تجارب من واقع الحياة

سكاكين المعاناة

بقلم : البيروني – الجزائر

سكاكين المعاناة
شيء ما في داخلي يتفجر كالحمم يغرقني في ظلام دامس

 أنا البيروني – ليس اسمي الحقيقي – وعمري 18 عام ، من دولة الجزائر ، رغبة غريبة وملحة دفعتني للبوح بما أعيشه في هذا الموقع كابوس ولا اعلم ربما قد يكون واقع أن لا أحد يعرفني هنا وسرية شخصيتي هي ما شجعني على كتابة هذه السطور .

منذ كنت طفلاً وأنا أحب العزلة والانطواء على الذات ، لم أكوّن صداقة مطلقاً مع أحد وأنفر من الناس كما ينفرون مني ، أكره الاجتماعات والحفلات والصخب الذي يصنعه البشر من حولي ولهذا فأني أقضي معظم وقتي في الجبال وحدي .

يُقال عني في قريتي بأني مجنون ومهلوس وتثق أسرتي أنني مريض نفساني ولم تعد تهتم بي ولم يعد أحد يهتم بي حتى أمي وأبي ، وقد أقضي أيام معدودة دون الرجوع للبيت ولا يسأل عني أحد ، ربما رفضي لشرب الأدوية المضادة للاكتئاب هو سبب نبذي من قبل أسرتي ولا أهتم بشيء .

ما أعانيه أكبر من أن يُوصف ، شيء ما في داخلي يتفجر كالحمم يغرقني في ظلام دامس ويجعلني أبكي وأتمنى الموت ، أكره جميع من حولي وأشعر أني أنتمي لعالم غير هذا العالم الكئيب ، أصرخ بلا شعور وأصاب بتشنجات أثناء نومي ونوبة غضب دامية لا يوقفها غير عض أطرافي وغرز أبر أحملها في جيبي ، غرزها في ساعدي وفخذي حتى يسيل الدم وهذا يحدث دون إرادةً مني ،

الناس وأسرتي لا أحد يعي ما أعانيه ويضيفون لألمي ومعاناتي ألماً مضاعفاً عندما يصفوني بالمجنون والمعتوه وعندما يطاردني أبي وأخواني في الشعاب والجبال لغرز حقنة لعينة وصفها لهم شيطان معاناتي الذي تشكل على هيئة طبيب.

أسمع أصواتاً في رأسي ، نياح وبكاء وعدت من حافة الانتحار مرات كثيرة ، أنتفض ألماً ووجعا في كل جسمي ، كنت انطوائياً منذ طفولتي لكن حالتي تطورت لهذا المستوى منذ 3 أعوام تقريباً ولا اعلم ما السبب ، هذا العالم الحقير والناس الخائنون فيه ومنزوعي الضمير لا يستحق العيش فيه

أنني لا أعلم هل ما أمر به غريب ومرضي أم أن حالتي نتاج فعلي لعالم تعيش هكذا ؟ ، لا أعلم ربما لن يفهم قصتي أحد ولكن سأبوح ليس للتخفيف من ألمي فالبوح قاتل ولكن عسى أن اجد من يفهمني أو على الأقل يشاطرني ألمي .

تاريخ النشر : 2018-05-22

guest
52 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى