اكتشفت السر ولكن متى ستكون النهاية ؟
أن المكان الذي سكنا فيه كانت أرضاً مسكونة |
لم أسمع قط شيئاً عن البيوت المسكونة في صغري ، بالرغم من أنني كنت أعيش في بيت مسكون ، إلا أن والداي كانا يحاولان قدر الإمكان إقناعنا بأن ما يراه الأطفال ما هو إلا محض تخيلات وحسب ، لذلك لم أهتم للموضوع كثيراً.
استيقظت يوماً ما في منتصف الليل ، كنت قد حلمت بحلم مخيف ، رأيت أشخاصا أو أشباه أشخاص بملامح مخيفة يسكنون في منزلنا في جزء محدد منه ، هو المكان عينه الذي تمنعنا أمي من اللعب فيه ، كانوا يلبسون ثياباً رثة ، ويعملون بجد وملامح الغضب والبأس تملأ أعينهم ، وعندما رأيتهم هربت وخرجت من ذلك المكان
المفزع في الأمر أنني عندما استيقظت سمعت صوت طبول تقرع وأغاني بصوت غير واضح ، و كان صوت تلك الحفلة الليلية عالياً جداً ، كان يصدر من ذلك المكان المسكون ، ظننتني سأجن ، وقتها كنت في الثامنة أو التاسعة من عمري ، ولكنني التزمت الصمت وتجمدت في مكاني ، ولا أدري إن كنت قد نمت أو فقدت وعيي ، إلا أنني في الصباح سألت أمي : إن كانت قد سمعت شيئاً بالليل ؟ لكنها أخبرتني أنني أتوهم فحسب ، فسألت صديقتي إن كانت هناك حفلة مسائية في حينها ، فنفت ذلك لي .
ثم بعد ذلك توالت الأحداث و صرت أسمع صوت مشيهم أنا وأخوتي ، كما أنهم يحدثون ضجيجاً في المطبخ ليلاً ، وكذلك في مكانهم ذاك المعهود ، فقد كنا نجد أشياء في غير أماكنها وعندما كبرنا قليلاً أخبرتنا أمي بالحقيقة ، أن المكان الذي سكنا فيه كانت أرضاً مسكونة و كثيراً ما كان الناس يرون فيها أشخاصاً ونيران ويسمعون أصواتاً غريبة، ولم يكن لدى والدي أي خيار ليشتري قطعة أرض جديدة فبني فيها ، وعلاوة على ذلك فهو لم يكن يؤمن بالجن وكان يكذبنا كثيراً ويخبرنا أننا نتوهم فحسب.
مر الزمان وأعتدنا على كل شيء، إلى أن بدأنا نشعر بأنهم تجاوزوا الحد ، فقد أصبحوا يحدثون ضجيجاً ويمشون في المنزل ، و يخيفوننا بفتح أبواب خزانة الملابس أو بطرق الشبابيك أو بالهمس لنا في آذاننا ، وأختي الكبرى تراهم وهم يجلسون في المنزل ، وأمي ترى أطفالهم عندما تدخل بمفردها إلى المنطقة المسكونة.
الأن أصبحوا منتشرين في كل مكان في المنزل ويحدثون ضجيجهم في أي وقت ولا أدري متى ستنتهي هذه القصص.
تاريخ النشر : 2018-06-19