نساء مخيفات

قـــصــة الأم الأمـــريكـــية الـــتي باعـــت أطـــفالهـــا عــــام 1948

بقلم :  LED – سوريا
للتواصل : [email protected]
قـــصــة الأم الأمـــريكـــية الـــتي باعـــت أطـــفالهـــا عــــام 1948
 

في الأربعينيات من القرن العشرين لم يكن الوضع المعيشي للأمريكيين جيداً بسبب الحرب العالمية الثانية.
و رغم أن الولايات المتحدة شهدت طفرة اقتصادية بعد انتهاء الحرب، إلا أن نتائج هذه الطفرة لم تنعكس على جميع الأمريكين وبقي الوضع المعيشي سيئاً للكثيرين منهم.
أحد الذين عانوا من هذا الوضع شخص يدعى “راي شاليفو” الذي كان يعمل كسائق شاحنة، ولكنه ولسوء الحظ طرد من عمله.
لم يكن بمقدور راي أن يطعم أطفاله الاربعة وزوجته، و لم يكن بمقدوره أيضاً دفع أجرة المنزل، لذا كانت العائلة مهددة في أية لحظة بالطرد و البقاء بلا مأوى.
لذلك قرر راي وزوجته “لوسيل” أن يبيعوا أطفالهم!!

في الخامس من أغسطس عام 1948 نشرت صحيفة “ذا فيديت مسنجر اوف فالاباريزو” صورة للسيدة “لوسيل شاليفو”تعرض أطفالها الاربعة للبيع
على درج مدخل منزلها في مدينة شيكاغو.

في هذه الصورة المأساوية تظهر الأم وهي تغطي وجهها عن عدسة الصحفي خجلاً مما تقوم به.
و يظهر أطفالها الاربعة على درج مدخل المنزل:
في الأعلى “لانا” التي كانت تبلغ من العمر 6 سنوات.
إلى جانبها أختها “رايان” ذات الخمس سنوات.
في الأسفل”ميلتون” ذو الأربع سنوات.
و إلى جانبه أخته الصغرى “سو إيلين”
و إلى جانبهم جميعاً تظهر لافتة مكتوب عليها “4 أطفال للبيع،للاستفسار في الداخل”

خلال عامين من التقاط هذه الصورة قامت لوسيل ببيع أطفالها الاربعة، إضافة إلى طفلها الخامس “ديفيد” الذي كان في رحمها عند التقاط الصورة.
تم بيع اثنين من الأطفال “رايان و ميلتون” للمزارع “جوزن زويتمان” وزوجته “روث”مقابل دولارين فقط.
أخذ المزارع وزوجته الطفلين إلى مزرعتهما و أجبراهما على العمل الشاق يومياً لساعات طويلة، و كانا يربطانها ليلاً في الحظيرة.
يقول ميلتون:
“كنا نستخدم سكين الذرة لإبعاد الجرذان عنا في الحظيرة، وكان والدي الجديد جون زيتمان ينادي بــ العبد”
سألته ذات مرة: ” لماذا كل هذه القسوة؟”
فقال لي:”إذا بقيت خائفاً فسوف تنفذ ما آمرك به”

لاحقاً, عندما أصبح ميلتون شاباً مثل أمام القضاء لأنه تشاجر مع أحد رجال الشرطة ، ودفعه إلى جذع شجرة.
اعتبره القاضي خطراً على المجتمع و تم تخييره بين الذهاب إلى مصحة للأمراض العقلية أو إلى الإصلاحية، و بسبب القصص المروعة التي كانت تشتهر بها الإصلاحيات في ذلك الوقت، اختار ميلتون الذهاب إلى مشفى الأمراض العقلية.
اكتشف الأطباء أن سبب نوبات الغضب لديه هو “الفصام” أو “الشيزوفرينيا”، عولج ميلتون و أطلق سراحه عام 1967 .

لم يكن وضع رايان أفضل حالاً من أخيها فقد تم اختطافها عندما أصبحت في الـ 17 من عمرها، و تم اغتصابها.
ولسوء الحظ حملت بطفلٍ نتيجة للاغتصاب، فأرسلت للعيش في مركزٍ للأمهات الغير متزوجات، و بعد ولادتها أخذ الطفل منها وتم عرضه للتبني.
في هذه المرحلة تركت رايان مزرعة زويتمان ولم تلتفت للوراء.
أما الطفل الأصغر ديفيد الذي كان في رحم أمه عندما التقطت الصورة، فقد أعطته أمه لعائلة “مكدانيال” قبل أن يتجاوز السنتين من عمره..
أخذ “هاري مكدانيال” و زوجته “لويلا” الطفل من والديه بحالة يرثى لها، فقد كانت آثار عض “بق الفراش” تملأ جسده الصغير.
تبنت العائلة ديفيد بشكل قانوني لأنهم لم يرزقوا بالأطفال، و عاملوه معاملة حسنة و ربوه منذ الصغر على القيم والأخلاق الحميدة..
و كان منزل ديفيد الجديد قريباً من مزرعة زويتمان، لذا كان يركب حصانه أو دراجته ليزور أخوته ميلتون ورايان من وقت لآخر.
يقول ديفيد:
“لقد كان إخوتي يعاملون معاملة سيئةً جداً، كنت أراهم مربوطين في الحظيرة كلما ذهبت لزيارتهم”
وعلى الرغم من أن ديفيد كان يعيش حياة جميلة مع عائلته الجديدة إلا أنه كان متمرداً، فترك عائلة مكدانيال عندما أصبح عمره 16 عاماً و التحق بالجيش الأمريكي،وهناك بقي 20 عاماً و ترك الجيش في سن الـ 36 ..
و منذ ذلك الوقت يعمل ديفيد في واشنطن سائقاً لسيارة شحن.

أما السيدة “لوسيل” فقد انفصلت عن زوجها “راي” بعد أن باعوا أطفالهم الخمسة!!
و تزوجت مرة أخرى و أنجبت أربع بنات!!
التقت لوسيل بابنها الاصغر ديفيد مرة واحدة عندما كان يافعاً، يقول ديفيد:
” في اللحظة الأولى التي رأتني فيها أمي قالت لي أنني أشبه والدي كثيراً ،و لكنها لم تقدم أي اعتذار
لقد سئمت من كل أطفالها وباعتهم،و تزوجت رجلاً آخر، و أنجبت أربع بنات أخريات
لقد احتفظت بهم لكنها لم تحتفظ بنا”
و أضاف:
“نحن جميعاً بشر ، نحن جميعاً نخطئ، ربما كان كل تفكيرها محصوراً في إنقاذ أطفالها من الموت جوعاً”

اجتمعت لوسيل بابنها ميلتون أيضاً بعد خروجه من مشفى الأمراض العقلية بثلاث سنوات، عاش معها لمدة شهر و لكنها طردته خارج المنزل بعد أن تشاجر مع زوجها وتسببت هذه المشاجرة في اعتقال الأخير.

رغم أن الحياة فرقت الأخوة إلا أن وسائل التواصل الإجتماعي جمعتهم مرة أخرى .
عام 2013 اجتمعت “رايان” باختها الصغرى “سو إلين” التي تم تبنيها من قبل عائلة تدعى “جونسون”
كانت “سو إلين” تعاني من مرض في الرئة و توفيت في العام نفسه.
في مقابلة صحفية قبل وفاتها بعدة أيام لم تكن “سون إلين” قادرة على الكلام بسبب مرضها لذلك كانت تكتب الإجابات على ورقة
عند سؤالها عن لقائها مع أختها رايان كتبت:
“إنها رائعة،أنا أحبها”
في نفس المقابلة كتبت رأيها في أمها لوسيل :
“هذه المرأة يجب أن تحترق في الجحيم”
أما أختهم الكبرى “لانا” فاستطاعوا أن يتواصلوا مع عائلتها وعلموا منهم أنها توفيت عام 1998بسبب السرطان

المصادر :

قناة LED على اليوتيوب


Finding peace in a life sold for $2

The Tragic Story Behind The Photo Of Four Children Who Had To Be Sold To Escape Poverty In The 1940s

تاريخ النشر : 2018-05-29

 LED

سوريا
guest
28 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى