أدب الرعب والعام

بمفردي

بقلم : عبد الرحمن خليل – مصر
للتواصل : [email protected]

بمفردي
و انا هنا امامك لا اعرف اين انا و من جاء بي الى هنا

هل تعلم ما هو أصعب إحساس يمكنك الشعور به ؟

 طبيعي لا تعلم ؟ سأوفر عليك الإجابة انه إحساس الحرمان !!!

 

نعم نعم . ستجادلني في هذا……… طبيعي .فأنت مجادل بطبعك يا صديقي ؟ ولكن اقترح عليك أن تسألني أولا ماذا اقصد بالحرمان ؟

حسنا حسنا يا صديقي لا تغضب سأجيبك؟

انه الحرمان في حد ذاته؟ .. فهناك اشياء قد تظنها تافهة و لكن صدقني ستشتاق اليها ان حرمت منها . فالحرمان في رأيي يتسع كل شيء تمتلكه و يمكن ان يسلب منك؟

و الآن لماذا تنظر إلي هكذا تحدق في ملامحي وكأنك خائف مني . و تنظر الى جسمي الهزيل بأشمئزاز؟

اقدر خوفك و اشمئزازك فانا نفسي ان نظرت في المرآة فسأفزع نفسي .و لكني لم أكن هكذا دوما ؟ نعم

لقد كنت رجلا مهندما و سمينا . نعم . لا ترمقني بتلك النظرة . فتلك العظام الناتئة من كتفي و صدري و وجهي لم تكن تظهر تحت تلك الدهون التي كنت امتلكها يوما ما…

نعم لقد كنت سائق قضيت معظم وقتي اجلس في السياره و لهذا كنت قليل الحركه ………. حسنا حسنا

لا تصرخ هكذا . سأختصر فأنا اعلم انك لا تحب التفاصيل المملة و لكني أحب أن اذكرها حتى أتذكر تلك الحياة التي كنت أمتلكها يوما ما

علي العموم . كما ذكرت فانا كنت سائق و لكن من نوع خاص !!!

نعم لا تتعجب هكذا. سأبسطها لك

ان اردت ان تنجز شيئا ؟ تخاطبني و نتفق علي الميعاد و السعر و أقوم بالتوصيل؟

 

نعم أراك تنظر إلي تلك النظرة؟ تلك النظره التي كنت انظرها لنفسي احيانا في المرآة ؟ نظره الاتهام ؟

تلك النظره التي استشعر بان روحي احيانا تخرج من هذا الجسد الهزيل و تنظر إلي بها تلومني علي ما نحن فيه!!

نعم فمعظم ما كنت انجزه كان غير قانوني . نعم كنت طرف في كثير من الجرائم والعمليات المشبوهه و لكني اعتدت الشعور بالذنب…

نعم يمكنك ان تقولها لي . لا تخجل؟ اتريد ان تقول باني مجرم أم بأني منعدم الضمير ، اوافقك بكل ماستقوله فلا تأبه لتلك الدموع التي تتساقط من عيني و انا احدثك فانا الآن اشعر بالندم و لكني اتذكر وقتا لم اكن اشعر حتى بتأنيب الضمير!!

 

و لكن تلك كانت الحال و تلك كانت مهنتي التي اخترتها لنفسي. و في يوم عادي تلقيت اتصالا كالعادة من رقم مجهول .

وطلب مني أن اذهب لذلك العنوان و ان انتظره هناك ؟ حتى يسلمني الطرد و يعلمني بالمطلوب…

و كالعادة أعطيته رقم حسابي البنكي حتى يحول لي الدفعة المقدمة و عاده انتظر من 5 الى 10 ساعات لحين وصول المبلغ . ولكن تلك المرة وصل المبلغ في اقل من نصف ساعه .

و قبل الميعاد المحدد ارتديت ملابسي و جهزت سيارتي و ذهبت ……..

و عند ذلك النفق توقفت ليلا لا احد هناك و لا احد يسير و لا اسمع صوتا من احد فأنا تقريبا بمفردي. و لكني معتاد على هذا فكما قلت ان عملي غير قانوني و الجريمة تحب الظلام حتى يسترها.

و انتظرت ان تأتيني اي مكالمه او يأتيني شخص ما و لكن بلا جدوى و هكذا ظللت انتظر و انتظر في السيارة . دقيقه تلو الاخرى و ساعة تلو الاخرى . حتى غفوت .

 

و استيقظت و انا هنا امامك لا اعرف اين انا . و من جاء بي الى هنا و لا اعرف ما الوقت . هل نحن في نفس البلد ام خارجها . لا اعرف اي شيء ابدا . غير اني في مكان مظلم و كريه لم اتناول شيئا منذ مدة بأستثناء كسور الخبز المتناثره في المكان ولم اشرب شيئا الا ذلك السائل المعبأ في زجاجات لا اعلم ما هو و لكنه يروي عطشي الذي يقسو علي كثيرا و برغم طعمه المقزز إلا انني اعتدت عليه . نعم هل تصدق؟

عجيب ما يستطيع ان يعتاد عليه الانسان في تلك الظروف يا صديقي!!!

 

و هل تعلم ما المضحك في الموضوع؟

انني حتى لا اعلم لماذا انا هنا ؟

هل هذا انتقام ام للتسليه ام يريدون مني مال ام ماذا ؟

ما رأيك يا صديقي هل تعلم لماذا انا هنا ؟

لماذا لا تجيبني فتلك المرة المليون ربما التي احكي لك فيها قصتي و لا القي منك اي رده فعل؟

اجبني ؟ هيا ؟ لا تكن قاسي القلب هكذا ؟

اجبني ؟ هيا أيها الجاحد لقد خارت قواي . الم ترى دموعي و أنا احكي لك ؟ ألم ترى البؤس و الندم في عيناي؟ هل ترى ما قد وصلت اليه؟ لقد اقتربت من ان …. من ان …. أصبح مثلك .

نعم لقد اقتربت أن أصبح جثه هامدة .

………………….. حسنا حسنا…لا تغضب مني يا صديقي ؟

فالأصدقاء يتحملوا بعضهم البعض

لا عليك .سأحكي لك من البدايه و لكن اسمعني تلك المرة جيدا حتى نفهم ما الذي يحدث …حتى نستطيع الهروب .

نعم انا و انت .. لن اتركك يا صديقي ..ان هربت سأخذك معي

انصت الان جيدا الي. لقد كنت سائق قضيت معظم وقتي اجلس في السيارة ……….

…………………..

…… تمت ………..

تاريخ النشر : 2015-03-21

guest
34 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى