تجارب من واقع الحياة

أرغب بالموت.. كل أحلامي تحطمت بسببهم

بقلم : نورما.جين

أرغب بالموت.. كل أحلامي تحطمت بسببهم
لست فتاة عادية .. و يريدون تحطيم طموحي

أهلاً بالجميع ، نورماجين 14..خريفا..لا لن أحدثكم اليوم عن أي من تجاربي ولن أطلب تفسيراً بل لدي مشكلة هم يقولون “لكي تكون محبوباً لا تشكو همومك لأحد” و أنا أقول”أحياناً -كما الآن- أكره أن أكون محبوبه وأكره رغبتي الإنسانية في ذلك لأني كلما واجهت مشكلة رأيت هذه العبارة ملصقة في وجهي.. وبكل مكان !” أطلت بالمقدمة ..أعتذر.

لدي طموح..نعم وما الغريب؟! المشكلة أني لا أستطيع تحقيق أي من أهدافي.. أشعر باليأس..أرغب بالبكاء حتى أختنق لكني لا أتمكن من ذلك ، المشكلة في مجتمعي الذكوري الفاشل-مع احترامي للجميع- أردت أن أكون مثل إدغار آلان بو ، وكنت لا أنام ليلاً بل أؤلف الأشعار و أكتب القصص القصيره الغامضة -كبداية- إلى أن أتتني الضربة الأولى”شاعره ؟ يا بنت مكانك في المطبخ” قلت لا بأس الطموحات كثيرة وباب الشهرة واسع..

قلت ماذا عن الموسيقى أن يطلق علي : موزارت العصر أو بيتهوفين العصر؟ فحصلت على دروساً بالعزف وصرت أعزف قليلاً على البيانو ، فخرجوا لي بأحكام من الدين فقلت لا بأس ، من أجل الدين كله يهون ، وصرت أتنقل بين هذا وذاك حتى وصلت للباليه لكن أهلي رفضوا رفضاً قاطعاً ولست أدري ما السبب ، فأخذت منحى أخر وقررت الكتابة ، لكني كلما كتبت تأتيني عبارات التجريح من كل صوب”لم يعد هناك من يقرأ يا آنسه ج.ك رولينغ!” والكثير من ذلك..صدقوا..أمة أقرأ ليست تقرأ .. الانترنت استحوذ على عقول الجميع لدرجة أنستهم لذة الذهاب للمكتبة واقتناء الكتب الجديدة ، كما أن نوعية قصصي مرفوضه في بلدي” أدب الرعب القوطي” مع أني غيرته الآن وصرت أكتب فقط عن أدب الرعب.. فتركت الكتابه وقلت نعم هو كذلك لعب الجمباز سأتوج لاحقاً بلقب”أصغر وأول لاعبة جمباز في ..-اسم بلدي-” ولكن أهلي أيضاً رفضوا ذلك”هذه سخافة لن يهتم أحد لفتاة تمشي على يديها وتقفر عالياً كالسوبر مان..”قالتها أمي..يريدوني أن أدور في ذلك الدولاب المغلق الذي مروا فيه جميعاً..أكبر لأتزوج لأنجب..

أريد أن أخلد اسمي في العالم .. نسيت أن أحكي لكم عن الرغبة التي أردتها أيضاً ، عالمة كيمياء ولكن أهلي قالوا”جنون آخر زمن أين تعيشين؟ رجاءً احلمي على مستواك”

فأخذت طموح أن أكون متسلقة جبال واقتنيت كتباً من أجل ذلك ولكن أختي الكبرى وجهت لي صفعة لن أنساها في حياتي ، قالت لي عندما أخبرتها أنني سأتسلق قمة إيفريست ذات يوم”ليس كل من تسلق القمة بطلاً ، قد يكون حماراً ساعدته الصدفة ” أو شيء من هذا القبيل..

ليست هذه فقط أحلامي ، أتذكرون عندما أتى إعلان وكالة ناسا الفضائية عن رغبتها في حراس للأرض لم أتردد للحظة وكنت على وشك إرسال رغبتي بذلك خصوصاً مع عشقي لتلك الأمور لكن..تأتي الصفعات بما لا تشتهي الوجوه..أهلي رفضوا..خصوصاً عندما عرفوا أن هذا يعني السفر لأمريكا..

تحطمت أشعر بالانهيار.. لدي طموحات وأهداف أكثر وأكبر من هذه ولكن أهلي دوماً يسخرون مني حتى عندما أردت اختراع روبوت “اليابان بعيدة هل فقدتِ عقلك؟!” واجهوني بها..لازلت مصره على أن يكون اسمي مخلداً ولكن ماذا ؟ سأدخل في الخامسه عشر بعد اشهر وماذا بعد؟ العمر يجري و أنا أراقب بصمت ، أي معجزة هذه التي ستغير عقل أهلي ومجتمعي..رلي رغبةً بشتمه ولكن ليسوا كلهم محطمين بل معظمهم..لا أريد أن أكون طبيبة ولا معلمة ولا ممرضة ولا أي من المهن المتعارف عليها ، بربكم من الذي سيذكرني من بين الملايين ممن يقومون بنفس المهنة ؟ لا أحد..لا أحد أبداً ..

أريد أن أكون عالمه..كاتبة..شاعرة..رسامة – حتى هذه أهلي استخفوا بها .
أريد أن يكون ذكري معروفاً بعد أن أموت ، أريد أن أكون متسلقة جبال ، كيميائية محترفة ..لا أريد أن أكون عادية العادي للضعفاء وأنا لست كذلك ! أنا لست عادية ! قد تقولوا كلنا كمراهقين حلمنا مثلك ولكن مبادئنا تغيرت عندما كبرنا.. لا ! أنا لن أتغير ولن أتراجع ! ولا أعرف لماذا أحكي لكم ! لأنكم ملاذي الأخير ربما.. وربما لأن قلبي محطم وأنا منهكة

أريد الموت لكن ليس الآن..على الأقل حتى لو رسالة واحدة أكتبها قبل أن أموت تغير الكثير.. لست أطمح للشهرة بل لتخليد اسمي في العالم البائس فقط ، هذا ما أريده .. إنه ليس صعباً فحسب..بل إن أهلي و مجتمعي ككل لا يوافقني على هذا ويجعلها تبدو أكثر من مستحيله لقد تعبت..تعبت بحق..

ساعدوني بأي شيء .. ولو بكلمة..أرجو أن تتفهموني..تحياتي لكم..آسفة على الإطالة .

تاريخ النشر : 2018-07-02

guest
66 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى