منوعات

إصرار على الكتابة!

بقلم : هشام بودرا (hibo)
للتواصل : [email protected]

في سبيل الكتابة خاض غمار المغامرات والحروب ودخل السجن!

كان رافائيل ستاميلوتو مولوعا منذ طفولته بكتابة الموضيع الإنشائية و القصائد الشعرية و كان حلمه الوحيد أن يتحول إلى كاتب مرموق ومعروف عالميا .. و حينما بلغ سن العشرين إنتهى من تأليف أول عمل حقيقي بالنسبة له ، حمل عمله و توجه إلى إحدى دور النشر الكبرى في مدينة ميلانو بإيطاليا !

لكن حينما قرأ الناشر قصته أعادها له مخاطبا إياه بالقول التالي : لا تصلح ، لأنها تفتقر إلى الواقعية … إن الكاتب يا بني لا بد أن يخوض عدة تجارب في الحياة حتى يستطيع أن يكتب ! .. و ما كان من رافائيل إلا أن إلتحق بالفرقة العسكرية الأجنبية في فرنسا و سافر إلى مرسيليا ، و أصبح محاربا مأجورا .
و عاد بعد عامين للكتابة و قدم عمله الجديد للناشر الذي قرأ ما كتب و كان رده كالتالي : ليس في كتابك الجديد قلب يخفق ! إنه موت و دماء بلا دموع ، لم أجد لمسة دفء واحدة بين سطوره!!

لم يصب رافائيل بالإحباط فقرر خوض تجربة أخرى تمتلت في عدة مغامرات غرامية مع نساء و فتيات ، ثم ترك ضحاياه و عاد ليكتب عن تجاربه الغرامية .. وعاد ليقدم عمله الجديد للناشر الذي قال له : أين المغامرة في كل هذا ، إنها قصص يمكن العثور على أبطالها في أي مكان !

و ما كان من رافائيل إلا أن سافر إلى أدغال إفريقيا ، ثم عاد بعد سنتين يحمل مؤلفا جديدا ! و لكن الناشر كان له رأي أخر : لقد تغير مزاج القارئ يا بني .. إنه يبحث عن العنف و الجريمة و الحركة .. و ليس في مؤلفك أي شيء غير تجاربك مع الحيوانات المتوحشة التي كنت تطلق عليها الرصاص فتخر أمامك بلا مقاومة !

شعر رافائيل بخيبة أمل كبيرة لكنها لم تثنيه عن عزمه في تأليف قصة مثيرة فقرر الخروج و القيام بعملية سطو مسلح على أربع محلات تجارية و مصرف كبير في ميلانو الإيطالية !
سقط رافائيل في قبضة الشرطة بعد مواجهة مسلحة مع الشرطة و قدم للمحاكمة حيث حكم عليه بالسجن لمدة سنتين !
قال وهم يقودونه إلى زنزانته في السجن : من يدري فقد أستطيع تأليف كتابي الجديد عن حياة المساجين داخل السجن !!

المصادر :

– نسخة من الثمانينات لمجلة العربي

مدونة الكاتب : Hibopress.blogspot.com

تاريخ النشر : 2018-07-29

guest
16 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى