ما سر هذا النهر ؟

 على أطراف البلدة التي كنت أعيش فيها بوطني يوحد نهر بمجرد النظر اليه تخاله وكأنه حية تلتوي ، من الأعلى تراه واسع جداً ليضيق تدريجياً حتى يصبح عرضه حوالي المتر ، يتعرج يميناً ويسراً بشكل إذا مشيت فيه كأنك تمشي بين جبال صغيرة.

هذا النهر بحكم أنه بعيد قليلاً عن القرية فكان مقصداً للشباب الذين يذهبون إليه لغرض الصيد أو اللهو، كثيراً ما كنا نسمع من أفواه الشباب عن رؤيتهم فتاة جميلة ذات شعر أسود تستحم بالنهر عند الغروب وعند رؤيتها يولون هاربين لعلمهم أنها جنية ، ولكن الغريب في هذا الأمر أنه كل فترة كانوا أهل قريتي يعثرون على جثث شباب قد ماتوا وأكثرهم ببندقية صيدهم ويكون السبب في غاية التفاهة

فمثلاً الأول باب سيرته مفتوح والبندقية عالقة بمقبض الباب مما أدى إلى خروج الطلق الناري واستقراره برقبته ، الشاب الثاني وُجد في نفس المكان وأيضاً الطلق الناري برأسه يُخيل أنه انتحر ، و الشاب الثالث هذه المرة على الضفة المقابلة ، ولكن وبحسب الطبيب الشرعي مات بسكتة قلبية ، هذه الحوادث حدثت بظرف أسبوع ولم يجد أحد تفسيراً لهذا ، ولكن كبار السن أنداك قالوا : أنها من أعمال الجن.

هذه الحوادث كلها حدثت وأنا رأيت كل جثث القتلى  ومن بعدها ما عدنا نرى جثث لأحد ، هذه القصة أعرفها وعايشتها وأحببت أن أشارككم بها ، أتمنى أن تنال أعجابكم.