تجارب ومواقف غريبة

تجارب واقعية من أرض فلسطين 11

بقلم : المعتصم بالله – فلسطين

تجارب واقعية من أرض فلسطين 11
إذا به يتحول إلى وحش مخيف يكسو جسمه الشعر المخيف

 السلام عليكم و رحمة الله وبركاته ، أخواني وأخواتي رواد موقع كابوس الأعزاء ها أنا أعود اليكم من جديد وفي جعبتي بعض القصص التي أرجو أن تنال أعجابكم إن شاء الله ، و قصة اليوم رواها لي أحد الزملاء أثناء تصحيحنا لامتحان الكيمياء توجيهي وقد حدثت مع جد صديقه في أربعينيات القرن الماضي والقصة بشكل عام أحداثها أقرب للخيال منها للواقع ولكن زميلي أكد أنها حقيقية وأنه يعرف صاحب القصة و قد توفي في الأردن من مدة ليست ببعيدة

 على كل حال سأروي لكم القصة كما جاءت على لسان راويها والحكم لكم في النهاية ، فمن يدري فكل شيء جائز في هذه الدنيا الغريبة فإلى التفاصيل ..

في أربعينات القرن الماضي وفي قريه فلسطينية منعزلة نوعاً ما عن التجمعات السكانية والمدن ، كان هناك رجل أسمه عزيز وقد أعتاد هذا الرجل على الخروج من منزله مساءً والسير مسافة طويلة في البرية الموحشة متوجهاً نحو مغارة كبيرة موجودة في سفوح أحد الجبال حيث كان يمكث في داخلها طوال الليل يوقد فيها النار ويشرب الشاي والقهوة ، وفي مرات عديده ينضم اليه بعض الشباب من القرية في سهرته هذه ، وقد كان هذا الرجل غير متزوج ويسكن هو وأمه العجوز في بيت صغير متواضع ، و في أحد الأيام طلبت منه أمه أن يقوم بتوصيلها إلى دار أخيها في القرية المجاورة وقالت له : يا عزيز سوف أمكث في بيت خالك مدة أسبوع أساعدهم في أمور زفاف أبنته و بعدها تأتي لحضور زفاف أبنة خالك وتقوم بإرجاعي للمنزل ، فرد عليها : وهو كذلك يا أماه

وحين عاد عزيز من قرية خاله وكان الوقت مساء قال في نفسه : أمي ذهبت لتجهيز أبنة خالي للزفاف وقد خلا الجو لك ، سأذهب لأصدقائي وأخبرهم بغياب أمي عن البيت وأن المجال أصبح مفتوحاً لنا للسهر والسمر في مغارتنا العزيزة ، وبالفعل ذهب عزيز وأخبر أصدقائه بالأمر فسر الشباب بهذا الخبر ووعدوه بالخروج معه وقت حلول الظلام

 ويشاء الله في هذه الليلة أن يتوفى رجل في تلك الليلة ويكون أب أحد أصدقاء عزيز وهذا أدى إلى إلغاء السهرة فسقط الخبر كالصاعقة على عزيز ليس خبر وفاة الرجل أنما خبر إلغاء السهرة ، و من شدة غيظه قرر أن يخرج إلى المغارة بنفسه لقضاء الليل هناك لوحده

 وفي الطريق وأثناء سيره في البرية نحو المغارة خُيّل له ملاحظة شيء يرمقه من فوق التلة المقابلة له فقال في نفسه : ما هذا كأني أرى ظل شيء يراقبني من فوق التلة ، هل هو ظل حيوان أم أني أتخيل ؟ يا إلهي كان هذا الشيء يتحرك يا ترى ما هو فهذه أول مره أصادف شيئاً  كهذا ؟! حسناً سأرميه بحجر لأرى ما هو ، وبالفعل التقط عزيز حجراً ضخماً ورمى به الشيء ، وما أن وصل نحو هذا الشيء الغامض واذا بالحجر يصطدم بهذا الشيء فاصدر زئيراً مرعباً وهنا كاد قلب عزيز أن يطير من مكانه من الرعب وما كان له إلا أن يركض نحو المغارة بأقصى سرعة ممكنة ، فقد أصبحت قريبة منه

 وأثناء ركضه نحو المغارة سمع خطوات ثقيلة تجري خلفه وصوت مرعب مملوء بالغضب الشديد وكأنه يريد تحويل الرجل إلى أشلاء وبعد فترة زمنية قصيرة وصل عزيز إلى المغارة وهو في حالة رعب شديد : يا إلهي ليتني بقيت في القرية لم أكن أعلم بوجود ضبع مفترس يتربص بي في الطريق ، يجب علي أن أشعل ناراً على الفور فهي كفيلة بأبعاده عني

 أشعل عزيز نار عظيمة في المغارة بعد أن بلل الحطب بمادة البنزين ليزيد من اشتعالها ، بعدها أطمأن عزيز وقال في نفسه : لن يتجرأ شيئاً على اقتحام المغارة طالما هذه النار مشتعلة ، وما كاد ينهي كلامه وإذا بشيء يقفز فجأة في المغارة ويقف مباشرة أمام عزيز وجهاً لوجه وهذا الشيء ما هو إلا امرأة يكسو جسمها شعر كثيف مسلحة بأنياب ومخالب وعيناها حمراء كالجمر وكانت في حالة هيجان شديد

 لم يصدق عزيز ما تراه عيناه وكاد أن يموت رعباً من هول ما يرى : من أنت ومن تكونين ؟ وهنا صرخت المرأة صرخة مرعبة وقامت بالهجوم عليه ، هنا قام عزيز بردة فعل كانت سبب في إنقاذه من الهلاك فقد قام بضرب المرأة المرعبة بعلبة البنزين أثناء هجومها عليه فانسكب البنزين عليها ثم أقتحم النار خارجاً من المغارة ، فقامت الشيطانة باللحاق بعزيز واقتحمت هي الأخرى النار ولكن لا ننسى أن جسدها مبلل كاملاً بالبنزين وعلى الفور تحولت هذه البلهاء إلى كتلة مشتعلة من النار ، فرح عزيز بما جرى فانطلق كالسهم ينهب الأرض نهباً نحو قريته تاركاً خلفه المرأة المرعبة تصرخ صرخات الاحتضار بعد أن أكلت النار لحمها وعظامها

وصل عزيز إلى قريته وقد كان الناس لتوهم عائدين من المقبره ويحضرون لإقامة بيت العزاء ، دخل عليهم عزيز وهو في حالة يرثى لها وكان مصدوماً لا يتكلم مع أحد فاستغرب الناس من حاله وسألوه : ما بك وأين كنت ، ولماذا لم نراك في جنازة الرجل ، وما رائحه الحريق التي تصدر منك ؟ لم يجب عزيز ولو بكلمة واحده بل توجه إلى منزله وأغلق الباب عليه

دهش أهل القرية من سلوكه وتساءلوا فيما بينهم : ما به هذا الفتى الأحمق ، هنا قاطع دهشتهم وصول بعض الرجال من قريتهم يعملون في التجارة وختارين – أي المتجولون ليلاً – فسلموا على أهل القرية وسالوا : لمن هذا العزاء ؟ فاخبروهم عن الرجل المتوفي فترحموا عليه وقاموا بواجب العزاء لأبناء الفقيد و هموا للعودة لبيوتهم كي يرتاحوا من عناء السفر وكان من بين هؤلاء رجل يكنى بأبو زياد وهو عم عزيز فقام أحد أصدقاء عزيز وأخبره بحال أبن أخيه ، هنا أصاب أبو زياد القلق وظن أنه تورط في مصيبة سرقه أو اعتداء وتوجه فوراً هو وبعض أصدقاءه عزيز نحو منزل أخيه وقام بطرق الباب على أبن أخيه وقال : افتح الباب يا عزيز أنا عمك

 وهنا قام عزيز بفتح الباب لعمه وقام بحضنه وأخذ في يجهش في البكاء ، فساله عمه وقال له : ما هذه الحالة التي أنت عليها ، ثم أين أمك يا فتى ، هل فعلت لها شيئاً اخبرني هيا ؟ فقال له عزيز : لم أفعل لها شيئاً ، لقد ذهبت إلى بيت خالي لتجهيز أبنته للزواج ، إذاً اخبرني ما الذي حدث معك أنت أبن أخي وأنا مسئول عنك ؟ فقال عزيز أخشى يا عمي أن أخبرتك ألا تصدقني أو تتهمني بالجنون ، تكلم يا فتى فلم أعد احتمل ، وأخبره عزيز بكل ما جرى معه ، وبعد أن انتهى كلامه أُصيب عمه بالذهول وقال : معقول هذا ! فقال عزيز : أخبرتك يا عمي أنك لن تصدقني ، فقال أبو زياد : ليس هذا ما قصدته يا أبن أخي ولكن منذ زمن بعيد كنت أنا وأبوك رحمه الله نلعب أمام البيت وفجأة رأينا مثل ظل مرأة يراقبنا وكانت تفصلنا عنها مسافة ليست ببعيدة وقد كانت تقترب منا شيئاً فشيئاً وفجأة خرج جدك من البيت مرعوباً وقال لنا : هلموا يا أبنائي إلى داخل المنزل ، فقلنا له : هناك امرأة بالخارج من هي ؟ فقال : لا عليكم فقط أذهبوا للنوم وانسوا أمرها

ثم بقي جدك يراقب بها ثم قال لجدتك : لقد ذهبت أخيراً ، فقالت له : من هي ؟ فقال جدي : ليست من جنس البشر ويبدو أنها شيطانه متجسدة ، واستمرت بالظهور مدة من الزمن وفي نفس المكان إلا أنها اختفت ولم نعد نرى لها اثرا هي من هاجمتك وقد عادت بعد مرور كل هذا الوقت اخبرني يا عزيز أين هي تلك المغارة ؟ في الصباح أن شاء الله سوف نذهب وننظر في أمرها

 وبالفعل ذهب عزيز وعمه وبعض أصدقائه إلى المغارة وعندما وصلوها نظروا إلى داخل المغارة فلاحظوا أثار النار والحطب المشتعل ، ولكن لم يجدوا جثة المرأة ، فسال أبو زياد أبن أخيه : قلت أنك أحرقت الشيطانة ولكن أين جثتها ؟ فقال عزيز : أقسم لك أني أحرقتها في هذا المكان وتركتها تصارع الموت ، هنا فقال أحد الأصدقاء مازحاً : يبدو أن زوجها قد أخذ جثتها ، لا عليكم أنا امزح فقط ، هنا ظهرت على وجه أبو زياد علامات الخوف والقلق : معقول كلامك يا هذا أن كانت أنثى فأكيد أن لها زوج أو أخ أو غيره ، و أن كان الأمر كذلك فنحن في خطر شديد ، هيا بنا أيها الفتيان فلنذهب من هنا بسرعة

 دخل أبو زياد وأبن أخيه إلى المنزل وبعد تناول طعام الغذاء قال أبو زياد لعزيز : يا أبن أخي أنت تمكث الليلة مع أولاد عمك وأنا أذهب إلى منزلكم مصطحباً معي بندقيتي فاذا كان ما نعتقده فربما يحضر لبيتكم طالباً بثأره

 وفي المساء ذهب أبو زياد إلى بيت أخيه الفارغ وجاء بكلب ربطه بالقرب من باب المنزل وانتظر هو في الداخل مغلقاً عليه الباب متسلحاً ببندقيته تحسباً لأي طارئ ، و يمر الوقت بسرعه ويرخي الليل استتاره وأبو زياد في قمة الحذر واليقظة ، و فجأة وبدون سابق إنذار وإذا بالكلب يبدأ بالزئير ثم بنباح شديد مستمر غير منقطع ، هنا تساءل أبو زياد : ما بال الكلب ينبح ، ماذا رأى يا تُرى ؟ و فجأة يصرخ الكلب صرخة مؤلمه ويسمع أبو زياد صوت لحم يتمزق بعدها لم يعد يسمع صوت الكلب و كأن هناك من أخمد أنفاسه ، جهز أبو زياد بندقيته وبيد مرتجفة صوبها نحو الباب وهنا شعر بضربة قويه كادت من قوتها تطيح بالباب وعلى الفور قام أبو زياد بإطلاق النار على الباب فسمع على الفور صوت صرخة مرعبة قادمه من خلف الباب وفي هذه الأثناء سمع صوت أهل القرية يخرجون من منازلهم ويتوجهون نحو بيت عزيز ، ولكنه سمع في نفس الوقت صوت خوار مرعب قادم من وراء الباب ثم خطوات ثقيلة تجري مبتعدة

 وبعد فتره زمنيه بسيطة وصل أهل القرية الى بيت عزيز وفتح لهم باب المنزل وأخذوا يسألونه عن سبب العيار الناري ، فقال لهم لا شيء فقط أطلقت النار على ضبع هاجم كلبي ، فنظر الناس إلى الكلب فوجدوه تحول إلى اشلاء فقالوا : يا للكلب المسكين ! وأين الضبع ؟ فقال أبو زياد : يبدو أنه فر ، ثم قال : لأهل القرية خذوا حذركم يبدوا أنه مازال في الجوار ، ثم نظر إلى أصدقاء عزيز فوجدهم ينظرون اليه وقد أصيبوا بحالة فزع شديد ، ثم قال أحدهم : زوجها أليس كذلك ؟ فأشار إليه أبو زياد بأن يصمت

بعدها تفرق الناس وقبل أن يدخل أبو زياد المنزل لاحظ وجود بقع من الماء على باب المنزل ولكن الغريب أن لونها يميل للأزرق وتمر الأيام وتعود أم عزيز ولم يحدث شيء في القرية ، وهنا يقرر أبو زياد بعد أن اطمأن على أحوال القرية الهادئة أن يخرج هو وأصدقائه في تجاره جديدة إلى الأردن

وبالفعل في مساء أحد الأيام خرج أبو زياد بتجارته هو وأصدقائه إلى الأردن وهناك يمكثون مدة من الزمن يبيعون ويشترون بعدها قرروا العودة مرة أخرى إلى القرية ، و في ليلة من الليالي وأثناء تواجدهم في البرية كان أبو زياد و رفاقه مجتمعون حول النار يشربون الشاي ويتسامرون ويضحكون وكانوا نحو ستة رجال ، لفت أحدهم نظر أبو زياد أحد الرجال الذي كان لا يشاركهم في حديثهم وأنما ينظر باتجاه أحد التلال وقد بدا الرجل مصدوماً فساله أبو زياد : ما بك يا رجل أهناك شيء ؟ فلم يجبه الرجل بل أخذ كشافه وبخطوات متثاقله أتجه نحو أحد الصخور والرجال ينظرون اليه بحيرة ثم سلط كشافه نحو أحد التلال وقال بصوت مرتجف : هناك شيء ضخم مرعب على هيئة أنسان يراقبنا من بعيد،  ما الذي تقوله يا رجل أين هو ؟ أنه هنا تعالوا وانظروا

 فقام الرجال على الفور ونظروا إلى المكان ولكنهم لم يروا شيئاً ، فقالوا : أين هو أتهزاء بنا يا رجل ؟ لا لا اهزأ بكم ، أقسم أني رأيت شيئاً هناك ، دعك من الجنون وهلم الينا نكمل السمر ، أما أبو زياد فقد التزم الصمت وبدأ القلق على وجهه

وفي مساء اليوم التالي وأثناء جلوس الرجال لأعداد طعام العشاء واذا برجل ضخم الجثة غريب الهيئة قد طلع عليهم فاستنكره الرجال وهابوا منه وما هي إلا لحظة بسيطة حتى كان بينهم فألقى التحية عليهم وجلس معهم ، فقال أحدهم : بحياتي لم أرى رجل بهذه الضخامة المفرطة وكأنه عفريت من الجان ، فقال أبو زياد : من الرجل ؟ فقال : بدوي من عرب النقب جئت مع أهلي ، وأين أهلك ؟ أنهم خلف هذا الجبل ، حسناً أهلاً بك معنا يا أخي ، ثم قال أحدهم : يا أبا زياد لقد رأيناك ليلة البارحة و يبدو عليك القلق خاصةً بعد أن علمت أن هناك من يراقبنا – على ذمة صاحبنا – فقال أبو زياد : أخشى أن يكون قد عاد ، فقالوا : من هو ؟ فقال : الموتور ، فقالوا : يا لطيف الموتور ! ما الذي حدث معك أخبرنا ؟ فقال : بشرط أن لا تخبروا أهل القرية ، فقلوا : قل نعدك

 فقص عليهم ما حدث معه ومع ابن أخيه ، فاستغرب الرجال مما سمعوا وقالوا : أحقاً ما تقول ؟ فقال : أقسم على ذلك ، و فجأة وإذا بالرجل الغريب يقال : إذاً أنت وأبن أخيك قاتلا المرأة ؟ فقال أبو زياد : نعم يا أخي أنا هو ، وهنا بدأت ملامح الرجل بالتغير وصار يرمق أبو زياد بنظرات حاده ثم قال : أحسنت صنعاً يا أخي واخشى أن ما راه صاحبكم هو زوجها يريد الانتقام لها ، اسمع يا أخي أبو زياد يجب علي أن أذهب وأحذر أهلي ويجب عليك أن تذهب معي كي تقص عليهم ما حدث كي يصدقوني ، لا تقلق أنهم قريبون من هنا ، فوافق أبو زياد على الذهاب معه بعد أن أخذ بندقيته ، وفي الطريق قال الرجل الغريب لأبو زياد : ما رايك يا أخي أن تعطيني البندقية لأنظر اليها ، فقال له أبو زياد : لك ذلك ولكن حينما نصل إلى ربعك أما الأن فسر أمامي وأنا أسير خلفك كي لا يباغتنا شيء من خلفنا،  فقال الرجل : وهو كذلك

 أما الرجال فأثناء تجهيزهم للعشاء وإذا بفارس على خيله يمر عليهم ، فسلم عليهم وترجل عن خيله فقال الرجال : أكيد أنك من البدو الذين حطوا رحالهم خلف الجبل ؟ فقال الرجل باستغراب : أي بدو ؟ لا يوجد أحد هناك سوى بريه موحشة مليئة بالوحوش المفترسة ، ماذا تقول أيها الرجل ؟ لقد جاءنا رجل هذا المساء وأخبرنا بأنه بدوي وأن أهله خلف هذا الجبل وقد ذهب معه صديقنا ليعرفه على أهله ، أقول لكم لا يوجد أحد هناك سوى العفاريت والجان ، فقال الرجال : يا إلهي أنه زوجها ، أنه الموتور لقد أخذ أبو زياد للفتك به ، هيا فلنلحق بهم وأنت أيها الفرس تعال معنا ، فقال : لا تقلقوا فأنا قصاص أثر خبير وسوف ندركهم أن شاء الله

وانطلق الرجال بسرعة البرق لإنقاذ أخيهم من هذا الغول ، وفي الطريق نزل الفارس عن جواده لتفحص الأثر وهنا أطلق الرجل صرخة رعب ، فقال الرجال : ما بك ؟. فقال الخيال وهو مرعوب : أياً ما يكون مع أخيكم فهو لا يمت للبشر بصلة ، وكيف عرفت ؟ فقال الخيال : لأنه بجانب أثار أخيكم هناك أثار حوافر دابة والغريب أنها تسير على قدمين اثنتين مثلنا نحن البشر ، يا الهي فلنسرع ،

أبو زياد : أين هم قومك يا رجل ؟ أه نسيت أن أخبرك أنهم قرروا الرحيل إلى مكان أخر ، أين ؟ هناك خلف تلك التلال البعيدة ، حسناً أسمع يا رجل أريد أن أرتاح هنا قليلاً ، ما رايك أن تذهب لجمع الحطب ريثما أخذ قسط من النوم حيث سأعطيك البندقية عند عودتك للحراسة ، هنا فرح الرجل المخيف وبدأ متحمساً وانطلق لجمع الحطب ، فقام أبو زياد بفرد الفراش على الأرض ثم جاء ببعض الحجارة و وضعها على الفراش و خلع ثوبه وحطته والبسها للحجارة ثم غطاها بالغطاء ثم أخذ بندقيته وأختبئ خلف الصخور

وما هي إلا فترة بسيطة حتى جاء الرجل يحمل الحطب وما إن رأى الفراش حتى ظن أن أبو زياد نائما وهنا القى الحطب وأبو زياد ينظر له من خلف الصخور ولما وصل إلى الفراش وإذا به يتحول إلى وحش مخيف يكسو جسمه الشعر المخيف و فمه يمتلئ بالأنياب ويداه بالخالب وأصبح شكله لا يمت للبشر بصلة ، وعندما شاهد أبو زياد ما جرى كاد أن يغشى عليه من الخوف ولكنه تمالك نفسه ثم رفع الوحش يداه كأنها جذوع أشجار وغرس مخالبة في الفراش ثم قام برفعه نحو فمه وبعضة هائلة منه تحول الفراش إلى أشلاء

وبسرعة ظهر أبو زياد من خلف الصخر وصوب بندقيته نحو الوحش ثم قال : هيه أنت ليس من عادات البدو قتل ضيوفهم ، وحينها نظر الوحش إلى أبو زياد وبدت الصدمة على وجهه وأدرك أنه وقع في الفخ ، فصرخ صرخة عظيمة كادت تفقد أبو زياد توازنه وقبل أن ينقض عليه عاجله أبو زياد بطلقه استقرت براسه ، وعلى الفور فقد الوحش قوته وسقط على الأرض يتخبط بدمه ، وهنا كان الرجال قد وصلوا إلى المكان وعندما رأوا الوحش ملقى على الأرض انقضوا عليه بخناجرهم واخذوا بطعنه حتى مزقوه ثم ذهبوا إلى أبو زياد وسألوه : هل أنت بخير يا رجل؟  قال : نعم ، وكيف تمكنت منه ؟ فقال لهم : لقد عرفته من أول ما رايته وقصصت عليكم القصة لأرى ردة فعله ولأوقعه بالفخ وقد حدث ، فقالوا : يا أخي أنك أخبث من الشيطان نفسه ، ثم قام الرجال بحرق جثته ، وقفلوا عائدين لبيوتهم ، ولم يتكرر معهم هذا الأمر طيلة حياتهم

وهكذا تنتهي القصة  و بغض النظر عن صحتها أرجو أن تنال إعجابكم ، والسلام عليكم.

 

تاريخ النشر : 2018-06-28

guest
93 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى