تجارب ومواقف غريبة

أمنية أمي والساحرة

بقلم : احزان الورود – العراق

أمنية أمي والساحرة
أمرأة تتشح بالسواد قادمة من بعيد و تنادي بلهجة غريبة

 السلام عليكم و رحمة الله ، ها قد عدت لكم بقصة جديدة أو بالأحرى هي قديمة ، حدثت هذه القصة في الثمانينات لعائلتنا ، لنبدأ على بركة الله ، كان حلم وأمنية أمي أن تنجب أولاد ذكور ، لأنه باعتقادها وبتفكيرها أن الأولاد سند ويجلبون الهيبة لأهلهم ولن يجرأ أحد على أذيتها وسلب حقوقها وحقوقنا بوجود هؤلاء الصبيان رجال المستقبل ، ولتفكير أمي هذا سبب فلقد كان لنا بيت كبير لعمي ولأبي ، و بسبب أن عمي الظالم عنده٧ابناء ذكور وكانوا حوله مثل العصابة تحميه وتسنده أما أبي رحمه ألله فكان أب البنات فستقوى عليه عمي بمساعدة أولاده و قاموا برمينا في الشارع ، ولأن أبي يخاف ألله قال : لا أريد أن ألوث يدي بدم أخي لأجل البيت والنقود فليأخذهن وأنا وأنتم في عين ألله والحمد لله

أصبح عندنا بيت أفضل من بيتهم يملأه المحبة والمودة ، ذات يوم تم استدعاء أبي للجيش خدمة جور وظلم فهو قد قضى٨سنوات يخدم بالجيش ولم يتم تسريحه إلا بعد انتهاء الحرب ، ذهب أبي إلى الحرب وبقيت أمي هي وبناتها وصبي واحد في منطقة معزولة وتفتقر لأبسط الخدمات المعيشية لا ماء و لا كهرباء والشوارع ترابية وبيوت مترامية الأطراف ، ذات يوم كنا نلعب في أساحه الترابية خلف منزلنا وكنا وقتها أطفال صغار لا نفقه شيئاً ، كانت أخواتي مشغولات باللعب وإذ بامرأة تتشح بالسواد قادمة من بعيد و تنادي بلهجة غريبة دلالة على أنها تكشف الطالع وتفك المسحور وغيره

اقتربت هذه المرأة من منزلنا وطرقت الباب ، قالت لأمي بأنها جائعة وعطشى ، فأدخلتها أمي و جلست في الغرفة ، فاجتمعنا حولها قالت بأنها مغربية وأنها تجوب البلدان بحثاً عن الرزق عن طريق مساعدة الناس وكلام كثير نسيته أنا ، ثم صمتت وأخذت تنظر لأمي ثم قالت لها : أنتِ تتمني أن تنجبي صبي ومنذ٦سنوات لم تحملي أليس كذلك ؟ فقالت لها أمي وأثار التعجب بادية على وجها : نعم كلامك صحيح ، فقالت لأمي : واذا حققت حلمك ماذا ستعطيني؟ فقالت لها أمي : لا توجد عندي نقود ، أجابت المرأة و قالت : بل تكذبين ، عندك تحت الدولاب في صرة لونها كذا وكذا ، فصُدمنا بسماع كلامها لأنه فعلاً كما قالت ، فبكت أمي وقالت لها : لا نملك غير هذا المبلغ وكما ترين فأنا وحدي مع كومة البنات و بالكاد تكفينا مأكل ومشرب ، فقالت الساحرة : حسناً سأخذ نصفها ، فوافقت أمي ، و لا تلوموها فأحياناً الأنسان يعطي روحه في سبيل تحقيق حلمه وأمانيه ، بعد ذلك شرعت الساحرة بالعمل قالت : احضروا لي قدر وفيه ماء نظيف ، فركضن أخواتي واحضرن ما طلبت ، ثم قالت : أريد ورق دفاتر نظيفة ، فذهبت أختي وأحضرت لها كم ورقه ناصعة البياض ، ونظرت لها هذه الساحرة وقالت : لا أريد هذه الورقات إنها قذرة ، فقالت لها أختي : إنها أحضرتها من النفايات ولم تظن أن الساحرة ستعرف إنها من النفايات لأن الأوراق كانت ناصعة البياض و لا توجد بها رائحة قذرة بالعكس فقد شممتها كانت بلا رائحة أصلاً

ثم بعد ذلك ذهبت أختي وأتت لها بورق من كراستها وأعطتها للمرأة الساحرة ، أخذتها ورمتها في القدر مع الماء وأخذت تقرأ عليها بصوت خفيف كلام غير مفهوم ، فأخذ الماء بالاهتزاز وبدت تظهر رسومات بالورق ثم سكتت الساحرة وأخرجت الأوراق برفق وقالت لأمي : سأسألك سؤال ، عندما بنيتم بيتكم هذا هل وقعتي من على الدرج و أنتِ حامل ؟ قالت لها أمي : نعم حصل هذا الشيء ، وهل أسقطتي جنينك ؟ قالت أمي : لا ، لم يسقط جنيني ، فأخرجت المرأة الورقة التي كانت بالماء ثم قالت لأمي أنظري وعندما نظرنا أصابتنا الدهشة فلقد كان مرسوم بالورقة أمي وهي واقعة وحامل وحولها كائنات تتلقاها وتحملها لتخفف أثر السقطة – طبعاً الرسم كان يبدو لطفل اقصد لم يكن رسم رسام ماهر هل فهمتم قصدي ؟ – و لكن كان مرسوم أمرأة ببطن كبير و هي واقعة على ظهرها وهذه الكائنات حواليها تمسك بها ، و بعد أن رأينا الرسمة قالت : والان لننتقل إلى العلاج ، قالت لأمي : أريني كفك ، ففعلت أمي ، قالت لها : أغلقي كفك ، فأغلقته ، ثم قالت : أفتحي كفك

وعندما فتحت أمي كفها وجدت فيه حبة دواء بيضاء صغيرة جداً ، أكيد أمي أصابتها الدهشة ونحن أيضا ، قالت الساحرة لأمي : هذا ستشربينها عندما يأتي زوجك ، ثم قامت و ذهبت و قالت لأمي : لن تريني بعد اليوم ، ثم خرجت ولم نرها بعدها أبداً ، وفعلاً عندما شربت أمي هذه الحبة مع قدوم أبي حملت أمي ولكن حملت ببنت أيضاً واستسلمت للأمر الواقع ، وكانت أختي هذه أخر العنقود ، أقسم بالله العلي العظيم أن هذه القصة حقيقية وحصلت لي أنا وعائلتي ، أستودعكم ألله.

تاريخ النشر : 2018-12-05

guest
40 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى