أدب الرعب والعام

شاطئ تيندوف و البطة العجيبة

بقلم : نوسيم الذيبة – الدزاير

شاطئ تيندوف و البطة العجيبة
لقد غادروا!

من الحكايات القديمة و التراث الذي إندثر بفعل الزمن و الذي لا ذكر ولا ذاكر له , حدثت هذه الحكاية منذ زمن طويل جدا , وقتها لم يكن لا للنقال ولا للحاسوب وجود ..
في الصحراء الإفريقية الكبرى و تحت حرارة شمسها المحرقة سارت قافلة على جمال الصحراء تتابع الخطوة تجذب أختها نحو بلدة لها فيها من المشاغل الدنيوية .
في الطريق كان يجب عليها ان تمر بمكان حيث ولاية تيندوف حاليا لتصل تلك البلدة , سارت ثم توقفت عند أحد الأعين المخصصة لعابري السبيل .. فنزل كل ليملأ منها جرته و يسقي بهيمته .
نزل كذلك ناصر عن ناقته و راح يملأ آنيته , نظفوا كذلك ما يلزم تنظيفه من الثياب و الآنية .. و تركوا البعير ترتاح و تجدد النشاط .. فكانت على مقربة منهم صخرة كبيرة عالية نوعا ما فاقترح البعض منهم الاستحمام خلفها بماء العين البارد ..

استحمت المجموع التي ارادت الاستحمام و نام على ضل الصخرة من أراد ذلك , أما ناصر فقد حمل قربته المعبأة بالماء البارد و راح يسير مستطلعا البقعة التي هم ماكثون فيها و سار محاذرا ألا يبتعد عنهم ، كان يسير دون التفات للوراء و يتطلع بعينيه لبعيد فعله يرى بنياناً أو شبيه ذلك من العمران , فلم يرى إلا رمالا و سماء يعكر صفوها غشاء السحاب يخفف من لونها الازرق البديع , تلك سماء الصحراء ليست بصافية و ليست بملبدة بالغيوم , فتراجع بضع خطوات للخلف و التفت فلم يرى وراءه إلا ما كان يرى قبل أن يلتفت .. رمال تحيط به من كل الجهات , فعلم انه قد ابتعد على اصحابه مما لن يظهروا له , فعاد أدراجه محاولا بكل ما يستطيع ألا يميل فيضيع داخل هذه الصحراء .

سار و سار و الخوف يأسر عقله و الشمس تحرق جسده .. لقد سار إيابا أكثر مما ساره ذهابا بل لا مجال للمقارنة , و ما من اثر للصخرة العالية و لا للقافلة التي جاء فيها .. الرمال في كل مكان من حوله مثلما أنه ضائع بطوافة بالية وسط بحر بلا بوصلة ..
بعد مسيره ساعة تقريبا و هو يميل من هنا ثم يميل لهناك تظهر له في البعيد الصخرة التي توقفوا عندها سالفا , سارع قليلا في سيره حتى بلغها فلم يجد عندها احد من اصحابه و لا أثر لبعيرهم ” جمالهم “.
علهم انطلقوا قبل قليل ..” قالها متمتماً بها ” فرمى نظره للبعيد فعله يراهم مدبرين لكن لا أثر لهم , رماه يمينا و شمالا , شرقا و غربا .. فلم ينل من فعله ذاك شيئا , لقد غادروا , إنه في قاع بلقع ..

جلس عند الصخرة و اسند رأسه لها فعلهم يعودون فيجدوه مكان ما مكثوا , بقي ينتظر عودتهم الى ان سحبت الشمس رايتها و أسدل الليل ستاره .
حتى و ان كان صاحبنا شجاعا فإن لليل رهبة تزعزع ذا الهيبة , بقي ناصر مكانه لم يتحرك ممسكا بيمينه قربته يشرب منها من حين لحين , الى ان اطل البدر في السماء , وبنوره الرباني انار تلك البقعة و بقاع العالم أجمع , هكذا قضى ناصر ليلته الأولى في صحراء تندوف القاحلة .. اطلت الشمس من مشرقها فتحامل ناصر منتصبا على قدميه و قد أكل قوته الجوع فملأ قربته و قد عزم ان يسير فعله يجد قرية قريبة أو قافلة أخرى فيذهب معها أفضل من بقائه هناك بانتظار حتفه .
سار في الصحراء ملتحفا برداء يقيه الشمس حتى لا تحرق جسده , سار على غير هدى .. الرمال محيطت به من كل مكان , لا اثر لبشري ولا لحيوان , تماما مثلما انه داخل دوامة أو أن العالم كله قد تحول لصحراء .. تراجع عائدا نحو الصخرة لكن كيف له ان يعرف أين هي , لقد سار في جهات مختلفة , لم يعد يعرف أين هو الشرق و من أين هو الغرب لا يرى إلا الصحراء , خيل له في تلك اللحظة انه لن يرى بعد هاذا اليوم غير هذه الرمال و هاذا المشهد المهول و أن اليوم ذا سيكون من آخر أيامه في الحياة قبل ان يقضي و تبلع رمال صحراء قضت عليه شمسها ما سيبقى من جسده المتفحم .

بعد قطعه مسافة طويلة تحت تلك الشمس الحارة و دون أن يشرب قطرة ماء واحدة , بدأ يسمع أصواتا و ضحكات محيطة به , التفت لخلفه لكن لم يكن هناك احد , سمع أصواتا كانت تنادي باسمه و أصواتا مألوفة المسمع .. بدأ ناصر يهذي و يسمع اصواتا لا وجود لها و يشعر أن هناك مرافقا له ماش خلفه فبدأ يحاوره و يتكلم لوحده , ضل على ذلك الحال مدة من الوقت ثم استفاق على حاله فعلم أن ما به سببه عدم شربه للماء تحت هذه الحرارة , فأخذ قربته و ارتشف منها رشفات معدودات و أعاد رابطا إياها بخصره .
على بعد هكتار ظهرت لناصر بحيرة كبيرة , فرك عينيه و تراجع للخلف : أستغفر الله رب العالمين , هل وصل بي الحال لأرى ما لا وجود له هذه المرة ؟ .. تابع مسيره و كان يرى البحيرة امامه لم تختفي , تبادر لذهن ناصر ان ما تراه عيناه ليس بخيال و لا اوهام .. فالبحيرة التي يراها مقابله تكبر كلما اقترب منها ..

ـ عله السراب , من الأكيد أنه سراب الصحراء ..
قالها مانعا نفسه عن التمني , لم يرد أن يعشم بشأنها فإذا وصلها خاب خيبة لم يخب مثلها سابق العهد .. الشمس الحارقة على رأسه و رمال الصحراء المتجمرة تحت أقدامه تكاد ان تقفز كالقمح فوق النار , ذلك الى ان وصل ما كان يظنه بحيرة , سقط ناصر من هول ما رأى , أمامه بحر ممتد لخط الأفق , إنها مسافة شاسعة من المياه , بساط من الماء كان يمتد لحيث يمتد نظره .
رمى رجله بداخل تلك المياه مكذباً عينيه متأكدا من أمرها , فوجدها و مثلما رآها مياه باردة تحركها نفس نسمات الصحراء الحارة التي تحرك رمال الكثبان , يال العجب ما هاذا الذي تراه عيناي ؟ متى صار لتندوف شاطئ و هي كبد صحراء , علني سأموت لذلك صرت أسمع و أرى و أحس بما لا وجود له , علني احتضر الآن .. قالها ناصر , لكن هاذا التفكير لم يمنعه من الإستحمام بمياه البحر .. غطس بداخله و أخذ يبرد جسده الذي كادت الشمس أن تجففه .

بقي مستلقيا داخل الماء مدة من االوقت يفكر : هل أبقى هنا أم أتابع سيري فعلي أجد قرية أو بلدة قريبة ؟ أو كلا سوف أبقى هنا , و كيف لي ان اضمن إن تركت هذه النعمة أن أجد خيرا منها ؟ أن أموت هنا جوعا و عطشا خير لي من ان اموت داخل الصحراء محترقا بشمسها جائعا و عطشا كذلك .. داخل تعمقه في التفكير قطع شروده شيء في البحر قادم نحوه من بعيد , قام و حاول أن يتعرفه ببصره فلم يعرف ما هو , بقي واقفا ينظر حتى تبين من امره القليل فإذا به حيوان , بقي ينتظر حتى وصل الشاطئ فإذا بها بطة بلون ابيض مشع بأصفر خفيف .
متى أصبح البط يسبح بالبحر ؟ بل الأكثر عجبا متى أصبح للصحراء شاطئ ؟ إنه لأمر غاية في الغرابة .. نزلت للشاطئ ثم رفعت جناحيها و بدأت تحركهما مثلما انها تحاول الطيران , بقي ناصر ينظر لها ثانية من الوقت ثم فكر في اغتنائها و الإمساك بها , فنزع عن رأسه حفايته [ عمامته ] و قفز إليها ليربط جناحيها , و ما أن انتهى من فعله حتى وجد نفسه قد قيد امرأة و لا أثر للبطة في الأرجاء .
انتفض مرتعباً إلى أن سقط على الأرض و هو يرى أمامه تلك المرأة الحامل الموثقة بدل البطة , كانت تنظر له بصمت نظرة حاقدة فيها من الخبث و المكر .. تراجع للخلف و ما ان استوعب ما يراه امامه حتى جمع شتاته و قال : من انت بحق الكتاب ..
ـ ردت عليه قائلة : إن اردت ان تعرف ففك وثاقي أولاً و أعطني بعض الماء ..
ـ كيف لي ان افك وثاقك بعد أن رأيت هاذا الأمر الغاية في الغرابة , قالها فيما بينه و بين نفسه و هو ينظر لها محتارا ثم نطق قائلا : قولي من أنت أولا ..
نظرت له هنيهة ثم ابتسمت ابتسامة جافة و قالت : أتحسبني يا هذا غير قادرة على فك وثاقي بنفسي ؟ بقي ناصر ينظر لها فأردفت قائلة : ان فككت قيدي انت فقد اتقيت شري و ان تركتني افتحه بنفسي فقد فتحت على نفسك أبواب جهنم ..

بقي ناصر يفكر في كلامها مشدوها ثم تقدم نحوها و فك إصرها فوقفت و ابتسمت له ثم قالت : هل أجد عندك ماءا فقد أنهكني العطش و سيموت من ببطني إن لم أشرب , فقدم لها ناصر القربة فشربت منها ما شاء الله ان تفهل و كفت , فوضعتها على يسارها و التفتت له , لم يتكلم لكن عينيه كانت تسألها .. فقالت : أنا لست بشرا ..
شحب لون ناصر و جحظت عيناه و هو يسمع كلامها تتابع قائلة : أنا من جن الصحاري و إسمي ” تمراطوان ” و لتوي عائدة من رحلتي لبيت أخت زوجي في “بوبلا” في الهند و انا الآن متجهة لعشيرتي و أريد اصطحابك معي لأرد معروفك لي ..
بقي ناصر عاجزا عن الكلام , لمدة سرى الصمت بينهما ثم قال : وهل ستعرفين طريقك داخل هذه الكثبان ؟
قالت : لا تشغل بالك بما لا يعنيك و مثلما قلت لك أريد أن ارد معروفك علي ..
عن اي معروف تتكلمين ؟ لم افعل شيئا على الاطلاق
لقد أعطيتني ماءا و أنت ببطن صحراء قد تهضمك إن نفذ الماء من عندك ..
في تلك الساعة كانت الشمس قد انحدرت نحو مضجعها فقال ناصر بعد أن فكر تفكيرا دام لثوان : و إن قلت أني سآتي معك فهل سننطلق ليلا ؟
قالت : سنسابق الماء المتبقي في القربة ..

في ليل ليس بذي قمر سار ناصر خلف الجنية ” تمراطوان ” على غير هدى كان يتبعها و هي غير مبطئة في مشيتها , من بين ذلك الظلام كانت تظهر له ساعة و تختفي أخرى , فلا يرى اذا اختفت من امامه إلا ظلام حالك سواده يضرب الأرجاء من حوله , حتى إذا ما أنارت الدنيا قليلا رآها و هي تتابع سيرها مسرعة بلا هوادة .
بزغ الفجر معلنا وصول القطار الذي يحمل على ظهره هذا اليوم الجديد , فأنارت الدنيا بعض الشيء ليرى ناصر على نورها ” تمرطوان ” بوضوح .. استمر في مسيره خلفها و قد انهكه التعب و به من العطش ما الله به عليم .. كيف لهذه المخلوقة أن تسير كل هذه المسافة دون تعب ؟ قالها في ما بينه و بين نفسه و قد رابه امرها و بدأ يشك في أنها ما رافقته إياها إلا لتقضي عليه في برزخ من برازخ هذه الصحراء .. يا إلهي كيف سرت خلفها و انا اعلم انها جنية فهل اصاب عقلي شيء من الجنون ؟ .. كان يفكر و يدقق نظره بها فرآها من الخلف في هيئة رجل ضخم البنية يتمايل في مشيته , ارتعد من ذلك فتوقف و قال بذعر : ” تمرطوان ” …
فالتفتت له ببطء شديد و قالت : أعطني قربة الماء
فقال : إلى أين تذهبين بي ؟
فردت : لقد أخبرت قبلا ” رفعت يدها مشيرتا ” انه هناك انظر لقد إقتربنا
نظر ناصر لحيث أشارت فلم يرى إلا بساطا من الرمل ممتدا حتى الأفق , قال : لا أرى شيئا ” سكت و هو ينظر لها مستهجنا كلامها ثم تابع ” الى ماذا تشيرين ؟ لا يوجد شيء
ففتحت فمها بابتسامة عريضة كشفت فيها عن أسنانها و تمطط وجهها حين ابتسمت مما جعلها أشبه بوحش في حلم مزعج , فانتفض ناصر من ذلك و أدار وجهه عنها و قد كاد قلبه أن يخرج من صدره خوفا ..
قالت : أنا جنية و بصري يمتد لأبعد مما يمتد إليه بصركم أنتم بنو آدم , أعطني القربة هيا بسرعة
فناولها اياها فشربت ثم قالت : سأربطها الى خصري ..
لم يجب ناصر ناطقاً بل أومأ برأسه لها و فعلت ما تريد ..
تابعو سيرهم داخل تلك الصحراء القاحلة و كانت تمرطوان كلما سارت مسافة تحمل القربة فتشرب منها إلى أن نفذ الماء و الصحراء بعدها مستمرة أمامهما الى ما لا نهاية .

ـ هل نفذ الماء ؟ قالها متسائلا ..
ردت : أظن ذلك ” حركت القربة ثم أردفت ” نعم لقد نفذ ..
ـ يا إلهي و كيف سنستمر وقد نفذ الماء ؟
ـ أنا لا أعطش .. أصلا لا أحتاج للماء .. نطقت هذه الكلمات و بكل برود
ـ إذا لماذا شربتي الماء , قالها بنبرة فيها من الخشونة ..
ـ نظرت له نظرة غير طبيعية , نظرت له بعين الشيطان و ضحكت ضحكة ماكرة ثم التفتت لتتابع سيرها ..
تراجع ناصر و قال : أعيديني لحيث وجدتني .. لن أكمل السير معك لا اريد شيئا منك
” تمراطوان ” كانت تسير مثلما أن ناصر لا يخاطبها , هو بقي متوقفاً في مكانه ينظر لها و هي تبتعد , و ما هي إلا لحظات حتى توقفت فجأة و استدارت له و جاءت تسارع نحوه تراجع ناصر و قد اختنق صوته الناطق : ماذا تريد بي ؟ ..
وصلته و تجاوزته قائلة اتبعني .. من هنا , قالتها و هي تسير في غير الطريق الذي كانت عليه
ـ ألم تقولي أنك ترين البيت هناك ؟؟ .. سألها
ـ سنذهب من هنا ..
سار ناصر خلف تمراطوان و ليس له خيار , لم يكن يصدقها , و ربما كان سيره خلفها هربا من الموت أو محاولة أخيرة للتشبث بخيط بال للأمل المتبقي الأخير ..

الشمس المحرقة .. الحرارة العالية .. لا شيء يعكر خط الأفق .. الرمال محطة به من كل الاتجاهات .. لا ماء , لا طعام , منذ قرابة ثلاث أيام , سوف أموت ـــ إني هالك لا محالة , صقط ناصر على تلك الرمال الرصاصية التي كانت تتلاعب بها أمواج الحرارة , كان وجهه أول ما وصل الى الأرض , و قد وصل قلبه لدقاته الأخيرة التي سيتوقف بعدها إن ظل على تلك الحالة .. وصل لحلقته الأخيرة في مسلسل حياته هذا ما تمتم بمثله قبل أن يحدث معه ما حدث .
عندما استفاق من غشيته كانت هناك جدران و سقف عليها يقيه أشعة الشمس , و كان مضطجعا على فراش و في زاوية الغرفة على شماله كان يقف شيخ هرم ذا شعر فحمي كان قد جعل منه ضفيرة أسبلها على ظهره ، متكئ على عصا بالية و بين يديه المرتعشتين كان يضطرب صندوق خشبي مهترئ و خلفه كان يقف رجل ضخم البنية قد اشتعل رأسه شيبا أبيضا ..
قام و استقام في قعدته
ـ يال الغرابة ” قالها ناصر و هو ينظر بدهشة لكليهما ” الرجل شعره ابيض و الهرم ذا شعر اسود .. تمتم بذلك ثم ارتعش حين لفته أكثر من شعرهما الغريب وجه الرجل الذي كان نسخة طبق الأصل عن وجه الجنية ” تمراطوان ” التي ما يظن أن غيرها الذي أحضره لذا المكان ..
الشيخ : نريد ..
قطع كلامه دخول رابع عليهم الغرفة .. التفتوا اليه فإذا بها تمراطوان
تمراطوان : هل سنعلمه الآن ؟ لقد استفاق ..
الشيخ : نريد أن نشكر لك صنيعتك عندنا .. فقد أعطيت إبنتنا الماء في حين كانت كل قطرة تحملها قربتك فرصة ليوم آخر تحياه , لكنك لم تبخل عليها و جنينها و ذلك أخضعك لامتحان صعب طال ليومين من الزمان و كدت أن تفقد روحك خلالهما , و مثلما أنك لم تبخل فلن تلاقي عندنا من يبخل عليك فلك منا هذا الصندوق الخشبي و لتطلب ما تشاء ..
و وضعه بين يديه , هم ناصر بفتح الصندوق لكن الرجل سارع نحوه و وضع يدع عليه مانعا اياه عن فتحه
ــ لا ــــ لا يمكنك أن ترى ما بداخله هنا .. ” أزاح يده ” هو لك لكن .. لا تستطيع أن تفتحه هنا
و لا على أراضي هذه المنطقة , فخذه معك إلى بيتك فإن وصلته أمكنك الإطلاع عما بداخله لكن إياك أن تحاول إحصاء ما ستجده فيه ..
ناصر : ” رافعا الصندوق واضعا إياه على الأرض ” لكني لا أريد شيئا , أريد فقط أن تعيدوني لأصحابي .. حيثما كانوا , بالتأكيد تستطيعون فأنتم من الجن و لـ..
قاطعه الشيخ : لا تكمل فإني أعلم ما تريد و طلبك هذا مجاب ..
كان هذا المشهد هو آخر ما كان من ذكرى ناصر مع عائلة الجن .

و مضت السنوات و السنوات و قدمت قافلة أخرى على رمال الصحراء تتهادى و قد قاربت الشمس على الغروب فإذا ما هي مارة بتلك الصخرة لتجد بمكان لا هو ببعيد منها ولا قريب بقايا هيكل عظمي لإنسان و بجانبه كانت قطع من الخشب تترامى هنا و هناك فإن حاول احد رفعها له تلاشت بين يديه كالرماد الذي ابيض من شدة احتراقه .

تمت ..

تاريخ النشر : 2018-11-23

guest
45 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى