سؤال الأسبوع

ما هي السعادة ؟ .. وهل أنت سعيد ؟

بقلم : موقع كابوس

ما هي السعادة ؟ .. وهل أنت سعيد ؟
هل تعتبر نفسك سعيدا ؟ ..

منذ فجر التاريخ حار بنو البشر في معنى هذه الكلمة .. السعادة .. ما هي ؟ ..

قد يبدو سؤالا بسيطا لا يستحق كل هذه الحيرة ، أو هذا ما قد نظنه للوهلة الأولى ، لكن لو تعمقنا بالبحث قليلا ، لوجدنا أنفسنا في بحر لا قرار له من الأسئلة والأجوبة المتضادة والمتضاربة ، لا عجب بعد هذا أن أفنى بعض الفلاسفة والعلماء عمرهم كله في البحث عن معنى السعادة .

السعادة تعرف عموما بأنها المشاعر الإيجابية التي تتراوح بين الرضا والطمأنينة والبهجة.

لكن بعض الفلاسفة لا يتفقون مع هذا التعريف كثيرا ، فهم يرون السعادة في أن يحيا الإنسان حياة طيبة ومزدهرة ، فأن تكون مشاعرك إيجابية هو أمر جيد بالتأكيد ، لكن ليس بالضرورة يدل على السعادة ، لأنك قد تكون مبتهجا فيما أنت تعيش في حالة فشل كبير أو ظروف بائسة كالمرض والجوع والعوز .

والحياة الطيبة هي التوازن ما بين المشاعر الإيجابية والحياة الكريمة الآمنة لك ولمن تحبهم ، وهو ما تعتمده المنظمات الدولية في تصنيف الأمم والدول وفقا لمقياس السعادة ، ولا داعي لأن أخبركم بأن معظم دولنا العربية هي في قاع هذا المقياس .

لرجال الدين أيضا تعريفهم الخاص بالسعادة ، والذي يمكن تلخيصه في أن السعادة تتمثل في علاقة روحية قوية وقريبة من الله ، كلما كان إيمانك أقوى كلما أطمئن قلبك وارتاحت نفسك وقويت عزيمتك وسعدت روحك وزادت قناعتك . هذا ما يقوله أتباع الديانات المختلفة ، وهو هنا أقرب إلى السعادة النفسية منه إلى السعادة الواقعية ، فالتدين قد يشبع الحاجة الروحية لبعض الناس لكن ليس بالضرورة أن يساهم في سعادة ورفاهية وتطور المجتمع ككل ، وقد يجد البعض في التدين إنتقاصا من سعادته وحريته الشخصية .

إذن ما هي السعادة ؟ .. ربما تكون خليطا من كل ما قلناه سابقا ، ومع هذا لا يمكن الاتفاق على تعريف معين ، ببساطة لأن كل إنسان له وجهة نظر خاصة في السعادة ، وحتى وجهة نظر هذه تكون متغيرة باستمرار .

الصغير يرى السعادة في اللعب والمرح ..

الشاب يرى السعادة في الهوى والغرام ..

الكهل يرى السعادة في العمل والمال ..

العجوز يرى السعادة في التدين والصلاة ..

إنها متغيرة حقا ، ما نظن اليوم أنه السعادة قد لا يكون كذلك غدا ، تصور شخص عانى كثيرا من أجل الارتباط بحبيبته ، وحين تزوج بها أخيرا ظن صاحبنا بأنه أمتك ناصية السعادة والنعيم وأصبحت الحياة في نظره على أجمل وأحسن ما يكون ، لكن بعد فترة دب الخصام بين الزوجين واحتدمت الخلافات وتراكمت العداوات فتحول النعيم إلى جحيم مقيم والسعادة إلى قهر وألم لا يطاق . وشخص آخر تمثلت سعادته في امتلاك منزل ، حتى إذا ما توفرت الأسباب وحقق حلمه أخيرا وجد بأن جيرانه أناس سيئون مزعجون فتحول فرحه إلى بلاء وحلمه إلى كابوس .

وأعجب ما في هذه الدنيا أنك لا تكاد تجد سعيدا ، فترى الفقير يشكو ، والغني يشكو ، والعالم يشكو ، والجاهل يشكو ، والمتزوج يشكو ، والأعزب يشكو ، والقوي يشكو ، والضعيف يشكو ، والمريض يشكو ، والصحيح يشكو … حتى ضجت الأرض والسماء بالشكوى وأصبح من النادر أن تجالس إنسان فلا يشكو ويخبرك بأنه قانع وسعيد . لا بل أن هناك البعض إذا ما صادفته سعادة في حياته فأنه يتعمد الشكوى أمام الآخرين حتى لا تصيبه العين وتطاله سهام الحسد !! ..

لن أطيل عليك أكثر عزيزي القارئ .. ولن أطرح أسئلة متعددة كما أعتدنا في حلقات النقاش ..

هما سؤالان فقط لا أكثر :

ما هي السعادة ؟ .. وهل تعتبر نفسك سعيدا ؟ ..

تكلم بحرية وصراحة ، أطلعنا على وجهة نظرك ، لعل كلامك يكون أوفق إلى الصواب من هذر الفلاسفة والعلماء ، ولعل الآخرين يجدون في تجربتك فائدة ومنفعة وسبيلا إلى السعادة .

تاريخ النشر : 2015-04-08

guest
171 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى