أدب الرعب والعام

الكريسماس الأحمر (جونثن دو مدير شركة المليار)

بقلم : توتو – مصر

الكريسماس الأحمر (جونثن دو مدير شركة المليار)
40 امراة سيجتمعن في مكان واحد ليلة الكريسماس
عامل فقير لا يجد قوت يومه يتفاجأ هو وأسرته بإعلان هام على التلفاز ، حيث تم قطع البرنامج المذاع بطريقة مريبة ، وتم بث الإعلان في الكثير من البيوت في مدينة الأحلام ، مدينة الأحلام مدينة جميلة جداً ، و سكانها مسالمون للغاية و هادئون جداً ، يعرف عنهم الكرم الشديد وبساطتهم ،،

الإعلان أتى كالتالي :

أهلاً بكم أيها التعساء .. جونثن دو مدير شركة المليار يرحب بكم ، أستطيع رؤيتكم الآن ، عائلة فقيرة لا تجد قوت يومها تبحث عن السعادة و الرفاهية التي لم يجدوها حتى الآن ، وكيف سيجدونها ؟؟ “” ومعظم أرباب الأسر لا يتقاضون سوى بضع سنتات لا تكفي لسد رمق أشداقهم الواسعة “” ، مع حملة المليار أهلاً بك في عالم الرفاهية والسعادة اللانهائية ؟! وهذا طبعا لن يتحقق دون النقود …

فجأة يظهر في الإعلان شخص بهيئة الموظفين المعتادة وهو يجلس علي مكتبه ويراجع عمله المتراكم ، ويبدو أن الإرهاق نال منه ، فتبدو عيناه جاحظتان للغاية ، وبنيته هزيلة كأنه لم يأكل منذ عدة أيام بسبب العمل ، طبعاً هذه صورة مبالغ فيها يحاول فيها صاحب الإعلان أو صاحب الحملة بتصوير صورة الموظف المسكين الذي يشقى ويتعب في عمله هو أنه يشبه عمال المناجم ، فلا يتقاضي من عمله سوى قليلاً من المال مقابل مزيداً من العمل الشاق ؟! .. فجأة يظهر صاحب الإعلان ( جونثن دو ) ويبخر هذه الأوراق المتراكمة بواسطة نافث لهب وينهي عمل الموظف ، الذي نجده يبتسم فور رؤية صاحب الإعلان ( جونثن دو ) ، ويقول له المتحدث صاحب الإعلان .. هل أنت موظف مسكين ؟؟ ثم بعدها نجد الموظف يجيب عليه بالموافقة بواسطة رأسه ويتابع كلامه قائلاً :

هل أنت فقير ولا تملك المال ؟ .. يجيبه الموظف بالموافقة مرة أخرى ، ثم نجد صاحب الإعلان ( جونثن دو ) يبتسم ابتسامة شيطانية خبيثة ونجده يقترب من شاشة التلفاز ، الذي عندما رأى أسرة هذا العامل المسكين جبهة دو وهي تكبر بسبب اقترابه من الكاميرا ، سارعوا بفتح أشداقهم ، وهم غير مصدقين بوجود رجل كهذا يدير حملة خيرية لمساعدة المساكين أمثالهم !! .. فجأة يقطع ذهولهم صوت جونثن دو الشيطاني وهو يقول :

الحملة للجميع .. ولكن من سيتسلم المليار بعد إملاء إستمارة المسابقة هم زوجات العمال والموظفين المساكين ، ولا .. المسابقة مفتوحة لجميع المساكين والفقراء حتى دون الموظفين ، ولكن بشرط يجب أن يكون المستلم امرأة وتكون وحدها ، ستجيبون على الأسئلة العشرة التي ستجدونها في الإستمارة وتضعون أرقام هواتفكم ونحن سنتصل بكم لنعطيكم العنوان الذي ستأتون إليه ، وتذكروا هذا ليس إعلان وهمي مثل بقية الإعلانات التي تغريكم بأوهام لن تتحقق ، الجميع معنا سيفوز ، لا يوجد خاسر لن تخسروا شيئاً تعالوا إلى شركة جونثن دو للميار فائز ، وهناك ستجلسون برفقة بعض موظفي الشركة الذين سيعطونكم استمارة المسابقة ، اترك رقم هاتفك في آخر الإستمارة كي نتصل بك عندما تفوز ، ثم يطلق ضحكة شيطانية ساخرة ويقول : باي باي .

تم عرض الإعلان على جميع سكان مدينة الأحلام ، بالطبع قام العامل على الفور بتدوين عنوان الشركة المرفق في الإعلان ، و فعل هذا جميع من شاهدوا الإعلان من سكان مدينة الأحلام .

تهافت الكثيرون على الشركة طمعاً في الثروة الطائلة ، ولم لا يتهافتون ؟! فالجائزة قدرها مليار في حملة المليار ، وهناك في أحد أقسام الشرطة .. قام أحد الرجال بإغلاق إعلان جونثن دو في مكتبه ، ونظر لبرهة إلى لاشيء وبحلقت عيناه تعجباً بأمر هذا الرجل المدعو دو !! وقال محدثاً نفسه .. كيف حدث هذا ؟! معقول .. هل تلقي الحدأة كتاكيت ؟! مليار.. كنت أعتقد في البداية أنها مسابقة وهمية مثل التي نراها يومياً ، ولكن اتضح لي عكس ذلك ، فقد قام دو بنشر الإعلان في البلدة كلها وأيضاً أعطى للناس عنوان الشركة ومكان المسابقة ، كما أنه لن يخاطر بالكذب على أحد بهذه الطريقة الغريبة ، لأنه سيشارك في الانتخابات البرلمانية قريباً .

نهض الرجل من مكانه ليقابل رئيس القسم ، فقد كان هذا الأخير يريد رؤيته لأمر ما .. دخل الشرطي على رئيسه ، وكان يدعى أدم لينكون ، يبدو من الوهلة الأولى عند النظر لرئيس قسم الشرطة أنه نهم للغاية و يحب الطعام ، فقد كان – عند دخول أدم عليه – يمسك بيده قطعة دونت من متجر الشيطان السعيد ، وهو من أشهر المتاجر في المدينة بأسرها ، ولكن أغلبية أطعمته غير صحية ، ويبدو أن الرئيس مدمن على شراء الأطعمة من هذا المتجر بسبب تناثر الأكياس و الأغطية التي تحمل اسم المتجر في مكتبه ، فهمت الآن لماذا سمي المتجر بالشيطان السعيد ، المهم لنعود لقصتنا .. دخل أدم عليه وبدأ بسؤاله :

سيدي علمت أنك تريدني اليوم ، ما الخطب هل من مشكلة ؟؟

يجيبه الرئيس و هو يمضع الطعام بشكل شره :

– لا توجد مشكلة يا أدم .. ولكن أنت مطلوب منك تأمين الحملة الانتخابية لجونثن دو .

يتابع أدم :

– نعم ياسيدي تحت أمرك .. ولكن أن أشك في أمر دو هذا ؟!

ينظر إليه الرئيس نظرة حادة ويسأله :

– ولماذا ؟!

– لا أعرف يا سيدي .. و لكن المسابقة التي طرحها على شاشات التلفاز تدعو للشك والريبة !! مليار لكل فائز؟! بربك هل هذا معقول؟! .. كما أنه أيضاً بحسب معلوماتي فإن برنامجه أذيع من مكان مجهول ، جميع مدن الإذاعة في المدينة قالت أن الإعلان لم يذاع منها ، وفشلت كل التحقيقات في تحديد مكان الإذاعة الخاص به ، وأيضاً هو رفض أن يدخل الصحفيين مقر شركته ، وشركته أيضاً تقبع بجوارها سلسلة قصور ضخمة وهو مالكها كلها ، ما سر ثروة هذا الرجل ؟! وأيضاً هو يرفض دائماً مقابلة أي شخص ويجعل سكرتيرته هى من تقابل بدلاً منه ، حتي أنه لم يتم التعرف على تفاصيل وجه جونثن دو حتى الآن ، هو ظهر في الإعلان و كان يرتدي قناع غريب !! كل هذه التساؤلات تجعلني أشك في الأمر .

يضحك الرئيس ضحكة تهكمية وقد ظهر الطعام الممضوغ بداخل فمه في مشهد يثير التقزز وقال :

– يارجل يكفي أنه سيقوم بتخليص مدينة الأحلام من الفقراء والبسطاء ، سيكون الكل متساوين ، عليك أن تفخر بدو هذا وليس أن تشك فيه ، على العموم يمكنك أن تذهب الآن موعد العمل انتهى ، وأنا أعتذر إن قطعت من وقتك بضعة دقائق كان من المفترض أن تقضيها مع زوجتك وعائلتك .. ثم يتابع قائلاً :

– أرسل سلامي لأولادك وزوجتك ، ونعم زوجتك بالذات ، ثم يضحك بطريقة قذرة يتضح فيها أنه يغازل زوجة أدم بشكل غير مباشر عن طريق المزاح .

ينفعل أدم وقد تغيرت ملامح وجهه :

– طيب سأفعل بعد إذنك .

في أكثر من مشهد مختلف نجد الكثيرين من الأزواج وأطفالهم يقومون بالسلام على زوجاتهم قبل الذهاب لأداء المسابقة ، التي ستكون بعيدة عن التغطية التلفزيونية تماماً ، وستتم بشكل سري للغاية ، ستسأل هنا .. ولماذا النساء بالذات ؟!

قلنا ذلك في البداية من شروط المسابقة أن جميع من سيؤدون المسابقة يجب أن يكون جميعهم نساء وليس معهم أي شخص أخر ، نساء فقط لاغير .. ممنوع على أي رجل الحضور، والمرأة التي ستصطحب زوجها معها سيتم حظرها من المسابقة ، ولنتعرف على أكثر الشخصيات المسلط عليها الضوء و التي ذهبت للشركة لأداء المسابقة الأسطورية ، مسابقة المليار .. نعم المليار .

فينيسيا هاربون :

محاسبة في إحدى الشركات الحكومية .. للوهلة الأولى ستظن أنها عارضة أزياء غنية للغاية بسبب قوامها الممشوق ومظهرها الغني ، ولكنها للأسف تعاني من الكثير من الضوائق المالية بسبب زوجها وعائلتها ، بالرغم من أنها ليست فقيرة لدرجة كبيرة إلا أنها ذهبت لأداء المسابقة لتستطيع تسديد ديون زوجها ، تمتلك فتاتان وولد في غاية الجمال ، زوجها رجل محب و ودود جداً ، ولكنه للأسف غير محظوظ ، ووضع كل الثقة في زوجته .

آنا مونتيري

هى فتاة مسكينة مشردة عمرها 22عام .. ذهبت بالنيابة عن عائلتها لأداء المسابقة ، جمعت بين أبوها وأمها قصة حب بين طيات الشارع وبين المشردين ، تزوج الاثنان وانجبوا آنا في زفاف وسط مشردي الشارع ، هم الآن يسكنون في غرفة قذرة صغيرة تقع بالجوار من محطة المترو ، وكان يعتقد أن هذه الغرفة هي بالأصل حمام عمومي يتبع المحطة منذ زمن !!

ماليسيا ان دون :

فلاحة مسكينة كانت تسكن في إحدى التلال مع زوجها وولديها الاثنين ، كانت ترعى مزرعة أحد الرجال الأشراف هي وزوجها ، و كانوا ينامون في الاسطبل الخاص بالأحصنة ، وبعد ذلك تم طردها هى وزوجها بشكل مهين جداً من قبل زوجة الرجل الشريف بسبب اتهامها بالسرقة ، بالرغم من أنها سمينة وتبدو هيئتها مثل هيئة الفلاحات اللواتي يمتلكن وجه أحمر دامي بسبب التغذية السليمة ، ويبدو عليها أنها نهمة للطعام ، ولكن العكس غير ذلك تماماً فهي بالكاد تستطيع الحصول على رغيف خبز يومياً بسبب فقرها الشديد ، وأحياناً لا تأكل من الأساس بسبب القحط الذي أصاب جيوبهم .

منجلي باث

هي ساقطة من بائعات الهوى ، فتاة فقيرة أيضاً .. و امتهنت مهنتها من أجل إشباع بطنها ، لا تمتلك عائلة لأنها من الأساس لاتعرفهم ، فهي نتيجة علاقة غير شرعية بين ساقطة ورجل مجهول ، قامت أمها بإلقائها أمام أحد الأديرة ، ومن هنا بدأت قصة كفاحها وحدها ، عمرها حوالي 21 عام ولديها أمل كبير في تغيير حياتها جذرياً وترك مهنة البغاء للأبد .

هاون مون دي :

امرأة أربعينية مشردة قذرة المظهر .. تبدو أشبه بالساحرات الأسطوريات اللواتي يمتطين المكنسة في الأفلام ، و بخلاف مظهرها فهى أيضاً قذرة الطباع وسيئة السمعة ، وتكره النساء الجميلات بشدة وهذا بسبب قبحها الشديد ، هي طامعة وبشدة في المليار من أجل أن تودع عالم المشردين للأبد .

الجدة هانا دون :

هي امرأة مسنة ولكنها بكامل صحتها استطاعت الذهاب وحدها لتأدية المسابقة دون مشاكل ، هي شرسة للغاية وتوبخ الجميع وطبعها حاد ، ولديها أمل في أن تحصل على المليار من أجل تحسين حالتها وحالة ابنتها المتزوجة حديثاً ، ربما تبدو مكافحة للغاية بنظرنا .

وبخلاف هؤلاء توافدت الكثير من النساء والفتيات للشركة من أجل تأدية المسابقة ، تجاوز عددهم 400 فتاة و سيدة من أصحاب العائلات الفقيرة و المتوسطة الحال ، وطبعاً سيتم إقصاء عدد كبير منهم وسيفوز عدد أقل بكثير من هذا العدد الضخم ، ولكننا سلطنا الضوء على أهم الشخصيات ..

دخلت المتسابقات مقر الشركة وقاموا بتوزيعهن على أكثر من مكان بداخل الشركة لإجراء المسابقة ، وذلك بسبب عددهن الكبير ، ذهل البعض من مظهر الشركة ، كان تصميمها غريباً للغاية !! و أيضاً كانت فارهة جداً من الداخل ، حتى أن جميع المتسابقات اللواتي هن أغلبيتهن نساء مسكينات ومشردات فتحن أشداقهن من شدة ذهولهن بمقر الشركة وتصميمه !! و لم لا تكون الشركة بهذا البذخ وصاحبها سيوزع مليارات على المتسابقات الفائزات بدون مقابل ! و لكن الفحش والفراهة التي تبدو عليها الشركة تبدو مريبة جدا ؟!ً ، فتبدو وكأنها فحش وثراء بلا نهاية ، فحش والثراء يقبع خلفه رجل مجهول الهوية يدعي جونثن دو .

ظنت بعض المتسابقات اللواتي دخلن أن الأسئلة ستكون في غاية الصعوبة بسبب تصعيب مهمة الوصول للمليار ، وأن المهمة ستكون شاقة للغاية بسبب ضخامة المبلغ ، ولكن تبخر هذا الإعتقاد فوراً بعدما تم توزيع الأوراق الخاصة بالأسئلة ، ووجدت هؤلاء النسوة المساكين أسئلة في غاية التفاهة !! بالرغم من أنها تبدو غريبة جداً أيضاً .

الأسئلة :

1 – هل تستطيع سد فوهة بندقية بواسطة اصبعك لتمنع انطلاق الرصاصة ؟!

2 – هل تستطيع استخدام الأسلحة النارية للدفاع عن نفسك ؟

3 – هل تستطيع الصمود في معركة دموية من أجل الدفاع عن حقك ؟!

4 – هل تستطيع أن تأكل الدونت وأنت نائم ؟؟

5 – ماذا يمثل هذا الرقم ( 666 ) الملائكة أم الشياطين ؟!!

6 – الرجل الذي في هذه الصورة .. هل يبدو لك مرعباً أم لطيفاً ؟!!

كان هذا السؤال مرفق معه صورة لرجل يرتدي قناع خنزير ويلبس لباس المزارعين ، وهو جالس في صورة كئيبة وممسك ببندقية من نوع ال shoot gun و على ما يبدو أنه يلتقط صورة تذكارية بجانب مزرعته !! .

7 هل أنت بخير؟!!!

8 هل تحب الركض وراء الشياطين أم أن هذا أمر غير ممكن ؟!!

9 هل تحب القطط أم الكلاب ؟!!

10 هل أنت ميت أم على قيد الحياة ؟!!

كانت الأسئلة تافهة ومرعبة في نفس الوقت ، كانت تدل على أن شخصاً مختلاً قام بكتابتها !! ، الأسئلة جميعها كانت تدل على وجود خطب ما في الأمر ، ولكن سرعان مازال الخوف من أفئدة النسوة عندما وجدن السكرتيرة تبتسم ابتسامة بشوشة ومحبة ، وهى تسحب منهن أوراق المسابقة بعد أن انتهين من الإجابة عليها .. وبادرتهن وقالت :

تفضلوا الآن .. سيتم مراجعة الإجابات والاتصال بالفائزات في منازلهن ، سيتم الإتصال بكن في عيد الكريسماس القادم ، أي بعد حوالي أسبوع ، و عدد الفائزات سيكون حوالي 40 امرأة منكن .

انصرفن جميعا إلى منازلهن والسعادة تغمرهن ، ولكن يطل شبح الخوف برأسه أيضاً ؛ فكان بعضهن خائفاً من أن يخسرن المسابقة و تتحطم أحلامهن ، بشكل عام حاول الجميع .. ولم يخسروا شيئاً .

الكريسماس 1يناير 2016 …

و في اليوم المحدد في عيد الكريسماس بالتحديد .. بالفعل دقت أجراس هواتف الأربعين فتاة وسيدة ، و كن هن فعلا سعيدات الحظ اللواتي فزن بالمليار ، كانت السعادة غامرة لدرجة الإغماء عند بعضن ، لم تحلم أحداهن بمبلغ ضخم كهذا في حياتها ، و كانت السيدات الستة اللواتي ذكرناهن وسلطنا الضوء عليهن من ضمن الفائزات بالمليار ، وكان نص المحادثة عبر الهاتف هكذا :

– آلو مساء الخير سيدتي .. أنت السيدة فينيسيا هاربون ؟

– نعم أنا هي بالفعل .

ثم يطلق ضحكة كبيرة ويقول :

– مبروك ياسيدتي .. أنت فزت بالمليار .

تجيب هاربون وتقول بدهشة :

– لا مستحيل أنا فعلاً ……

فجأة يقاطعها العميل ويقول :

– نعم نعم يا سيدتي .. أنت فزت بالمليار.. ستتسلمين المبلغ في أحد القصور الخاصة بالسيد دو بجوار الشركة أنت وبقية المتسابقات ، لا تتأخري ، في انتظارك اليوم .. سلام .

لم تبارح السعادة قلب هاربون أبداً ولم تتخيل أنها فازت بهذا المبلغ ، قام زوجها بالإشادة بها ، وأيضاً فرحت عائلتها كثيراً بهذا الخبر ، قامت هاربون بتقبيل أولادها وزوجها وقالت لهم :

ـ سأذهب الآن ولن اتأخر .. وسأعود مبكراً من أجلكم ومن أجل أن نحتفل .

ودعتهم وخرجت واستقلت سيارتها وذهبت للعنوان المحدد أمام الشركة ، ووجدت رجلاً معه الكثير من السيارات التي لابد وأنها ستكون مخصصة لنقل السيدات لقصر السيد دو لتسليمهن المبلغ هناك ، طبعاً من المستحيل استلام المبلغ في الشركة ، لأنها مغلقة والوقت كان متأخراً جداً .

قابلها عميل يبدو عليه الريبة .. وكان يرتدي قناع معدني مثل الذي كان يرتديه السيد دو في الإعلان ، هنا وجدت جميع المتسابقات الفائزات قد وصلن ، وهن الآن داخل السيارات ، وهي وصلت متأخرة جداً .

قالت هاربون للعميل الخاص بالشركة :

– أنا أعتذر تأخرت عليكم كثيراً ، ولكن كنت مشغولة بأمور المنزل .

قال العميل بلطف :

– لابأس سيدتي .. تفضلي اركبي .

ركبت هاربون السيارة بعجلة .. وكانت المصادفة تجمعها بآنا مونتيري وهانا دون السيدة العجوز ، أخذت الثلاثة يتجاذبن أطراف الحديث طوال الطريق القصير الذي ستسلكه السيارت ، فالقصر قريب جداً من الشركة ولن يتأخروا في الوصول .

ألقت هاربون التحية وعرفت عن نفسها للسيدة العجوز والفتاة الشقراء آنا مونتيري :

– أهلاً أنتم أيضاً فزتم ؟؟ أنا سعيدة بذلك حقاً .

باغتتها الفتاة وقالت لها بلطف :

– نعم .. وأنت ماذا ستفعلين بالنقود ؟؟

قالت هاربون مبتسمة :

– بعض الأمور الخاصة .

زمجرت السيدة العجوز وقالت لهم :

أنتم الاثنان على الأقل مازلتم في زهرة شبابكما وستأخذان النقود لأنفسكما ، أما أنا سأساعد ابنتي المسكينة وأجعلها لا تحتاج للنقود بعد الآن ، فأيامي باتت معدودة .

قبل أن تنطق إحداهما بكلمة رداً على العجوز تفاجأوا بصوت العميل يقول لهن :

تفضلن .. لقد وصلنا لقصر السيد جونثن .

نزلت جميع الفائزات من السيارات السوداء الفارهة … قال لهن العميل :

– من فضلكن اتبعنني .

تبع الجميع العميل .. وقام بالمرور عبر البوابة الرئيسية للفيلا ومعه الجميع ، كان كل الحراس يرتدون الزي الأسود ، و يرتدون الأقنعة ، وكانت نظراتهم مثبتة على المتسابقات بشكل يثير الريبة !! ، السماء كانت تمطر وتبرق والمطر كان ينهمر بغزارة ، حتى أن جميع شعور النسوة انسدلت على وجوهن من شدة البلل .

همست إحداهن قائلة لصديقتها :

– ما سر هذه الأقنعة عديمة الفائدة التي يرتدونها ؟! .. أنا أشعر بالخوف .

أجابتها صديقتها و قالت :

– خوف ؟! هل أنت حمقاء ؟ ماذا سيفعلون بك يعني ؟! ، هل سيقتلوك ؟؟ ، وثم تضحك ضحكة ساخرة وتتابع ، ولنفترض أنهم سيقتلوك ، هل يستطيعون قتل 40 امرأة وسفك دماءهن ؟!! ماذا تظنيهم سفاحين ؟!

يدخل العميل و معه الجميع عبر الباب الخاص بالقصر نفسه ، ومن ثم يجد الجميع أنفسهم داخل القصر ، نظرت هاربون للقصر وإلى سقفه وهى في دهشة ولسان حالها يقول :

– واو ماهذا المكان الجميل ؟!

قال لهم العميل :

– ستجلسن في هذه الغرفة الكبيرة هناك .. هي تتسع لأكثر من 40 شخص ، جففن أنفسكن من المطر ، السيد دو يريد أن يراكن في أبهى صورة ، اجلسن واسترحن.. وستقوم الخادمات بتقديم المشروب لكن ، و أنا سأذهب للسيد دو لأخبره بوصولكن فوراً .

و بالفعل دخلن وجلسن في هذه الغرفة الفخمة التي كانت تحتوي علي أرائك وكراسي مغطاة بالحرير ، وقد دخلت عليهن الخادمات لتقديم المشروبات الخاصة .

قامت الفتاة الشقراء المشردة التي تدعى آنا مونتيري بالشرب بطريقة نهمة جداً ، وكأنها لم تشاهد مشروبات لذيذة منذ زمن !! .

صرخت فيها السيدة العجوز هانا دون وقالت بحزم :

ما هذا الذي تفعلينه أيتها المشردة الغبية ؟! هكذا ستحرجين الجميع بطريقة تناولك هذه .

قالت الفتاة في انفعال واضح :

– وما دخلك أنت أيتها العجوز الخرفة ؟ هذا المشروب يباع بالخارج بثمن باهظ جداً ، وهذه أول مرة أشربه .

فجأة قامت السيدة العجوز بالتشابك معها بالأيدي ، وقامت المتسابقات الاخريات بالفصل بينهما .
وفي مشهد أخر .. كان الخادم يقف بجوار شخص غريب كان يحمل بيده صولجان انتصبت فوقه كرة عليها شيطان ضاحك ، وهنا ضحك هذا الرجل ضحكة مستهزئة وقد رأى كل ما حدث بواسطة بعض الكاميرات المثبتة في الغرفة وقال :

– نعم .. مشردات وضائعات يبحثن عن المأوى والمكان الجيد والراحة ، لما لا نقدمها لهن ياعزيزي ؟؟ .

أجابه الخادم وقال :

نعم ياسيدي يبدو أنهن كذلك ، ومن شدة كرمك وعطفك ستقدمها لهن ، ثم تابع قائلاً وهو يضحك ضحكة هيستيرية :

– سنقدم لهن الراحة الأبدية ؟!

تابع الرجل الغريب وقال :

– انزل أنت لهن .. وأنا سأتكلم معهن من مكاني هنا بواسطة الميكروفون والكاميرا .

وبعد فترة وجيزة كانت جميع النسوة يجلسن في هدوء .. هدوء تام .. وبالفعل نزل لهن الخادم مسرعاً وأردف قائلاً بمنتهى اللطف واللباقة :

– السيد دو قادم لكن .. اجهزن الآن .

صدرت بعض الهمهمات من النسوة ، وأخذوا يهيئن أنفسهن لمقابلة السيد الكريم ، وبعدها مباشرة .. لاحظن أن المكيفات تم تشغيلها بشكل غريب ، بالرغم من أن الجو بارد ، وقبل أن تنطق أي امرأة ، أنفجرمن بين طيات المكيفات غاز لونه أحمر وملأ الغرفة ، وهنا قام الخادم بإغلاق الباب فوراً وكأنه يحبسهن ليستنشقن الغاز ، وأخذت جميع النساء تصرخ وانتشر الغاز في الغرفة بسرعة ، وفجأة اغشى على الجميع ، وساد الظلام المشهد ، ولم يعرف أحد ما الذي يحدث !!

فجأة انقشع الظلام من أعين جميع النسوة ، وأول امرأة فاقت كانت هاربون ، ووجدت نفسها في وضع لا تحسد عليه ، كانت محبوسة في زنزانة حديدية تملأها القذارة من كل جانب ، وشعرت بأن هذه الزنزانة ليست بداخل القصر الفخم الذي كانت فيه ، لأن الزنزانة كانت تقبع في القبو الخاص بالقصرتقريباً ، الذي هو بالأساس تحت الأرض في مكان سري للغاية ، كان المكان مليء بالزنزانات الفارغة ، ماعدا ستة كانت تحتوي على هاربون ، وهاون مون دي ، وهانا السيدة العجوز ، وآنا مونتيري الفتاة المشردة الشقراء ، وبجوارهن كان يوجد أيضاً منجلي باث السيدة الساقطة التي سلطنا الضوء عليها معهم في البداية ، وماليسيا ان دون .. السيدة الفلاحة ، كانت كل واحدة فيهن تقبع في زنزانة خاصة بها وحدها ولكنهن كن يشاهدن بعضهن ، وكانوا يرتدون ملابس بالية أظهرت كامل أيديهن و أرجلهن وكأنهن عبيد !! ، شعرت النسوة الستة بألم شديد خلف الرأس ، ولاحظن أن هناك “ميكروفون” مثبت في السقف ، وفجأة انفجر هذا “الميكروفون “بضحكة هيسترية غريبة وقال :

– أهلاً بكم في مسابقة المليار الحقيقية

صرخت الفتاة الشقراء المشردة آنا وقالت :

– ما الذي يحدث ؟! ومن أنت ؟؟ وماذا فعلت بنا ؟!

– أنا لم أفعل بكن شيئاً .. أنتن هنا في مسابقة الجحيم .. ثم يضحك بهيستريا ويتابع ، هذه هي المسابقة الحقيقية .

قاطعته السيدة العجوز وقالت :

– ماذا فعلت بنا أيها الوغد الجبان ؟! تتكلم معنا بواسطة ميكرفون وكاميرا .

أجابها المتحدث في سخرية وهو يضحك :

– جبان ؟! .. هل تظنيني خائف من حفنة من النساء الضعيفات اللواتي لا يمتلكن شيئاً للدفاع عن أنفسهن ؟! لكن على أن أقلق ، لأنكن لن تبقين عزل لفترة طويلة ، سأعطيكن السلاح ، ولكن أريد مبارزة جيدة أيتها الكلاب ها ؟!! ، ثم يختم كلامه بضحكة وكأنها منبعثة من أعماق الجحيم .

قالت منجلي باث السيدة الساقطة :

– أي مبارزة ؟! ومن أنت و عز أي سلاح تتكلم عنه ؟! ثم فجأة يتقطع كلامها وتتألم بشدة وتقول ما هذا ؟ ما هذا ؟ أشعر برغبة شديدة في … في … القتل !!

تتدخل السيدة الفلاحة في الحوار وتقول :

– ماذا بك .. هل أصابك مكروه ؟؟

تجيبها منجلي في غضب وعنف هادر :

– لاتتدخلي أنت أيتها السمينة ، وإلا خرجت من هذه الزنزانة وقطعتك إرباً !!

فجأة يتدخل المتحدث عبر الميكروفون ويقول ضاحكاً :

– نعم .. هذا هو ما أريده .. الشريحة التي بداخلكن أتت بمفعولها مع هذه الساقطة منجلي ، وبعد عدة دقائق ستصبحن جميعكن مثلها !! سترغبن بالخروج لتقطيع بعضكن البعض؟! ستصبحن متعطشات للدماء ومشبعات بالإنتقام ، و لكن هناك دائماً طير جريح ، السيدة هاربون لن تتصرف مثلكن ، ويتابع بسخرية ، لأنني لم أقم بإضافة عليها أية تعديلات ..

تجيب هاون مون دي وهي تصرخ وكأنها حيوان بري مفترس :

– ماذا فعلت بنا بالضبط ؟! على أية حال سنقوم بتقطيع بعضنا وتقطيعك أيضاً أيها الجبان ، هل نحن هنا في لعبة ؟؟ .

يجيب المتحدث بجدية ويقول :

– نعم .. أحسنت أيتها السيدة ، أنتن فعلاً في لعبة !! و سأشرح لكن قوانينها طبعاً ، قبل أي شيء سوف تتساءلن ماذا حدث للسيدات الأخريات ؟؟ سأخبركن بالأمر..

قام أحد الخادمين بعرض جثث ال34سيدة وفتاة أمام النسوة المحتجزات في الممر بين الزنزانات !! و ذلك بواسطة نقالات طبية مثبت عليها السيدات ، و اتضح أنهن قتلن بواسطة أسلحة نارية وأسلحة متنوعة بأبشع صورة ، المظهر كان بشعاً للغاية ، ويثير التقزز في النفس .

صرخت هاربون وهي تبكي وقالت :

– يا الهي .. ماذا فعلت بهن ؟! ماذا حدث ؟ لماذا قتلتهن ؟!

أجابها المتحدث بسخرية وقال :

أنا لم أفعل بهن شيء أيتها السيدة الجميلة ، بل هن من فعلن ذلك بأنفسهن ، هن من قمن بقتل بعضهن البعض هكذا من أجل النقود ! و يتابع بصوت خافت .. لقد قتلم بعضهن بطريقة بشعة جداً لا تخطر على بال أحد ، وأنتن أيضاً ستفعلن مثلهن ، ستعدن اللعبة من جديد وسأحظى بيوم جيد .

صرخت السيدات الستة في وجه هذا الرجل وقلن :

– كيف ؟! كيف قتلن بعضهن هكذا ؟!

أجابهم بسخرية :

– بصراحة ليس لدي وقت للشرح ، لأنكن بعد عدة دقائق ستتحولن لوحوش بشرية متعطشة للدماء ، و ستفتكن ببعضكن البعض ، ولكن ماعدا السيدة هاربون لأنها ستكون كالطير الجريح بينكن ، وبعدها يطلق ضحكة تهز أرجاء المكان ، ربما سيبحث عنكن ذويكن وسيبلغون الشرطة ، ولكنهم لن يفعلوا شيء قبل أن احصل على المبارزة الدموية التي أتشوق لمشاهدتها .

انهمرت النسوة في البكاء ، و بدأن يتذكرن أفضل أيام حياتهن ، وكيف كانت حياتهن قبل أن يفكرن في خوض المسابقة اللعينة تلك ؟! ، وبعد عدة دقائق تحولت هؤلاء النسوة إلى وحوش بشرية كاسرة بواسطة سحر غريب ، كن يصرخن بطريقة همجية جداً ويردن الفتك ببعضهن ، وفجأة جاء المتحدث مجدداً وقاطعهن وقال :

– رائع .. يبدو أنكن جاهزات الآن لخوض المعركة ، سأعطيكن التفاصيل ..

فجأة تم تشغيل شاشة عرض كبيرة كانت مثبتة بجوار الميكروفون في الممر، وقال الرجل :

– ستشاهدن قوانين لعبتنا الآن .. وسأخبركن بمكان المباراة ..

وفجأة ظهرت كل كلمة يقولها على شاشة العرض بطريقة مفصلة ، وتابع قائلاً :

– سيكون القصر الذي دخلتن فيه هو مكان المباراة !! هل تذكرنه ؟؟ هناك مليار دولار مثبتة في دائرة زجاجية في سقف القصر ، هذه القاعة الزجاجية لن يتم فتحها إلا بجمع عدد عينات دم منكن أنتن الستة ووضعها في جهاز التحليل المثبت في الدائرة الزجاجية التي بها النقود ، وعندها ستفتح الدائرة و تأخذ الفائزة النقود كلها ، ولكن تذكرن هذه الدائرة مخفية الآن ولن تظهر إلا لسعيدة الحظ التي ستفوز بالمعركة .. ويتابع قائلاً :

– طبعاً لن تفوز إحداكن بواسطة يديها ، وفجأة يظهر داخل شاشة العرض مكان كبير ممتلئ بأسلحة مثبتة في كل مكان على الحيطان ، رشاشات ، بنادق ، خناجر ، و أيضاً مقاليع أظافر ومناشير كهربائية !!! و لا ننسي الأربي جي الكبير الذي يوجد في منتصف هذه الأسلحة ، كل هذه المناظر جعلت النسوة يدركن أنهن في مباراة دموية فيما بينهم ، وأنهن في هذا المكان ليس لشيء ، وإنما لامتاع رجل سادي مختل يستمتع برؤية النساء و هن يقطعن بعضهن ببطء .. تابع الرجل كلامه قائلاً :

تم الآن بعثرة أسلحة كثيرة جداً في جميع أروقة القصر لتستخدمنها في القتال وستنقسم الأسلحة كالأتي :

wepons demon killer 1
أسلحة مستوى أول :

1 – مقلاع أظافر سويدي

2 – خنجر أمريكي من نوع كولمبيا

3 – سكين مطبخ مسن بشكل جيد .

4 – سيف من نوع الkatana!!

هو سيف يستخدم من قبل محاربي الساموراي والنينجا …

wepons demon killer2
أسلحة مستوى ثاني :

1 – رشاش ألماني من نوع mp5

2 – رشاش بلجيكي من نوع p90

3 – رشاش أمريكي من نوع m60 ومثبت به قاذفة قنابل

4- قنابل يدوية متفجرة

5 – R B G

وكل هذه الأسلحة التي عرضناها أمامكن ستكون في متناول أيديكن في مكان المباراة ، وفجأة أطلق ضحكة تهكمية شريرة وختم حديثه .

فجأة صرخت النسوة في وجوه بعضهن وظهر أنهن متحفزات بشكل كبير للمباراة ، فقد سيطر عليهن سحر أسود غريب ، وعلى ما يبدو أنهن تعرضن لغسيل مخ غير تصرفاتهن على نحو غريب ، ماعدا هاربون التي أخذت تصرخ فيهن وتقول :

– توقفن لا تفعلن ذلك .. ماذا حدث لكن ؟؟ تبا .. ماذا فعلت بهن أيها المختل الحقير؟!!

أجابها الرجل المتحدث ضاحكاً بسخرية قائلاً :

– لا وقت للكلام ، ستبدأ المعركة الآن ، و عليك الدفاع عن نفسك يا هاربون ، هؤلاء النسوة لم يعدن صديقاتك منذ الآن ، فهن لا يعرفن ماذا يفعلن حتى ، ثم يطلق ضحكة مدوية تهز المكان بعنف ويختم حديثه .

و فجأة يقوم مرفاع حديدي تدلى من فوق برفع الزنزانات للأعلى ، أي إلى ساحة المعركة ( القصر ) :

تجد النسوة الستة أنفسهم في أماكن متفرقة في القصر وهن مازلن بداخل الزنزانة المتحركة التي رفعت ، كانت زنزانة السيدة العجوز وآنا مونتيري الفتاة المشردة بالقرب من بعضها في الحديقة الخاصة بالقصر ، وبجوارهن كان المظهر بشعاً للغاية ، حيث تناثرت أسلحة بمختلف الأشكال والألوان والأحجام ، وكان هناك الكثير من الحقن الطبية التي انتهت صلاحيتها مرمية على الأرض !! .

بينما استقرت باقي النسوة بداخل القصر في أماكن متفرقة ، و كان القصر بالداخل أشبه بالثكنة العسكرية ، حيث كان أيضاً مليء بالأسلحة ومقاليع الأظافر المتناثرة في كل مكان !! .

وهنا صرخ المتحدث بصوت مسموع في جميع أرجاء القصروقال :

– فلنبدأ الآن .. كل واحدة فيكن تبتعد عن الأخرى وتسلح نفسها جيداً ، ولمعلوماتكن تترك هذه الأسلحة ندبات وجروح خطيرة جداً في أجسادكن وتعبث بها ، ويتابع ساخراً فلتكن حريصات على سلامة بعضكن ، و اقتلوا بعضكن ببطء .
فجأة سقطت الأقفال من على الأقفاص التي كان بداخلها النسوة الستة بشكل تلقائي ،وانطلقن في المكان حفاة يبحثن عن أي سلاح للإجهاز على بعضهن ..

وقبل أن تقوم الفتاة الشقراء آنا بالتقاط رشاش يدوي من على الأرض ، قفزت عليها العجوز بشكل غريب وقامت بقضم أذنها!! و بعد ذلك تمالكت الفتاة نفسها ولكمت العجوز عدة لكمات متفرقة ، وأخذتا تتصارعان بمنتهى القسوة والعنف وكانت السماء تمطر بشدة ، وخلف الكواليس جلس المتحدث صاحب الميكرفون يأكل الفيشار هو وخادميه وأخذ يضحك بشكل هيستيري يثير الرعب في النفس !! و كان يشاهد كل شيء بواسطة الكاميرات المثبتة في كل مكان ، وكأنه يشاهد مباراة كرة قدم !! .

قامت الفتاة المشردة بالتقاط رشاش وقامت باطلاق بعض الطلقات على العجوز ، و لكن الأخيرة احتمت في جدار صد معظم رصاصات الفتاة ، أمسكت العجوز هي الأخرى بمسدس ، وقامتا بتبادل اطلاق النيران بكل وحشية وقسوة .

وفي مشهد أخر .. كانت هاربون تقف بمنتهى الهدوء أمام السيدة القبيحة هاون مون دي ، هاربون الوحيدة التي كانت غير مغيبة مثلهن ، بينما تصرفت البقية كالوحوش الثائرة التي لا تعرف الرحمة .

قالت مون دي بصوت ساخر وهى تمسك بمقلاع أظافر :

– تظنين أنك ستهربين ها ؟! سأقتلع عيناك أيتها الجميلة .

ردت عليها هاربون وقالت :

– ماذا ستفعلين ؟! اسمعي أنتم هنا وسيلة لتسلية رجل سادي مختل لا أكثر ، إنه يتحكم فيكن بواسطة شيء ما لا أعرفه بعد .

قالت لها مون دي بعصبية :

– اخرسي أيتها العاهرة الغبية …

وبعدها قامت بالهجوم عليها محاولة قطع أصابعها بهذا المقلاع ، ولكن هاربون قامت بضربها بواسطة عصا بيسبول كانت بجانبها ، فهي لم تجد مفراً غير الدفاع عن نفسها ، قامت الاثنان بالتدحرج وتبادلتا الضربات ، وكانت مون دي الأكثر شراسة ، بينما كانت الفتاة المشردة آنا والسيدة العجوز تشتبكان في الحديقة ، وكانت السيدة الساقطة منجلي باث تشبتك مع الفلاحة ماليسيا ان دون بشكل وحشي ، قامت السيدة الفلاحة بالدفاع عن نفسها ببسالة ، ولكن بدون أي انذار قامت منجلي باث بالإمساك ببندقية خرطوش عنيفة ، وقامت بإرداء الفلاحة المسكينة قتيلة وقد خرج منها قلبها وسقط على الأرض من شدة الضربة ، وخرج دم كثير لطخ الحيطان كلها ، وأيضاً وجهه منجلي الذي عندما تناثر الدم على وجهها أخذت تضحك بشكل هيستيري غريب .

وأخذت هاربون ومون دي تتصارعان هما أيضاً ، قامت مون دي بجرح هاربون في فخذها بواسطة سكين كان ملقى على الأرض ، لم تجد هاربون أي مخرج سوى أن تدافع عن نفسها حتى الموت ، ثم ابتعدت عنها مون دي وأمسكت بقنبلة يدوية وألقتها علي هاربون !! ، ولكن هاربون زحفت بعيداً لتفجرالقنبلة اليدوية الكثير من الأسلحة المتناثرة على الأرض وتطوحها في الهواء .

قامت هاربون بالإمساك برشاش ، وأخذت مون دي تقترب من هاربون بمقلاع الأظافر ولم تلاحظ الرشاش الذي في يدها ، ثم في لحظة مباغتة .. قامت هاربون بافراغ طلقات الرشاش كلها في جسد المرأة القبيحة مون دي لترديها قتيلة على الفور ، و بعدها زحفت بالقرب من جثتها وأخذت تبكي وهي تحاول أن تداوي جراحها .

وفي الحديقة وبعد أن نفدت الذخيرة من السيدة هانا دون وآنا مونتيري قفزتا على بعضهما وتشابكتا بالأيدي و تبادلتا اللكمات العنيفة ، وتضرج أنفيهما بالدماء بشكل سادي وبشع ، وبعد صراع طويل قامت السيدة العجوز بخبط رأس الفتاة المشردة على الأرض ، وحين همت العجوز بالبحث عن شىء تجهز به عليها ، قامت الفتاة بسرعة وانهالت على رأسها بالضرب بواسطة مجراف يستخدم للحفر في الحدائق ، وجلست تضربها وتضربها حتي تحول رأس العجوز إلى كرة دماء ، وتشنجت جميع أعضاء جسمها ، وجلست بجانبها آنا وبيدها مسدس به عدة طلقات ، وكان وجهها مليء بالدماء جراء المعركة .

وبعد أن أجهزت منجلي باث على السيدة الفلاحة ماليسيا ان دون ، نزلت للحديقة لتجهز على الفتاة الشقراء أيضاً ، ولكن فجأة قامت الفتاة الشقراء باطلاق النار بشكل عشوائي على منجلي ، ولكنها تفادت هذه الطلقات ووجهت طلقة نافذة لصدر الفتاة المشردة ، لكن الفتاة المشردة ردت لها الاعتداء بواسطة مسدسها وأطلقت طلقة استقرت في رأس المرأة الساقطة وسقطت الاثنان مضرجتين بدمائهما على الفور .

وفي مشهد درامي كالأفلام السينمائية خرجت هاربون وهى تشاهد جثث وأشلاء الخمسة نساء اللواتي قتلن بعضهن بشكل بشع ، وكانت وحيدة في المكان بعد موت الجميع ، وكان تمشي بين الجثث بشكل عادي وهى تتساءل .. لماذا كل هذا ؟! وكان بيدها مسدس فارغ ، وجلست تبكي بجوار جثة الفتاة الشقراء آنا مونتيري ، ويبدو أن المطر قد أغرقها وأغرق شعرها الذي انسدل على وجهها بشكل درامي بحت .

وفجأة صرخ الرجل المتحدث وقال لها ضاحكاً :

– مبروك ياهاربون ، لقد فزت بالمباراة ، أنا سعيد حقاً ، ولكن قبل أن اظهر لك الدائرة الزجاجية أريد الكلام معك شخصياً ، تعالي أنا داخل القصر ، اتركي الحديقة وتعالي إلي لتري شكلي الحقيقي ولتعرفي من هو جونثن دو .

هرولت المرأة باتجاه القصر ودخلت ، وفجأة وجدت كرسي وهناك رجل يجلس عليه ويعطيها ظهره ، وبجواره قبع الخدم الخاصين به ، وعلى ما يبدو أنه شيطان خارج من أعماق الجحيم ، وقال لها بلطف :

– اقتربي لا تخافي …

اقتربت هاربون منه وقالت له :

– لماذا فعلت ذلك .. ماذنبهن ؟ لماذا جعلتهن يقتلن بعضهن بهذه البشاعة من أجل النقود ؟! هن مشردات و قدمن طمعاً في كرمك ، أهذا هو جزأءهن؟؟

قال لها الرجل ضاحكاً :

– هذا هو الوضع هنا دائما يا عزيزتي .. اقتل لتعيش أو عش لتقتل ، دائماً كنت أكره جنس البشر وصنف النساء بالتحديد ، أنا شخص خالد وسأقتلكم جميعاً .

قاطعته قائلة :

– أنت وحش ؟!

– وحش ؟! هل تظنين أنني فعلاً وحش ؟! ، لا ياعزيزتي لست كذلك ، بالنسبة لطائر الكناري فإن الوحش هو القط ، وهو بالنسبة لصنف البشر حيوان وديع ومسالم للغاية ، أنا اعتدت دائماً أن أكون القط بالنسبة لكم وبينكم ، وسأكون كذلك دائماً ، والآن سأشرح لكي كيف قتلت هؤلاء النسوة بعضهن بهذه الطريقة ، وكيف لنسوة مثل هؤلاء أن يستخدمن الأسلحة مثلهن مثل الجنود المحترفين .

صمت قليلا ثم تابع حديثه قائلاً :

هناك شريحة كانت مثبتة في مؤخرة رأس كل امرأة منكن ، وأنا لم أضع هذه الشريحة لك .. لكي أستمتع برؤيتك وأنت خائفة من زميلاتك ، هذه الشريحة تتحكم في جميع المراكز الحسية بالجسم وتزيد من افراز هرمون الأدرينالين لديكم !! ، وأيضاً هى تجعل أي شخص يشعر بالسادية والجنون ، وتتحكم في مراكز العقل لديه ، وتجعله شخصاً أخر مغايراً لواقعه تماماً .

أخذت هاربون تتابع حديث الرجل وهي مندهشة للغاية من حديثه هذا …

وتابع كلامه قائلاً بجدية :

– ولكن انتهي دورك هنا ، وانتهت اللعبة بأكملها ، سيحصل الشيطان الليلة على ضحيته الأربعون .

وفجأة استدار لها الرجل بالكرسي وأراها وجهه ، وعندما نظرت هاربون لوجه الرجل اتسعت حدقة عينيها بشكل مرعب وكأنها ترى وحشا وليس بشرياً من لحم ودم !!! ، وقبل أن تنطق بكلمة .. أخرج الرجل من وشاحه فأس صغير ، وضربها ضربة أطاحت برأسها بعيداً عن جسدها !!! .

ثم قال وهو ينظر لخادميه :

اجمعوا جثثهن جميعاً ولنأخذهن ولنذهب من حيث أتينا

ظهرت بعض التقارير من الشرطة بعد ابلاغ العائلات عن اختفاء النسوة أثناء ذهابهن لاستلام الجائزة ، أوضحت التقارير أشياء غريبة للغاية !! ، وقال بعضها أن جونثن دو شيطان يخرج من الجحيم في كل ليلة كريسماس ويقتل هو ومعاونيه الكثير من النساء بطرق مختلفة وبألاعيب متفرقة ، وقال بعضهم أنه شبح رجل متجسد وكان يعاني قبل موته من عقدة نفسية تتعلق بالنساء ، لهذا لعنته حلت على المدينة .. وسيظهر كل سنة ليقتل المزيد .

بعد البحث في شركة جونثن دو لم يتم العثور على أى أحد ولا حتى جونثن ، كان أغلب الموظفين منومين بواسطة شريحة غريبة مركبة وراء رأسهم تتحكم فيهم بشكل غريب للغاية ، وكانت هي نفس الطريقة التي حولت النساء لوحوش كاسرة لا تعرف الرحمة ، وكان الموظفين فاقدين للذاكرة ولا يتذكرون حتى من هم !!

قصور جونثن دو ظلت مغلقة حتى الآن ولم يعرف من هو مالكها بعد، ونزلت عناوين في الصحف تحت عنوان اختفاء 40 امرأة في ظروف غامضة ، وأيضاً كان أحد هذه العناوين يقول ” أين اختفى جونثن دو وتبخر مع الفائزين في مسابقته ” ، كانت هؤلاء النسوة المسكينات وسيلة لتسلية شيطان سادي خرج من أعماق الجحيم ، هل سيتواصل تكرار الكريسماس الأحمر كل سنة وبأشكال مختلفة ، أم أن جونثن دو رحل للأبد ؟!

تاريخ النشر : 2016-12-25

توتو

مصر
guest
44 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى