منوعات

عقد الشيطان

بقلم : H.Y – المغرب

عقد الشيطان
 الشيطان اقسم على تدمير بني البشر .. وله في ذلك وسائل مختلفة ما بين الترغيب والترهيب

العقد ، بفتح العين و ضم القاف ، هي وثيقة كتابية تقوم بين طرفين أو اكثر تلزمهم باتفاق أو تسوية ما ، و يتم التوقيع على هذه الوثيقة لتأكيد الالتزام بها و بشروطها إلى أن تستوفى الاتفاقية فتبطل حينها و تلغى .

كانت هذه الوثيقة منذ عهد الإنسان بالكتابة ، و لحد يومنا هذا تعتبر من أهم محددات العلاقات الرسمية بين الأفراد ، كالعلاقات التجارية و الاقتصادية عامة و كذلك الاجتماعية ، عقد شراء ، عقد بيع ، عقد كراء ، عقد زواج … الخ ، كلها عقود تنظم تعاملاتنا و تضفي عليها صبغة قانونية ، و أحيانا نسمع عن عقود غريبة ، مثلاً عقد يقوم به شخص مع مؤسسة استشفائية أو جامعية ، تتيح لهم التصرف بأعضائه بعد موته مقابل مبلغ معين يودع لذويه أو فقط يقوم بهذا تبرعاً من أجل المساعدة في الدراسات ، و أحياناً تكون هذه العقود طريفة ، كعقد جحا الذي باع منزله بالكامل ما عدا مسمار واحد مسمر بالحائط لم يستطع المالك نزعه ..

عقد الشيطان
هل سمعتم عن عقد يتم بين الإنسان و الشيطان ؟؟

لكن هل سمعتم يوماً عن عقود أغرب بكثير من هذه ؟؟ هل سمعتم يوماً عن عقد قام به الإنسان مع الشيطان ؟؟! أجل عقد بين الإنسان و الشيطان ، هل سمعتم به من قبل ؟ حسناً دعونا نستعرض الحوار القصير التالي الذي اقتطفته من الفيلم السينمائي “the witch” لتفهموا أكثر ..

“توماسين” و هي في الحظيرة توجه كلامها للجدي الأسود البريء الذي كان ماثلاً أمامها و هو يجتر طعامه
– توماسين: “بلاك فيليب” أيها الجدي ، تحدث معي ، تحدث معي كما تحدثت مع أخوي الأصغر ميرسي و جوناس ، هل كنت تحدثهما فعلاً ؟ … هي أجبني ، هل تفهم لساني ؟

عقد الشيطان
صورة من الفيلم .. توماسين في الحظيرة عندما كانت تحدق في الجدي الأسود 

ظلت توماسين تحدق في الجدي و تتأمله إلى أن أحست ببلاهة ما تفعل ، فالتفتت لتغادر ، و ما إن فعلت حتى أتاها صوت من خلفها يسألها
– ما الذي تريده الجميلة ؟؟

التفتت توماسين مرتعبة ناحية الجدي الذي توارى خلف الظلام و بدأت تحدق اليه وجلة ، و عاود الجدي التحدث
– هل تودين تذوق طعم الزبد ؟ تريدين فستاناً جميلاً ؟؟

كبحت توماسين خوفها و أجابت:
– أجل أريد

– هل تودين رؤية العالم ؟ هل تودين العيش بشكل رغيد ؟؟

– توماسين : ما الذي تريده بالمقابل ؟

– أريدك أن تري الكتاب الذي أمامي
و هنا خرج الجدي من الظلام بهيئة أخرى أشبه بإنسان ، و توجه إلى توماسين حاملاً كتاباً وضعه أمامها و مشى خلفها و هو يتلمس عنقها .

– توماسين : لكنني لا أعرف كتابة اسمي

– لا تخافي سأرشد يدك ، و الآن تعري من ملابسك
تعرت توماسين من ملابسها و فيما بعد ظهرت و هي تتبع الجدي عارية في الغابة ليلاً إلى منطقة تجمعت فيها نسوة عاريات مثلها يقمن بطقوس رقص غريبة حول نار في الوسط و يرتلن تراتيل غير مفهومة ..

عقد الشيطان
بوستر فيلم The Witch

يتناول الفيلم قصة فلكلورية شعبية لأسرة كانت تعيش في “نيو اغلاند” بأمريكا إبان الهجرات الأولى للإنجليز إلى العالم الجديد في القرن السادس و السابع عشر ، تم نفي هذه الأسرة من قريتهم في نيو اغلاند – بسبب تشكيك الكنيسة في إيمانهم – إلى منطقة نائية غير مأهولة ، لتعاني و تصارع من أجل البقاء أمام غابة مسحورة تسكنها ساحرة ، أهلكت زرعهم و ماشيتهم لتموت الأسرة كلها بسبب السحر و تبقى الابنة توماسين وحيدة و تتبع الشيطان بعد أن وقعت عقده إلى الغابة من أجل تعميدها كساحرة ..

لا يهمنا موضوع الفيلم كله بقدر ما تهمنا الفقرة أعلاه التي تتناول موضوع الصفقة الغير طبيعية و الأكثر شراً بين كل الصفقات ، الصفقة بين الإنسان و عدوه و عدو الخير أينما كان ، الشيطان .. لوسيفر ، أو أياً يكن اسمه ، فما موقع مثل هذه العقود من الصحة ؟ هل هي حقيقية أم مجرد أسطورة ولدت من رحم التخلف و الجهل الذي كانت تعيشه أوروبا في القرون الوسطى ؟ ثم كيف تتم هذه العقود و ما هي الطقوس و الأطراف التي تستحضر خلالها ؟ و هل يوجد من أتم هذه العقود فعلاً ؟؟

كان الحاضن الأكبر لمثل هذه القصص هي أوروبا في القرون الوسطى ، حيث كانت تعيش تحت وطأة الكنيسة في الفقر و الجهل و المرض ، و مما يزخر به الفلكلور و القصص الشعبية عن موضوعنا هذا خلال تلك الفترة هي قصة الدكتور فاوست .

عقد الشيطان
الدكتور جورج يوهان فاوست

قضى جورج يوهان فاوست جل حياته منكباً على التبحر في العلوم و دراستها من فلسفة و فيزياء و كيمياء و خيمياء إلى أن كبر به السن ، حينها أدرك أنه لم يتمتع بشيء من متاع الدنيا و شهواتها ، و ندم على تضييع حياته حبيس مخبره ، و ود كثيراً لو يعود به الزمن الى شبابه فيعيش رفقة حبيبته التى تركها من أجل أبحاثه التي لم تثمر له شيئاً ، فاستجاب له “ميفيستوفيليس”وكيل الشيطان .

أخبر ميفيستوفيليس وكيل الشيطان فاوست بأنه سيحقق أمانيه كلها بشرط واحد فقط ، و هو أن يوقع عقداً للاستيلاء على روحه بعد موته ، فوافق فاوست على هذا بشرط أن يكون الاستلاء على روحه مشروطاً بأن يعيش في قمة السعادة إلى الآخر ، و هكذا تم العقد الذي يعطي لفاوست 24 سنة محسوبة بالتمام و الكمال ، يحضر له فيها ما يشاء من جاه و مال و قدرة على فعل ما يشاء بمساعدة الشياطين التي كرست فيه طيلة هذه المدة الخطايا السبع المميتة ، و لما انقضى هذا العرض الشيطاني ، يستبد الخوف بفاوست و يدرك شناعة ما اقترفه حين يرى ميفيستوفيليس قادماً ليستلم روحه .

عقد الشيطان
لوحة متخيلة للدكتور فاوست عندما كان وكيل الشيطان يغريه لتوقيع العقد

تعد حكاية الدكتور فاوست الشهيرة هذه رمزاً لذلك الصراع الأزلي بين الخير و الشر القابع في غياهب النفس البشرية ، كما سيمثل هذا الصراع موضوع رائعة ديتستوفسكي الجريمة و العقاب .

لكن هل كان فاوست و توماسين الوحيدين اللذين أمضيا عقد بيع روحهما للشيطان ؟؟

بعد تجاوز الكنيسة لماضيها الدموي و مصالحتها معه في العقود الاخيرة ، أفرج الأرشيف الفاتيكاني عن وثائق يندى لها الجبين ، تتعلق بمحاكم التفتيش التي كانت تقيمها الكنيسة الكاثوليكية في القرون الوسطى لتقضي بها في مسائل الهرطقة و الكفر ، و من أبرز هذه الوثائق تلك التي كانت تتناول موضوع متابعة الساحرات ، ففي العام 1486 ألف “هاينريش كريمر” و هو رجل دين ألماني كتاب “malleus maleficarum” “مطرقة الساحرات” و يعد هذا الكتاب من أسوأ الكتب سمعةً و أكثرها تحريضاً للعنف ، كان هذا الكتاب سبباً في تعذيب و تقتيل و حرق آلاف النسوة بتهمة السحر .

عقد الشيطان
صورة لغلاف كتاب مطرقة الساحرات

يتم التأكيد في هذا الكتاب على وجود السحر و السحرة و يهاجم منكريه و من لا يؤمنون به ، و يحث العامة على مطاردة السحرة و تقتيلهم باعتبارهم السبب في كل ويلات المجتمع و انحلالاته ، و يشير الكتاب إلى أن معظم مزاولي السحر و الشعودة هم من النساء ، و حوى العلامات المميزة للساحرات و طرق اكتشافهن و إدانتهن .

تبنت الكنيسة هذا الكتاب ، و رأت أن المسير على خطواته هو تطبيق للعدالة الإلهية ، و هنا دخلت أوروبا في مسلسل طويل امتد لقرون في ما يعرف بمحاكم التفتيش ، و تم في هذه الفترة مطاردة و اتهام آلاف النسوة بتهمة السحر و الاتفاق مع الشيطان .

كانت تتم محاكمات بالجملة في هذا المجال إلى درجة أن أي زلة لسان أو قول ليس في مكانه كان ليسوقك إلى المحاكم لتستجوب تحت طائلة التعذيب إلى أن يستخرجوا منك الاعترافات ..

عقد الشيطان
مشهد محاكمة الساحرات في بلدة سالم 

و من أشهر هذه المحاكم هي سلسلة المحاكمات لساحرات بلدة “سالم” بـ “ماساتشوستس” أمريكا بين عام 1692 و 1693 ، حيث تم اتهام عبدة سوداء تدعى “تيتوبا” من طرف إحدى سيداتها ، و هي مراهقة تدعى “ابيغيل ولياماز” بأن الأولى العبدة تيتوبا هي من كانت السبب في المرض الغريب الذي أصاب كل من أبيغيل و ابنة خالها “بيتي باريس” ، حيث أصيبتا بصرع و أعراض غريبة ..

قالت تيتوبا أثناء استجوابها الأولي أن كل ما كانت تقوم به هو فقط تسلية الفتاتين عبر إخبارهما قصص مرعبة عادية ، و القيام بوصفات و همية لجلب الحبيب لا أساس لها من الواقع ، لكن سرعان ما انتشرت هذه الأعراض الغريبة من صرع و هيستيرية و إغماء لعدد كبير من فتيات البلدة ، فتم جلب تيتوبا من جديد لاستجوابها ، لكن هذه المرة بالقوة ، فتم تعذيبها إلى أن اعترفت بأن الشيطان قدم إليها في ليلة ماطرة و قدّم لها كتاباً لتوقع فيه ، و قالت أن الكتاب كان يحوي على توقيعات بعضها كان لأناس من البلدة ، فبدأ مسلسل اعتقالات طويل طال عدداً كبيراً من السكان ، و تم الاعتماد في هذه الاعتقالات على الفتاتين ابيغيل و بيتي اللتان كانتا تبديان الأعراض السالفة الذكر أمام من يعتقد أنه ضالع في هذه المؤامرة ..

عقد الشيطان
تم حرق العديد من الأشخاص بتهمة ممارسة السحر

فاختلط الحابل بالنابل ، حيث اتهم أناس شرفاء و آخرين موثوقين ، بل و معروفين بعهدهم الكنسي ، فاتضح في الأخير أن جل هذه الاعتقالات كانت فقط نتيجة لتصفية حسابات بين العائلات و الاقطاعيين الكبار في البلدة ، المتخاصمين في ما بينهم مستخدمين الفتاتين للوصول إلى مآربهم ، لكن تم التوصل لهذا بعد إعدام 19 إنسان بريء لا علاقة له بأي من قرون الشيطان ، و هكذا طويت أحلك صفحة في تاريخ ماساتشوستس .

لكن ماذا عن تيتوبا ؟ هل قدم لها الشيطان كتاب تعهد فيه بخدمته فعلاً ، أم انها قالت هذا فقط لتنجو من التعذيب ؟؟ لا أحد يعلم ..

نبقى ضمن المحاكمات ، و هذه المرة في جزيرة غيرسني ، أكبر جزر الكنال الانجليزي ، حيث أنه و في عام 1617 تم الحكم على ثلاثة نسوة ، هن “كوليت دي مونت” و ابنتها “ماري” و “اليزابيت بيكيت” بتهمة السحر و الشعودة بالإعدام ، بعد الحكم و تحت الصدمة اعترفت “كوليت دي مونت” بأنه في صباها كان يأتيها قط و يتحدث معها و يغويها بأن تنتقم ممن يعتدي عليها ، و كان يقول أنه سيساعدها في هذا ، لم تعلم آنذاك من يكون ، فكانت تقوم بما يخبرها ..

عقد الشيطان
كان الشيطان يقدم للنسوة كتابا ليوقعن بدمائهن عليه !

مرت السنين .. كان يحضر لها بهيئات مختلفة و في هذه المرات كان يعطيها رذاذاً لترمي به كل من لا يحبها ، و فيما بعد كان يصطحبها إلى الغابة ، إلى مجمع للنسوة ، قالت أنها لم تستطع تبين ملامحهن بسبب الظلمة ، و ذكرت أنها كانت رفقة ابنتها ضمن هذا التجمع الذي كانت فيه النساء يتحلقن حول المخلوق ، هذا و يشربن نبيذاً قالت كوليت أن طعمه كان سيئاً بالإضافة لأكل خبز بدون ملح ، و كان الملح مكروهاً في المجمع ، ذكرت كوليت أن الشيطان كان يقدم للنسوة كتاباً ليوقعن فيه بدمائهن ، وأعدمت النسوة الثلاث في الساحة بالحرق على الأعواد حتى الموت .

حسب كتاب “مطرقة الساحرات” فإن للساحرات علامات مميزة ، كقذارة أجسامهن لأنهن ينبذن النظافة ، و لا يستطعن لمس الماء ، و لا يدخلن الكنيسة أو يختلطن بالعامة إلا للضرورة ، لكن العلامة الأهم التي تميزهن حتى و إن غابت العلامات الأخرى هي شامة أو دمغة تكون في جسد الساحر و الساحرة ذات لون قرمزي بحجم عملة معدنية ، و تسمى “دمغة الشيطان” أو “بصقة الشيطان” ، و لا بد لوجود هذه العلامة لإثبات الإدانة .

عقد الشيطان
لوحة تعبر عن فحص إحدى الساحرات و البحث في جسدها عن دمغة الشيطان

حسب الاعترافات و الشهادات التي قدمتها العديد من السحرة و المشعودين خلال الفترة ما بين 1530 و 1670 و التي تسمى بفترة صيد الساحرات في أوروبا ، فإنه لكي يتم استحضار الشيطان لابد من عمل طقوس أولية يتم فيها عقد النية على خدمة الشيطان ، يقوم فيها الساحر المبتدئ بالتضحية بالدماء ، غالباً ما تكون دماء حيوانات ، و يتم هذا في مكان مهجور أو خربة مهجورة يتعرى فيها و يقرأ و يرسم طلاسم غريبة على الأرض ، إلى أن يظهر له أحد خدمة الشيطان ليكشف له عن الوقت و المكان اللذان سيتم فيها توقيع عقده و تعميده تحت خدمة الشيطان ، فيتجمع الساحر في الوقت و المكان المحددان له رفقة السحرة و الساحرات الأخرين اللذين وصف لهم نفس المكان ، ليتم تعميدهم في طقوس تسمى بـ “الساباث” يتم في حضور وكيل الشيطان و أحيانا يقال أن الشيطان بنفسه يحضر ليتأكد من ولاء خدمة الجدد .

عقد الشيطان
لوحة للطقوس التي كان يمارسها السحرة في الغابة

تمتلئ هذه الطقوس بالخلاعة و الفجور ، حيث يتم التعري و ممارسة الجنس بين السحرة ، و التبول و التغوط على الكتب المقدسة ، و تحقير الذات الإلهية ، و شتم كل ما هو مقدس لنيل رضا الشيطان الذي غالباً ما يحب أن يدفعهم إلى أقصى الدرجات من الكفر و الشذوذ الأخلاقي ، و يتم بعدها التوقيع على كتب الشيطان من طرف السحرة بعد أن يرضوا الشيطان و يتأكد من أنهم أكفاء لاتّباعه ، و توقع العقود بدماء حيض الساحرات ، و دماء السحرة الناتجة عن الجروح ، و يتم التتويج لهذه الصفقات بشرب النبيذ و الرقص و التضحية بدماء الحيوانات و أحياناً بالأطفال إلى الساعات الأولى من الصباح ، حينها يعود السحرة و قد نالوا “بصقة الشيطان” التي يبصقها لتستقر كوحمة ميتة تبقى إلى ممات الساحر كرمز لرضاه عنهم .

نعود للمحاكمات مرةً أخرى ، و هذه المرة لم تتوانى “ستيفنون دي اوديرت” التي أعدمت سنة 1916في كشف وثيقة عقدها مع الشيطان ، و التي كانت عبارة عن قطعة من جلد القط محررة بدم حيضها ، و يظهر أسفل الوثيقة توقيعها ، كانت الوثيقة ذات رائحة لا تحتمل ، كما أن المكتبة العمومية بـ “باريس” تحوي وثيقة أخرى لساحر يسمى “اوربان جراندييه” ، يقال أن الشيطان قد وقعها بنفسه .

عقد الشيطان
عازف الكمان الشهير نيكولو باغانيني

لم تشمل تهم التعاقد مع الشيطان السحرة فقط ، بل تجاوزتها لتشمل شخصيات أخرى معروفة عبر التاريخ ، من أشهرها رائد الموسيقى و العزف على الكمان الإيطالي الشهير “نيكولو باغانيني” الذي قيل عن معزوفاته أنها لطالما أبكت الجماهير من شدة عذوبتها ، قيل عن موسيقاه أنها من وحي الشيطان ، حيث لا يمكن لإنسان عادي أن يعزف بتلك الطريقة و لابد أن يكون قد عقد صفقة مع الشيطان ، تبعته هذه التهمة حتى بعد مماته حيث أكد أسقف نيس أنه لا يمكن لـ “نيكولو” أن يدفن على أرض مسيحية لأنه باع روحه للشيطان كما أن “موزارت” اتهم بمثل هذه التهم بعد معزوفته الشهيرة “النايات الساحرة” .

مخطوطة جيجاس :

عقد الشيطان
مخطوطة جيجاس … أضخم المخطوطات في العالم

أو كتاب الشيطان .. هي أحد أضخم المخطوطات في العالم ، عثر عليها في أحد الأديرة بجمهورية التشيك ، و تعود لبدايات القرن 13م ، و ما يجعل هذه المخطوطة غامضة هو أنه لم يعرف كاتبها ، و لأي سبب تم إنشائها ، لكن بعد انتشار صورة من الكتاب و هي صورة مخيفة لشيطان أخضر صغير يكشر مخالبه ، بدأت تدور النظريات و الأساطير ، و كلها كانت مخيفة ، لكن أشهرها هي أن راهباً ما من الدير كان قد قام ببعض المعاصي التي جعلت الكنيسة تحكم عليه بالصلب حتى الموت ، لكن الراهب توسل إليهم كي يعطوه فقط يوماً إضافياً واحداً ، و قال أنه سينجز عملاً لم يتم عمله من قبل ، و هو كتاب يجمع كافة علوم الأرض ، فوافقت الكنيسة لأنها ظنت أن هذا مستحيل ..

لكن الراهب استعان بالشيطان و عقد عقداً معه يقضي بأن يبيع للشيطان روحه مقابل مساعدته في استحضار جميع العلوم المعروفة آنذاك في الكتاب ، فوافق الشيطان ، لكنه هذه المرة لم يكتفي بالتوقيع فقط ، بل أنه طلب من الراهب أن يكون جزء من الكتاب له يتحدث فيه مع البشر ..

في النهاية .. فقط تذكروا ألا تستمعوا لأي همس صادر من جدي أسود أو أي صوت يأتيكم في لحظة ضعفكم و تحطمكم ، فيقال أن وكلاء الشيطان يقدمون عروض مغرية في أشد حاجتكم لها … فكونوا حذرين

مصادر :

– فاوست – ويكيبديا
– Salem witch trials
– Malleus Maleficarum
– The Witch (2015 film)

تاريخ النشر : 2016-12-13

H.Y

المغرب
guest
60 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى