أدب الرعب والعام

ترنيمة لدجلة الحمراء

بقلم : هدوء الغدير – العراق

ترنيمة لدجلة الحمراء
ثم أدار ظهره وتلاشى في العدم و كانت تلك آخر مرة يراه فيها

 حمراءً قانية كجرحً نازفً في أرضي المسالمة ، و ما أشد مقتاً لمهجتي من احمرارك المهتاج غضباً ، عجباً يا دجلة كيف تجانست في هيكلك الأضداد وانصهرت في بعضها ؟! ، فتكوني معطاءة تجودين بآخر قطيراتك وأن شحت فيك المياه لتروي الظمأى ذاتك المتواطئة معهم وتتلقفين ما يرمونه إليك من ثمارٍ قطفت قبل ينعها ، تشبعت بها حتى استحالت مياهك الرقراقة أوعيةً دامية ثم لفظتيهم كواكبُ مسافرة في مجرتك الواسعة.

هكذا بات يرى معشوقته تفوح منها رائحة الخيانة بعد أن تغزل مراراً بقوامها الممشوق وفرعها الشامخ من دهوك الإباء وحتى كرمة علي مهد الكرماء ، فكان يترنم بالحانٍ خصها لها إمعاناً في تمجيدها ؟.

حييت سفحك عن بعدِ فحييني يا دجلة الخير يا أم البساتين ، حييت سفحك ظمآن ألوذ به لوذ الحمائم بين الماءِ والطين ، قد عقد عزمه مؤخراً على مقاطعتها ولن يجعل قطرة من مياهها الخائنة تسرح في جوفه مجدداً وإن تيبست عروقه ، حتى أصبح منذ عودته يعتمد في ارتواءه على المياه المستوردة من الأنبار كونها تعبأ من مياه الفرات ، وهو الذي صدح مراراً بشتان بين مياه الفرات المالحة ومياه دجلة الرقراقة.

و ذات مرة جاءته والدته بكوب ماء من الحنفية التي تزود من مياه دجلة عله يتحرر من عقدته و يجتث أصول الخوف الممتدة بين جوانحه ، تلقف الكأس من يديها ليطفأ نار ظمأه فتوقفت يده في طريقها إلى فاه وقد زكمت أنفه رائحة الدماء التي يعبق بها الكأس ، وتراءت له الأجساد المتنافر ة مع قعر الكأس لتطفو على سطح مياهه ، بل حتى يد سعد كانت تلوح له من الكأس تنوي جذبه نحو الحسنى التي حلما بها ذات يوم معاً ، رمى الكأس بقوة فتطايرت شظاياه وانتثرت الأجساد في فضاء غرفته ، ثم أنزوى بأحد أركانها واضعاً رأسه بين ساقيه يتحامى النظر لما حوله ، وقد اختفت الألوان وغاب عن الوجود نحو ماضيه المتسرب من شرخ في نفسه يأبى أن يندمل يوماً ويزداد أتساعاً مخلفاً فجوة تفصله عن حاضره وتحبسه بين أركان ما حدث في مساءٍ دامٍ ، حيث وقع فصيلهم في فخِ غاشم أطاح بهم ولم ينجُ منه إلا نزرٍ يسير ، وكان هو أحد هؤلاء المحكوم عليهم أن يفروا من أسر العدو إلى أسر الماضي وسجن الذكريات .

أخترق أسماعه صوت الزجاج المتهشم تحت وطأة حذائها تتقدم نحوه لم تيأس منى بعد ، منذ علمت بنبأ عودته بعد غيابه عنها عقب عقد قرانهما مستجيباً لنداء الوطن والحرية ، لم تفتأ تأتي كل يوم تثرثر بلا توقف ببسمة تعلو وجهها الحالم ، قد عادت اليوم مجدداً كما اعتادت تشق طريقها بين قطع الزجاج المتناثر متخذة مجلسها بقربه وهي تلملم أطراف جلبابها ، همست وهي سارحة في ملامحه الشعثة وسحنته الباهتة تحت ذقنه الذي استطال على غير عادته.

– عمر إلى متى؟

اختصرت بكلماتها جملة معاناتهما علها تلقى منه جواباً يبشرها ببزوغ أملٍ جديدٍ ، فلم يعد لها إلا صدى صوتها مصطدماً بصمته الذي لم يبرح أرضه منذ أكثر من ستة أشهر ، رفع رأسه و نظر أمامه في اللاشيء ، وقد تحركت عجلات ذاكرته وتلاشت منى من جانبه وخفت صوتها حتى اختفت كلياً ، تغيرت معالم الغرفة واستحالت طريق خارجي ساد فيه الهرج والمرج وصوت الإطلاقات النارية المستقرة في أجسادٍ تهاوت تباعاً ودفنت في لحد دجلة ، و تراءى له سعد واقفاً أمامه .

– عمر لن أهرب.

– هل جننت يا سعد ؟ ،ا لنجاة الان مستحيلة لقد أسروا الفصيل بأكمله ، لنمض حيث المناطق السكنية .

لم يلقى كلامه جواباً ولا وقعاً لديه بل كانت نظرات سعد تترجم كلمات عصية أن تحتويها أحرف لغة ناطقة .

– عمر ، أستودعك الله.

ثم أدار ظهره وتلاشى في العدم ، كانت تلك آخر مرة يراه فيها قبل أن يغرب بلا شروق ويضمحل في سديمه الأبدي.

أفاق من شروده على صوت منى وهي ترفل بجلبابها الفضفاض متجهة نحو الباب ، التقت بعيني والدته على عتبة الباب تحمل الكثير من الأمل والقليل من الأسئلة التي تكررها كل يوم عليها ، كسرت نظرتها عيني منى المليئة بالخيبة فهزت رأسها نفياً ، ثم اتجهت مغادرة حيث لن تعود مجدداً بعد أن يئست من جرفه إلى العالم مجدداً ، ولم يبدِ هو أي رغبة في مساندتها له ، في كل زيارة له كان يذبل معها فرع من شجرة أمل أخضرت يوم علمت بعودته ، وقد ذبل اليوم آخر فرع فيها وتهاوت في جوفها السحيق ماحقة كل بصيص أمل منت به نفسها يوماً.

ولم تعد تقوى على مجابهة سياط السنة والديها وصراعهما المستمر معها لتفض خطبتها منه وترضخ لمطلبهما بالزواج من أبن عمها قاسم ، على غرار عادة رفض اختلاط دمهما مع دم نسيب غريب ، عند وصولها البيت اصطدمت بنظرات والدتها وقد حدقت بها الأخيرة بنظرة خبيثة وفتر ثغرها عن ابتسامة شامته ثم تبتعها بسيمفونية لاذعة اعتادت أن تسمعها منى يومياً عند عودتها ، تجاوزتها منى ولم يبدر منها جواباً متجهة نحو غرفتها وصفقت الباب خلفها بقوة ، ثم أرتمت على سريرها بقوة وهي تفض حجابها بقوة وشراسة ، تشهق مستقبل مجهول وتزفر عبق ماضٍ ولى دون عودة ، وقد عقدت العزم على موافقة والديها معلنة بذلك خريف رحلتها مع عمر ، انتفضت بحركة متمردة وبحثت بعشوائية في كل ما كان يصلها به لتمزقه وترميه في قعر النسيان ، مزقت صورهما معاً وتذكارات الأعياد ميلاد وختمتها بخلع خاتم الخطبة لتتحرر من قيده المكبل وسطى كفها الأيمن ، وندت من عينيها دمعة انسابت بهدوء ثم تبعها سيل منهمر .

* * * * *

كان عمر كما أعتاد يوماً الجلوس بقرب رفيقه سعد في الجزء الخلفي المكشوف من سيارة الجيش مع الجموع المحتشدة للذود عن الحمى بعزائمٍ تطال الجبال شموخاً ، قطع عمر صمت رفيقه الذي كان يتأمل ما حوله ويزفر بين حين وآخر بحسرة:

– سعد ما الذي تنويه من وجهتنا؟

نظر له بابتسامة ثم جال ببصره في الأراضي المقفرة إلا من أطلال كانت يوماً تعلن عن حضورها الصداح ، هكذا بدت بعد أن دنست حرمتها واستبيحت عذريتها.

– إن أجبتك الشهادة ستظنني يائساً من النصر ، وكي لا تفتر عزيمتك يا صاح ، صمت لوهلة واعتلت فاه ابتسامة عريضة واسترسل قائلاً :  أني أبغي أحدى الحسنين .

أجابه عمر بثقة قائلاً : سننال الحسنى ذاتها ، إن سبقتني للشهادة سأقاتل حتى أتبعك ، و إن عقدنا العزم على النصر سأحمي ظهرك ونرفع راية النصر معاً .

أمسك سعد يده وشد عليها ثم خفت صوته قائلاً : هنيئاً لنا.

بهتت ملامحه فجأة و اكتست سحنته بزرقة الموتى ثم غاب عن ناظري عمر ، تلفت حوله باحثاً عنه فأنشقت الأرض بجانب السيارة التي كانت تتلوى كأفعى ونزفت دماً غزيراً كبركانٍ هائج ينفث لهيبه ملتهماً السيارة بمن فيها ، هو وحده فقط من كان يركض مبتعداً وأقدامه تنزلق بسبب انحدار الأرض مخلفاً وراءه صوت قهقهات تارة ونحيب تارة أخرى ، ثم علا صوت سعد من العدم : لما أخلفت وعدك يا رفيق عمري هل تقهقرت؟

دار في المكان متلفتاً لكنه لم يجد أثراً لسعد ، توقف بجانب جرف دجلة التي كانت تقطع طريقه عرضياً ، ومد يده ينوي اغتراف شربة ماء عله يوقف لهاثه المستمر وجسده المنتفض حتى اخمص قدميه ، فما لبثت أن أعتلت سطح المياه حمرة مخيفة ومارت الأجساد طافحة على قمتها كخيالة جامحين نحو ملاذهم الآمن ، وبرزت من جانب الجرف الذي يقف عنده جثة أخرى مزرقة ومنتفخة الأوداج عرفها فور أن وقع بصره عليها ، أنه سعد الذي كان يبحث عنه في الأرجاء ، فتح عينيه وكانت حمراء تقدح دماً ومد يده نحوه ، ” تعال كل شيء رائع ” هذا ما كان يهمسه لرفيقه عمر المذعور ، نفض عمر يديه عن الماء و ولى هارباً مولياً دبره وصاماً أذنيه عن صوت الإطلاقات النارية التي اجتاحت السماء الملتحفة بسواد الحداد.

أستيقظ فزعاً وهو يتمتم باسم سعد ، كان العرق يتصبب من جبينه وجسده مشتعلاً كجمرة ملتهبة ، لا يزال في غرفته ، ولم يكن سوى أحد الكوابيس التي اعتادها منذ عودته حتى الأن ، تناهى إلى مسمعه صوت والدته العذب يعلو بسورة يس ، فنظر نحوها وكانت تحمل القران في يد وتضع براحتها الأخرى قطعة قماش مبللة متوسدة جبهته المحمومة ، نظرت له بأسى وقالت : كنت تصرخ فزعاً وتتمتم بكلمات غير مفهومة ، حاولت إيقاظك ولم افلح ، تحسست جبهتك وكانت حرارتها مرتفعة لذا ارتأيت قراءة القران بجانبك علك تحظى ببعض السلام ، أغمض عينيه ليشعرها أنه نائم حتى يبرح قلقها عليه و لا يقض مضجعها خوفاً ، فارتسمت أمام أجفانه المطبقة منى وغدى الماضي حاضراً أمامه وتراقصت في مخيلته ذكريات ربيع قلبه مع منى وقد علم بخبر زفافها من أبن عمها قاسم الذي مر عليه شهر ، فلم يبدر منه رد يوائم جلل الخبر .

– عمر أنت لن تتركني في الصراع وحدي.

– أبداً يا منى ، سأعود بأذن الله ونتوحد معاً.

سرحت قليلاً ثم قالت بخفوت و وجل متسرب إلى قلبها : تعلم أن أهل قاسم على أهبة الاستعداد ، و والدتي تنتظر إشارة لتخبرهم بموافقتي ، أرجوك لا تخذلني.

أبتسم بهدوء وطمأنينة قائلاً : هذا صراعنا معاً ولن أخذلك طالما حييت.

تلاشت الصورة الضبابية التي قفزت إليه من ذكرياته المزدحمة ، أنه يخلف وعده للمرة الثانية ، شعر بقلبه ينقبض وتسارع وجيبه ، خذلانه لمنى كان ينبع من شعوره أنها تستحق رجلاً لا رفات رجل عاد موصوماً بانتكاسة التخاذل ، غابت عن ذهنه منى شيئاً فشيئاً وبرز على مسرح ذكرياته نظرة سعد تتجلى بوضوح فشعر بحرارة وقشعريرة سرت بجسده ثم خفتت و أنتشت روحه بترتيل والدته ، فتوسعت حناياها حتى تكاد تسع الكون أجمع ، و لم يلبث لثواني حتى تكشفت في عقله أم حسن تقف أمامه بطلعتها البهية ووجهها المنير مع زوجها اللذان اكرما مقامه عندما أفشى لهما بسر هربه بعد أسر فصيله فهيآ له أسباب العودة لدياره ، لم تقف بعد سفينة الماضي ولم تخفت مجاديفها في كل مرة ترسو على مرفأ يتهاوى به ويعيده إلى نقطة الهرب ونظرة سعد الأخيرة ، حتى أسدلت الشمس خيوطها وتسللت بخفوت شاقة عتمة الغرفة ومميتة أخر بقع الظلام المقيت ، فاستجاب لنداء الصباح الذي تشدو به طيور مطمأنه وآمنة من اعتراك البشر ، عندها قام متثاقلاً نحو النافذة ونصف ستارها متوسطاً بين نصفيه يرنو إلى الشمس التي توسطت كبد السماء لا تزال غير مبالية كعادتها ، وقد راودته خاطرة بنفسه وهو ينظر من فضاء نافذته الصغيرة إلى القبة السماوية ، لما لا تزال تشرق الشمس ؟ ! لما لم تغمض عينيها وقتها فيسبح الكون بظلمة أبدية ؟ لما لم تطبق السماء على الأرض وتطوى كطي السجل ؟ ، كان متسائلاً عن هذا رغم أنه يعلم أن ديدن الحياة السير بلا توقف ، تشرق شمسها صباحاً و ليلاً تسدل أستارها على مسرح العالم كأم صارمة تعلن عن وقت نوم ثابت فنذعن لها كصغارً مستسلمين ، قد نوى هذه المرة أن ينهي معاناته ويخرج نفسه من حياته المنغلقة حول ما قد شهده من مساء دامي نجى منه بأعجوبة ، فعمد إلى الخروج صباحاً وبات يتحشى وقت الأصيل ، يشعر أن حمرته كصدع في نفسه تسرب إليه الذكريات ، أما الظلام فهو بات يتحاشاه وكأنه يعني سعد فيخشى مواجهته تكفيه زياراته الليلية في كوابيسه ، أطل على فناء البيت حاملاً كيس كبير ، فسائلته أمه باسمة و مندهشة في سرها وأخيراً سيجتاز عتبة البيت .

– وأخيراً يا عمر رحمت نفسك قليلاً ونبذت تقوقعك.

أجابها بابتسامة مصطنعة ارتسمت على محياه : أنا ذاهب لسعد ، سأفض نزاعي معه وأطيب خاطره.

وقفت مذهولة مما سمعت لتوها تكاد تخترق عقله لتستوعب ما قاله للتو ، وانهمرت الدموع كشلال من مقلتيها مستأثرة عطفه عله يثب إلى رشده: بني لا تفجع قلبي عليك ، سعد مات وهو الأن في منزلة يغبط عليها .

رمقها بعينيه المتعبتين وهيئته الشعثة : أعلم ، لكنه متضايق مني ، أنا ذاهب لأسترضيه

، ثم أدار ظهره لها رغم محاولاتها باعتراضه لكنه أبى إلا الخروج غير عابئاً بتوسلاتها .

قصد النهر ووقف على أحد ضفتيه ، كم بدت دجلة واهنة وكأن مقاطعته لها أضعفت عزيمتها على الجريان فكانت شاحبة ضحلة ، تخلت عن مسمى نهر وأصبحت أشبه بساقية ، أنحنى قليلا وأفرغ كيسه الذي كان يحوي ملابس الجيش خاصته وبضعة تذكارات قدمها له رفيق عمره ، ثم صدح بصوته عالياً : سعد أنا هنا ، جئت أتوسل إليك أن تكف عن معاتبتي ، ألم تخبرني وقت رأيت السيطرة الوهمية التي أقيمت على الطريق ” هذا فخ والفئران من تصطاد بالفخاخ لا الأسود ” و لم أرد إلا أن أكون أسداً ، فما ارتضيت لنفسي دون ذلك ، أتذكر أيضاً عندما أخبرتني أنك تبغي أحدى الحسنيين ، لم أصدقك القول وقتها حينما أخبرتك سننال المآل ذاته ، أنا أردت النصر فقط وأنت كنت تريد الشهادة ، صحيح أني لا املك الشجاعة المتفجرة بأوداجك لكني لم أتقهقر خوفاً صدقني .

خفت صوته وهو يردد بلا توقف : أرجوك أن تكف عن معاتبتي ، وهوى جاثياً على ركبتيه ينشج بألم عله يبدد ما يجثم على صدره ، كغمام مثقل بليلة مغبرة فسال غيثه مبدداً ما يحيط به ويحكم الأطباق عليه كاتماً أنفاسه ومجافياً عنه الوسن.

أدرك أن طيف سعد كان انعكاس لهواجسه ونفسه المريضة اتخذت هيأته لتزيده ألماً على ألم وتهوي به إلى أسفل درك من مأساته .

* * *

دبت الحياة بكل خلية في جسده وهو يجلس متوسطاً سريره بعد أن عاد من الجيش منذ بضعة أيام وقد عزم على خوض غماره مجدداً ، أن كان قد خسر صراعه وذاق وبال ذلك بفقده منى إلى الأبد لن يفقد هذه المرة نضاله من أجل حريته ، تنفس الصعداء وهو يحدق بالتلفاز أمامه الذي توسطه إعلان النصر ، أستبشر بالخبر وشعر بمرارة تجتاح حلقه وغصة تقبض فؤاده ، أغمض عينيه لوهلة فلمح طيف سعده ببزته العسكرية يتبسم فرحاً ورضى قائلاً : لم تكن دجلة خائنة بل كانت أم رؤوم تحتضن الأجساد بقوة ومخضبة سطحها بحمرة كعروس تزينت بالحناء ليلة زفافها ، أدركت أن هذه القرابين التي زفت إليها ما هي إلا تباشير النصر ، فتح عينيه وتبسم ثغره ثم قام نحو صنبور المياه و ملأ كأسه حتى طفحت مياهه وأرتشفه دفعة واحدة ، و شدا مترنماً بلحنه المعتاد وقد غمرته نشوة عارمة.

 

تاريخ النشر : 2018-10-14

guest
39 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى