تجارب ومواقف غريبة

قصص واقعية من أرض فلسطين 8

بقلم : المعتصم بالله – فلسطين

يقولون أن المنزل تسكنه الجن والعفاريت

السلام عليكم و رحمة الله إخواني الأعزاء رواد موقع كابوس ، ها أنا أطل عليكم بقصة جديدة حصلت عليها بعد عودتي من المغامرة الشيقة والمرعبة التي خضناها في سبيل سبر غور الأمور الماورائية والتعرف على المجهول و وضعكم في إطار من الرعب والتشويق لا أريد الإطالة عليكم فتعالوا معي لنتعرف على أحداث هذه القصة الغريبة ، فإلى التفاصيل .. 

زمن حدوث القصة ثمانينات القرن الماضي أثناء اندلاع انتفاضة الحجارة ، المكان جرت الأحداث في وادٍ مخيف يقع جنوب شرق مدينة القدس مع رجل يدعى أبو سالم وعائلته ، وهو رجل يعمل في البناء وتجارة الاغنام .
ذات يوم جلس ابو سالم مع أصدقائه على القهوة يتبادلون أطراف الحديث عن الأحداث والأمور التي تعصف في البلاد فقال أحد الأصحاب لأبي سالم كيف هي تجارتك يا أبا سالم إن شاء الله لم تتأثر بما يجري هذه الأيام من أحداث وصعاب ؟
فقال أبو سالم : الحمد لله بخير ولكن كما تعلمون أصبح بفضل الله عندي أغنام كثيرة وأصبحت الحظائر عندي لا تتسع لها لذلك لي مدة من الزمن أبحث عن مكان آخر أشتريه لأجعله حظيرة إضافية للأغنام ، فقال له أحدهم ، لقد وصلت لمبتغاك ، هناك رجل يريد بيع بيته وبثمن قليل والأهم من ذلك أنه بجانب البيت تقع مغارة كبيرة تستطيع أن تجعل منها حظيره لأغنامك .

سُرَّ ابو سالم وقال هيا دلّني أين ؟ وهمَّ بالنهوض فقال له أحد أصحابه لا تتعجل يا ابو سالم اجلس أريد أن أقول لك شيئاً ، فقال أبو سالم ما الأمر أهناك شيء ليس على ما يرام ؟ فقال له صاحبه ويدعى أبو فادي ألم تسأل نفسك يا أبو سالم عن سبب سعر البيت الرخيص مع أنه بيت كبير كلّف صاحبه أموال كثيرة لبنائه ؟ فقال أبو سالم صحيح كلامك لماذا يا أبا علي يريد صاحب المنزل بيعه بسعر زهيد ؟ 

فقال أبو علي و هو يضحك : يقولون أن المنزل تسكنه الجن والعفاريت ، أتصدق هذا الهراء يا ابا سالم ؟ فقال له أبو فادي اتقي الله يا رجل وأخبر أبو سالم ما الذي حدث لصاحب الجرافه عندما هم بجرف المغاره ، فقال أبو سالم تكلم يا ابو علي فقال ابو علي :

يقال أن صاحب الجرافة حينما أراد هدم المغارة رأى شيئاً غريباً يقف على بابها ، ثم قام بالهجوم عليه فسبب له شلل في جسمه وفقد الرجل السيطرة على الجرافة فهوت في الوادي ولقي الرجل حتفه ، فقال أبو سالم يا إلهي ومتى حدث ذلك ؟ قال ابو علي قبل بضعة أشهر ، ولكن أثناء فحص الجثة تبين أنه مات على إثر جلطة قلبية ولا دخل للجن بما حدث ، ولكن أبو فادي يملك خيالاً واسعاً فلا تلتفت لكلامه وهلمَّ معي لمقابلة الرجل و شراء المنزل فلا تضيع على نفسك الفرصة .

المهم ذهب الرجلان لصاحب المنزل وقام أبو سالم بشرائه ثم أحضر زوجته وولديه وبعضٍ من أغنامه وسكنوا في المنزل ، وقام بوضع الأغنام في المغارة بعد أن صنع لها باباً حديدياً وتمت الأمور على ما يرام ..
–  أبي 
– ماذا يا سالم ؟
– البيت يبدو لي جميل ولكنه في نفس الوقت مخيف كما أنه بعيد عن الناس ويقع في وادٍ بعيد ومنعزل والله أني لأخشى المبيت فيه يا أبي 
– هاه ! اطرد هذه الأفكار الغريبة من رأسك واذهب لإطعام الأغنام ، هيا فلتفعل شيئاً مفيداً هيا اذهب .

**

سيارة جيب عسكرية اسرائيلية تقوم بدورية في الوادي وتسير بسرعة بطيئة و مشعلة جميع الكشافات ، الجنود في حالة ارتباك ما هذا المكان المرعب ..
– لماذا يأمروننا بعمل دوريات في هذا المكان المنعزل يستحيل تواجد أحد هنا 
– نحن تحت الأمر يا صديقي والوضع يزداد تعقيداً وخطورة فكونوا دائماً في حالة تأهب .
– ما هذا انظروا أهذه أضواء منزل أمامنا ؟ 
– نعم إنها أضواء منزل ، عجيب !! من المجنون الذي يسكن في هذا المكان ؟

أكملت السيارة العسكرية مسيرها وبدأت شيئاً فشيئاً تقترب من منزل أبو سالم ، وفجأة شيء يخرج من بين الأشجار ويهبط على مقدمة الجيب العسكري ثم يقفز بسرعة رهيبة مكملاً مسيرته باتجاه بيت أبو سالم ، ذهل الجنود مما شاهدوه واصابتهم الصدمة فقال بعضهم لبعض ما هذا الشيء أرأيتم سرعته وكيف يقفز ..
–  هل هو إنسان ؟ لقد اتجه إلى ذلك المنزل فلتجهزوا أنفسكم وأسلحتكم و لنتجه إلى ذلك المنزل لتحري الأمر .. هيا

**

– أبو سالم : هل أطعمتم الأغنام جيداً ؟
– نعم يا أبي
–  وهل تأكدتم من إغلاق الباب ؟
– أجل يا أبي لا تقلق 
– أحسنتم ، هيا تجهزوا للنوم فغداً يوم عمل طويل ..

طرقات على الباب ..

– يا إلهي من هذا الذي يطرق علينا في هذا الوقت المتأخر من الليل ؟!

شعر الجميع بالقلق البالغ 

– من هناك ؟
– افتح الباب هيا 
– من أنتم ؟ نحن جنود القوات الاسرائيلية
– وماذا تريدون ؟ أولادي لم يفعلوا سيئاً
– لا تقلق نحن هنا ليس لاعتقال أولادك ، نريد أن نتاكد من شيءٍ ما 

فتح أبو سالم الباب وإذا بالجنود أمامه ، فقال لهم خيراً إن شاء الله ما الذي جاء بكم ؟ فقال له الضابط المسؤول هل رأيت أحد يمر من جانب منزلك ؟ فقال أبو سالم متى ؟ فقال الضابط الآن ، فقال له أبو سالم لا ، فقال له الضابط نريد تفتيش منزلك والمغارة أيضاً للتأكد فقط ، فقال حسناً فتشوا

انتشر الجنود في المنزل يفتشونه وذهب جزء منهم إلى المغارة إلا جندي واحد بقي صامتاً وينظر في المكان بريبة ، فقال له أبو سالم في فمك كلام ما الذي حدث معكم ؟ يبدو عليك الارتباك الشديد فقال له الجندي صدقت ، لقد حدث فعلاً أمر غريب و سأقص عليك ما جرى معنا ..فلما أنهى الجندي كلامه دهش أبو سالم وقال لا أعلم أحد يأتي إلى هذه المنطقة وخصوصاً في الليل ، ولكن كيف تمكن من الفرار منكم ؟ فقال الجندي ببساطة لأنه ليس ببشري ، يبدو أنه جني ، لا تستغرب فأنا من أصول يمنية وأعرف هذه الأمور جيداً ، فلو رأيته كيف يقفز من فوق الصخور و بسرعة هائلة لصدّقت كلامي ، ويبدو أن يسكن في بيتك لأننا رأيناه يتجه لبيتك و ربما هو معنا الآن .. أنت يا عزيزي في خطر شديد ولو كنت مكانك لغادرت هذا المنزل فوراً .

بعدها أنهى الجنود عملية التفتيش و انصرفوا تاركين أبو سالم في حيرة من أمره ، فجاءت زوجته وقالت له ما الذي أتى بهؤلاء إلى هنا ؟ فقال أبو سالم لا شيء مجرد تفتيش اعتيادي انسي الأمر ولنذهب للنوم .

وفي الصباح التالي أخذ أبو سالم بعض الغنام ليبيعها هو واحدى أولاده ، فجلس ابنه الأصغر يقرأ بعض الكتب لإمضاء الوقت وأثناء ذلك سمع الشاب همهمة قادمة من نافذة الغرفة ، وحين نظر ناحيتها أرعبه ما رأى ، فقد شاهد يد بشرية موضوعة على النافذة و مكسيه بالشعر ، أصيب الشاب برعب شديد ثم بدأت هذه اليد تتراخى و تخرج بالتدريج خارج النافذة حتى اختفت ، فقام الشاب بسرعة وخرج إلى خارج المنزل ليرى صاحب اليد ولكنه تفاجأ بعدم وجود أحد .

سرت في جسم الشاب قشعريرة وأصيب بحالة ذهول ، وعندما عاد أبوه للمنزل لاحظ حالة ابنه فقال له ما بك ، فقص عليه ولده ما حدث فبدأ القلق على وجه الأب وقال لابنه لا عليك يا ولدي مجرد وهم لا يوجد شيء مخيف ، فقط سمي بالله ولا تقلق .

حل الليل وتجهز الجميع للنوم وفجأة سمعوا صرخة مرعبة قادمة من مغارة الأغنام فأسرع أبو سالم و ولديه إلى المغارة لمعرفة ما الذي حدث ففوجئوا بباب المغارة مفتوح وكان خارجها يقف كبش أبو سالم ، فجن جنون أبو سالم وقال لأولاده لمَ لم تغلقوا باب المغارة ؟ فقال أولاده نقسم لك يا أبي أننا أغلقناها بالمفتاح وتأكدنا من ذلك ، وفي هذه الأثناء فر الكبش نحو الوادي فقال ابو سالم يا للمصيبة لقد فر الكبش وإن لم ألحق به ستأكله الوحوش ، أنتم أقفلوا باب المغارة وأنا سأذهب خلف الكبش للبحث عنه .

و انطلق أبو سالم للبحث عن الكبش في الوادي وبعد ساعة من الزمن عاد بخفي حنين ، فقال له أولاده ألم تعثر على الكبش يا أبي ؟ فقال لا ، كأنه ملح وذاب ، يعوضنا الله فلندخل إلى المغارة لنتفقد الأغنام ، أخشى أن يكون هناك أغنام أخرى قد فرت .
دخل الجميع إلى المغارة وبدؤوا بتفقد الأغنام وفجأة وإذا بكبش الأغنام يتواجد بينها ويغط في نوم عميق ، فقال أبو سالم هل ترون ما أرى ؟ فقال الأولاد بدهشة الكبش هنا ! فقال أبو سالم إذا الكبش هنا فالكبش الآخر الذي لحقت به ماذا يكون ؟ أصيب الرجال بالذهول وقاموا بالخروج من المغارة ، وحين أقفلوا الباب وهموا بالدخول إلى المنزل سمعوا ضحكة مخيفة و مرعبة قادمة من الوادي المعتم فأصيب الجميع بالجزع الشديد وهرعوا للمنزل وأقفلوا على أنفسهم الباب .

استغربت أم سالم حينما دخلوا عليها المنزل بهذا الشكل ووجوههم عليها آثار الرعب وقالت ما الذي جرى لكم أخبروني .. 
أخبروها بما حدث فأصيبت بالخوف الشديد وقالت الآن سوف نغادر المنزل ، إنه مسكون بالجن ، فقال زوجها هل جننتِ ؟ تريديننا أن نغادر الآن في هذا الوقت المتأخر ؟ سوف تأكلنا الوحوش ، فقالت أن تأكلنا الوحوش أحب علي من بيت مسكون ، فقال ابو سالم لن نغادر المنزل وهذا أمر قطعي ، فهيا جميعا للنوم ولندع هذا الآمر الآن ، ذهب الجميع للنوم مرغمين وبسبب التعب الشديد استسلموا للنوم ..

وتمر الساعات وأثناء ذلك يشعر أبو سالم فجأة بالبرد الشديد وقال يا أم سالم غطيني فأنا أشعر بالبرد ، فلم يسمع استجابة وهنا يقرر أبو سالم فتح عينيه وإذا به يرى ظلاماً وأشجاراً ، نهض أبو سالم بسرعة وفك عينيه وإذا به يجد نفسه في وسط الوادي وبيته يقع على مسافة حوالي مائة متر عنه فأصابت الرجل صدمة شديدة خاصةً بعد رؤيته عيون حمراء تترصد به بين الأشجار ، فأطلق ساقيه للريح وخرج من الوادي وهو يسمع أصوات ولهاث مرعب تلاحقه ووصل إلى المنزل فوجد الباب مغلاقاً فطرق عليه طرقات شديدة كادت أن تخلعه ..

وبعد لحظات فتح الباب فدخل أبو سالم إلى البيت مرعوباً وأنفاسه تكاد تتوقف من الخوف ، فقالت له زوجته أين كنت ؟ فقال أبو سالم ماء أسقوني ماء ، وبعد أن شرب و استجمع أنفاسه قص عليهم ما حدث معه ، فاستغرب الجميع من ذلك خاصة وأن باب المنزل مغلقاً فكيف حدث هذا ؟ فقالت له زوجته ألم أقل لك أن المنزل مسكون وأنك سوف تهلكنا بعنادك حسناً حسناً أنت على حق سأخرج غداً للبحث عن تاجر نبيع له الأغنام ولنخرج من هنا .

وفي صباح اليوم التالي خرج أبو سالم وتوجه نحو السوق لبيع الأغنام وقد وفق بإيجاد التاجر وقال له سوف أحضر لشراء الأغنام بعد يومين ، وبعدها وأثناء تجوال أبو سالم في السوق لقيه ابن أخت زوجته أحمد وبعد أن رحب به قال له أحمد سمعت أنك تسكن في بيت قد اشتريته مؤخراً وأريد أن آتي معك لرؤية بيت خالتي ، فقال له أبو سالم على الرحب والسعة ولكن أخشى أن يصيبك مكروه ، فقال له أحمد لماذا ؟ فقال أبو سالم لا عليك تعال معي لرؤية بيت خالتك .

وفي المساء عاد أبو سالم إلى المنزل برفقته أحمد فلما شاهدته زوجته رحبت به وقالت لزوجها لما أحضرته معك فقال هو أصر على المجيء ماذا أفعل له ، فقال أحمد يا خالتي إني جائع أين الطعام فقالت له سوف أجهزه لك الآن فقال لها حسناً سوف أخرج لشرب سيجارة ريثما تجهزي الطعام ، فخرج أحمد وجلس على الدرج وكان الليل قد حل وأثناء تدخينه للسيجارة وهو سارح بأفكاره نظر لخياله على الحائط و استغرب من شدة وضوحه ثم فجأة و إذا بالخيال يحك رأسه ثم يعود لوضعه الطبيعي ، صدم أحمد مما رأى ونظر إلى السيجارة وقال يبدو أن أحد قد وضع لي مخدراً حتى بت أتوهم ثم فجأة فتحت بوابة المنزل ودخلت منه امرأة غريبة تمشي ببطء شديد فاستغرب أحمد منها وقال أهلاً بك يا أختاه هل أنت من صديقات خالتي ؟ فلم تتكلم المرأة بشيء ثم وقفت أمامه مباشرةً وفجأة وإذا بوجه المرأة يبدأ بالتغير وأخدت ملامحه تختفي بالتدريج حتى أصبح بدون ملامح كالكف ، وبدأت قامتها بالاستطالة حتى زادت بشكل كبير ، هنا أصيب أحمد بالفزع وصعد الدرج بشكل هستيري ودخل المنزل وقد فقد النطق على الكلام ثم أغمي عليه .

وبعد مدة سألوه ماذا حدث ، فقال أريد أن أخرج من المنزل ، وقص عليهم ما حدث فقال له أبو سالم اهدأ سوف نذهب في الصباح ، يبدو أن التدخين قد أضر بعقلك إنك تتوهم يا بني ، بت الليله هنا وفي الصباح يفرجها الله .

و في صباح اليوم التالي خرج أبو سالم مع أحمد إلى البلدة وقام بشراء بعض الأغراض ثم عاد للمنزل وهنا أتى تاجر الأغنام فحمد أبو سالم الله وقام ببيع الأغنام للتاجر وقال لزوجته وأولاده سنغادر غداً صباحاً هيا ، فلنجهز عفش البيت ، سر الجميع لهذا الخبر وعلى الفور بدؤوا بالتجهيز للرحيل ، وفي المساء اجتمع أفراد العائلة لتوضيب الأغراض ولم يناموا ليلتها ، وقبل الفجر بقليل وأثناء إخراج العائلة لعفش المنزل سمعوا جميعا صوتاً غريباً يخرج من غرفة النوم ، ثم لاحظوا شيئاً كالكتلة يتحرك في الظلام ، ثم انتصب هذا الشيء واقفاً وقد تبين ماهيته و إذا هو عبارة عن كلب برأس فتاة ، وبدأ هذا الشيء يتقد نحوهم شيئاً فشيئاً .

صعق أبو سالم وعائلته وتركوا ما بأيديهم وفروا خارج المنزل تاركين خلفهم كل شيء ، وحين نظروا خلفهم لاحظوا أضواء المنزل وأبوابه ونوافذه تغلق وتفتح لوحدها وأصوات تكسير ، ثم جاءت صرخة عظيمة من داخل المنزل كادت أن تصعقهم ، ثم هدأ كل شيء و غرق المنزل في ظلام دامس .

ويحلف لي بعض الأصدقاء ان المنزل ما زالت تسمع منه أصوات صراخ مرعب وعواء يشبه عواء الذئاب ، وإني يا أصدقاء أعرف مكان هذا المنزل ولكني لست غبياً بأن أغامر بالذهاب إليه ، فقصته مشهورة بين الناس ولا يجرؤ أحد على الاقتراب منه .
وهنا تنتهي القصة أعزائي القراء و آسف للإطالة ، والقصة القادمة نعود فيها للمعتقلات ، فماذا حدث هناك ؟ تلك قصة أخرى و السلام عليكم .
 

تاريخ النشر : 2018-03-26

guest
65 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى