أدب الرعب والعام

2040

بقلم : MnsMas – مصر
للتواصل : [email protected]

2040
هل هذا هو المستقبل الذي ينتظرنا !!.. مستقبل كوكبنا الباهر !!

2040

– في عالم موازي

2040 .. ليل مظلم.. جو بارد بعض الشيء .. السماء قد حجبتها تلك الغيوم السوداء التي ترسل اشارات الرعب لقلوب المتجولين .. وقع أقدامي في الطريق يرسل صداه بعيداً ..بعيداً جداً كأني في ذلك الطريق أمشي وحيداً .. الطرق من حولي بحر مظلم و مبانيه بالية قد تكاثف عليها الغبار الكثيف .. ورق ممزق تلهو به الرياح .. سواد الظلمة يسود المكان .. هدوء قاتل يسيطر .. هدوء يجعل المكان أشبه بالقرى المهجورة .. المشهد كله أشبه بمشهد رعب أخرجه ابرع مخرج سينمائي بارع .. و لكنه فيلم واقعي يحدث امام ناظري ..

تقدمت في الطريق ببطء شديد .. عيناي ترسل النظرات يميناً و شمالاً بحثاً عن أحد الأحياء هنا أو هناك .. ربما لا يوجد من الأحياء غير هذه القطط السوداء التي لا تزيد قلبي الا رعباً و رهبة .. الكثير من الأسئلة تدور في عقلي تبحث لنفسها عن اجابات .. ماذا حل بالمكان حولي ؟!! .. لماذا المشهد في غاية الكآبة ؟!! .. لماذا كل شيء هنا مخيف و مرعب لهذه الدرجة من البؤس ؟!! ..

الرعب يسيطر على قلبي .. مسامعي تلتقط اصوات اصطدام الرياح بالمنازل البالية .. ربما ليس هذا فقط .. ربما التقطت أيضاً اشارات لصوت بشري .. صوت يهمس من أحد الجوانب القريبة .. صوت تتخلله نبرة الثقة و الهدوء ..

– ” يا بني تعال الى هنا ؟! .. انني أنتظرك “

نظرت حولي .. بحثت عن مصدر ذلك الصوت الهامس .. بحثت في كافة الأرجاء .. الأمر صعب فعلاً أن تبحث عن مصدر صوت في غياهب الظلمات .. الرؤية غير واضحة و لكن بإمكاني رؤية شبح رجل عجوز تفصلني عنه بضع خطوات فقط .. يقف متوارياً خلف باب ذلك المنزل العتيق بالجانب .. دنوت منه في بطء و حذر تتخللهما مشاعر الرهبة و الخوف .. رغم صعوبة الرؤية و لكن حين اقتربت منه لم يتمكن عقلي من ايجاد صورة ملائمة لملامحه في مواطن الذكريات .. ربما هو فقط احد معارفي المستقبليين .. أو ربما هو صورة مطورة لأحد معارفي الحاليين !

___________________

– ومضة من الذاكرة

بهو من الأعمدة البيضاء في ذلك الطريق الطويل .. الطريق المؤدي الى المكتب الرئيسي لتلك الوكالة العلمية الشهيرة .. بهو تحاصره تلك المعامل العملاقة و الآلات الحديثة .. البهو كله أشبه بطريق المستقبل .. طريق كلما تقدمت فيه تشاهد الإعجاز العلمي و المهارة الميكانيكية الحديثة ..

تقدمت في ذلك الطريق الذي اعتدته منذ عملي في ذلك المشروع … المشروع الذي من المفترض ان يغير طريقة تفكير العالم أجمع .. مشروع علمي و لكنه من عالم آخر و من زمن آخر أتى لقلب الموازين في عالمنا ..

يدي تحمل الاوراق الخاصة بالمشروع و مظهري يعطيك ذلك الانطباع الذي تحصل عليه عند رؤية العلماء المجدين المجتهدين اصحاب نظارات النظر الضخمة و العقل الممتلئ بالتفاهات العلمية و المعادلات الرياضية ..

وقفت امام باب تلك الغرفة .. التي تخفي خلفها وجه المدير العام لذلك الصرح العلمي الضخم .. و الذي بالطبع قد سمح لي بالدخول في اي وقت الى مكتبه لعرض تطورات المشروع عليه .. بالتأكيد مثل هذا المشروع لا يمكن رفضه و لا يمكن تجاهل صاحبه .. حتى و ان كان البعض يجزم بصعوبة تنفيذ مثل ذلك المشروع و انه مجرد وهم .. و لكن الجيد في الأمر انني انا و المدير نتفق في شيء ما معًا .. فكلانا يعلم ان التعريف الصحيح للعلم هو الوهم الذي يتحقق .. و لهذا نعلم تماماً و يقيناً كم التقدم العلمي الذي سيتحقق بحلول عام 2040 .. فربما يرى المار في الشارع تلك المواصلات التي تنقلك من مكان الى اخر بكبسة زر .. او ربما يستطيع العالم التحكم في درجة الحرارة العالمية و الكوارث الطبيعية .. التي ربما لن يطلق عليها كلمة “طبيعية بعد ذلك ” .. او ربما سنتمكن من التحكم في مسار الكوكب بأكمله .. و ربما المجرة بحالها .. الحقيقة لا أدري ما يمكن ان يحدث من رفاهية اكثر من ذلك في المستقبل القريب .. و لكن كل ما اعرفه هو اننا مقبلون على ذلك التقدم العلمي الهائل ..

___________________

– عالم موازي

المكان هادئ بالداخل لا يتخلله الا بعض من اصوات لهو الرياح و مرح العفاريت ..ضوء خفيف يصدر من تلك الشمعة في المنتصف .. تتجلى خلفها ملامح ذلك العجوز ..تلك الملامح التي لم تتغير منذ ولوجي الى الداخل .. تلك الابتسامة الغريبة التي رُسِمَت بين التجاعيد لم تغادر ذلك الوجه الفاتر لفترة .. كل شيء في ذلك المنزل يعطي ذلك الإيحاء المرعب .. الهدوء المخيف .. الذي لم يقطعه منذ لمست قدماي ارض تلك الدار الا صوته المتذبذب ..

” كنت على علم بقدومك الى هنا ” ..

صوت السعال يصارع صوته للخروج قبل ان يستطرد

-” د. معتز الصغير العالم المخضرم .. صاحب المستقبل العلمي الباهر ..تفاهات الماضي و خيبة امل المستقبل ” ..

جلست في دهشة شديدة و رعب أشد يرسل اشارات الرهبة ليشعر بها ذلك القلب الصغير .. لساني لا يقوى على الحركة .. بدأت اشعر بأني اعرف هذا الرجل .. او ربما هو الذي يعرفني .. يعرفني جيدًا .. معلوماته عني تكاد تفوق ما اعرفه انا عن نفسي .. رأسي لا تفارقه تلك الأسئلة المخيفة و الاستفسارات السخيفة ذات الاجابات الخفية و الامور المريبة .. اين انا ؟!! .. هل نجحت فعلًا .. هل انا في المكان الذي اردت حقاً ؟! ..

__________________

– ومضة من الذاكرة

بعد سماعي لصوت د. نعيم يدعو الطارق للدخول .. قمت ببطء بفتح الباب .. تقدمت بضع خطوات قصيرة لأغلق الباب خلفي .. د. نعيم يتابع دخولي من خلف مكتبه المنظم المريح و ينتظر صوت ارتطام الباب بالحائط حتى يبدأ حديثه و اجتماعه بي ..

-” اهلًا بك د. معتز .. ارى انك ما زلت تحمل اوراق ذلك المشروع .. اتمنى ان تحمل ايضاً جيد الأخبار “

تبعته بتلهف – “بالطبع .. د. نعيم .. كل شيء على ما يرام .. تقريبًا انتهيت من المشروع .. هو فقط ينتظر التجربة و المعاينة .. كل شيء تم تنفيذه حسب المخطط له .. “

بابتسامة خفيفة ظهرت على وجه د. نعيم انطلق لسانه -” اذا اترك هذه الأوراق هنا و سأنتظر منك ان تجلب المشروع نفسه هنا غدًا ليتم تجربته .. فبمثل ذلك المشروع سيكون لعالمنا مستقبل باهر .. “

اومأت برأسي بسعادة .. ربما فعلًا سيكون بفضل هذا المشروع و ذلك الاختراع مستقبل منير .. كيف لا ؟! .. اذا تمكنا من العبور عبر خيوط الزمن و نقل الجزيئات عبره .. اذا تمكنا من عمل ذلك الزي الثقيل الذي ينقل الجزيئات لزمن معين عند ارتدائه .. و ما افضلها لو كانت جزيئات انسان .. عميل زمني .. عميل يجلب لنا مخاطر المستقبل ليتفاداها الحاضر .. سيكون آنذاك للإنسان سيطرة على الزمكان .. تحكم كامل في كل ابعاده .. ربما عقل الانسان الحالي لا يستطيع فعلاً تخيل كم المعجزات التي يمكن ان يقوم بها هذا الجهاز في صورة هذا الزي الأنيق ..

__________________

– عالم موازي

الدهشة تسيطر .. الاجابات قد سطعت في سماء العقل .. لكنها اجابات مخيفة .. اسرار لا يتحملها عقل بشري .. اشياء غير مسموح لي بمعرفتها .. و أفكار تدور في عقلٍ أبله في غرفة مخيفة أمام نفسه .. نفسه المجسدة .. شخصه المستقبلي .. عالم آخر غير عالمه الحقيقي .. كل ذلك جعل سلاح الدهشة يفرض سيطرته على هذا العقل المريض ..

الرجل العجوز يقطع ثرثرة الرياح بصوته الخافت الخفيف ..

-” انك اتيت لترى حقيقة المستقبل او لتشعر بالنصر و لذة الفخر اذا نجح الجهاز .. وها انت تراها الأن .. فماذا عساك ان تغير في الأمر ؟! “

استمر عقلي في التفكير قليلاً .. او ربما كثيراً .. لكن لساني أراد الحديث ليخفف عن العقل العناء الثقيل .. بهدوء يخفي خلفه جبال من الذعر انطلق لساني بالحديث – ” لا أدري كيف حدث ذلك .. لا أعلم ما يجب قوله و لكن من غير المعقول حدوث ذلك .. لم أرى تقارير من قبل في الوكالة تتحدث عن بوادر لمثل هذا المرض ! .. مرض السكالدونيون !! .. كيف تريدني ان اقتنع بذلك !! .. هل هذا هو المستقبل الذي ينتظرنا !!.. مستقبل كوكبنا الباهر !! .. اذا اصيب أغلب البشر بهذا المرض المميت الذي يفتك بالجماجم فكيف ظللت انت على قيد الحياة ؟! ….. او بمعنى أفضل كيف سأظل انا على قيد الحياة ؟!.. “

بنفس ابتسامته التي تطل بين تجاعيد وجهه تمتم بصوت تقبلته اذناي -” جيد .. انت تعلم ان مرض بمثل تلك الاوصاف يفتك بجمجمة المصاب .. المرض انتشر بسرعة كبيرة جداً .. انتشر بصورة لا يمكن لعقل ان يتخيلها .. لا شيء يمكن ان يوقف مرض ينتقل بين الاحياء و المصابين على بعد مترين من المسافة .. ايمكن ذلك ؟! .. لا دواء لذلك و ان كان فلا وقت للمعدة لهضمه و التقاطه .. انه الموت المحتم .. الموت المرعب السريع ..”

قاطعته سريعاً فلا وقت للثرثرة كما يخبرني عقلي و تحثني الغازه على ايجاد حلول لها -” لكنك ما زلت هنا .. هذا يعني انك وجدت دواءً فعالاً .. ام ان الحظ سيلازمني طوال حياتي المستقبلية “

-” او انني استطعت الحصول على – الدي اس يو ان – بالتأكيد تعلم ما هو ذلك السائل الأحمر .. “

توقف عقلي للحظات للتفكير .. حاولت تذكر هذا السائل الأحمر الذي يتحدث عنه .. لدينا في الوكالة العديد من السوائل الحمراء و كل منها له عمله بالجسد فأيها يقصد ؟! ..

__________________________________

– ومضة من الذاكرة

دائماً ما يقع اصحاب العلوم في تلك المشاكل الزوجية .. و العثرات الرومانسية .. و هو ما يمكن له ان يؤدي الى بعض الخناقات الخفيفة مع الزوجة عند دخول المنزل فارغ اليدين الا من بعض تلك الأوراق العلمية و العملية التي تكرهها النساء .. ربما لن يكون للزوج آنذاك مكان على ذلك السرير الذي يدعوه البعض بسرير الزوجية .. ربما سينام في مكان أخر مختلف رغم ارهاقه الشديد .. ربما بجانب اكثر الأجهزة تأثيراً في المستقبل .. و بالخصوص مستقبله العلمي بنفسه ..

الشهوة .. هو ذلك الداء الذي يحثك على فعل الأمور الممتعة لجسدك و عقلك معاً .. انها تمثل كل ما هو ممتع .. ربما لبعض العلماء الشهوة تمثل فقط اكتشاف كل ما هو جديد .. و ما اجملها من شهوة .. زي جميل لم يجربه احد من قبل .. زي مليء بالتخطيطات الكهربية و الوصلات المعلوماتية .. ينام بجانبك .. ينقلك الى حيث يرفض عقلك تصديق الأمر .. يرسلك بعيدًا لمدة ساعة من الزمن .. يغير بعدك الزمني .. ترى مستقبلاً يستحيل ان تراه بالطرق العلمية الا من ذلك الجهاز .. انها تلك الطفرة العلمية الممزوجة بالشهوة المغرية التي تجعلك في حاجة لتجربة الغموض و ركوب المخاطر ..

_________________________________

– عالم موازي

عالم خالي ليس فيه الا بضعة اشخاص .. زمن كئيب و مرض فتاك .. رياح و اتربة تشتد حول منزل متهالك .. منزل احتوى على عجوز و شاب .. انهما شخص واحد .. احدهما فعل ماضي و الأخر هو المضارع ..

كنت في حالة دهشة شديدة .. عقلي يكاد ينفجر من تتابع الألغاز .. فمن بين كل البشر على وجه الكوكب عندما اطير الى المستقبل يموت الجميع و لا اجد الا نفسي المستقبلية في استقبالي !! .. انا المستقبلي .. العجوز امامي امره اشبه بتلك المرآة السحرية في الأساطير القديمة .. المرآة التي ينظر من خلالها المرء فيرى مستقبله الكئيب .. و ربما يرى ايضاً مستقبل عالمه المُدمَر الحزين ..

توقفت عن طرح الأسئلة لفترة من الزمن .. ربما لأمنح عقلي مزيداً من الوقت للتفكير في تلك المتاهات و مقاومة تلك الألغاز .. ساد ذلك الصمت مرة أخرى .. و لكنه سرعان ما يقطع صوت العجوز حبل ذلك الصمت عندما يراني في هذا القلق الشديد..

-“لا تقلق بالتأكيد لا يمكن للمرض ان ينتقل لك هنا لأنك مجرد اسقاط بجزيئاتك في عالمي .. في مستقبلك .. الأمر صعب على عقل من الماضي تفهمه الآن .. لقد فعلت مثل فعلتك باعتباري د. معتز ايضاً .. لقد سمعت نفس الحديث .. عشت نفس اللحظات تلك من قبل بنفس الشكل و نفس الأمور .. كل جملة اشعر و انها تقال في وقتها المناسب .. و لكن الاختلاف انني كنت آنذاك في موضعك انت .. كنت انا الماضي و كنت في دهشة من مستقبلي ..”

تنهدت تنهيدةً موجزة لأسمح للمتاعب النفسية بالخروج .. و استعد لساني لنطق بعض الكلمات . – ” اذا لا يوجد من هذا السائل الاحمر الواقي من مرض السكالدونيون شيء غير زجاجته الفارغة تلك .. و من المفترض ان مفعول الواقي يستمر لمدة يوم واحد و من ثم من المفترض ان يلحق بك المرض الذي يعطيك مجرد ساعتين لا غير .. مما يعني انك امامك اقل من ستة و عشرون ساعة فقط و تموت !!! “

كان الاستنتاج في النهاية مرعباً .. مخيفاً .. ليس هو من سيموت .. انه ايضاً ما ينتظرني بعد بضع سنوات !! ..

لم يقطع استنتاجي الا ضحكة ذلك العجوز ذو الكلام غير المفهوم .. وبعدها كان لصوته في المنزل مكاناً -” استنتاجك صحيح .. لكن هذا فقط ان كانت الزجاجة قد فرغت مني الأن .. لكن للأسف فقد فرغت منذ أكثر من يوم .. ربما تبقى لي مجرد دقائق معدودة فقط و ينتهي الأمر .. و يُنفَذ القضاء المحتوم .. و انتقل مــــ “

الرعب … ماذا يعرف البشر عن تلك الكلمة ؟ .. هل هي تفسير لحالة الإنسان عند رؤية شيء لا يعتاده العقل ؟! شيء خارق للعادة ؟ .. شبح مثلاً .. عفريت من عفاريت افلام الرعب في الأفلام السينمائية .. حرب و دماء ..

لكن الآن هذا كله لا يعني شيء .. الأمر كله أعظم من وصفه بكلمة – رعب – .. أن ترى موتك امام عينيك .. ترى تلويك و تألمك .. تشعر ببرودة المكان فسيحصد عزرائيل روحاً جديدة .. روحك انت .. عقلك يحفظ المشهد المروع .. جسدك يستعد لمستقبله الأليم .. الموت وحيداً في منزل هش و زمن كئيب .. انك تشاهد التلفاز .. الرياح تهب من كل اتجاه و تزداد وطئتها شيئاً فشيئاً .. التلفاز يعرض لك مشهداً لا يتخيله عقلك .. مشهد قبض روحك !! ..

_________________________________

– عالمنا الحاضر

جرس المنبه يرن بجانبي .. المكان هادئ جداً .. لا أثر للرياح حولي ولا تطاير للأوراق فوقي .. عيوني تفتح و تغلق كأنها اعتادت الظلام و لا تبغي ذلك الضياء المؤقت .. مستلقي على تلك الأرضية الباردة .. بيدي اغلقت جرس المنبه .. تذكرت موعدي مع مدير المركز العلمي .. يجب أن استعيد نشاطي و الا سأتأخر عن الموعد المرتقب .. أفضل شيء وجدته عندما افقت انني كنت نائم بدون ارتداء ذلك الزي المخيف .. زي المستقبل .. ربما كانت كل تلك الأحداث هي مجرد مكيدة من عقل عالم و تخيلات مخيفة شكلت ذلك الحلم المتكامل في رأسه لترعبه اثناء نومه ..

المشروع ملقى في مكانه .. او ربما تحرك قليلاً و لكن لا يهم الأمر .. البيت هادئ جداً .. أظنني وحيداً فيه .. ربما رحلت زوجتي ليلاً بعد الخناقة .. بالطبع ستعود قريباً حتى لا تفوت الخناقة القادمة ..

اسرعت لارتداء الزي الرسمي و البذلة الأنيقة .. اتمنى ان يمر اليوم بنجاح .. ربما أحصل على كل جوائز نوبل لهذا العام اذا تم الأمر .. أتمنى ذلك فعلاً .. فكل التقارير العالمية في مجال العلم تقول اننا مقبلون على ذلك المستقبل الذي ستنتهي فيه كلمة مستحيل .. الجميع متأكد من قدرة العلم على صنع المعجزات .. العالم ينتظر دخول مرحلة جديدة من مراحل الرفاهية المطلقة بفضل الاختراعات العلمية المتتابعة ..

استعد جسدي للتحرك قبل ان توقفه هذه الرنة المعهودة .. رنة الهاتف المحمول التي تعلن عن وجود من يريد ان يتواصل معك .. شاشة الهاتف تُظهِر اسم المتصل .. انه رئيس المركز العلم د. نعيم .. بلهفة عدلت وضع الهاتف في يدي .. وضعته على اذني ثم اجبت في لهفة .. استعد لساني ليحيى المتصل بلهجة رسمية .. و انتظر عقلي لسماع جديد الأخبار فربما طرأ على الأمر جديد جيد و جميل .. و لكن ياً من هذا لم يحدث .. انه صوت رجل مذعور خائف .. صوت يسارع ليخبرني بأمر ما .. صوت انطلق فور اجابتي للهاتف صوت يقول .. -” د. معتز أرجوك أريدك امامي في اسرع وقت ممكن .. هناك ظهور لمرض جديد مميت جداً .. يجب ان نجد له حلاً سريعاً .. ربما سنطلق على هذا المرض – السكالدونيون – “

تاريخ النشر : 2016-07-20

MnsMas

مصر
guest
16 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى