أشباح و ارواح

غموض الأماكن المغلقة

بقلم : رامي – تونس
غموض الأماكن المغلقة.
لماذا الأماكن المغلقة و المهجورة تجذب الكيانات الغامضة ؟؟
السلام عليكم متابعي موقع كابوس.
لاشك أن العديد منا دخل غرفة أو مكانا ظل مغلقا لفترة ما. ولعل أبرز ما يتبادر إلى الذهن في تلك اللحظة هو محاولة الإجابة عن بعض التساؤلات الكامنة داخلنا و خاصة حين ننظر إلى أرجاء المكان الذي نحن بصدد زيارته ، حيث الأثاث القابع بمكانه منذ فترة طويلة مغطر بالغبار ، حتى أننا نتمكن من سماع أصداء وقع أقدامنا تتردد داخل ذلك المكان.
وأهم التساؤلات التي نسعى للإجابة عنها هي لماذا كل هذا الهدوء و الصمت؟ و هل يجب أن أكون متواجدا كي أشعر بهما “الهدوء و الصمت”؟ و هل بمجرد تواجدي يسود الصمت “داخل المكان”؟ أم هل يخفي هذا الهدوء نشاطا غريبا؟ ماذا لو كان هناك فعلا نشاطا خفيا لا نشعر به؟
وهل أن ذلك النشاط مشترط باللأساس بعدم تواجدنا في مكان ما؟

و لعل الإرتباط بين الأنشطة الفائقة للطبيعة و الأماكن المهجورة أو المغلقة هو مادفعنا حقا إلى طرح هذه التساؤلات و محاولة الإجابة عنها.
حتى أن هذا الأمر أصبح هوسا للعديد من الأشخاص و تعددت بذلك النظريات و التجارب و إن كانت غريبة فهي تضفي عالما من الغموض و السحر.

وفي هذا الإطار تحديدا سأسرد عليكم قصة غريبة حول الغموض الذي يلف حجرات الملابس بملعب كرة القدم “ملعب فرحات حشاد”.
هو ملعب صغير تحت سلطة بلدية قرقنة “قرقنة هي جزيرة تونسية” يعتبر صغيرا من حيث المساحة و نسبة احتوائه للجمهور و في أغلب الأحيان يكون مغلقا كما يفتقر إلى حارس ليلي و بالتالي يعتبر شبه مهجور.
وقد تعددت الروايات حول الأصوات الغريبة المتأتية من حجرات الملابس فحسب شهادة الحارس النهاري للملعب كان في بعض المناسبات يسمع ما يشبه الضحك إلا انه كان يظن أن الصوت متأت من الخارج إلى أن أخبره أحد عمال البناء و الترميم بالملعب أنه في مساء أحد الأيام حين كان بصدد غسل أطرافه سمع طرق لأحد أبواب الحجرات فظن أنه الحارس ولكنه تفاجأ حين اكتشف أن حجرة الملابس خالية و لا يوجد أحد بها.

و تتالت الأحداث داخل حجرات الملابس حيث روى البعض أنهم تمكنوا في أحد المناسبات من سماع صوت فورة المياه”chasse d eau”
“flush” و في كل مرة تكون الحجرات خالية تماما.

أما الحادثة الأغرب هي التعود على سماع قطرات مياه و لم يتمكن أحد من معرفة مصدرها حتى أن الحارس التجأ إلى إحضار عامل مختص في صيانة التركيبات المائية ولكنه أكد أنه لا وجود لأي خلل يذكر ، كما انتشرت في الآونة الأخيرة قصة بعض الفتية الذين اتجهوا ليلا إلى الملعب في محاولة منهم لتتبع بعض الأصوات الغريبة و عند مرورهم بالقرب من أحد الحجرات شعروا بضوء خاطف ساطع كما لو أنه وميض برق أو ضوء آلة تصوير “appareil photo” “camera”مما سبب لهم الذعر وأكدوا أن الطقس في تلك الليلة كان جميلا و لم يكن بحوزة أي منهم آلة تصوير ، كما لم يعثروا على شخص آخر داخل الملعب و هو ما يتقاطع تماما مع فرضية المزاح.

و الجدير بالذكر أن كل هذه الأحداث متعلقة بحجرة ملابس معينة وهي التي تبقى مغلقة بصفة تكاد تكون مستمرة حتى أن تلك الأحداث تعتبر كما لو ءنها رسائل من أحد الكيانات أو نقطة التقاء بين الهدوء و الضوضاء.

و في النهاية يمكن القول أن تفسير هذه الأحداث يبقى محدودا نظرا لغياب الأدلة الملموسة ولعل الغموض في حد ذاته يعتبر في العديد من الحالات هو التفسير بعينه بحيث لا يمكن اعتبار اللأنشطة الغريبة “ما وراء الطبيعة” ألغازا ما لم يكن مصدرها غامضا “و هنا يكمن التشويق”.

تاريخ النشر : 2018-05-31

رامي

تونس
guest
17 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى