أدب الرعب والعام

مشاعر مبعثرة

بقلم : بحر أزرق – jordan

كان شَعرُها مائلٌ للحمرة وعينيها خضراء لامعة و وجهها أبيض كالثلج

كان “خالد” يقف على الشاطئ يتأمل زرقة البحر وجماله عندما خَرجت له “حورية”، كان شَعرُها مائلٌ للحمرة وعينيها خضراء لامعة و وجهها أبيض كالثلج، لـقد كانت في غاية الجمال والروعة. ابتسمت لهُ وقالت :
إذا كُنتَ فعلاً تُحبني فاتركني…! ثم غاصت في أعماق البحر.
قفز خالد خلفها إلى البحر دون تفكير، لقد سَلَبتْ هذه الحورية قَلبهُ وعَقلهُ.

1

الأربعاء 2ديسمبر 2010
في الصباح

استيقظَ خالد على صوت أمه “سعاد” وهي تقول له :
انهض يا خالد، انهض بسرعة حتى لا تتأخر عن العمل.
تأفف خالد وقال لأمه :
سامحك الله، أيقظتِني من أجمل حلم، ليتك تأخرت قليلا في إيـقاظي كنت سألحق بها.
ابتسـمت سعاد وقالت :
أها، تلحق بها…! لقد قلت لك من قبل، أنت الآن بحاجة إلى الزواج، عمـرك الآن ثلاثون سنة، أخوك الكبير “عمر” تزوج وأنجب لي أحفاداً و أخوك الصغير “يامن” تزوج أيضاً، لم يَبقَ في وجهي سواك، لماذا لا تتزوج وتريحني منك.؟
نَهضَ خالد من فراشه وهو يقول :
لقد قُلتُ لَكِ من قبل لن أتزوج وأنا فقير، لا أُريد أن أورث أولادي الفقر والهـَم ْثُم إني أبحث عن فتاة أُحبها وتُحبني والله أعلم إن كنت سأجدها فأنا أصلاً لا أؤمن بالحب و لا أملك الجمال ولا أملك المال، سـبحان الله أخوتي كلهم يملكون الجمال إلا أنا، والله أعلم أن هذه هي لعنة الوسط، أن يكون لك أخ أكبر منك وأخ أصغر منك، تباً لي، فعلاً حظي سيئ للغاية.

أَزاحت سُعاد الستائر وأغلقت النافذة وهي تقول :
لا أعلم كَيفَ تنام والنافذة مفتوحة..! إن السماء تُمطر والهواء شديد، آه من أطباعك، على كل حال أنت لم تقل لي، من هذه التي كُنتَ سـتلحق بها..؟
تنهد خالد وقال :حورية البحر.
تَعَجبت سعاد وقالت : حورية البحر..؟
نَظرَ لها احسان مُندهشاً وكأنه تذكر شيئاً، اقترب من أمـه وقال لها :
أمي، ألم أقل لك البارحة أنني في إجازة وقلت لك ألا توقظيني…؟
ابتسمت سعاد وقالت :
أخبرني أولاً، ما قصة حورية البحر..؟
تنهد خالد وقال :
أمي، لا تتهربي من إجابتي، لماذا أيقظتني من نومي، أنا في إجازة..؟
بَلعتْ سعاد ريقها وقالت :
هههه، أجل يا بني، ولكني أيقظتك لأن اسطوانة الغاز صارت فارغة، اذهب يا حبيبي وبدلها ثم ارجع وأكمل نومك.
تنهد خالد وقال : تباً لحظي.

2

لم يستطع خالد النوم مجدداً، فتح النافذة وأخذ ينظر إلى المطر المتساقط من السماء، كانت تلك الحورية التي حلم بها تَشْغَلُ عقله وقلبه، تناول هاتفه وأخذ يستمع إلى أغنية “كن صديقي” وهو يتصفح موقع “الفيسبوك”.
لا شيء جديد لا  شيء جديد ممل ممل، تباً لهذا اليوم.
وضع هاتفه جانباً وأَشعل سيجارة.
آه يا ربي، من تكون تلك التي أراها في أحلامي..! اجمعني بها يا ربي فلقد أحببتها حد السماء..

تَبَدَّلت أُغنية كن صديقي إلى نغمة الهاتف المزعجة، تناول خالد الهاتف ” كامل يتصل بك”..
– أهلا كامل، كيف حالك..؟
– خالد، أعتقد أنني وَجدتُ ضالتك.
– فعلا..؟ أين ، ما اسمها ؟
– تعال عندي وسأخبرك بكل شيء، أنا في انتظارك.
– خمسة دقائق وسأكون بجانبك. سلام.
– سلام.

تلك المكالمة القصيرة جعلت خالد يتوتر، قلبه يكاد أن يخرج من مكانه، دقاته سريعة وقوية..لم يعد قادرا على التفكير، هناك أمل في إيجادها.
يارب أن تكون الفتاة التي وجدها كامل هي نفسها حورية البحر..!
يا إلهي حقق أمنيتي بأن ألقاها..
بَدَّلَ ثِيابهُ بسرعة وخرج لملاقاة كامل..

*****

– اهدأ يا رجل ، سأقول لك كل شيء، دعني أُحضر الشاي أولاً.
– كامل ، أرجوك لا أريد أن أشرب شيئاً، فقط قل لي : أين يُمكنني أن أجدها ؟
ابتسم كامل ونهض من الأريكة التي يجلس عليها، غاب بضعة ثواني ثم عاد وهو يحمل لوحة كبيرة ووضعها أمام خالد.
– قل لي أولاً هل هذه الرسمة تشبهها..؟
أَخَذَ خالد يتأمل اللوحة ، لم يُصدق عينيه، وأخيراً استطاع كامل أن يرسمها له كما وصفها..
– كامل، أنت فنان عبقري، هذه الرسمة تشبهها كثيراً.
ابتسم كامل وجلس بجانب خالد وقال :
اذا كانت تُشبهها فاطمئن، نجلاء تعلم مكان الفتاة.
– من نجلاء..؟
ضرب كامل خالد على رأسه وقال له :
– زوجتي نجلاء يا أحمق، حينما انتهيتُ من رسم هذه الفتاة أريتها لنجلاء، وبعد تأمل عميق قالت لي أنها رأت هذه الفتاة من قبل وهي تعرفها. إنها تشتري عطورها ومكياجها من هذه الفتاة.
– اذن هي بائعة عطور، ما اسمها ..؟

ابتسم كامل بمكر وقال :
– خالد، نحن أصدقاء من مدة طويلة جداً، ولكن الصداقة وحدها والعمل وحده، لقد أَقسمتَ لي أنك ستعطيني ما أطلبه منك اذا رَسمتُ لك الفتاة التي تحلم بها، وأنا حاولت كثيراً أن أرسمها لك من قبل، خمسة شهور وأنا أحاول رسمها كما رَأَيتها أنت في أحلامك..! اعتمدتُ على وصفك السيئ لها.
نظر خالد له وقال :
– اختصر الحديث ، ماذا تريد..؟
– أريد منك أن تعزمني ونجلاء على الغذاء، اشتقت لطعام أمك..!
– من نجلاء..؟
– زوجتي يا أحمق.
ضحك خالد وقال :
في أي وقت يُمكنك أن تأتي، أنت صديقي ونجلاء ابنة خالتي، ستسعد أمي بكما.. ولفرط سعادتها ستطردكما ولن تستقبلكم، خصوصاً عندما تثرثر نجلاء وتبدأ بالنميمة، سيرتفع ضغط دم أمي وربما قتلتكما.
ضَحِكَ كامل وقال :
– شكراً لك يا خالد، سأوقظ نجلاء ونقضي اليوم عندكم، أنت تعلم أن نجلاء حامل وستلد قريباً، إنها متعبة ولا تستطيع الطبخ، سأترك نجلاء تنام في بيتكم حتی تلد، وَأنتَ ستأتي للنوم عندي، لدي عمل كثير عَليَّ انهاءه ونجلاء تتطلب كثيراً وتتحدث كثيراً، إذا بقيت نجلاء هنا لن أرسم شيئاً، وأنا لدي العديد من الأشخاص الذين تركوا صورهم لأرسمها، ستساعدني يا خالد كما ساعدتك.

– كامل، أين رأت نجلاء هذه الفتاة ..؟
– لا تقلق ، سنذهب غدا أنا وأنت للمكتبة التي تَعملْ بها، وهناك سنتأكد إن كانت هي فتاتك أم لا..! وهذه اللوحة هدية مني لك.
– لا أستطيع الانتظار ، لماذا لا نذهب الآن..؟
– أيها الأحمق المطر ينهمر بشدة لن نَجدها في المكتبة الآن، سنذهب غداً لا تقلق.
حدق خالد في اللوحة وقال لنفسه :
هذه اللوحة بحاجة إلى النور والبهجة لتحيا..! ليتني أستطيع إحياءك أو أن أتقاسم روحي معك فتخرجي لي الآن من هذه اللوحة وتعانقيني للأبد.

3

الخميس 3 ديسمبر
في الصباح

كانت السماء مُتَلبدة بالغيوم، الجو بارد وقارس ولكنه يثير الحنين في قلوب العشاق..
أَوقفَ كامل سيارته قريباً من المكتبة ، نظر إلى خالد وقال له :
– اسمع يا خالد، تلك هي المكتبة التي تعمل بها فتاتك.
نَظرَ خالد إلى اسم المكتبة ” سيرين” ، وعندما هَمَّ بالنزول أمسكه كامل وقال :
– خالد ، أولاً سنتأكد إن كانت هي الفتاة نفسها التي تراها أم لا..، واذا كانت هي سنرسل نجلاء لتتعرف عليها..، خالد لا تتحدث معها ولا تحكي لها عن أحلامك، سَتخالُكَ مجنوناً إن قُلتَ لها أنك تَراها في أحلامك، دعني أتولى الحديث..
هز خالد رأسه وقال :
حسناً.

نَزَلَ الاثنان من السيارة ودخلو مكتبة سيرين، كانت المكتبة كبيرة تحوي بداخلها بعض الكتب والروايات وقرطاسية للمدرسة وتحوي أيضاً بعض العطور الفاخرة و”إكسسوارات الزينة” المخصصة للنساء.
لم يُصدق خالد عينيه وأخيراً وَجَدَ الفتاة التي كان يراها في أحلامه، إنها هي، حورية البحر، اقترب منها وهو يحدق بها بينما حاول كامل منعه.
– مرحباً. قالها خالد وهو يحدق بها.
ردت الفتاة بابتسامة :
– أهلاً ، بماذا أستطيع خدمتك.
– عام كامل وأنا أَراكِ في أحلامي ، اشتقتُ لك.
– حاول كامل التدخل وقال : هههه ، إنه يحب المزاح.
بينما ارتبكت الفتاة وحاولت إخفاء توترها بابتسامة، قالت :
– عفوا ؍ ما طَلَبكُما ؟
– هل عرفتني ؟ قال خالد.
ضربه كامل على رأسه وقال له كُفَّ عن المزاح يا رجل.
– هل عرفتني ؟ أعاد خالد السؤال.
– لا. من أنت ؟
قال خالد وفي عينيه لمعة تُنذِرُ بسقوط الدموع :
– من أنا..؟ أُقسم لك أنني منذ رَأيتك في حُلمي لأول مرة وأنا أسأل نفسي من أنا ..؟ وكأن هُناكَ شَخصٌ آخر قد سكن جَسدي..! من أنا..؟ أنا رجلٌ يَبحثُ عن ظِله ، أنا مسرح يَبحثُ عن جمهوره ، أنا غَيمة مليئة بالمطر تَبحثُ عن وردة لتسقيها ، أنا..! أنا جَوابٌ يَبحثُ عن لُغزِه ، أنا وطنٌ يَبحثُ عن شَعبِه ، أنا صوفي يراكِ مركز الكون وحَولَكِ يدور ويدور ويدور حتى يَحترقَ لأجلك.. مَنْ أنا..؟ أنا جُثةٌ تَبحثُ عن روحها..أنا لَوحةٌ تَبحثُ عن ألوانها..أنا كلمات تَبحثُ عن حروفها..أنا بيت من الشِعْر يَبحثُ عن قصيدته.. أنا، أنا عَاشقٌ يَبحثُ عَنكِ سيدتي، أنا رجلٌ يريد الزواج بكِ..؟

كانت الفتاة تحدق بخالد وهي تقول لنفسها :
– لَيتكَ جِئتَ مُنذُ زَمنٍ بعيد.
تدخل كامل ليدرك الموقف :
– عفواً يا أنسة… ما اسمك ؟
قالت الفتاة وهي تُحدق في عيون خالد بِحُزنٍ :
– سيرين ، مدام سيرين، يمكنك مناداتي أم أحمد.
كانت المفاجأة أكبر من أن يَحتملها قلب خالد ففقد وعيه.

في المساء..

– وأَخيراً استيقظت ، اسمع في المرة القادمة لن أُرافقك، تباً لك ، ظهري يؤلمني من حملك، أنت ثقيل..
– ما الذي حدث ؟
ضَحكَ كامل وقال :
لقد فقدت وعيك أيها الأحمق، لم أكن أعلم أنك عاشقٌ مُتيَّم، ليتك رأيت وجه سيرين عندما فقدت وعيك، لمعلومك المكتبة لها ولزوجها، المسكينة كانت خائفة عليك، أعطتني رقمها لأطمئنها على أحوالك، كانت تبكي وطلبت مني أن أعتذر نِيابةً عنها. اسمع يا خالد ولنكن واقعيين ، دعك من الأحلام التي رأيتها، هذه الفتاة متزوجة وهي سعيدة مع زوجها، عليك نسيانها ، النساء كثيرات في هذا العالم، والذي خَلقَ سيرين خَلقَ غيرها، ربما أنت رأيتها من قبل لذلك كنت تحلم بها، لا تنسى أنها تعمل في مكتبة، ربما رأيتها وأنت لا تذكر ذلك، هذا هو سبب الأحلام التي رأيتها والله أعلم، على كل حال سأقول لنجلاء أن تبحث لك عن فتاة جميلة لتتزوجها و لا تقل لي من نجلاء..! ههههههه
نهص خالد من سريره وهو يقول :
– لا بأس يا كامل، هذا نصيبي ولستُ غاضب.

4

في تلك الليلة لم يستطع خالد النوم، أراد البكاء بشدة ولكن جلوسه في بيت كامل منعه من ذلك، لا يُريد لأحدٍ أن يرى دموعه وضعفه، استبدل الدموع بالسجائر، تحولت أحلامه الوردية إلى كوابيس سوداء، لكأنه فقد بصره فجأة وهو الآن يفتقد للنور..
ماذا بعد ذلك ؟ سأل نفسه.
أخذ يحصي عدد خساراته في الحياة، كثيراً ما تنازل عن حقه في السعادة لإسعاد الآخرين.. فكر في نفسه وقال :
خساراتي لا تُحصى، سعادتي الوحيدة كانت في رؤيتها، عام كامل وأنا أراها في أحلامي، عام كامل يا سيرين، عام كامل وأنا أنتظر رؤيتك ولقياك، وبالنهاية أنتِ متزوجة.
تعبت يا ربي ، أُقسمُ بك أني مرهق حد السماء.

5
الجمعة 4ديسمبر
في الصباح

كانت سيرين تلاعب طفلها ذو الثلاث سنوات وهي تفكر بذلك الرجل الذي جاءها البارحة ، تمنت لو أنه جاء قبل أن تتزوج، لطالما حلمت بأن تعيش قصة حب حارقة تنتهي بالزواج، ولكن هذا أمر لا يحدث سوى في الروايات، ولحظها السيئ زَوَّجَها أبوها وهي في السادسة عشر من عمرها، والآن هي ربة بيت وبائعة في مكتبة.
لا لا ، الحمد لله أنني أعيش بسعادة مع زوجي ، اللهم بارك لي في زوجي وفي ابني أحمد.

تفاجأت سيرين بخالد يدخل المكتبة وبيده بعض الورود الحمراء، اقترب منها وقال :
– صباح الخير
أجابت بلهفة :
– صباح الخير ، قلقت عليك ، أنا أسفة.
ابتسم خالد وقال لها :
– أنا من عليه الاعتذار، أرجو أن تغفري لي لهفتي للقائك ، لم أكن أعلم أنك متزوجة، تفضلي هذه الورود مني وأعتذر مرة أخرى عن حماقتي وتسرعي.
تناولت سيرين الورود منه بينما خالد ينظر إلى طفلها بانكسار، ابتسم وقال لها :
حفظه الله لك وحماه ثم غادر  المكتبة دون أن يَلتفِتَ خلفه.

في المساء..

وقف خالد وكامل أمام البحر، كان خالد يُفكر في الأحلام التي رآها بينما كامل يُفكر بطريقة تُشعره بالدفء..
– خالد ، الجو بارد وقارس وأنا عظامي لا تحتمل البرد، هيا فلنعد.
– سنعود ولكن أجبني أولاً..! أنت يا كامل فنان، لو قُلتُ لك ارسم لي الحب ، ماذا سترسم …؟
– حسناً، سأرسم أطفالا يبكون..! الحب يا خالد هو العذاب اللذيذ ، يُصبح العشاق أطفالاً تَملَؤهم البراءة في أفعالهم، يَفقدون عُقولهم، لا يَكفون عن البكاء إلا إذا تعانقوا، إنهم كالأطفال يا خالد، إذا أرادو شيئاً ملأوا الدنيا بكاءً وصراخاً حتى يحصلوا على ما يريدون..الحب يا صد…

صوت رنين هاتف خالد أوقف كامل عن المتابعة، أَخرجَ خالد هاتفه ونظر إلى الشاشة  ” الملاك يتصل بك”
– نعم أمي
– بَشِّرْ كامل ، نجلاء أَنجبت فتاة تُشبه القمر.
– من نجلاء..؟
– هذا ليس وقت المزاح يا خالد ، قل لكامل أن يأتي فوراً.
أطفأ خالد الهاتف وقال لكامل :
– مبروك زوجتك أنجبت لك فتاة.
قال كامل بلهفة :
– الحمد لله ، هيا بنا بسرعة أريد أن أراها.
– ماذا ستسميها ؟
– سأسميها “لطفية” على اسم المرحومة حماتي.
قال خالد بعصبية :
– يا رجل ، هذا اسم قديم ومضحك، ما ذَنْبُ ابنتك أن تسمى بهذا الاسم.
– أيها الوغد هذا اسم المرحومة خالتك ، ألا يُعجبك؟
– صراحة الاسم لا يُعجبني ولكن أنت حر، سَتُعاني المسكينة الصغيرة لأنك والدها، “أبو لطفية”، ههههههه ، مبارك يا كامل.

“هكذا هو الحب وهم تعيش عذاباته سنين طويلة وفي أيام معدودة ينتهي وكَأنهُ لم يكن”.

انتهت 

تاريخ النشر : 2018-11-07

بحر أزرق

الاردن
guest
9 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى