ابن الأفعى
اتهمها بأن الذي في بطنها هو بسبب الأفعى |
حدثت هذه القصة في قرية نائية من الشرق الجزائري في مكان بعيد لم تمتد إليه يد الحضارة بعد نضرا لصعوبة التضاريس وبعد المكان عن الوسط المتمدن . هناك في تلك القرية عاشت امرأة مع زوجها ، زوج ليس كبقية الرجال ، كان عنيفا و قاسيا مع زوجته لأنه و ببساطة لم يكن ينجب الأطفال ، وكان هذا النقص سبب سلوكه العنيف . كان دائما يضربها ويقسو عليها لأتفه الأسباب وزادت الظروف المعيشية القاسية جروحا أخرى للمرأة المسكينة .
ذات يوم جاء الزوج يزمجر ويطلب من زوجته أن تحضر العشاء لجماعة من أصحابه وجلب معه اللحم لتحضير الوجبة ثم انصرف ، بدأت الزوجة تحضر طعام العشاء لكن المسكينة لم تدري ما يخبئه لها القدر ، فبينما هي منهمكة في التحضير تسللت أفعى إلى المطبخ المتداعي وسقطت داخل القدر الذي يغلي فيه المرق ، ولأن المنزل لم يكن مزودا بالكهرباء لأن القرية نائية وبعيدة لم تلاحظ الزوجة المسكينة ما حدث نظرا لضعف الإنارة وانهماكها بسرعة في التحضير خوفا من بطش زوجها إن تأخرت . في ذلك بعد حين حظر الزوج مع أصحابه ووضعت المرأة الطعام ، وسرعان ما بدا الرجال بالأكل لكنهم لاحظوا أن مذاق وشكل اللحم يختلف من قطعة إلى أخرى ، وسرعان ما تبين الموضوع ، ولكم أن تتخيلوا ثورة الزوج العنيفة ، فبعد انصراف أصحابه منزعجين بدا بضرب زوجته ولم يكتفي بهذا بل احضر بندقيته وخيرها بين أكل لحم الأفعى وبين أن يقتلها بالرصاص .
لم تجد المسكينة ما تفعل فهي وحيدة ضعيفة ولم يكن لها الخيار فالموت واحد ، فاختارت أن تأكل اللحم وانتظرت الموت كل يوم ، لكن المفاجأة أنها لم تمت ، بل حدث ما لم يكن متوقعا ، لقد أصبحت حاملا وزوجها غير مصدق ، فهو لم يكن ينجب ، وطبعا كعادة الرجال اتهم زوجته بالخيانة ، وأي خيانة .. لقد اتهمها بأن الذي في بطنها هو بسبب الأفعى التي أكلتها وان الذي في بطنها هو ابن الأفعى ، والمرأة المسكينة صامتة و صابرة .
طبعا رجل مثل ذلك الزوج الغير متعلم والعنيف كان من المؤكد أن يفكر بهذه الطريقة ، وظل ينتظر موعد الولادة ليقتل المسخ كما يقول ، وحانت الساعة الحاسمة وحضرت النسوة من القرية وبدأن عملهن دون معرفة حقيقة الأمر ، أما الزوج المترقب فظل ينتظر و ينتظر وبعد وقت قصير سمع صراخ مخلوق صغير فهب مسرعا … لكن فجأة سمع صوتا آخر ، لقد كانت زغاريد النساء فرحا بالقادم الجديد .
صرخ الرجل فيهن مطالبا بالسكوت ورفع بندقيته يطلب الدخول لكي يقتل الطفل ، لكن النسوة قمن بمنعه لأن زوجته روت لهم وهي على فراش الولادة قصتها ، فثارت النسوة وصرخوا في وجه الرجل قائلين إذا كنت تود قتل الطفل فانظر إليه أولا ، نظر الرجل بعين المترقب إلى الكائن الصغير ، لقد كان طفلا عجيبا متورد الخدين ممتلئا صحة ابيضا كالحليب جميل الخلقة فسبحان من خلقه ، وقف الرجل حائر أو متردد لكن النسوة أيقظوه من حيرته ، لقد طردوه شر طردة لأنه ظلم زوجته الصابرة المسكينة ، وعاشت المرأة مع طفلها في القرية ، لكنها لم تستطع أن تنسى ظلم زوجها لها فكانت تنادي طفلها باسم غريب وهو ابن الأفعى ، لان الأفعى الحقيقية هو زوجها القاسي الظالم الذي لم يرحم ضعفها وصبرها .
تاريخ النشر : 2015-02-17