أدب الرعب والعام

طالع النخل نباش القبور

بقلم : منوشة – ارض المحروسة

فتح القبر وتحسس جسد العم سليمان وبدأ بفكه وليته ما فعل

هناك حيث الظلام التام والقرية بأكملها نيام ، إلا بيت واحد يعلو منه صوت البكاء والنحيب ، إنه منزل العم (سليمان) ، لابد أنه توفي .. كان في مرض الموت والأطباء قالوا أنها أيام معدودات ، وتفيض روحه لبارئها ، وقد كان .

فجاة استيقظ الناس واحداً تلو الآخر على وقع أصوات أهل البيت ، و أسرع أحدهم إلى المسجد وأخبر الشيخ (عياد) بالأمر ، وارتفع مكبر الصوت ينعى العم سليمان

وفي عجالة من الأمر تم تجهيزه لينام في بيته الدائم ، آه يا عم سليمان كم كنت طيب القلب حكيم ، شديد في قول الحق ولا تخشى إلا الله

دفن العم سليمان بعد الفجر وعاد الكل لمنازلهم و أغلقوا أبوابهم إلا هذا الشقي اللعين ، عباس

كان صاعداً من بعد العشاء على النخل منتظراً أي ضيف جديد للمقبرة ، وها هي فرصته قد أتت ، ويا له من ضيف إنه عدوه اللدود العم سليمان ، فرصتي قد أتت كي أشفي غليلي منه ، قالها عباس بعد سماعه لنعي العم سليمان ، أخيراً مت أيها العجوز ولن يكون بإمكانك أن تقف في طريقي .

نزل عباس من نخلته وأسرع خطاه نحو المقبرة وتوجه نحو قبر العم سليمان وبدأ يتحسس الباب ، كان يشعر وكأن القبر يشع نوراً وفى نفس الوقت كان لديه إحساس بأنه سيفتح القبر ليجد العم سليمان جالس كعادته يسبح على أصابعه

نبش الباب بسرعة وبخفة فهي مهنته الخفية السرية التي لا يعرف عنها أحد سوى (سيد) ، هذا الدجال الكافر الذي يطلب منه دائماً أن يحضر له جزء من شخص ميت ، إصبع _ سن _أذن وربما طلب منه( قلب أو كبد) الميت

فتح القبر وتحسس جسد العم سليمان وبدأ بفكه وليته ما فعل ، لقد انتابت جسمه رعشة غريبة حينما نظر في وجه العم سليمان ، كانت تعلوه بسمة الفرح بلقاء ربه ، بسمة تعني أن الدنيا بما فيها لم تعد تعني له شيئاً

أخذ يسرع فى فك الكفن وما إن وصل إلى يده حتى بدأ بقطع إصبع السبابة ، آه هذا الأصبع لطالما أخافني وهددني وتوعدني ، الآن أصبح ملكاً لي أو بالأحرى ملك لـ سيد الدجال

طار عباس إلى سيد مستبشراً بصيده السمين ، وما إن طرق الباب حنى فتح له الدجال و أدخله قائلاً : سبع و لا ضبع
قال له : سبع ، لكن بضاعتي اليوم ليست ككل ما سبق إنها الإصبع المبروكة ، إصبع العم سليمان

اندهش الدجال قائلاً : عفارم عليك ألم تخف من العم سليمان ؟
قال له : أنا إلى الآن خائف .

عاد عباس لمنزله ونام ما تبقى من ساعات الفجر واستيقظ على هرولة الناس في الشوارع
توجه لعمله المعلن وهو طلوع النخل من أجل جنى البلح
وصعد نخلته ونظر إلى المقبرة وصعق مما نظرته عيناه ، لقد وجد جمع غفير من الناس عند قبر العم سليمان ويصرخون
من ابن الحرام الذي فعل هذا
من ابن الحرام الذي فعل هذا

لقد تذكر عباس أنه لم يقفل باب القبر بعدما فعل جريمته
وعندما ذهب أهل العم سليمان لزيارته هالهم منظر جسده الطاهر مكشوف وبعثرة كفنه ، فنادوا الدفان وتفحص الجثة وأخبرهم بما حل به

ثار أهل القرية وتوجهت شكوكهم نحو سيد الدجال فهو معروف بأفعاله المشينة من سحر وشعوذة ولربما فعل ذلك من أجل إتمام سحر من أسحاره

سارعوا الخطا نحو بيته فلم يجدوه لكنهم وجدوا فتى يقف عن باب البيت ، ولما سألوه عن سيد قال أنه سافر في الفجر لقرية مجاورة ، واستفسر عن حالهم فأخبروه بما وجدوه في الصباح ، فقال لهم لقد رأيت شخصاً يخرج من المقابر بعد الجنازة بقليل ومعه لفافة في يده ، ولما سألوه عن شكله أو اسمه لم يجيبهم لأن الظلام كان حالك ، ولكنه سمع يهمس للفافة التي في يده قائلاً بشماتة :
الآن شفيت غليلي منك أيها العجوز ولن تهددني بهذا الإصبع بعد الآن .

عرف أهل القرية من هو الشخص ، إنه (عباس) طالع النخل
وصدموا من معرفتهم أنه فعل فعلته الدنيئة

تجمهروا عند نخله وصرخوا فيه فسقط من هول صراخهم واصطدمت رأسه بصخرة فقد على إثرها الوعي ، نقلوه للمشفى واستجوبته الشرطة فاعترف بفعلته وفارق الحياة ليلقى ربه بذنوبه .

تاريخ النشر : 2018-07-31

guest
24 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى