طوائف و معتقدات

عبدة الشيطان (2) : الإبليسية الإلحادية و الإبليسية الروحانية‏

بقلم : عماد
[email protected]

سنتحدث في هذا الجزء بالتفصيل عن الابليسية الالحادية والابليسية الروحانية وما الفرق بينهما وما هي عقائدهما

الإبليسية الإلحادية :‏

عبدة الشيطان (2) : الإبليسية الإلحادية و الإبليسية الروحانية‏
انطون ليفي مؤسس كنيسة الشيطان

‏”كنيسة الشيطان” هي من أهم التجمعات الإبليسية، يبلغ عدد أعضائها حوالي المئتي ألف عضو في ‏مختلف أنحاء العالم و منهم الكثير من المشاهير و الوجوه المعروفة، أغلب أعضائها ملحدون لا ‏يؤمون بالله و لا بالشيطان و لا بالحياة بعد الموت. جاء في الإنجيل الشيطاني : ” لقد كان الإنسان ‏دوماً يخلق آلهته بدلاً من أن تخلقه الآلهة” وكان فيكسن يردد : ” ليس هناك آلهة ، ولا جنة ولا نار ‏‏”ويرى ليفي أن الإنسان هو إله نفسه، وأن كل الآلهة هي من صنع الإنسان ، وأن عبادة إله خارجي ‏هي في الحقيقة عبادة لمن صنع هذا الإله ولكن بالوكالة وفي محاولة للترويج إلى ما يدعو إليه ، ‏جعل ليفي من الدعوة إلى الشك في كل شيء سبيلاً وحيداً للوصول إلى الحقيقة والمعرفة ، إذ هو ‏الباب الموصل لذلك ، جاء في الإنجيل الشيطاني : ” بدون ذلك العنصر الرائع المسمى بالشك ، فإن ‏الباب الذي ينبغي للحقيقة الدخول منه يكون موصداً “، بل إنه يمتدح أولئك الذين يشكُون ولا ‏يصدقون كل شيء ، عاداً ذلك فهم عظيم، حيث يقول : ” إن من يكون بطيئاً في تصديق أي شيء ، ‏وكل شيء، هو صاحب فهم عظيم ، حيث إن الاعتقاد بمبدأ واحد مزيف هو بداية كل جهل”وبهذا ‏أراد أن يجعل من الشك طريقاً لتكذيب الدين بشكل عام والتشكيك بالخالق.‏
من أهم المبادئ عند هذه الجماعة هي الاستمتاع بالحياة الحالية التي يجب أن يعيشها الفرد كما ‏يحلو له و كما يرغب هو و ليس كما ترغب بذلك الديانات أو التقاليد و العادات، “عبادة الذات” أي ‏الاعتماد على الذات في كل شيء سواء في تمييز الصواب عن الخطأ أو في تقرير الضوابط و ‏المحاذير و غير ذلك و تحريم الامتناع عن أية شهوة طالما أنها لا تتعارض مع الضوابط الشخصية ‏التي يؤمن بها الفرد حتّى و إن كان الجميع يرفضها و حتّى إن حرّمتها جميع ديانات العالم…يستند ‏معتقد الجماعة على عدة أطروحات فلسفية لتبرير تبجيل الشيطان (و ليس عبادته) إذ ان تعاليمهم ‏تقوم على أساس أن الشيطان هو رمز للقوة والإصرار، ثائر و مقاوم يسير حسب ما يؤمن به دونما ‏اكتراث لرأي الآخرين و لا اهتمام بالعواقب المترتبة عن ذلك. عكس بقيّة الجماعات الإبليسية فلا ‏تتضمن تعاليم “كنيسة الشيطان” أية عبادات مهما كانت و ترفض القيام بأيّ طقس ديني فكما قلنا ‏فهي ترتكز على خلفية إلحادية أي لا تعترف بوجود الشيطان أصلاً و لا الله و لا الحياة بعد الموت ‏و لكن تدعو إلى تبجيل الشيطان (أو بصفة أدقّ، الصورة النمطية عن الشيطان) باعتباره رمز ‏التمرّد و الثورة و الحريّة و تغليب مصلحة الفرد على مصلحة الجماعة.‏
‏”كنيسة الشيطان” هي أكبر الطوائف الإبليسية و أكثرها تنظيماً و قوّة و نفوذاً، وجودها معترف به ‏في الكثير من دول العالم و معظم الدول الأوربية و أمريكا، و لهم كهنة رسميون يلقون المواعظ و ‏يجرون المناظرات و يتلقّون رواتب رجال الدين مثلهم مثل القساوسة و الأئمّة و الحاخامات، و لهم ‏مراكز عبادة رسمية تتلقى معونات الدولة بالإضافة إلى عشرات الكتب و المجلات و الوثائقيات ‏التي تروّج لأفكارهم و معتقداتهم…معظم أعضاء هذه الطائفة  لا يمكن تمييزهم عن عامة الناس فهم ‏لا يرتدون الملابس الغريبة و لا يضعون الماكياج المرعب و لا يستمعون بالضرورة إلى الموسيقى ‏الصاخبة، و كثير منهم مفكرون و أساتذة جامعات و شخصيات مشهورة نذكر منهم :‏

‏* السيناتور الأمريكي “جون كيري” (التحق بالطائفة لفترة ثمّ طلّقها)‏
‏* الكاتب و الأديب البولندي “ستانيسلا بريبوشسكي”‏
‏* دونالد ويربي” (أحد كبار رجال الأعمال بسان فرانسيسكو)‏
‏* مايكل هارنر (عالم في الأنثروبولوجيا)‏
‏* كينيث أنجر (مخرج سينمائي)‏

عبدة الشيطان (2) : الإبليسية الإلحادية و الإبليسية الروحانية‏
الشيطانية الالحادية لا تؤمن بوجود الله او الشيطان و لكنها تعتبر الشيطان رمزا للمقاومة و الثورة على “عقلية القطيع”
تأسست “كنيسة الشيطان” عام 1966 من طرف “أنطون ليفي ‏Anton LaVey ‏” و هو يهودي ‏أمريكي غيّر اسمه العائلي من “‏levy ‏ أي لاوي (من سبط لاوي ابن يعقوب) إلى ‏LaVey ‏ و ذلك ‏بعد تأسيس طائفته الدينية و هو اسم يعتبره ذو مدلول كهنوتي يتلاءم مع منصبه الكهنوتي على رأس ‏طائفة “كنيسة الشيطان” التي بدأت النشاط بصفة رسمية يوم 30 أبريل 1966 بمدينة سان ‏فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا ، وجعل ليفي من نفسه الكاهن الأعظم و القديس الأعلى لهذه الطائفة و ‏قد كان قبل التأسيس الرسمي لها يقوم بإلقاء محاضرات و خطب في صالة منزله (الذي أصبح ‏لاحقاً مركز الطائفة في العالم) على أعضاء من مختلف الأعمار و الأعراق و ذلك بعد دفع رسم ‏الدخول المقدر بدولارين .‎
كان ليفي غريب الأطوار منذ صغره ، فقد كان يتسرب من المدرسة ، ثم غادر بيت أهله وهو في ‏السادسة عشرة من عمره ، وعمل عازفاً للأورغن في الكنيسة، ثم انضم إلى فرقة للمهرجانات ، ‏حيث تعلم التنويم المغنطيسي ، بعد ذلك التحق بكلية في سان فرانسيسكو لتعلم “علم الجريمة” ، ‏وبعدها عمل مصور للشرطة في المدينة ، حيث عايش جرائم القتل والاغتصاب وغيرها . وتركت ‏هذه الفترة أثرها عليه ، حيث أنكر خلالها وجود الله. وانضم ليفي بعد ذلك إلى مجموعة ” الدائرة ‏السحرية ” التي تؤمن بالقوى الخارقة، وتنظم المحاضرات حول السحر والأمور الغامضة.‏ ‎ ‎يقول ‏عن تأسيسه لكنيسة الشيطان:‏
‏”في ليلة السبت كنت أرى الرجال يتلذذون بشهوانية بعد رقص البنات النصف عرايا في الكرنفال ، ‏وفي صباح يوم الأحد عندما كنت أعزف على الأورغن أثناء الموعظة الأسبوعية للكنيسة، كنت ‏أرى الرجال أنفسهم يجلسون على مقاعد الكنيسة مع زوجاتهم و أطفالهم يسألون الرب ليغفر لهم و ‏يطهرهم من الرغبات الشهوانية. و في ليلة السبت التالية يعودون أدراجهم للكرنفال أو لمكان آخر ‏ليدللهم ويمنحهم اللذة….علمت حينها أن الكنيسة المسيحية (و المؤسسة الدينية بشكل عام ) تزدهر و ‏تعتاش على النفاق و الرياء ، و تلك الطبيعة الشهوانية للرجال تعود لتظهر مجددا !!”.‏

جذبت “كنيسة الشيطان” لنفسها الأنظار بعد مدّة يسيرة من إنشائها و ذلك عبر عملها الدءوب على ‏نشر أفكارها و تعاليمها و اقتراح نمط حياة فريد لأعضائها و ذلك عبر تنظيم حفلات زواج، ‏جنازات و أعياد ميلاد على الطريقة الإبليسية… بعد نجاحه في لفت الأنظار قام “أنطون ليفي” ‏بتكملة صورته الكهنوتية عبر حلق رأسه و ارتداء اللباس الكهنوتي و حتّى وضع قرون اصطناعية ‏لتكتمل الصورة و يتشبّه بالشيطان لأقصى درجة.‏
بعد بضع سنين أصبحت الجماعة أكثر تنظيماً و زاد عدد المنتسبين إليها و شاع خبرها في أرجاء ‏المعمورة، فكان لزاماً على “انطون ليفي” أن يضع المبادئ و القوانين و المعتقدات في كتاب شبه ‏مقدّس يدعى “الإنجيل الشيطانيّ” و الذي أتبعه بكتاب آخر “الطقوس الشيطانية” يشرح فيه الطقوس ‏و الممارسات التي اعتمدها عبدة الشيطان في الماضي مفسحاً المجال لاحقاً للكثيرين الذين يعتبرون ‏‏”الإبليسية” كديانة قائمة بحد ذاتها معتمدين على ذلك الكتاب للتعرف على المزيد من الطقوس ‏الشيطانية.‏
في الثمانينات والتسعينات، كانت كنيسة الشيطان وأعضائها ناشطين جدا في إنتاج أعمال فنية، ‏سينمائية وموسيقية وأفلام ومجلات مكرسة للشيطانية. الأكثر ملاحظة دار فيرال هاوس للنشر ‏لصاحبها آدم بارفيري، وموسيقي بويد رايس، والموسيقية الغامضة في ديسموند هايس-لينج، وأفلام ‏نيك بوجس وأهمها فيلمه الوثائقي “كلام الشيطان: مدافع انتون لافي”. واستمرت كنيسة الشيطان ‏محل انتباه الصحف والمجلات أثناء ذلك الوقت.‏

عبدة الشيطان (2) : الإبليسية الإلحادية و الإبليسية الروحانية‏
لافي مع زوجته برتون بلانش

بعد موت انتون سزاندور لافي انتقل مركزه كرأس كنيسة الشيطان إلى زوجته (القانونية) بلانش ‏برتون. حتي هذا اليوم ظلت بلانش مشتركة في الكنيسة، على أي حال في 2001 بدلت مكانها مع ‏أثنين من أقدم أعضاء الكنيسة بيتر هـ جيلمور وبيجي نادراميا، الكاهن الأعلى والكاهنة الأعلى ‏الحاليين لكنيسة الشيطان وناشري مجلة “الشعلة السوداء”، المجلة الرسمية لكنيسة الشيطان. المكتب ‏الرئيسي لكنيسة الشيطان أيضا قد تحرك من سان فرانسيسكو لمدينة نيويورك (مانهاتن، حي مطبخ ‏جهنم)، حيث يسكن الزوجين. كنيسة الشيطان لا تعترف بأي منظمات أخرى تدعي معرفة عن ‏الشيطانية وممارستها، رغم ذلك كنيسة الشيطان تعرف أن لا أحد يجب أن يكون عضواً في الكنيسة ‏حتى يكون إبليسيّ حقيقي.‏
بما أن كنيسة الشيطان لاتعطي معلومات عن أعضائها علناً فعدد أعضاء كنيسة الشيطان غير ‏معروف. و لكن يُقدّر بحوالي مائتي ألف حول العالم.‏

‏== المبادئ و المعتقدات ==‏

يُنظر إلى الشيطان في “الإنجيل الشيطاني” على أنّه قوّة شريرة بطبعها و لكن لابدّ من وجودها ‏حيث أنّها تساهم في توازن القوى و تحقيق العدالة، و أحياناً يوصف الشيطان في “الإنجيل ‏الشيطاني” على أنّه ذلك التوهّج الداخلي في أعماق النفس الذي يحدد رغبات الفرد و شخصيته ‏بشكل عامّ. ‏
تنظر جميع الشعوب و الديانات إلى الشيطان على أنّه شرّير، كذاب، محتال، كائن يسعى لتدمير ‏الإنسان أو استعباده. ينما يراه البعض على أنّه ثائر و مقاوم عظيم، يتصرّف كما بالطريقة التي ‏يؤمن بها هو دونما اعتبار لرأي الآخرين و لا للعواقب المترتبة عن ذلك…ثم عبر دمج الصورة ‏التقليدية للشيطان كمرادف للشرّ و كذلك الصورة الأخرى له على أنّه ذلك الثائر المقدام الذي لا ‏يخشى لومة لائم، مما أفضى إلى اعتباره عند الإبليسيين رمزاً لشخصيتهم و طريقة تفكيرهم التي ‏يقولون أنها تناقض “عقلية القطيع” ‏ )‎تقبّل الأفكار و العادات دون تمحيص فقط لأن الناس يفعلون ‏ذلك (‎ ، بينما الإبليسيون ينظرون لأنفسهم على أنهم  يتصرفون و يفكرون بالطريقة التي يريدون ‏حتّى و إن تعارض ذلك مع التفكير السائد و جلب الاستهجان و العواقب الوخيمة، تماماً مثلما فعل ‏إبليس حينما رفض السجود لآدم و آثر التصرف بما يؤمن به و إن أدّى ذلك لطرده من الجنّة.‏
لا يؤمن أتباع “كنيسة الشيطان” بالله و لا يعتقدون بوجود الشيطان فعلاً، و لكنّهم يتّخذون من ‏الصورة النمطية عنه رمزاً لشخصيتهم و مبادئهم و طريقة تفكيرهم التي تتمثل في تمجيد الذات ، ‏وتعظيم اللذة ، ورفض المعايير الاجتماعية. و عوض عبادة الله أو الشيطان اللذين لا يؤمنون ‏بوجودهما، يقومون بعبادة الذات أو تأليه الذات عبر الثقة الزائدة بالنفس إلى درجة مهولة و عدم ‏الاكتراث بما يقوله الآخرون، ملخّصين ذلك في جملة: “أنا إله نفسي”.‏

‏= ركائز الإيمان عند “كنيسة الشيطان”:‏

يتوجّب على العضو الإيمان إيماناً مطلقاً بهذه الركائز التسعة.‏
‏1 – الإبليسية هي الاستمتاع بالملذّات و ليس الزهد و التقشف.‏
‏2 – الإبليسية هي الواقعية و ليس الأوهام و الخرافات.‏
‏3 – الإبليسية هي الحكمة النقيّة و ليس النفاق و الكذب على النفس.‏
‏4 – الإبليسية هي الدماثة مع الكريم، و ليس إكرام اللئيم.‏
‏5 – الإبليسية هي رد الضربة بأقسى منها، و ليس إدارة الخد الأيسر لمن ضربك (من أقوال السيد ‏المسيح “من ضربك على خدك الأيمن، أدر له خدك الأيسر”)‏
‏6 – الإبليسية هي الالتزام بمسؤولياتك، و ليس القلق من توافه الأمور.‏
‏7 – الإبليسية هي أن حقيقة الإنسان لا تعدو كونه مجرد حيوان ناطق، أحياناً يكون أفضل من ‏البهائم و غالباً ما يكون أسوأ منها بدرجات لأن تطوره العقلي و الروحي عن بقية الكائنات الحية قد ‏يجعل منها أسوأها على الإطلاق.‏
‏8 – الإبليسية هي أن معظم تلك التي ندعوها “خطايا” و “ذنوب”، ما هي إلا وسائل تفضي إلى ‏المتعة و الارتياح  المعنوي و البدني  و العاطفي.‏
‏9 – الإبليسية هي أن تؤمن بأن الشيطان هو أفضل صديق للكنيسة ليومنا هذا، فهو الذي أبقاها على ‏قيد الحياة إلى هذا اليوم.‏

‏= الخطايا التسعة عند “كنيسة الشيطان” =‏

‏1 – الغباء‏
‏2 – الغرور‏
‏3 – الأنانية الزائدة عن اللزوم‏
‏4 – خداع الذات‏
‏5 – السير مع القطيع‏
‏6 – قصر النظر‏
‏7 – تناسي التجارب السابقة‏
‏8 – التبختر الفارغ‏ .‎
‏9 – نقص الحسّ الجمالي.‏

القوانين الإحدى عشر للمنتمي إلى “كنيسة الشيطان” :‏

‏1 – لا تعطي آرائك و نصائحك إلا إذا سُئلتَ.‏
‏2 – لا تحكي همومك و مشاكلك للآخرين إلا كنت متيقّناً أنهم يريدون سماعها.‏
‏3 – عندما تكون ضيفاً عند أحدهم، فكن محترماً و لا تجرحه و إلا فلا تذهب أصلاً.‏
‏4 – إذا أزعجك أحد ضيوفك أو قلل الأدب معك، فعامله بقسوة و لا تشفق عليه.‏
‏5 – لا تمارس الجنس مع أي كان، إلا إذا كان يرغب بذلك فعلاً.‏
‏6 – لا تأخذ ما لا يخصّك، إلا إذا كان عبئاً على الشخص الآخر و يريد التخلص منه.‏
‏7 – أعترف بالجميل و رد الصنيع لمن أحسن إليك.‏
‏8 – لا تتدخل فيما لا يعنيك.‏
‏9 – لا تؤذي الأطفال الصغار.‏
‏10 – لا تقتل أي حيوان إلا إذا هاجمك، أو إن أردت الانتفاع من لحمه.‏
‏11 – عندما تسير في أي مكان فلا تزعج أحداً، أما إن أزعجك أحد فاطلب منه تركك في حالك، ‏فإن رفض فحطّمه تحطيماً دونما رأفة و لا شفقة.‏

‏== الطقوس و العبادات ==‏

عبدة الشيطان (2) : الإبليسية الإلحادية و الإبليسية الروحانية‏
لافي يقوم بتعميد ابنته في كنيسة الشيطان

على عكس ما هو شائع عن عبدة الشيطان فهذه الطائفة لا تقوم بأي طقوس غريبة، أو أمور همجية ‏مثل شرب الدماء أو قتل الأطفال أو الجنس الجماعي أو غير ذلك كما أن تعاليمها لا تعتبر ضارّة ‏بالمجتمع بقدر ما تصبّ في خانة الحرية الشخصية و حرية المعتقد…لا تتضمن تعاليم “كنيسة ‏الشيطان” أية طقوس أو عبادات لأنها تقوم على خلفية إلحادية كما قلنا و معظم أعضائها ملحدون…‏

‏== العضوية ==‏

كنيسة الشيطان لديها نوعان من الأعضاء: الأعضاء المسجلين، والأعضاء النشطين. ‏
لأعضاء المسجلين هم الأشخاص الذين أعلنوا انتسابهم لكنيسة الشيطان و سجّلوا أنفسهم هناك و ‏لكن دون أن يقوموا بنشاطات تبشيرية أو دعوية.‏
الأعضاء النشطون و هم الأعضاء الذين يسعون لترويج فكر الطائفة بين الناس و المداومة على ‏حضور مختلف الندوات و التجمعات التي تقوم بها الطائفة.‏

و لكنيسة الشيطان عدّة درجات يتدرجها العضو ليصل إلى مراكز أعلى.‏

الدرجة الأولى: شيطاني. ‏
الدرجة الثانية: مشعوذساحرة. ‏
الدرجة الثالثة: كاهنكاهنة. ‏
الدرجة الرابعة: كاهن أعلىكاهنة أعلى. ‏
الدرجة الخامسة: ماجوسماجا ‏
الأعضاء الناشطون يبدءون عند الدرجة الأولى، ويجب على الشخص أن يتقدم للعضوية وأن يقبل ‏كعضو ناشط وذلك بواسطة الإجابة على سلسلة كبيرة من الأسئلة. غير ممكن أن يقدم شخص ‏الدرجة أعلى، حيث أن متطلبات الدرجات الأعلى غير مطروحة علناً، الترقية لدرجة أعلى بالدعوة ‏فقط. الأعضاء من الدرجة الثالثة إلى الدرجة الخامسة يمثلون الكهانة، وقد يطلق عليهم لقب ‏‏”قسيس”، أعضاء الدرجة الخامسة أيضا يطلق عليهم “دكتور”.‏

الشيطانية الروحانية (عبادة الشيطان) :‏

و هم ممن يتّخذون الشيطان إلهاً يعبدونه و يتقرّبون إليه، على عكس أتباع كنيسة الشيطان أو ‏‏”الإبليسية الإلحادية” الذي لا يؤمنون بوجود الشيطان أصلاً…هؤلاء يمثلون قلّة في أوساط ‏الإبليسيين بشكل عامّ و هم الامتداد التاريخي لعبدة الشيطان في الأزمنة الغابرة، و يعتقدون بأن ‏الشيطان موجود فعلاً و له قوى مساوية لقوّة الإله بحيث يعطي و يمنع، يحيي و يميت، يعاقب و ‏يجازي و يتقرّبون إليه لينالوا رضاه و رحمته عبر طقوس تختلف من جماعة لأخرى و من زمن ‏لآخر و لكنّها تتشابه جميعاً في أنّها غالباً ما تكون مستفزّة و شاذة، مرعبة نوعاً ما و أحياناً كثيرة ‏مقرفة مثل شرب الدماء و تقديم الأضاحي و الصراخ الهستيري و قراءة الإنجيل أو القرآن ‏بالمقلوب، بالإضافة إلى ممارسة مختلف أنواع السحر الأسود، هم منغمسون في الروحانيات و ‏عوالم الجنّ و العفاريت لدرجة الانفصال عن العالم الواقعي و العيش في الأوهام و الخزعبلات لذا ‏كثيراً ما تبدو معتقداتهم أقرب إلى الهذيان و الكلام الغير مفهوم.‏

عبدة الشيطان (2) : الإبليسية الإلحادية و الإبليسية الروحانية‏
الشيطانية الروحانية هي امتداد لعقائد عبادة الشيطان القديمة و تتضمن طقوس شاذة و غريبة
أغلب المنتمين لهذا المنهج هم من المراهقين و الشباب الطائش الذين جلبهم الفراغ الروحي و ‏العاطفي و الخواء الفكري إلى هنا بتأثير من أصدقائهم غالباً بسبب الفضول الشديد في التعرّف على ‏ما قد يبدو لهم عالماً خفيّاً إذا يكثر الحديث هنا عن الجنّ و العفاريت و القوى السحرية و الأمور ‏الخارقة للطبيعة، مما يدفع الكثيرين إلى الدخول في هذه الطائفة و تجربة هذا العالم….أغلب ‏الحالات التي اكتشفت في العالم العربي عن عبدة الشيطان كانوا من أتباع هذا المنهج أي الشيطانية ‏الروحانية و ما ساعد في سهولة تقبّل هؤلاء الشباب العرب لمثل هذه المعتقدات هو الانتشار ‏المرعب للخرافات و الأساطير عن الجنّ و العفاريت و الشياطين و قدراتهم العجيبة في عالمنا ‏العربي، و الخوف المتوارث من السحرة و المشعوذين الإيمان بقدراتهم الغيبية مما يجعل الحديث ‏عن عبادة الشيطان لتحقيق مآرب ما أو تجريب أمور خارقة للطبيعة شيئاً مثيراً للغاية في مجتمعنا، ‏مما يجعل الفارغين و ضعاف الإيمان يتقبّلونه بسهولة.‏
في غالب الأحيان لا يمضي الفرد أكثر من سنة أو سنتين معتنقاً هذا المعتقد ثم ينفضّ عنه و يمشي ‏بعيداً بعد أن يكون قد أشبع فضوله، و ذلك على عكس “الإبليسية الإلحادية” التي يكون أغلب أتباعها ‏ممن اعتنقوها بعد دراسة فوجدوها تلائم أفكارهم.‏
تمتاز الإبليسية الروحانية باللخبطة و العشوائية و عدم التنظيم، سواء في المعتقد أو في الطقوس ‏التي تتباين بشكل كبير من فرد لآخر و من جماعة لأخرى، فكلّ يتصرّف على هواه و يقيم طقوساً ‏قربانية على حسب تصوّره و لكن القاسم المشترك للجميع هو معاداة الأديان و منافاة التقاليد و ‏العادات و إنكار الحدود الدينية و الأخلاقية لذا كثيراً ما تكون تجمّعاتهم التعبدية مرتعاً لممارسة ‏المحظورات كالجنس الجماعي أو العشوائي، و الموسيقى الهستيرية و استهلاك المخدرات و الخمر ‏بشراهة إضافة إلى الرقص الهستيري على إيقاع الموسيقى الصاخبة المعروفة بالـ”بلاك ميتال” التي ‏تجعل الإنسان في حالة هيجان شديد. (سنأتي على شرح طقوسهم و معتقداتهم بالتفصيل لاحقاً)…‏
يتميّز أتباع هذه الطائفة بالمظهر الخارجي الشاذ، و التصرفات الغير متوقعة و الغير عقلانية، ‏إضافة إلى الخواء الفكري إذ نادراً ما يوجد في أوساطهم مثقفون أو ذوو شهادات عليا فالفئة الغالبة ‏هي فئة الشباب و المراهقين.‏
توجد عدة فرق لهذا التيّار بعضها ينشط بصفة رسمية في العديد من البلدان بينما البعض الآخر ‏محظور لتحريضه على العنف أو تقديم الأضاحي البشرية مثل جماعة “الملائكة التسعة” التي هي ‏محظورة في جميع بلدان العالم و الانتساب إليها يعرّض للملاحقة القضائية، نظراً لترويجها للأفكار ‏المتطرفة جداً مثل تشجيعها و دعوتها جهاراً نهاراً لتقديم الأضاحي و القرابين البشرية التي تعتبرها ‏وسيلة لتخليص العالم من العناصر الغير نافعة كالضعفاء و المعوقين و العجائز و الزنوج.‏

‏== المعتقدات و الطقوس ==‏

يختلف تيار عبدة الشيطان عن الإبليسية الإلحادية في المعتقدات و الأهداف، فبينما الأخيرة تقوم ‏على أسس و أطروحات فلسفية إلحادية لا تعترف بأي قوى غيبية و لا تؤمن بأي طقوس أو قرابين، ‏فإن “الإبليسية الروحانية” تؤمن بوجود الله و بوجود الشيطان و بوجود القوى الغيبية كالجن و ‏العفاريت، و يختلف تصوّرها للشيطان كإله من فرد لآخر و الصفة الغالبة هي أنّه أقوى من الله و ‏أنفع منه، لذا فهو أجدى بالعبادة و التقرّب و تقام لذلك الطقوس و تقدم القرابين.‏
و بما أنّه لا يوجد أساس أي تصوّر محدد لماهية هذه الطقوس فكل يتصرّف حسب ما يراه، لذلك ‏كثيراً ما تكون الطقوس شاذة كالتمسح بالدماء أو نبش المقابر أو ذبح الحيوانات و شرب دمائها و ‏غير ذلك من الأمور المقززة…و أحياناً قد يصل الأمر إلى القتل كما سنأتي على ذكره لاحقاً.‏
كما تختلف الإبليسية الروحانية عن الإلحادية في الأهداف، فبينما تركّز الأخيرة على ضرورة تمجيد ‏الذات و تدعو إلى تحكيم العقل و تؤكّد على وجود السيئ و الجيّد (و تحديدهما يتوقّف على الفرد ‏نفسه)‏ ‎ ‎كما تضع حدوداً و قوانين يسير عليها أتباعها مما يجعل خطرها ليس كخطر الإبليسية ‏الروحانية التي لا تعترف بأي حدود أو ضوابط، فالغاية السامية هي إرضاء الشيطان و نيل رحمته، ‏و كل شيء مسموح في سبيل ذلك و بحكم أنه لا توجد طقوس محددة و لا قوانين معيّنة لكيفية ‏إرضاء هذا الشيطان، إضافة إلى أن أغلبية المنتمين لها يكون عقلهم مغيّباً تماماً و منفصلين تماماً ‏عن العالم الواقعي مما يجعلهم يصدّقون أي هذيان أو ترهات يتفوّه بها هذا أو ذاك لكيفية التقرب ‏للشيطان، و كثيراً ما تكون النتيجة وخيمة كالقتل أو التعذيب أو إيذاء النفس.‏

الشكل الخارجي لعبدة الشيطان :لقد عمد عبدة الشيطان إلى إبراز أنفسهم وتمييزها، ‏ومخالفة الآخرين في كل شيء حتى وصل الأمر بهم إلى تغيير صفاتهم الشكلية، ومظاهرهم ‏الخارجية، وهو ما نبينه فيما يأتي:‏

‏* تغيير الخِلقة لمحاكاة إبليس في الشكل :‏

يعمد عبدة الشيطان إلى تشويه وجوههم وأشكالهم ، لتصبح حسبهم شبيهة بالشيطان ، وعندما أعلن ‏أنطون ليفي عن تأسيس كنيسة الشيطان ، حلق شعره وشوه وجهه ليحاكي الشيطان، و هم ‏يستخدمون عدة طرق للتشويه في خلقتهم لمحاكاة الشيطان منها :‏

‏1 –  حلق الشعر كاملاً ، والوشم على جلد الرأس ، أو تثبيت قطع معدنية أو بلاستيكية على جلدة ‏الرأس.‏
‏2 –  ثقب الوجه ، خاصة الأنف والأذنين ، وتغيير حجمها باستخدام قطع معدنية أو بلاستيكية.‏
‏3 –  استخدام أقنعة جاهزة ، غالباً ما تكون مرعبة المنظر ، ولها قرنان ، أو الاكتفاء بوضع قرنين ‏وصبغ الوجه بالألوان.‏
‏4 – تحديد الأسنان لإيجاد فروق بينها ، ووضع أنياب صناعية بارزة، بل إن هناك محالاً تجارية ‏خاصة بعبدة الشيطان تنتشر في كبرى مدن أوروبا كلندن وباريس وبرلين وغيرها ، وهي ‏مخصصة لبيع المستلزمات الخاصة بهم ، منها الأنياب الصناعية.‏
‏5 – استخدام الأحماض قوية التركيز ، ورشها على الوجه والجسم بغرض التشويه ، كما فعل أبوين ‏من عبدة الشيطان بابنتهما التي قالت أنهما أخبراها أنها شيطانه على شكل بشر ، وأن شكلها الحقيقي ‏سيظهر بعد رشها بماء مبارك ، وكانت تنتظر ذلك اليوم بفارغ الصبر ، إلى أن جاء وقته ، فرشّاها ‏بسائل أحست بعده بالآلام الشديدة ، وأُغمي عليها ، ثم رأت أنها أصيبت بتشوهات في وجهها وسائر ‏جسدها ، واكتشفت حين كبرت أن الماء المقدس ما هو إلا حمض شديد التركيز

‏* الملابس :‏

عبدة الشيطان (2) : الإبليسية الإلحادية و الإبليسية الروحانية‏
مثل هذه الصور لعبدة الشيطان منتشرة على الانترنيت و بعضها لفرق موسيقية

يعمد عبدة الشيطان إلى ارتداء الملابس الخليعة ، ذات الألوان الغريبة والصارخة إضافة إلى اللون ‏الأسود ، وغالباً ما تكون ملابسهم رثة متهرئة، تحمل رسومات خاصة مرتبطة بأفكارهم كالجماجم ‏، ورؤوس الكباش ، وعلامة الموت، أو تحمل رسومات وعبارات إباحية أو تحتوي على ازدراء ‏للأديان و شتم لله للأنبياء.‏

‏* لبس السلاسل و الحليّ :‏

اشتهر عبدة الشيطان ، ذكوراً وإناثاً ، بلبس السلاسل والحلي والخواتم ، والأساور والفصوص ، ‏والأقراط، خاصة الفضية التي تأخذ أشكالاً خاصة مرتبطة بأفكارهم وعقائدهم ، وغالباً ما تكون ‏على شكل جماجم أو أفاعي أو صليب مقلوب ، أو هيكل عظمي أو رأس كبش.‏

‏* تشبّه الرجال بالنساء، و النساء بالرجال :‏

دأب الرجال من عبدة الشيطان على التشبه بالنساء ، وذلك بإسدال شعورهم على أكتافهم، ولبس ‏السلاسل ووضع أقراط في الآذان كما تعمد النساء إلى التشبه بالرجال، باللباس ، أو بحلق شعورهن ‏تماماً ، مما أظهر ما يسمى بالجنس الرابع أي الفتيات المسترجلات.‏

‏* الارتباط باللون الأسود :‏

يرتبط عبدة الشيطان ارتباطاً كبيرا ً باللون الأسود ، ويفضلونه على سائر الألوان ويحرصون على ‏إظهار هذا الارتباط على أشكالهم ومظهرهم الخارجي ، مبررين ذلك بما يعتقدون من أفكار ‏شيطانية ، وهو ما يمكن بيانه فيما يأتي :‏

‏- يقولون أن اللون الأسود ، والظلام عموماً ، مرتبط بالشر والموت ، والشيطان هو من يمثل الشر ‏والموت .‏
‏- يقولون أن الشيطان يحب اللون الأسود ويفضله.‏
‏- التيمن بالشيطان الذي من أسمائه ” أمير الظلام ” .‏
‏-  وأخيراً يأتي هذا التوجه إمعاناً في سيرهم بالاتجاه المعاكس للأديان ، إذ إنهم يطلقون على ‏الأديان الأخرى سواهم ” طريق اللون الأبيض ” فهم يفضلون اللون الذي يقابله وهو الأسود.‏

إشارات التحية والتعارف بينهم :‏

اتخذ عبدة الشيطان إشارات خاصة ، جعلوها للتحية و التعارف فيما بينهم ، ولها تعلق أفكارهم و ‏معتقداتهم ، وهي على ثلاثة أشكال :‏

أ- رفع إصبعي الخنصر والسبابة وضم الوسطى والتي تليها ، على أن يكون الإبهام أسفلهما.‏
ب- رفع إصبعي الخنصر والسبابة، وضم الوسطى والتي تليها ، على أن يكون الإبهام فوقهما.‏
جـ –  رفع إصبعي الخنصر والإبهام ، وضم الثلاثة الباقية.‏

وهذه الإشارات ترمز إلى الشيطان ، حيث الإصبعين تشير إلى قرني الشيطان

في المقال القادم سنعرض بالتفصيل لطقوس عبدة الشيطان الغريبة و الدموية احيانا ..

تابع السلسلة :

guest
129 Comments
الاحدث
الاقدم الاكثر تصويتا
Inline Feedbacks
شاهد جميع التعليقات
زر الذهاب إلى الأعلى