مجرمون .. لا يقعون تحت طائلة القانون !
التحرش ظاهرة منتشرة في جميع أرجاء العالم .. |
قد يبدو العنوان غريبا ، كيف يكون الإنسان مجرما ولا يتعرض للمحاسبة والمساءلة القانونية ، لكن هذه هي الحقيقة ، هناك مجرمون موجودون بكثرة في جميع أرجاء المعمورة ، يعيشون بين الناس ويقترفون جرائمهم علنا أمام الملأ من دون خوف من شرطي أو حسيب أو رقيب ، لا بل أحيانا يتلقون التشجيع والابتسامات من المارة .
من هم هؤلاء ؟ ..
أنهم المتحرشون ، تلك الذئاب المفترسة الكاسرة التي تركت وراءها ملايين الجروح والندب في نفوس ضحايا بريئة لا تملك سوى الصمت والدموع ، وللأسف يوما بعد آخر يزداد هؤلاء المفترسون سعارا حتى أصبح الخروج إلى الشارع بالنسبة للبعض مغامرة تحمل في طياتها الكثير من المخاطرة واحتمال التعرض للإذلال .
طبعا قد يظن البعض بأن التحرش ظاهرة جديدة أو تختص بدولة دون أخرى ، لكنها في الواقع ظاهرة منتشرة منذ القدم في جميع أرجاء المعمورة ، بيد أن حدتها تختلف من مجتمع إلى آخر لأسباب يطول شرحها وتختلف الآراء حولها .
والتحرش أنواع ..
قد يكون بالنظر .. بالهمس .. وباللمس .. وهذا الأخير هو الأسوأ والأقبح ، ذلك أنه تعدي سافر على ذات وكيان وخصوصية شخص آخر .
دعونا نخوض في الموضوع مباشرة ومن دون إطالة ، سنطرح عليكم أسئلة محددة نتمنى أن تردوا عليها بصراحة قدر الإمكان ، خصوصا وأن أغلب الأسماء هنا هي مستعارة مما يخفي هوية صاحبها الحقيقية . أجوبتكم ستساعدنا على تفهم الظاهرة بصورة أوضح ، وربما تساعدكم ، عن طريق تبادل المعلومات ، في معرفة أفضل الطرق لتخطي أو لمواجهة التحرش .
أسئلتنا كالتالي :
– هل تعرضت يوما للتحرش ؟ .. هذا السؤال موجه للرجال والنساء ، ذلك أن الأولاد الصغار و الفتيان يتعرضون للتحرش أيضا ، ويقال بأن أغلب المغتصبين والقتلة تعرضوا في طفولتهم للتحرش الجنسي أو الاغتصاب .
– هل تعرضت للتحرش على يد أحد أفراد العائلة أو الأقارب أو شخص تعرفه جيدا ولم تكن تتوقع أن يتحرش بك ؟
– ما هو أسوأ أنواع التحرش الجنسي برأيك ؟ .. وهل حقا ملابسك وهندامك يقلل أو يزيد من احتمال تعرضك للتحرش ؟
– لماذا زادت هذه الظاهرة عن حدها بالرغم من انتشار مظاهر التدين – ما يعرف بالصحوة الدينية – في مجتمعاتنا ؟ .
– لماذا أغلب النساء لا يتكلمن ولا يعترضن حين يتعرضن للتحرش ؟
– هل حقا النساء ، الفتيات الشابات خصوصا ، يشعرن بالنشوة والخيلاء والفرح الداخلي حين يتعرضن للتحرش لما في ذلك من دلالة على أنهن مرغوبات ومطلوبات .. أم أنها من أساطير الرجال ؟ .
– هل حقا النظرات الوقحة التي ينظر بها الرجال بشهوانية واضحة إلى النساء في الأماكن العامة تكون مؤذية أيضا كالتحرش اللفظي والجسدي ؟
– هل كان للتحرش تأثير مباشر على حياتك ونفسيتك ؟ .. هل جعلك تخشى الغرباء ؟ .. تخاف من الشارع ؟ .. وحتى من المعارف والأصدقاء ؟ .. وفيما لو تعرضت للتحرش من قبل شخص تعرفه .. هل ستقوم بأخبار اهلك أم ستتكتم على الأمر وتحاول نسيانه وتجاوزه بصمت ؟
– هل هناك طريقة فعالة ومجربة لإيقاف المتحرش عند حده ، أو للتملص منه ؟
– هل يتعرض الرجال للتحرش أيضا من قبل النساء ؟ .. وهل الأمر سيء أم ممتع بالنسبة لهم .
– هل تحرشت أنت نفسك بالآخرين يوما ما ؟ .. تكلم بصراحة شديدة .. سواء بالنظر أو بالكلام أو باللمس .
– برأيك ما هو الغرض الأصلي من التحرش .. هل هو الإعجاب والشهوة ؟ .. هل هو اليأس ، أعني الرغبة في الوصول إلى شيء لا يمكن الوصول إليه في الظروف العادية ؟ .. هل هو الجبن والعجز ، أقصد أولئك الذين لا يثقون بأنفسهم ويفتقدون لمهارة التواصل الصحي والطبيعي مع الجنس الآخر ؟ .. هل هو الكبت الزائد عن حده للشهوات والرغبات ؟ .. أم أنه التبجح وحب التقليد ؟ .
تذكر عزيزي القارئ بأنك غير مجبر على الرد على جميع الأسئلة أعلاه .. يمكن أن ترد على بعضها فقط ، أو حتى أن تبدي رأيك الشخصي بعيدا عن الأسئلة .. بكل الأحوال سماع رأيك يسعدنا ويهمنا جدا .
تاريخ النشر 23 / 12 /2014