تجارب ومواقف غريبة

قصة من خال أمي

بقلم : Lost soul – ليبيا

قصة من خال أمي
كانت تلك الأفعى قد ازدادت في الطول و وقفت خلفه و لم تبرح مكانها

 

السلام عليكم ، أسمي ريما و يمكنكم مناداتي ميمي ، كم أود أن أكون صديقة لكم قبل أن أكون كاتبة لقصة حدثت معي ، أنا أحب الموقع و أحب القصص التي تنشر عليه و أريد أن أشارككم قصة غريبة قليلاً حدثت مع خال والدتي .

خال أمي يُدعى عيسى رجل متدين و لكنه ليس متشدد و يحب الضحك و رواية القصص علينا ، و كل ما يحدث معه في حياته غريب قليلاً.

في يوم من الأيام كان قد ذهب في رحلة مع ثلاثة من أصدقاءه للمبيت في الخلاء ، حيث الهواء و الطبيعة والإحساس بالراحة من ضغوطات العمل ، و بينما كانوا يجمعون الخشب الجاف لإشعال نار تدفئ أجسادهم من برد الليل الذي يجمد الدم في العروق ، رفع أحد الأصدقاء قطعة خشب فوجد تحتها اقعى طويلة خضراء ، صرخ : يا عيسى ، يا سالم ، تعالوا وانظروا .

قال خال أمي : لا تتحرك ولا ترمي عليه ما بيدك ، قل بسم الله ، بسم الله .

ثم جمدت الأفعى ولم تتحرك ، فجاء أحد الشباب ممسكاً سكيناً يريد قتل تلك الأفعى ، منعه خال أمي و قال : إن الله أمرنا بعدم قتل النفس ، ما بالك إنه حيوان يتنفس ، كيف لك أن تفعل ؟ لا أدري إذا كان ساماً ، ولكن هو لم يؤذينا فكيف نؤذيه ؟ ، دعه لحاله.

بدأوا بالتراجع في خطواتهم و لكن ذهب خال أمي إلى خلف السيارة و أخذ دلو فارغ ، و قال في باله : أني اخشى عليهم من تلك الأفعى و أخشى على الأفعى من فضولهم ، أخذ الدلو وغطى الأفعى ، سحبها في ذلك الدلو و غطاها ، و حفر فتحات في الدلو و وضعه في خلف السيارة  ،قال : إنه في الصباح سوف يأخذه إلى مكان بعيداً عنهم و يتركه في حال سبيله ، سأله أصدقاءه عن  ذلك فقال : لا استطيع تركه على مقربة منا فأنا لا أدري ما إذا كان ساماً أو لا ، و لا أستطيع تركه و أنتم تتفحصونه لربما لدغكم و نحن بعيدون عن المدينة.
و في الصباح سار على قدميه مسافة لا بأس بها و فتح الدلو و تراجع للخلف سريعاً و انتظر إلى أن زحفت الأفعى ، ثم عاد و هو يفكر كيف لأفعى خضراء أن تكون هنا ، فأنا لم أرى في حياتي افعى خضراء سوى في برامج التلفاز و لم أرى سوى البنية ، يا لها من صدفه ! و لكني فعلت ذلك تجنباً للأذية يا الله ، نظر خال أمي للخلف و لا يدري و لكن شعر بأن عليه النظر للخلف و كأن هنالك نوع من الجذب يجعله ينظر للخلف ، و عندما نظر لم يصدق ما رأه ، و كأن تلك الأفعى ازدادت في الطول و وقفت خلفه و لم تبرح مكانها ممتدة كالعكاز.

وقف ينظر و يقرأ من القرآن ما يخطر بباله في تلك اللحظة و لم يركض و لم ينادي و إنما ظل ينظر و يقرأ القرآن وأدعية الحفظ من الأذى ، و لوهلة بدأت تلك الأفعى الخضراء في التحرك يميناً و يساراً و كأنها تتأرجح  ، هي لم تنقض عليه و لم تخرج لسانها كعادة الأفاعي بدون فحيح ، و عندما تأكد خال أمي أنه لم يكن يهذي أو يتخيل رجع و لم يحكي ما حدث معه أمام أصدقاءه و لم يشأ أن يفسد عليهم الرحلة ، لم يعلم إلى الأن ما حدث معه ذلك اليوم ، هل هي من عادة الأفاعي أن تقف هكذا أم إنها لم تكن أفعى من الأساس.

القصة الأخرى حدثت معه عندما كان عائداً من المسجد سيراً على الأقدام لأنه لم يكن بعيداً عن البيت ، و هو يسير قاطعاً الطريق لمح قطة صغيرة تحاول عبور الطريق و لكن لم تستطيع عبورها ، اقترب منها خال أمي ولكنها لم تخف منه ، حملها و لم تدفعه أو تخدشه ، ظن أنها ملكاً لأحدهم و أنها تائهة و يبدو عليها الجوع و الوهن ، عبر خال أمي الطريق و وضعها أرضاً ، أذهبي هيا إلى أهلكِ لا بد و أنهم قد أتفقدوا غيابكِ ، أذهبي يا قطه ، سار خال أمي و هو يحاكي نفسه ، لا بد و أنني قد جننت ، سأساعدها نعم  ولكن اتحدت إليها ! تبسم على ما حدث ، وعندما وصل للبيت سمع صوت هرهرة ، نظر للوراء فوجد تلك القطه خلفه ، امسك بها  وقال : ماذا ، ألم أساعدكِ على قطع الطريق ، لماذا لحقتي بي ؟.

أخذها للبيت ، رفضت زوجته وجودها و قالت : أنها قطة شوارع لماذا أتيت بها إلى هنا ؟ أنظر إليها إنها متسخة و أنا لا أريد أن تبقى ، أنت ساعدتها فلماذا هي هنا ؟ ، قال لها : أنظري إلى حالها ، ألم تحرك في قلبكِ شيئاً ؟.

إنها جميله ، تلك هي قدرة الله يصور خلقه في أحسن صورة.

بقيت القطه بعد أن اقنع خال أمي زوجته ، و لكن تلك القطه بها أمراً عجيب ، فكلما صلى خال أمي تختبئ ، وكلما وضعوا على قناة تتلوا القرآن وكأنها تصرخ بصوت أمرأة ، رأى ما يحصل معها  و أراد التأكد ، جلس و جلب كرة صغيرة ليلاعب القطه و بدأت تلعب بين يديه كقطة عاديه و فجأة أمسك بها بين يديه بحنان ، لامسها ودللها إلى أن نامت بين يديه ، فبدأ بترتيل القران بصوت عذب جميل يهدئ الأنفاس ، بدأت القطة بالانتفاض و الصراخ إلى أن خدشت يد خال أمي ، ففتح باب البيت ثم خرجت تركض وكأنها تخاف وترتعب هرباً من شيء مرعب.

أخذ يده و مسحها بماء رقية و أخذ أطباق طعامها و وضعها خارج البيت ، و عندما حكى ما حدث معه لأحد مشايخ المسجد قال له : إنها ليست بقطة على الأطلاق و هي لم تؤذيك لأنك أويتها و فعلت معها خيراً ، إلا قراءتك للقران فهي كانت ستحترق لهذا خدشتك و قاومتك ، و أنت أفضل ما فعلت أنك تركتها لحال سبيلها ، يا أبني أفعل صالحاً و ساعد من رأيت أنه يحتاج المساعدة ، ولكن لا تجلب لبيتك ما لا تعلم عنه و لا تتحدث مع الحيوانات أعزك الله فليست كلها أرواح طيبه ، ففي كل نفس هنالك نفس وليست كل نفس طيبة ، كنت ستؤذي نفسك بفعلتك ولكن ما حدث معك خيراً و أرجوا أن تأخذ بالنصيحة.

تاريخ النشر : 2018-11-20

guest
12 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى