تجارب ومواقف غريبة

هذا ليس بيتي

بقلم : هديل – لبنان

هذا ليس بيتي
يمكن للروح أن تنتقل من جسدٍ إلى آخر

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..

عدت لكم من جديدٍ ، لأروي لكم قصةً عن ظاهرة انتقال الروح ..

ذات يوم وُلِدَت فتاة من أسرة فقيرة داخل مدينة في محافظة حماه السورية ، كانت هذه الأسرة كبيرة و عندما بدأت هذه الفتاة بالكلام ، أخذت تقول لأهلها دائما”أريد أن أذهب إلى بيتي .. أنتم لستم أهلي و لا يوجد لديَّ إخوةٌ أبداً ، أنا وحيدة و اسمي نادية و ليس براءة” .. تمر بضع سنين و تبقى هذه الطفلة على عنادها ، فهي دائمة الشكوى من الفقر و الحرمان و تتحدث عن والدها .. و حبها له بشكلٍ مستمر و اتضح من كلامها أنها فتاةٌ وحيدةٌ لأبويها ..

والدها تاجرٌ معروف في مدينة “بانياس” الساحلية ، و منزلهم يقع بالقرب من مركز الشرطة و بينما كانت تستعد للاحتفال بعيد ميلادها السادس .. كانت أمها لا تهتم بها فكانت دائمة الكلام على الهاتف ، و في عيد ميلادها أحضر لها والدها فستاناً أزرقاً جميل .. مثل فستان العروس على حد قولها و عندما كانت تريد أن تسرح شعرها ب”السشوار” ، أي مجفف الشعر نادت على أمها و لكن لم تبالي لها .. إذ قالت لها “قومي بذلك بنفسك أنا أتحدث في الهاتف” هنا تصرفت بنفسها ، فحصل ماسٌ كهربائي ثم توفيت على إثره ..

كل يومٍ كانت تُبْكِي والدها و تردد كرهها لأمها ، حتى مرضت و لم تعد تقوى على النهوض .. جربوا أكثر من طبيب دون جدوى ، حتى قال لهم أحد الأطباء “ابنتكم حالتها النفسية أوصلتها إلى المرض .. لذلك يجب أن تجاروها و ترضوها كي تستعيد نشاطها” ، سمعت “نادية” كل هذا فقالت لوالدها “أرجوك خذني إلى والدي لأراه مرةً واحدةً فقط .. و أعدك أن لا أذكره أبداً” و بالفعل في الصيف الماضي قرر والدها ، أن يأخذها إلى مدينة “بانياس” و لكنه لم يكن يعرف المكان .. فقالت له الفتاة “عندما نصل إلى بانياس سأدلك ، فأنا أعرف البيت و المعمل الذي يخص والدي” ..

و بالفعل ذهب الوالد و “براءة” أي “نادية” و أختها التي ذكرت لي هذه القصة ، و عندما وصلوا إلى أوتوستراد بانياس .. بدأت هي تشير لهم بأي مدخل يدخلون ، مع العلم أنها لم تزر بانياس أبداً .. و حينما وصلا إلى إشارة المرور سأل الوالد عن اسم ذاك الرجل ، و المعمل لكي يتأكد فصرخت البنت و قالت “إنه بالشارع الثاني .. أليس كذلك؟” فأجاب الشرطي قائلاً “أجل إنه بالثاني” ، و أكملا السير ثم دخلا بالشارع الثاني .. فأشارت الفتاة قائلةً و الفرحة تغمرها “هذا هو بيتنا” ، ثم فتحت الباب و نزلت مسرعةً .. و راحت تقرع الباب بقوة لكن لم تجد أحداً فقالت لوالدها “لا يوجد أحد ، والدي أكيد بالمعمل سأذهب إليه إنه قريبٌ جداً .. اتبعني أنا مشتاقةٌ لهذا الشارع” ثم بدأت بالركض ، و بالفعل وجدت يافطة تحمل الاسم نفسه الذي ذكرته منذ الصغر ..

و بدون استئذان توجهت بسرعة إلى غرفة صاحب المعمل ، و احتضنته ثم أجهشت بالبكاء فتعجب من كل هذا و أبعدها عنه قائلاً “من أنت؟” .. فقالت “أنا نادية” فقال “نادية ابنتي ماتت بماسٍ كهربائيّ ، و أنا دفنتها بيدي هاتين” فَصُعِقَ والدها الحقيقي من كل هذا .. و سرد القصة كاملةً على صاحب المعمل ، و بل أكثر من هذا ذكرت “نادية” والدها السابق بأشياءٍ لا أحد يعلمها غيره .. و وصفت له الفستان الأزرق و أنواع الطعام ، و الحلوى التي كانت موجودة فتيقن أن روح ابنته “نادية” سكنت جسد “براءة” ..

سألت “نادية” عن والدتها فأخبرها أنه طلقها لعدم اهتمامها به ، و من بعد هذا صارت براءة دائماً تذهب إلى “بانياس” .. و والدها الغني عوض لها الفقر بأشياءٍ كثيرة و دعم والدها بالمال ، و أيقنت أن روحها سكنت جسداً جديداً .. و هي حتى يومنا هذا تتحدث عن حياتها الماضية ، و الآن هي في السادسة عشر من عمرها و أنا أعرفها و حاورتها ..

إذاً من خلال عدة حالات عاصرتها يمكن للروح أن تنتقل من جسدٍ إلى آخر ، أو أن القرين هو الذي ينتقل إلى جسدٍ آخر .. و الله تعالى أعلى و أعلم و ما أوتينا من العلم إلا قليلاً ، و لكن هذه الظواهر فعلاً تصيب بالحيرة ..

تاريخ النشر : 2018-08-02

guest
54 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى