تجارب ومواقف غريبة

تجارب واقعيه من أرض فلسطين 14

بقلم : المعتصم بالله – فلسطين

تجارب واقعيه من أرض فلسطين 14
أنظروا كيف مزقت خيامنا شر ممزق

 

أعزائي رواد موقع كابوس المحترمين تحية طيبة لكم جميعاً ، بعد أن انتهيت من كتابة الجزء 13 من التجارب الواقعية وهو يتحدث عن موضوع الغيلان ، قررت أن اكتب لكم قصة الشيخ بدر التي رواها لي قبل فتره من الزمن ، وإذا بصديق لي قد أحضر لي مجموعه من القصص التي تتعلق بالغيلان وهي قصص ليست بالطويلة وخشيت إن كتبتها لكم أن تصابوا بالملل لذلك كتبت في بعض التعليقات أستشيركم بكتابتها فجاءني الرد من بعض الرواد الكرام بالرغبة الشديدة في كتابتها ولأني وعدتكم بأن أكتب لكم أية قصة استطيع الحصول عليها لذا قررت كتابتها وأرجوا أن تنال أعجابكم :

روى لي صديق أنه منذ فتره زمنية بعيدة جاء جماعة من بدو النقب الرحّل وقرروا النزول في أحد السهول الواقعة بالقرب من البحر الميت ، وقد كانت المنطقة وفيرة بالماء والعشب وقد كان هذا في بدايات فصل الربيع ، في يوم من الأيام قررت مجموعة من الشباب الذهاب في رحلة صيد تستمر لعدة أيام فجهزوا أمتعتهم وسلاحهم وخيلهم و ودعوا أهاليهم وانطلقوا نحو وجهتهم يقطعون الفيافي والقفار إلى أن وصلوا إلى منطقة سهلية فقرروا حينها أن يقوموا بالتخييم فيها فقال بعضهم لبعض : هذا أنسب مكان للإقامة ، سوف ننصب الخيام هنا ونقضي الليلة وغداً ننطلق لصيد طرائدنا.

وبالفعل أنطلق الرجال في الصباح إلى أماكن الصيد وقضوا النهار في صيد كل ما يصادفهم من حيوانات وطيور ، و في أخر النهار أكتفوا بما صادوا و قرروا العودة إلى خيامهم بعد أن حظوا بصيد وفير ، و في المساء و حين وصول الرجال إلى مكان أقامتهم وما كادوا يضعوا رحالهم حتى صدموا بما شاهدوه ، فقد وجدوا جميع خيامهم و أمتعتهم قد مُزقت وقد حُولت إلى قطع متناثرة ، يا إلهي أحقاً ما نرى أم نحن في حلم غريب ، ما الذي حدث هنا ، من الذي فعل ذلك ؟!

أنظروا كيف مزقت خيامنا شر ممزق ، من الذي فعل ذلك ؟ هل هم قطاع الطرق استغلوا فترة غيابنا وهاجموا خيامنا وفعلوا ما فعلوه بحثاً عن المال ؟ و إذا بأحدهم يقول : لا أظنهم قطاع طريق ، و لماذا ؟ سأل الرجال ، فأجاب الرجل : لأن المال ما زال هنا في مكانه غريب ، إذن أهي وحوش البر ؟ لا ، لا ليست وحوش البر فالوحوش تمزق فرائسها فقط ، إذاً من ؟ فقال أحدهم : بغض النظر عمن فعل هذا الأمر فهو شيء شرير لا يريد الخير لنا أبداً ، فلننسى الأمر حتى نتبين مما حصل لاحقاً ، هلموا فلنجهز عشاءنا وبعدها ننظر في أمرنا.

وبعد الانتهاء من العشاء قال أحدهم : ما رأيكم أيها الشباب أن نقوم بالرحيل الليلة من هذا المكان ونعود لأهلنا ؟ فقالوا : لا ، السفر في الليل خطير وخاصة بوجود هذا الشخص أو الشيء الذي يتربص بنا ، لقد تأخر الوقت و سنمضي الليلة هنا وغداً نرحل مع الفجر و إلى ذلك الوقت يجب أن نكون حذرين ، من يتطوع و يحرسنا في الليلة الأولى ؟ فقال رجل منهم : أنا أتطوع الليلة لحراستكم ، فقالوا له : أرجوك كن حذراً فحياتنا جميعاً تعتمد عليك ، فقال لهم : لا تقلقوا سأقوم بواجبي إن شاء الله ، مر الوقت ببطء شديد وصاحبنا يراقب بحذر شديد ، ما هذا ؟ كأني أرى شيئاً يتقدم نحوي ، أنت هناك قف ، ولكن الشيء ما زال يتقدم نحوه ، أنت قلت لك توقف ، يا إلهي ما الذي أراه ؟!

مر الليل وجاء الفجر ، نهض الرجال من نومهم وبقي أحدهم نائماً فنادوا عليه : هيا أيها الكسول استيقظ ، فقام الرجل من نومه متكاسلاً وقال : ما الأمر أهو الفجر ؟ فقالوا : نعم أيها الكسول هيا أنهض سنرحل الأن ، هيا تجهز ، فقال لهم : ليتكم لم توقظوني ، لماذا ما الذي حدث ؟ فقال : كأني بين اليقظة والمنام رأيت أمرأة جميلة جداً لم أرى في حياتي مثل هذا الجمال الساحر وكانت تقترب من أخينا الحارس وأمسكت بيده وتبعها على الفور ، يا له من حلم جميل ! أين هو لأخبره بما حلمت به ، صحيح أين أخينا الحارس أين ذهب ؟ لا نراه في مكانه ، فقال رجل منهم : ربما ذهب ليقضي حاجته فلننتظر قليلاً سياتي بعد قليل ، فقالوا : معقول هذا !

وانتظر الرجال ولم يأتي الحارس فأصيب الرجال بالقلق الشديد وقال أحدهم : أخشى أن يكون قد أصيب بمكروه ، يجب أن نقوم بالبحث عنه ، لن نترك هذا المكان قبل أن نجده ، فليبقى أحدنا هنا يحرس ما بقي لنا من متاع وليذهب الباقي للبحث عنه هيا ، وبالفعل وضع الرحال حارساً عند أمتعتهم وانطلقوا للبحث عن الحارس ، بحثوا في كل مكان و لم يتركوا جبل ولا وادي ولا مغاره إلا وفتشوها حتى جاء وقت الظهيرة ولم يجدوه بعد ، فقال أحدهم : لقد بلغ منا التعب والإرهاق كل مبلغ فلنعود إلى مكان إقامتنا ولنتناول بعض الطعام ونستريح قليلاً ثم نعود للبحث مرة أخرى ، فوافق الجميع على ذلك ، و حين وصل الرجال إلى مكان الإقامة وجدوا رجل يجلس مع أخيهم الذي بقي لحراسة أمتعتهم ، وما أن رأهم أخيهم قال لهم : ها بشروا هل وجدتموه ؟ فقال : لا والله ما وجدناه ، فقال الرجل الضيف : ماذا هناك ؟ فقال له أحدهم : ألم يخبرك أخينا ؟ فقال لهم : لا ، لأن وقت وصولي كان تقريباً مع وقت وصولكم ، أخبرني ماذا هناك ؟ فقال أحدهم : نحن نبحث عن أخ لنا فقدناه الليلة الماضية و لم نجده بعد ونخشى أن يكون قد أصابه مكروه ، فقال الرجل الضيف : عسى أن يكون بخير ، ثم قال : انتظروا تذكرت ، فقالوا : ماذا هناك ؟ فقال كنت أخيم على أحد التلال الليلة بالقرب من هذا المكان وإذ بي أرى رجل يرتدي كذا و يسير خلف أمرأة في الوادي مني فدهشت وتساءلت ما الذي يفعله رجلاً مع زوجته في هذا المكان الوحش ؟ ، يا إلهي أحقا ما تقول ؟ هذا أخينا ، ولكن من أين جاءت المرأة فنحن لن نصطحب زوجاتنا معنا ؟ فصدم الرجل وقال : أقسم لكم أن أمرأة كانت تسير أمامه ، فقد كانا على بعد مسافة ليست بالبعيدة مني ، قال أحدهم : أنت يا صاحب الحلم ألم تقول أنك كنت تحلم بامرأة جميلة قد جاءت لأخينا وقام باتباعها ؟ أجل هو كذلك ، أيها الأحمق لم تكن تحلم بل كنت تشاهد على الحقيقة ، ولكن ما هذه المرأة التي تتجول في هذا المكان لوحدها ليلاً ، أيمكن أن تكون هي من مزقت خيامنا وأمتعتنا ؟ ولكن أي أمرأة تمتلك كل هذه القوه الجبارة ؟ أيها الضيف أرجوك دلنا على الوادي الذي شاهدتهما به أرجوك أسرع ، حسناً اتبعوني ، وبالفعل أنطلق الرجال خلف الضيف ودلهم على الوادي.

وعند وصولهم إلى الوادي وجدوا على الفور أثر أخيهم ، و قام الرجال بتتبع الأثار الذي  ينتهي أسفل صخرة عظيمه ، فقال أحدهم : انتظروني هنا سأقوم بتسلق الصخرة وأنظر ماذا يوجد فوقها ، وبالفعل قام الرجل بتسلق الصخرة وحين وصل إلى أعلى الصخرة و  إذا به يصيح برعب شديد : ها هو لقد وجدته يا إلهي ، أرجوكم تعالوا إلى هنا وأنظروا ما الذي حل بأخينا ! فقام الرجال بتسلق الصخرة على الفور و يا له من منظر بئيس و مرعب ، فقد وجدوا أخاهم عارياً من الثياب و على جسده تنتشر جروح عميقة وقد كان هناك أثار أنياب على عنقه و كأن هناك من قطع وريده وقام بشرب دمائه ، وحين أنتهى صديقي من رواية القصة استغربت من الأمر بشدة وقلت له : أحدث هذا حقاً ؟ فقال : هذا ما سمعته ، ولكن أقول لكم أنه أمر غريب جداً ، وأنتم أعزائي ما رأيكم ؟ نلتقي إن شاء الله في قصص واقعيه 15 لأروي لكم ما بقي من قصص تتكلم عن نفس الموضوع ، فارجوا أن يتسع صدركم لهذا ، والسلام عليكم.

تاريخ النشر : 2018-08-05

guest
30 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى