تجارب من واقع الحياة

جزاء اللعب بالمشاعر

بقلم : ليندا – تونس

جزاء اللعب بالمشاعر
هل انتظر إتصاله ام أنسى الموضوع

سأروي لكم قصة أرّقتني وإحساسي بالذنب يكاد يقتلني، والله كرهت نفسي أردت ان أقصّها عليكم حتى أرتاح لأني لا أجرؤ على الإفصاح عنها لا لعائلتي ولا لأصدقائي، سأبدو صغيرة جدا في نظرهم..
سأدخل في الموضوع عمري 22 سنة. منذ أكثر من عام تقريباً أثناء عطلة الشتاء كنت أشعر بالملل. والدي أجرى عملية جراحية بسيطة و لازم الفراش ولا أحد يأخذنا للتنزه غيره. كان اللابتوب أمامي و فجأة خطر ببالي الدخول على مواقع الدردشة و التعارف.

طبعاً لم استعمل إسمي الحقيقي حتى لا يتعرّف عليّ أحد، واستعملت صوراً لفتاة أخرى مشهورة لكن ليس كثيراً، تكاد تكون عادية لديها العديد من الفيديوهات على اليوتيوب، تقريبا لم يكشفني احد و انطلقت..

كنت أسخر منهم و أضحك بشدة من ردود أفعالهم إلى ان تحدثت مع شاب إنجليزي قمّة في الوسامة و في الأدب و خفّة الظل، أُعجبت به كثيراً و واصلنا الحديث تقريباً لأسبوع في ذاك الموقع، ثم طلب مني حسابي في الفيس بوك لأنه سيحذف حسابه على ذاك الموقع و لا يريد ان تنقطع أخباري فرفضت طبعاً، لأن ذلك يعني إنكشاف أكاذيبي فأصرّ و أصرّ أيام فوافقت بعد تفكير طويل و أعطيته حساب مزيّف باسم الفتاة الذي استعملته في ذاك الموقع ( كنت قد انشاته لتوي )
أضافني و تحدثنا قليلاً و إذا به يقول : ” سأخبرك بشيء و أرجو ألا تغضبي ”
فقلت : ” طبعا “
فقال : ” حسابك يبدو مزيّف، انتِ مزيّفة ؟ “
فصمتت برهة فقال : ” عرفت انك ستغضبين انا آسف “
فقلت : ” حسناً إذا كنت لا تثق بي فاتركني.. إحذفني ”
قال : ” لم تجيبي عن سؤالي”
فقلت : ” لست مجبرة “
و ساد صمت ثقيل (و أنا أقول في داخلي ارجوك لا تحذفني سأفكر و أصارحك لاحقاً)..
قطعه هو قائلاً : ” انا آسف عزيزتي هناك فتاة خدعتني سابقاً و أصبحت من يومها شديد الاحتراز.” …

تجاوزنا هذا الموضوع و تطوّرت علاقتنا و أعترف لي بحبه و أصبح يحادثني في كل مكان يتواجد فيه تبادلنا أرقام الهواتف و صار يحادثني خلسة من العمل و يبعث لي صوره لحظة بلحظة، حتى أني لم أكن اشعر بالمسافات بيننا.. ثم بدأ يطلب مقابلتي و انا كنت أتحجج طبعاً.

صدقوني تحدثت في ذلك الموقع إلى الكثير من الشبان و طبعاً منهم مَن هم أوسم منه و أغنى و ذوي مكانات أرقى لكن هناك شيء غريب شدّني إليه و جعلني أواصل علاقتي به، كنت أشعر بسعادة كبيرة عندما يحدثني عن يومه و حياته..

وفي يوم من أيام العيد ( كريستماس) انقطعت أخباره عني لم يعد يحدثني، أصبحنا نتحدث نادراً جداً و كان يتحجّج بالعمل و بشؤون عائلية، أحسست أنه يقطع علاقته بي فأنفجرت غضباً..
إتّصلت به و أخبرته باني اشعر انه يواعد فتاة أخرى لكنه لا يجرؤ على مصارحتي لأنه غدّار.. قلت الكثير من الكلام.. فقال : لست اواعد أحداً لكن نعم لقد ضقت ذرعاً بك، جدي شخصاً آخر و كوني سعيدة يا ليندا وداااعاً.

نزلت عليّ كلماته كالصاعقة لطالما كان يصرخ بي عندما أقول وداعاً، كان يقول ان مجرد كلمة الوداع تخيفه كان يطلب مني ان اقول أراك لاحقاً فقط، لكن يومها قالها بوضوح و أغلق في وجهي.. حاولت الإتصال به لكن دون جدوى، و أيضا حظرني من الفيس بوك و لم يعد يجيب إتصالاتي.

اتساءل دائما يا ترى هل كشف اكاذيبي ؟ .. هذا هو المبرر الوحيد لتصرفه لأننا لم نتشاجر أبداً حتى يغيّر معاملته لي بهذا الشكل و بهذه القسوة.

في عيد العشاق لم أتمالك نفسي، بعثت له رسالة نصية قلت فيها بأني أفكّر فيه و أني مقهورة و اعترفت بكل أكاذيبي و خداعي و اعتذرت كثيراً و أعطيته حسابي الحقيقي و طلبت ان نبقى مجرد أصدقاء على الاقل.. لم يجبني ايضاً..
اريد ان اعرف فقط ما سبب هذا الجفاء أنا مقهورة و نادمة يا ليتني اعترفت من اول مرة سألني فيها.

منذ مدة بدأت شيئاً فشيئاً ألملم جروحي و أنسى ذكرياتي معه، و لم اعد اقرأ رسائله القديمة لكن منذ اسبوع أثارني فضولي فبحثت عن حسابه… احزروا ماذا وجدت ؟ لا لن تحزروا؟

استطعت رؤيته لقد رفع الحظر فرحت كثيراً، عقلي البسيط فسّر ذلك بأنه لا يزال يرغب بمتابعتي لأنه يشتاق لي. أليس كذلك أصدقائي ؟
ما الذي يجعل شاب يرفع الحظر عن حبيبة سابقة إلا إذا كان لا يزال مهتماً بها ؟؟
كتبت له مباشرةً بأنه يعذّبني لأنه أعادني لنقطة صفر، أخبروني هل أعيد الإتصال به مراراً و تكراراً ؟ أم انتظر إتصاله هو ؟ أم انسى الموضوع ؟

أتعتقدون انه اكتشف أكاذيبي منذ اول مرة أم ان رسالتي هي التي صدمته ؟
ما رأيكم و الله سأجن.. آسفة عن الاطالة

تاريخ النشر : 2018-05-30

guest
51 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى