أدب الرعب والعام

سمارثي

بقلم : ندى – مصر

سمارثي
قرأت أنه هناك نوع من الحيتان الأسطورية التى تغوي السائرين بمفردهم

البحر. من منا لا يعشقه  بأمواجه و جماله الخلاب؟!
 لكن حين يكون من الخطر أن تقترب منه، عندها تبدأ بالخوف منه لكنه يظل بعينيك جميلاً !

يقف شاب على شاطئ البحر شارداً ليسمع من يناديه فجأة ، يلتفت حوله لكن لا وجود لأحد فينظر للبحر ليجد من يقف على سطح البحر منادياً له
فيسأله : سيدتي هل أنت بخير؟.
السيدة : أحتاجك يا علي؟.
ينظر لها بتوجس لكنه ينصاع لها و يذهب، حين بدأ يقترب بدأت هي بالغوص فيسرع لينقذها لكن.. صعدت سمكة عملاقة فاتحة فمها لتأخذه و يختفي !

——————-

الضابط : كيف بحق الجحيم، يسبح شاب بضعة أمتار ثم يختفي ؟.
الشاهد : أقسم لك هذا هو ما حدث، لقد كان يقف بهدوء ثم رأيته يتلفت حوله ثم ذهب الى الماء و سبح قليلاً ثم رأيت سمكة عملاقة ثم أختفى .
الضابط بسخرية : حقاً! سمكة عملاقة مثل الحوت .
الشاهد : بل أكبر!.
الضابط : ذلك الشاب كان في الغرفة المجاورة لغرفتك أليس كذلك ؟.
الشاهد : نعم.
الضابط : ولِمَ كنت تراقبه ؟.
الشاهد : لم أكن أراقبه بل أتنشق النسيم قليلاً و لمحته.
الضابط : حسناً أذهب .

خرج الرجل و دخل العسكري.. 
الضابط : أحضر لي أخيه.
أدى العسكري التحية ثم خرج و أدخل شاباً يبدو كرجل أعمال.. 
الضابط : تفضل يا أستاذ خالد، أخبرني لما خرج أخيك تلك الليلة ؟.
خالد : كان يشعر بالضيق.
الضابط : هل كان يفكر فى الإنتحار من قبل؟.
خالد : لا.
الضابط : ليس لديه أقارب سواك، كأخ تبني صحيح؟.
خالد بضيق : نعم .
الضابط : حسناً شكراً حالياً، لكن ستأتي ثانية .
خالد : بالطبع.

ذهب خالد الى الفندق حيث كان هو و أخيه و جلس يبكي، لا يصدق أن أخاه قد مات، و لم يعثروا على جثة له، حتى طُرق الباب، مسح دموعه سريعاً و فتح الباب ليجد فتاة أمامه تدخل مسرعاً.
الفتاة : أخبرني أنه أحد مقالبك، لم يحدث شيء لـ علي أليس كذلك؟.
هز رأسه بلا قائلاً : بل مات يا نيفين، أخي قد مات، زوجك قد مات.
جلست بصدمة قائلة : ماذا حدث؟.
خالد : يقول الشاهد أنه أكلته سمكة عملاقة.
نيفين : عملاقة مثل الحوت! هذا مستحيل فليس هناك حيتان هنا .
خالد : لا أعرف لكن، ربما هناك قاتل متسلسل فقد علمت بعدة اختفاءات هنا .
نيفين : حسناً  دعنا نعود للقاهرة أولاً ثم …
قاطعها : لن أعود دون أخي، سواء يعود حياً أو … جثة .
نيفين : ماذا عن العمل ؟.
خالد : تستطيعين إكماله دوني .
نيفين : لن أعود من غيرك .. حسناً سأحجز غرفة هنا حتى تفكر .

ذهبت و تركته شارداً و بعد قليل وقف و ذهب للغرفة المجاورة ففُتح الباب.
خالد : أسف للإزعاج لكن كنت أريد أن أعرف ما شاهدته تحديداً .
رحب به الرجل و أثناء تناول القهوة حكى له ما رأه فشكره خالد و ذهب لغرفته ثانيةً ليفاجأ بـ نيفين.
خالد : ماذا تفعلين هنا ؟.
نيفين : هل فقدت عقلك ؟ لقد كنت هنا منذ قليل، على كل حال لقد حجزت غرفتي، أين كنت؟.
حكى لها خالد الأمر و بعد القليل من النقاش ذهبت إلى غرفتها.

 
فى المساء لم يستطع خالد النوم  فذهب ليسير قليلاً بجانب البحر ليعرف ما حدث و أثناء شروده سمع من يناديه فألتفت حوله و تذكر أن هذا ما حكاه الرجل، نظر للبحر و رأى امرأة تقف على سطح البحر فوجئ و لم يتكلم.
السيدة : أحتاجك يا خالد .
نظر لها بريبة ثم بدأ يقترب حتى أصطدم به جسد و أوقعه أرضاً و سمع صراخاً يقول له : أغلق عينيك.

فعل ذلك و سمع من يتلو قرآن ثم نهض الشخص الجاثي عليه  و جلس خالد ليجدها نيفين فنظر للبحر ليجد أن المرأة أختفت
خالد : ماذا تفعلين هنا ؟.
نيفين بغضب : توقف عن سؤالي ذلك السؤال الغبي  لقد كدت تقتل نفسك .
خالد : من تلك ؟.
نيفين : يسمونها النداهة .
خالد بغضب : و هل يظهر مع النداهة حوت ضخم ؟.
نيفين بتفكير : كلا !.
خالد بغضب : إذاً ليست هي  لقد أفسدتِ كل شيء  لِمَ جئتي ؟.

لم ينتظر رداً منها و ذهب، عاد لغرفته و نظر للشاطئ ليجدها مازالت مكانها تنظر لغرفته و يبدو عليها الحزن، دخل نائماً على وعد أن يقابلها ثانيةً و يسترد أخيه !

—————

– “هل نجح الأمر؟”
– “نعم سيدي إنه لدينا”
– “جيد، حافظ على حياته”
– “سأفعل”

——————–

أشرقت الشمس لتعلن أنه يوم جديد على الأحياء. كان خالد يرتدي بذلته حين طُرق الباب
نيفين : مرحباً .
خالد بضيق : هل ستأتين كثيراً ؟.
نيفين : أعلم أنني أزعجك  لكن أتيت لك بمعلومة قد تهمك .
خالد بعدم إكتراث : ما هي ؟.
نيفين : قرأت أنه هناك نوع من الحيتان الأسطورية التى تغوي السائرين بمفردهم عن طريق إيهامهم بوجود …
قاطعها خالد بغضب : أستمعي لي، لا تأتين بخرافات الجهلة هنا .
نيفين بغضب : تلك ليست خرافات بل أشياء كانت موجودة و ربما مازالت و عليها الكثير من الشهود .
خالد : لا أعرف لِمَ تزوجك أخي .
نيفين و هي على وشك البكاء : و أنا لا أعرف لما أتحمل أناني مثلك .

خرجت تاركة خالد في أفكاره. ” أنا مشغول بأخي و بالقاتل الذى فعل ذلك و أنت تحدثيني عن أساطير ههه يالك من … حبيبتي ”
نظر لنفسه مؤنباً ثم جلس نادماً، يعرف أنها كانت تحبه و كانت تتمناه زوجاً لها و رأى تلك السعادة فى عينيها حين رأته قادماً هو و أخيه و والدتهم قبل موتها، لم ينس نظرة الصدمة التى رأها حين سمعت والدته تقول : نريد نيفين لأبني علي.
لقد ندم كثيراً على تكبره و أنانيته  ترك الغرفة و ذهب الى الضابط ليعرف إن كان هناك جديد.

——————-

خالد : إذاً طالما أنه ليس هناك جديد  هل يمكنني السؤال عن شيء ؟.
الضابط بضيق : تفضل.
خالد : هل هناك شيء مشترك بين من اختفوا، مثلاً لون الشعر اسم الشخص شيء من هذا القبيل؟
الضابط بسخرية : و هل ستصبح محقق ؟.
خالد بهدوء : لا لكن من حقي أن أعرف بما أن أخي أحد الضحايا .
الضابط : لا يمكنني إخبارك سوى بشيء واحد و هو أنهم جميعاً كانوا .. رجال أعمال .
خالد بتعجب : جميعهم ؟!.
الضابط بنظرة ذات مغزى : نعم .. و أتعرف أيضاً أنهم فى الغالب لا يكون لديهم عائلة سوى زوجة أو أخ يعمل تحت يده، ما رأيك في هذا ؟.

فهم خالد ما يقصد الضابط و وقف قائلاً : رأيي هو أنك تريد إغلاق ملفات القضايا سريعاً لتحصل على ترقية .
و إستدار و ذهب الى الفندق.

كانت نيفين تفكر شاردة حين طُرق الباب، فتحت الباب لتجد خالد أمامها
نيفين بسخرية : حسناً، لستُ أنا من أزعجك الأن .
خالد : هل يمكنني الدخول أم أنه أنا فقط من يسمح لكِ ؟.
أدخلته نيفين قائلة : ماذا تريد ؟.
خالد : لقد عرفت شيئاً جديداً .
نيفين بعدم إكتراث : ما هو ؟.
قهقه خالد لرد فعلها المماثل لما فعله قائلاً لها ما عرفه من الضابط
نيفين بعصبية : و إلى ماذا تلمح، أنني حاولت قتل زوجي ؟.
خالد : كلا، لقد أخبرتك بما عرفته وحسب .
نيفين : حسناً أذهب و أبحث عنه و أتركني و شأني .
خالد : أعرف أن ما حدث بيننا جعلك تكرهينني لكن أنا أسـ…
قاطعته و هي تفتح الباب : لقد أنتهى كلامك  أذهب!..

اتجه ناحية الباب ذاهباً ثم توقف قائلاً : غداً ستذهبين إلى الشركة، على أحدنا أن يباشر العمل .
نيفين : إن شاء الله .
خرج منزعجاً ” تطردني أثناء أعتذاري لها .. يا لبجاحتِها ” و ذهب لغرفته.

——————-

فى الظهيرة

– “ماذا بك ؟ لماذا تتصل ؟ هل حدث شيء ؟”.
– “نعم سيذهب أحدهم للشركة ليباشر العمل .
– “ماذا ؟ .. أي منهم ؟”.
– “الفتاة نيفين بأمر من خالد”.
– “أنتهي من أمرهما، الليلة!” .
– “حسناً لكن لا تنسى”.
– “سيكونون فى حسابك غداً صباحاً”.
– “إذاً لن تسمع عنهما بعد الليلة”.

——————

فى المساء

كانت نيفين تشعر بالضجر بعد أن أنتهت من توضيب حقائبها فذهبت لتستنشق الهواء بعيداً عمَّن يشغل عقلها.

رآها خالد تخرج من غرفتها ذاهبة للشاطئ، أخذ يراقبها إلى أن جلست أمام البحر على الرمال، بعد عدة دقائق رأها تلتفت حولها باحثة عن شيء ما شعر بالخوف عليها و تذكر ما حدث معه و مع أخيه، ثم وجدها فجأة تقف ناظرة للبحر. لم يشعر بنفسه إلا و هو يهرول من غرفته الى الشاطئ!.

السيدة : أحتاجك يا نيفين .
أرادت أن تجري و تبتعد لكن شيء ما يجعلها تقترب منها دخلت الماء و لم تسمع من يصرخ بها: لا تفعلي.. لا.
فى عدة لحظات كانت نيفين تسبح تجاه الصوت الذي يصدر من المرأة و خالد خلفها فى محاولة لمنعها، بدأت المرأة تغطس فى الماء فلم يبالي خالد و ظن أنها أبتعدت حين وجدته موجوداً، فجأه توقف كلاهما و ذلك الكائن العملاق يخرج من الماء لأعلى و ينزل فاتحاً فمه تجاههما، و قبل أن تصرخ نيفين… حل السواد.

——————-

فتح خالد عينيه ليجد نفسه فى غرفة ضيقة بعض الشيء ليس بها سوى سريرين و كومود واحد بجانب كل سرير، نظر حوله ليجد نيفين تستلقي على بعد عدة أمتار منه  فنظر حوله مستكشفاً ليجد باباً أو بالأحرى قضباناً كالتى فى السجن و يقف خلفها رجل و امرأة

الرجل : صباح الخير .
خالد : من أنت ؟.
الرجل : أيقظ صديقتك .
نظر خالد لـ نيفين ثم أقترب محاولاً إيقاظها حتى أستيقظت.
الرجل : أتمنى أن ترتاحوا معنا لعدة أشهر .
كرر خالد سؤاله ثانية..
الرجل : حسناً  بما أنكما لن تخرجا من هنا أبداً. لا بأس بالتعارف، أنا شهاب و تلك زوجتي إعتماد .
خالد : و ماذا تفعلون هنا ؟. و ماذا تعني منذ قليل بالمكوث لعدة أشهر؟، ثم تقول للأبد .
شهاب : ماذا أفعل هنا.. أنا من أختطفكم  و أعني بكلامي أنكم ستشرفنا ضيافتكم لعدة أشهر ثم ستذهبون الى الأبدية .

شعر كلاهما بالذعر. سأل خالد : و الحوت الـ ..
قاطعه شهاب : الحوت و المرأة هم صور ثلاثية الأبعاد، أطلق في الهواء نوع من أنواع المخدر الذى ينوم مغناطيسياً و بهذا يطيعني الشخص الى أن يصل لمكان المرأة ثم يظهر الحوت، تحت الشخص المقصود هناك قفص لأسماك القرش فارغ بالطبع  و حين يصطدم الحوت بالشخص فإنه غصباً ينزل بفعل قوة الصدمة في الماء لذا يدخل إلى القفص و آخذه

في العادة يدخل الشخص بغيبوبة من شدة الضربة بالماء، و بالمناسبة لم أكن لأقول أي من هذا سوى لضيوفي الأبديين فقط.
قالها ثم ضحك.

أجهشت نيفين في البكاء فضمها خالد محاولة لتهدأتها..
شهاب : لا تقلقي لن يكون الأمر مؤلماً، ستكون فقط حقنة سامة لن تأخذ سوى بضعة ثوان و إن كان علي الإهتمام فها هي غرفة و ستهتمين بشعرك و تأخذين حماما دافئا يريح أعصابك إلى أن يحين الموعد فأنا أحب إكرام ضيوفي .

أخذ فى الضحك هو و زوجته ثم ذهبوا..
 
خالد : أنا أسف لعدم اللحاق بك مبكراً .
نيفين محاولة الهدوء : هل كنت تكرهني ؟.
نظر خالد لها بشفقة ” حتى و نحن نواجه الموت تقلقين على حبي لك ”
خالد : بل أحببتك لكنك تعرفين أنني شخص ..
نيفين صارخة : أنت أناني بشع و أحمق  تعترف الأن بحبك لي بعد أن فات الأوان و وافقت على زواجي بأخيك، بل و كنت أحد الشهود على الزواج مع والدتك السعيدة، أيها الـ… .

لم تتوقف عن الصراخ و الضرب على كتفه كان يعلم أنها محقة؛ فقد كان ذو كبرياء سيء يجعله يرفض من هو أقل منه إجتماعياً، إما علي فـ لا، شعر بها تعبت فأوقفها محاولاً تهدأتها حتى نامت، جاء شهاب و وقف أمام الباب و أشار لـ خالد بالإقتراب فأقترب منه متوجساً..

شهاب : لقد سمعت ما قالته  فقد كانت تصرخ  لما فعلت ذلك ؟.
خالد : ليس من شأنك، أين أخي ؟.
شهاب : إنه هنا فلم يأمر الشخص بقتله .
خالد : من هم عملائك ؟.
شهاب بقلق : و لما تريد أن تعرف ؟.
خالد : بما أنني سأموت .
شهاب : حسناً  عملائي هم منافسيكم، بالطبع أنت عرفت أنه توجد حالات إختفاء رجال أعمال أخرين، بعضهم ذهب إلى الأبدية و البقية مازالوا هنا، يحتاج منافسيكم إلى ضعف فى شركاتكم و الضعف يأتي بإختفاء صاحب الشركة و عائلته لن تهتم كثيراً بها و قد ترى أن أفضل شيء هو البيع لذا، أنت تعرف الباقي .
خالد : لماذا أخترت الحوت بالذات ؟.
شهاب مقهقهاً : كنت أفكر بأستخدام أسطورة الكراكن، لكن بعد أن سمعت بـ سمارثي  قررت العمل عليه .
خالد : و لِمَ النداهة ؟.
شهاب : كنت أحبها فى صغري و تمنيت أن أراها و لم يحدث، كما أنه في أسطورة سمارثي يهيئ لك الحوت المفترس الشكل الذى تريد رؤيته حتى تقترب منه، تماماً مثل النداهة .. نفس الفكرة .
خالد : كيف تقوم بذلك ؟.
شهاب : ليس من شأنك .

سمعوا تململ من خلفهم  و يبدوا أن نيفين أستيقظت، ذهب شهاب و عاد إليها خالد..
نيفين : أنا أسفة لما فعلته، لا أعرف ماذا ..
توقفت عن الكلام لأن شفتيه منعتها…

ابتعدت عنه فزعة..
نيفين : هل جننت ؟ مازلت زوجة أخيك  و أنت لست بـ.. أبتعد عني وحسب .
خالد : سنتزوج .
نيفين ساخرة : حقاً ! هل أنبك ضميرك الآن ؟.
اقترب منها خالد و كادت تبتعد لكنه أمسكها يهمس لها فى أذنها تغيرت ملامحها تدريجاً ثم نظرت له و وجدت إبتسامة ماكرة على شفتيه..
نيفين : كيف سنفعل ذلك ؟.
خالد : سنرى  لكن حاولي أن تتقبليني بعض الشيء و إلا كل شيء سيفسد .
أصغت إلى همساته بصعوبة و هي تنظر ناحية الباب.

بعد عدة دقائق أتى شهاب بصينية الطعام و وجدهما يضحكان، تعجب و لكنه أدخل لهم الطعام و سألهم.
شهاب : هل أنتم بخير ؟.
خالد : نعم بالطبع .
شهاب : حقاً! لقد كنتما تصرخان منذ قليل ؟.
نيفين : يبدو أنه لم يكن ليعود لصوابه لولا ذلك .
شهاب بدهشة : حسناً .
نظرت نيفين إلى الطعام ثم لـ خالد قائلة : هل سنأكل ؟.
خالد : بالطبع  فتلك هي أوامر له .

بعد أن أكلا و أخذت إعتماد الصينية أوقفتها نيفين قائلة : هل بإمكاني أن أخذ حماما ؟.
إعتماد : بالطبع .
ذهبت و بعد قليل أتت و معها ملابس و مفتاح و خلفها زوجها، فتحت إعتماد الباب و أعطت الملابس لنيفين و ذهبتا، بعدها أغلق شهاب الباب ثانية على خالد..
خالد : أين نحن ؟.
شهاب : نحن هنا .
ثم قهقه كلاهما.

فى الوقت ذاته كانت تحاول نيفين فتح النافذة التى بالحمام أو محاولة رؤية شيء عبرها حاولت النظر جيداً لترى شيء يشبه الأسماك ، أعتقدت أنها تهيؤات لكن لا، تلك كانت أسماك تسبح و كانت كثيرة من المستحيل أن يكون حوض فكرت قليلاً ثم وقعت أرضاً من الرعب!
أنتهت و أرتدت الملابس و ذهبت الى خالد، بعد أن أُغلق الباب و ذهب شهاب و زوجته ألتفت خالد إلى نيفين.. 
خالد : إذاً.. أين نحن ؟.
نيفين مصدومة : لن نخرج أبداً بالفعل سوى إلى الأبدية .
خالد بتعجب : لِمَ تقولين ذلك ؟.
نيفين : لأننا فى غواصة .

——————

بعد أسبوع

خالد : غواصة كبيرة و زنزانة عميقة .
نيفين : لا تغني .
خالد : و ماذا أفعل فى رأيك و أنا في أنتظار الأبدية ؟.
نيفين : لدي خطة لكنها لن تعجبك .
خالد : ما هي ؟.
نيفين : يمكنني أن أجعل إعتماد تشعر بالغيرة على زوجها و ربما ترحمنا .
خالد : جربي .

بعد قليل دخلت إعتماد..
إعتماد : وقت الإستحمام .
وقفت نيفين و خرجت مع إعتماد متعمدة النظر للمكان ثانية، توقفت عند أحد الزنزانات لترى زوجها فى الداخل ..
نيفين : علي، هل أنت بخير ؟ علي! .
نظر علي لها ثم وقف فرحاً : نيفين لا أصدق  أنت هنا، لِمَ ؟ كيف ؟ لماذا ؟.
نيفين : لا يهم المهم أنك بخير .
نظر علي إلى شهاب ثم إعتماد : لن تقتلوها أليس كذلك ؟.
شهاب : سنرى .
شعرت نيفين بالغصة فى حلقها فهي تريد أخيه و زوجها يريدها بخير وحسب، أجهشت بالبكاء و أخذتها إعتماد لغرفتها الخاصة..

إعتماد : لا تقلقي  كل شيء سيكون على ما يرام .
نيفين : لما تفعلون ذلك ؟ هذه أرواح بشر .
إعتماد مغيرة الموضوع : سأجلب لك عصير .
ذهبت إعتماد و تركت نيفين وحدها لتلاحظ ذلك و تبدأ فى البحث عن شيء ينفعها، فوجدت مفتاح و سكين صغيرة دستهم فى ملابسها و جلست مكانها تدّعي البكاء، و بعد عدة دقائق عادت لغرفتها..

فى الليل..

نيفين : خالد أستيقظ، سنخرج من هنا .
خالد : كيف ؟.
نيفين : ألم تلاحظ أنهم يفتحون كل الغرف و الأماكن بمفاتيح تشبه بعضها .
خالد : نعم .
نيفين : و فى الحقيقة هم مفتاح واحد، مع شهاب النسخة الأصلية و مع إعتماد نسخة متطابقة  و ها هي .
خالد فرحاً : إذاً هيا بنا .
فتح الباب بصعوبة لأن القفل صدأ ثم ذهب لزنزانة علي و فتح بقية الأبواب حتى أصبح عددهم ثمانية..

خالد : هل هناك آخرون ؟.
هز الجميع رأسهم بـ لا، بعدها ذهبوا يبحثون عن طريقة للخروج ..

شهاب : هل تعتقدون أنكم ستخرجون أحياء .

رفع بندقيته و هو يحاول إصابتهم و هم يجرون، أصابت بعضهم و أمسك علي البندقية فى محاولة لإنتزاعها فضرب الرصاص فى كل الإتجاهات، لكن جهة الرصاصة الأخيرة كانت مباشرة فى القلب.. قلب علي، سقط و راح الباقين يقيدون شهاب.
جلست نيفين تحاول وقف النزيف.. 
نيفين : أنا آسفة. أرجوك لا تتركني يا علي .
علي و هو بالكاد يتنفس : خالد يحـ…
نيفين بصراخ : علييييييييييي .

————————

يضع الناس الورود على قبر من أنقذهم و يعزون زوجته و أخيه و يذهبوا، كانت نيفين فى حالة سيئة منذ خرجوا من الغواصة، ما بين البكاء و الإكتئاب.
 لكن ها هي الحياة تجري و السنين تمر و علي الصغير يأتي لوالده خالد جرياً بعد إنتهاء الحضانة و هاهي نيفين سعيدة من جديد .

النهــاية
 
ملاحظات

النداهة : هي أسطورة مصرية قديمة عن امرأة تنادي الناس و حين يصلون لها تأكلهم .
الكراكن : أسطورة نرويجية تتحدث عن أخطبوط عملاق يهاجم السفن .
سمارثي : لا يوجد أسطورة بهذا الإسم بل إنها من وحي خيالي .

تاريخ النشر : 2018-05-16

ندى

مصر
guest
22 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى