العراف

هل أنت مع الصراحة ؟

بقلم : نوار – سوريا

هل أنت مع الصراحة ؟
هل لديك عدة أقنعة أم تفضل فقط قناع الصراحة ؟

الصراحة هي أن تقول الحقيقة المجردة بلا تجميل ، أن تعبر عن مشاعرك بدون مواربة ، أن تجاهر بمعتقداتك بدون خوف ، أن تقول رأيك بلا خجل أو تردد ، و لكن .. هل جميع مواقف الحياة تتطلب منك أن تكون صريحاً ؟ ألا تجد نفسك في بعض الأحيان مجبر على التخلي عن صراحتك و استبدالها بالمجاملة ؟ إليك بعض الأمثلة ..

– مرحباً لماذا لم ترد على رسائلي
– آسف .. كنت مشغولاً
و الحقيقة هي أنك رأيت رسائله و لا تريد التكلم معه لكنك لم تصارحه بذلك .

– ما رأيكِ بفستاني الجديد .. هل هو لائق علي ؟
– فستانكِ رائع ، من أي متجر اشتريته ؟
و الحقيقة هي أن فستانها لم يكن جميلاً و لو قدم لكِ مجاناً ما كنتِ ارتديته .

دعاك أحدهم على وجبة الغداء عنده في المنزل و بعد الإنتهاء منها :
– ها .. ما رأيك بطبخ زوجتي
– إنه لذيذ ، أنت محظوظ بها
و الحقيقة هي أن طبخ زوجته لم يكن لذيذاً أبداً و أجبرت نفسك على الأكل مجاملةً لهما .

هذه المواقف و غيرها لو اتبعت معها نهج الصراحة ألن تتحول إلى إنسانٍ فظ ؟ ألن يراك البعض وقحاً و متكبراً ؟

في الحقيقة الحياة حتى تعاش تحتاج لمسايرة هذا و مجاملة ذاك .. طبعاً لا أقصد بكلامي أن تتحول إلى متملق و منافق ، و لكن المبالغة بالصراحة ستسبب لك الكثير من المشاكل لذلك من الأفضل في كثيرٍ من الأحيان إن لم تكن قادراً على المجاملة أن تحتفظ برأيك لنفسك و لا تجاهر به لأن قوله سيسبب لك صداعاً أنت في غنى عنه .

أسئلتي لكم هي :
1 ـ هل أنت صريح ؟ و إلى أي حد تبلغ صراحتك ؟
2 ـ هل سببت لك هذه الصراحة مشاكل مع الآخرين ؟
3 ـ هل لو أخبرك أحدهم برأيه الصريح بك تتقبله بدون زعل ؟
4 ـ في تعاملك مع البشر .. هل ترتاح للإنسان الصريح مع أن كلامه يكون مؤلماً أو جارحاً في بعض الأحيان أم أنك تفضل الإنسان المجامل الذي يصفق لك دائماً و يطربك بالمديح ؟
5 ـ هل تعتبر المجاملة نوع من أنواع الكذب أم تراها من ضروريات اللباقة ؟
6 ـ برأيك .. متى تتحول الصراحة إلى وقاحة ؟

تاريخ النشر : 2016-10-17

guest
43 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى