلس بجواره رفضت ذك رفضا تام !! أخذ يتحدث معي ومن خلال حديثه شعرت بأنني ظلمته فهو إنسان ذكي مرح جدا ويحب المزاح .. بعد دقائق معدودة أتى شخص آخر بنفس الجمال ولكن ملابسه عادية !! جلس بجواره ملاصقا له فعرفني عليه وقال: هذا صديقي (م) بادر بالتحية ورددت عليه بمثلها .. فقال لنا (ص) ما رأيكما ان تجلسا وتتحدثا قليلا ؟!

وافقت هذه المرة على الجلوس وتفصلنا مسافة وبجرد أن جلست جواره أحسست براحة وسكينة وكأن الهموم التي على عاتقي بدأت تتلاشى شيئا فشيئا … بدأنا بالحديث كانت لدينا اهتمامات مشتركة و صفات مشتركة لم ندرك الوقت الذي امضيناه بالحديث .. ولكن الصدمة !! أنه لمن يسألني عن أسمي ولم أساله عن اسمه … شعرت بأنني اعرفه منذ زمن طويل فلا حاجة لان أسأله عن اسمه أو شي من هذا القبيل .

طلب مني رقمي فرفضت فقال انه سيعطينني رقمه ومتى ما أحببت أتصل عليه .. أخذت الرقم ، وعدنا للمنزل ومنذ دخولي للمنزل قررت نسيان ما حدث وحذف الرقم !! .

لكن شعور داخلي عميق منعني من ذلك لا أعلم لماذا !!.

أتت ابنة خالتي لتخبرني بأنكما تصلحا لبعضكما وكان ينظر إليك كثيرا وكأنه معجب بك .. يالها من فتاة صغيرة في السن وفصيحة!! لم أكترث لها كثيرا ..

قررت أن أكلمه … بادرني بالرد على الفور أذكر اننا تكلمنا كثيرا في ذلك اليوم !!

ومرت الايام كالنهر الجاري ، أهلي لاحظوا تغير أطباعي وانني اصبحت لطيفة في التعامل وانجز اعمال المنزل بسرعة وبرحابة صدر ودائما أضحك مع نفسي دون أي سبب !!

نعم فقد كان هو السبب أقسم أنني أحببته لدرجة الجنون !! وكان يعرف كل صغيرة وكبيرة عني وأنا نفس الشيء .. ولكن الفارق بيننا هو العمر .. بئسا للعمر فالحب لا يعرف صغيرا ولا شابا ولا هرما .. الحب كما ذكرت اهتمام وتقدير وتضحية …

مرت الايام مجددا دون أن اسمع صوته بسبب الظروف … كياني متواجد ولكن العقل والقلب مع مخلوق من مخلوقات الله …

حلمي كان ان يجمعني به الله في بيت واحد تحت سقف واحد ..

أحلامي كانت كثيرة لا تعد ولا تحصى ولكن منذ عرفته توقفت أحلامي عليه

ولكن القدر لم يشأ أن يقدر ذلك الحلم ولله حكمة في افعاله والحمد لله لا اعتراض !!

جاء اليوم الذي لا أتمناه اليوم الذي سأعود للبلد التي أقيم فيها ..كانت تلك أخر مرة أسمع فيها صوته ذلك الصوت الذي كان أنيسي وونيسي في بحر الوحدة والهموم !!

ولكن مازلت أحتفظ برقمه !!!

لكن مخاوفي الحمقاء اكبر مني بكثير جعلتني أرفض ذلك الحب بسبب علة الفارق العمري ، لقد كان عمره 24 سنه ، نبذته بكل سهولة وحذفت رقمه … وكل ذاك برغبتي كم أنا حمقاء

كل يوم ألوم نفسي وأشد اللوم على نفسي …

ولكن هذه حكمة الله وتعلمت قيمة ثمينة ستبقى محفورة في قلبي

(أحيانا يمنع عنك الله ما تريد ليعطيك ما تحتاج )

تاريخ النشر : 2016-03-23

guest
23 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى