أدب الرعب والعام

حذرتكِ من قبل!

بقلم : A.B.B – الارض

لقد حذرتكِ منذ شهرين إن لم تتركي بيتي فسوف أؤذي إبنتكِ

– كان يجب أن تشاهديه يا ماري ! لقد كان فستاناً عجيباً!
– حسناً ولماذا لم تشتريه لكِ أمك؟!
– إنه باهظ الثمن ! ولا أعلم حتى إلا ما سألبسه!
– وكيف هو بيتكم الجديد؟
– جميل ، ولكن صدقاً أحياناً أشعر بأنه مسكون بالجن…
آه يا ماري! لم أنتبه إلى أنها الساعة الـ3:00 فجراً! عليّ الذهاب الآن والخلود للنوم أراكِ غداً في المدرسة!
– ولكن يا إيلين غداً ليس هناك…

وأغلقت إيلين هاتفها قبل أن تُكمل ماري رسالتها وخلدت للنوم لتستيقظ في وقت متأخر صباحاً

– آه يا إلهي إنها الساعة الـ7:40 ! أمامي فقط 20 دقيقة لأجهز نفسي! (قالت إيلين بفزع قبل أن تقوم من سريرها وتجهز نفسها على عجلة وتنزل من غرفتها جرياً الى الطابق السفلي حيث تجهز أمها الفطور)!
– صباح الخير أمي! أنا ذاهبةً للمدرسة سأفطر هناك ، أحبك!
– إيلين إنتظري…

وخرجت إيلين تجري مارةً من حديقة منزلها الجديد (الذي سكنته قبل شهرين مع أمها) الى المدرسة التي تقع بالجوار ، وأجرت مع نفسها حواراً وهي تجري في الطريق:
– كم أنا غبية! هذه أول مرة سأتأخر فيها عن الحصة الأولى! ، دعنا نرى كم الساعة الآن!

رائع! رائع حقاً ! لقد مرت ثلاث دقائق على الحصة الأولى! يا لحظي البائس كيف سأدخل للصف؟!

وأخيراً وصلت إيلين للمدرسة وألقت التحية على الحارس الذي لم تلحظه هنا من قبل والذي بدوره بادلها بنظرات غريبة ومريبة:
– ما بال هذا الحارس؟! ولمَ لم يرد التحية ! لا يهم عليّ الإسراع إلى صفي!

وأثناء سير إيلين في ممر المدرسة الداخلي لاحظت عدم وجود أي أحد في المدرسة!
وحينما وصلت لصفها الذي يقع عند بداية أول منعطف في الممر تفاجأت بعدم وجود أي أحد!
– ما هذا ؟! أين الجميع ؟! هل هناك عطلةٌ ما وأنا لا أعلم ؟! (قالت إيلين قبل تستدرك شيئاً)
– آه !! يا لغبائي المُفرط ! اليوم يوم الجمعة كيف نسيت ذلك ؟!! (قالت قبل أن تلاحظ وجود يد على كتفها من الخلف أفزعتها بقوة ! )
– أ.. أأ.. أيها الحارس ماذا تفعل هنا؟!
– ماذا أفعل هنا؟! ماذا تفعلين أنتِ هنا؟! اليوم يوم الجمعة! (قالها الحارس وهو يتقدم بخطوات متثاقلة ومريبة نحو إيلين والتي بدورها تراجعت إلى الخلف)
– آآآه! نعم صحيح لقد نسيت! فقد نمت في وقتٍ متأخر لذلـ…
– الحارس (مقاطعاً إيلين وواضعٌ يده على رقبتها): ولماذا نمتِ في وقتٍ متأخر أيتها الجميلة؟!

وبدون تفكير قامت إيلين بتوجيه صفعة قوية للحارس ودفعته إلى الخلف ليسقُط أرضاً !
توجهت مسرعةً نحو الباب الأمامي للمدرسة لتتمكن من الهروب ، وحالما وصلت للباب وجدته مُقفلاً!
– لا تستطيعين الخروج من هنا أيتها البشرية اللعينة! (قالها الحارس الذي حاصرها عند الباب وأخذها من يدها وأطاح بها أرضا ليقوم بخنقها)
ورغم عدم قدرة إيلين على استنشاق الهواء قامت بردة فعل عنيفة ، فقد غرزت اثنين من أصابعها بقوة على عيني الحارس الذي بدوره سقط أرضاً واضعاً يديه على عينيه يصرخ من الألم !
فنهضت إيلين وأخذت المفتاح من جيبه لتفتح به الباب ، وفتحته بالفعل وجرت نحو الخارج مسرعة قبل أن تصطدم بأحد عناصر الشرطة الذي كان يقف أمام الباب

– إبنتي إيلين!! أنتِ بخير..
– أمي؟! أمي!!! (صرخت إيلين قبل أن تقوم والدتها باحتضانها بقوة)
– الحمد لله أنك بخير ، لقد خفت عليكِ كثيراً بعدما لحقت بك إلى هنا ولكن فزعت بعد أن رأيت باب المدرسة مغلق! (قالت الأم مدمعة العينين)
– أنا آسفة جداً لإخافتكِ يا أمي!
– الأم: الحمد لله أن تلك الجني..
– إيلين: ماذا ؟! لم أفهم ما تقولين يا أمي
– الأم (متوترةً): لا شيء يا عزيزتي لا تهتمي..

أحد عناصر الشرطة (مقاطعاً): أخبرينا يا فتاة ما الذي جرى في الداخل؟
– إيلين: لقد قام حارس المدرسة بمهاجمتي بعد أن أغلق الباب!
– الشرطي: حارس؟! أي حارس ؟! لا وجود لأي حارس هنا!!
– إيلين: إنه هنا الا تراه…!!!
إلى أين ذهب؟!! (قالت إيلين بعد أن رأت غياب الحارس الذي كان هنا لتوه)
– الشرطي: حسناً إذن ، انتظرانا أنتما هنا و نحن سندخل إلى المدرسة لنرى ما يمكننا إيجاده!
فأومأت الأم وابنتها برأسيهما إيجاباً ودخل الشرطيان إلى المدرسة!
وبعد وقتٍ من البحث خرج الشرطيان بدون أي شيء

الشرطي: لا وجود لأي أحد داخل المدرسة!!
إيلين: مستحيل!! لقد كان هنا وحاول قتلي حتى أن مفتاحه هاهنا معي ، تفضل خذ
الشرطي: حسناً! أعتقد أنه سيساعدنا ، أخبريني الآن هل تعرفين اسم هذا الحارس؟
إيلين: كلا! فأنا لم أره من قبل ، فهو ليس الحارس الذي أراه كل يوم!
الشرطي: فهمت! ستأتيان معنا إلى قسم الشرطة وسنتواصل مع مدير المدرسة

في قسم الشرطة:
المدير: إيلين!! هل أنتِ بخير؟!
إيلين: نعم حضرة المدير أنا بخير!
المدير: ما الذي جرى ؟! ولماذا ذهبتِ للمدرسة أصلاً فاليوم جمعة؟!
المحقق: تفضل بالجلوس يا سيد..؟
المدير: جوزيف
المحقق: تفضل إذن بالجلوس سيد جوزيف وسنخبرك بكل شيء

وبعد أن جلس المدير طلب المحقق من إيلين أن تقُص ما حصل معها له !
وبعد أن انتهت إيلين تنهد المدير بضيق وقال: لا أصدق أن كل هذا وقع في مدرستي!!
المحقق: إذن سيد جوزيف أخبرنا من هو هذا الحارس؟
المدير: أنا لا أعلم! فالمدرسة لا تملك الا حارساً واحداً وهو اليوم في عطلة!
المحقق: وكيف تُفسر وصول مفتاح المدرسة إلى هذا الحارس المجهول؟!
المدير: هذا ليس مفتاح المدرسة!!
المحقق: فكيف أذن استطاع هذا الحارس المجهول الدخول للمدرسة من خلاله ؟!!
المدير (وهو في حيرةٍ من أمره): أنا حقاً لا أعلم!

وأثناء استمرار التحقيق مع مدير المدرسة لاحظت إيلين شرود أمها وعدم إصدارها لأي صوت!!
إيلين (بصوت خافت): أُمي؟!
الأم: …
إيلين (واضعةٌ يدها على كتف والدتها): أمي ما بالُك؟!
الأم: آه عزيزتي! لا شيء أنا فقط…
المحقق (مقاطعاً الأم وابنتها وإلى جانبه المدير): حسناً أيتها السيدتان يبدو أننا أمام طريق مسدود!
المدير: لا وجود لأي شخص أشك به قد يفعل هذا!
الأم (تهمس في نفسها): ولكني أفعل!
المحقق: ماذا قلتِ يا سيدتي؟
الأم: آه! لا شيء سيدي المحقق!
المحقق: على كل حال يبدو أننا سنغلق القضية و…
إيلين (مقاطعةً المحقق وهي تصرخ بغضب): كيف تغلق القضية؟! الذي حاول قتلي الآن يصول ويجول وأنتم لم…
الأم (مقاطعةً ابنتها): اهدئي يا إيلين ودعينا نذهب الآن!
إيلين: ولكن يا أمي..

وبعد أن انتهى الحوار في قسم الشرطة وتم اغلاق القضية قام المدير بطمأنة الأم بأنه سيضع كاميرات مراقبة في المدرسة .

عادت الأم المرهقة وابنتها الخائفة الى البيت ..

إيلين سأعد لكِ شيئاً تأكلينه فأنتِ لم تفطري!
إيلين: شكراً أمي أنا لا أحتاج طعام ، أنا أحتاجكِ أنتِ فقط!
– لا بأس يا عزيزتي سيكون كل شيء على ما يرام أنتِ بخير الآن (قالت الأم بعد أن جلست على الأريكة وضمت إيلين إلى صدرها) !

إيلين (بصوت عجوز صدّر منها): كلا هي لن تكون بخير!

– يا إلهي إبنتي إيلين ما الذي حدث لكِ (صرخت الأم بفزع ورعب شديدين بعد أن رأت عيني إيلين قد تحولتا إلى اللون الأحمر وصوتها تحول إلى صوت عجوز مرعبة)!
– أنا لست إيلين يا غبية! لقد حذرتكِ منذ شهرين إن لم تتركي بيتي فسوف أؤذي إبنتكِ أو أتلبسها!!! والآن ودعي ابنتكِ!

– إيلين !! إيليييييييييين!!

* النهاية *

تاريخ النشر : 2018-06-24

A.B.B

العراق
guest
41 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى